|
أرشيف المنتدى هنا نقل الموضوعات المكررة والروابط التى لا تعمل |
|
أدوات الموضوع | ابحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
||||
|
||||
![]() الفصل الثاني جلال الدين يصارع التتار ( استعداد جلال الدين للتتار ) * أفكار هذا الفصل يتناول الفصل الأفكار الآتية : 1 - استعداد جلال الدين لملاقاة التتار. 2 - نبوءة المنجم لجلال الدين ، وأثر هذه النبوءة على جلال الدين وممدود. 3 - انتصار جلال الدين على التتار ، وبطولات الأمير ممدود. 4 - استشهاد الأمير ممدود. 5 - هجوم التتار بجيش الانتقام وهزيمتهم للمسلمين. 6 - النكبات التي حلت بالسلطان جلال الدين وأسرته. أولاً: استعداد جلال الدين لملاقاة التتار : ترك جلال الدين ما كان فيه من الراحة فبدأ خطوات جادة لملاقاة التتار تمثلت في (تجهيز الجيش - إعداد العدة - تقوية القلاع - بناء الحصون - تحديد يوم المسير). ثانياً: نبوءة المنجم لجلال الدين وأثر هذه النبوءة على جلال الدين وممدود كعادة كافة الملوك كان جلال الدين حريصاً على استشارة المنجمين كلما هم بأمر عظيم. فبعث إلى منجمه الخاص الذي أنبأه قائلاً :إنك يا مولاي ستهزم التتار ويهزمونك ،وسيولد في أهل بيتك غلام سيكون ملكاً عظيماً على بلاد عظيمة ويهزم التتار هزيمة ساحقة. أثر هذه النبوءة على السلطان جلال الدين والأمير ممدود. على السلطان جلال الدين : ساوره الخوف من كلام المنجم لقوله (ويهزمونك) وقلل هذا الكلام من حماسه لمحاربة التتار. ثم استرجع كلام المنجم ثانية (سيولد بين أهل بيتك غلام سيكون ملكاً عظيماً) فقد خشى أن تلد زوجته أنثى/ وتلد أخته ولداً ، وبالتالي سينتقل الملك من بيته إلى غيره. على الأمير ممدود : لم يكن أقل خوفاً من السلطان جلال الدين لما يأتي: خشى أولاً من كلام المنجم للسلطان جلال الدين أن يكون ذلك قد خذل شيئاً من حماسه لقتال التتار. خشى أن تلد زوجة جلال الدين أنثى وتلد زوجته ذكرا ً، وهذا ما لا يعجب السلطان جلال الدين فيفكر في قتله، لأنه لا يرضى بانتقال الخلافة إلى غير أبنائه وهو يعلم مدى حرص الملوك وتهالكهم على ألا ينقطع الملك عن نسلهم. مع ملاحظة أن : كل هذه المخاوف التي ساورت الأمير ممدود قد تحققت فأنجبت زوجته ذكراً وأنجبت زوجة جلال الدين أنثى ، فتغيرت طباع جلال الدين ،وشعر بالحقد ،والغيرة نحو أخته وزوجها وولدها ولم يستطع إخفاء الحقد من نفسه ، فاعتذر السلطان جلال الدين ،ووعدهما بأن ابنهما محموداً سيكون له في منزلة الابن. ثالثاً: انتصار جلال الدين على التتار وبطولات الأمير ممدود: علم السلطان جلال الدين أن التتار قد دخلوا (مروا) بوحشيتهم المعهودة وأنهم، سائرين إلى (هراة) فأذن عساكره بالخروج وخرج في ستين ألفاً، والتقى بالتتار قبل وصولهم (هراة) فقاتلهم قتالاً عظيماً وقتل منهم أعداداً كثيرة. وقد أبدى الأمير ممدود شجاعة نادرة ، وبطولات خاصة جعلت السلطان جلال الدين ينسب شرف النصر له في هذه الموقعة الساخنة. رابعاً : استشهاد الأمير ممدود استطاع الأمير ممدود أن يخرج ما في جعبته من مهارة حربية، وشجاعة نادرة مكنته من قتل أعداد كثيرة من التتار. جعلت السلطان جلال الدين يعترف بفضله في موقعة(هراة )ويعتمد عليه فتركه وحيداً في هراة، لكنه تعرض لهجوم التتار، وأصيب بجراح بالغة لم تنفع فيها مهارة الأطباء؛ إلى أن ثقلت عليه العلة فلقي ربه قبل أن يستمتع بابنه محمود. وقد كان استشهاده ضربة بالغة الأثر في نفس السلطان جلال الدين ، فقد (فقد ركناً من أركانه ، وصديقاً مخلصاً ،ووزيراً وفياً ، وبطلاً شجاعاً). فبكاه بكاءً حاراً وتذكر إخلاصه معه فأحسن رعاية أخته وتربية ابنه محمود. خامساً: هجوم التتار بجيش الانتقام وهزيمتهم للمسلمين : أخطأ جلال الدين خطأ عظيماً دفع ثمنه غالياً. فقد تملكه الغرور بعدأن حقق النصر على التتار في موقعة هراة، ولم يواصل استعداده للتتار فعاد إلى غزنة للاحتفال بالنصر وقد بلغ جنكيز خان زهو جلال الدين بهذا النصر؛ فجهز جيشاً كبيراً أطلق عليه جيش الانتقام ، وقد جعل أحد أبنائه عليه ، وسير جيشاً من أعظم عساكره. والتقى الجمعان عند بابل والتحما في قتال عنيف دام ثلاثة أيام بلياليها، وقد انتهى هذا القتال بهزيمة التتار أيضاً بفضل بسالة(سيف الدين بغراق). وهنا حدث للمسلمين مالا يحمد عقباه فاختلفوا فيما بينهم على اقتسام الغنائم التي سلبوها من التتار، وينفرد سيف الدين بغراق بنحو ثلاثين ألفاً من خيرة الجنود فبلغ جنكيز خان ما وقع بجيشه من هزيمة ، وانكشاف جلال الدين بعد فرار سيف الدين بغراق بخيرة الجنود فقاد الجيوش بنفسه، ولم يستطيع جلال الدين أن يثبت له ففر إلى غزنة وتحصن بها. سادساً : النكبات التي حلت بالسلطان جلال الدين وأسرته، والأمنية العظيمة التي باتت بداخله: فر جلال الدين إلى غزنة وتحصن بها هو وأهل بيته ، وسار معه سبعة آلاف من خاصة رجاله قاصدين الهند فلحقته طلائع جنكيز خان ،وأيقن أن هزيمته واقعة لا محالة فتراجع إلى نهر السند ،ولكن جنكيز خان عاجله قبل أن يدبر السفن اللازمة لنقله وأفراد أسرته. فما كان من أفراد أسرته (والدته وزوجته وأخته) إلا أن يطلبن منه أن يغرقهن في نهر السند ؛حتى لا يقعن في أيدي التتار فيلقيان من الذل والعار ما لا طاقة لهن به؛ فأمر جلال الدين باغراقهن فغرقن وهو ينظر اليهن بعين دامعة وقلب مكلوم، ثم اندفع وخاصة رجاله يصارعون أمواج البحر، فغرق عدد كثير منهم ونجا الباقون .والتقوا بجلال الدين بعد صراع شاق مع أمواج البحر ،حتى استقر بهم المقام في لاهور فأقاموا بها يغيرون على أهل القرى المجاورة من حين لآخر ،وتحصنوا بها خشية هجوم أعدائهم من هذه البلاد. وهكذا استقر جلال الدين في لاهور وحيداً يتجرع مرارة الهزيمة ،ويكتوي بالذكريات الأليمة التي حلت به وبأسرته. وإن باتت بداخله أمنية يود تحقيقها وهي: متى يأتيه ذلك اليوم الذي يستطيع فيه الانتقام من التتار شر انتقام. * بعض معاني المفردات التي تضمنها الفصل الدعة : الراحة
كظيم : حزين الغير : أحداث الدهر مولعا : مغرما محاجة : جدالة غانلة : مهلكة فطنة : مهارة النفساء : المرأة بعد الولادة استشاط : اشتعل تخرصات : أكاذيب عبرة : دمعةوجمعها عبرات حنقه : غيظه يجيل ذهنه : يتعمق فيه فلول : بقايا مكلوم : مجروح ريع : فزع الواد : القرى المظلمة قسى : الدرمي الهام تهالكهم : شدة حرصهم قفوله : رجوعه على بكرة أبيهم : جميعهم يورد : يذكر فت : أضعف يحدوهم : يحثهم يجتث : ينتزع كنفه : رعايته السبات : النوم يختلج : يتحرك دهاليز : مداخل والمفرد دهليز تجبى إليه : تقدم له يؤرقه : يقلقه آبهائه : ساحاته والمفرد بهو الصعيد : وجه الأرض أفضى : أباح الرغيد : الهانيء غصص : هموم وأحزان
__________________
دكتور عاطف خليفة كيميائي 500 امتحان كيمياء |
#2
|
||||
|
||||
![]() الفصل الثالث نجاة محمود وجهاد من التتار ولقائهما بالسلطان * دراسة وتحليل لأحداث الفصل الثالث لما علمت عائشة خاتون ،وجيهان خاتون بأنه لا مفر من الموت غرقاً في النهر خوفاً من الأسر عز عليهما أن تريا الطفلين يغرقان معهما ، فأسلماهما إلى خادم أمين يدعى الشيخ سلامة الهندي ، ولضيق الوقت لم تخبرا جلال الدين بذلك، فأخذ الشيخ سلامة الطفلين وألبسهما ملابس العامة من الهنود ،وأركبهما بغلة وسار بهما على شاطئ النهر وسلك بهما الممرات المتعرجة ،وكان يسليهما بالقصص ويعللهما بلقاء أهلهما غداً في لاهور بعد أن يهزم جلال الدين التتار، ثم أستأجر قارباً ليحمل الطفلين إلى الضفة الشرقية من النهر .
ثم عاش بهما في قريته في أمن وهدوء، وإذا سئل عنهما قال إنهما يتيمان وجدهما في الطريق فتبناهما، ولكن هذا القول لم يقنع أهل القرية، واتفق معظمهم على أنهما من أولاد الملوك لما يبدو عليهما من سمات الملك ،وخاف الشيخ سلامة عليهما فأخبر بعض أقاربه بحقيقة الطفلين واستكتمهم الخبر . لما عرف الشيخ سلامة بأخبار السلطان جلال الدين وتكوينه لمملكة بلاهور ، أخذ يفكر في طريقة للفرار بالطفلين إلى لاهور ، وبينما هو ينتظر ويفكر إذ بجنود السلطان يغزون القرية ، فخرج إليهم الشيخ سلامة وعرفهم بنفسه، وأظهر لهم ابنة السلطان وابن أخته ،ولم يكد الخبر يصل إلى السلطان حتى قدم ومعه جماعة من الفرسان ،وتقدم الشيخ سلامة وعانقه ،وقد انهمرت دموع السلطان بلقاء ولديه، ثم طلب من جنوده أن يكفوا عن غزو القرية والقرى المجاورة لها إكراماً للشيخ سلامة وعادت إليه الطلاقة ،وانتعش في قلبه الأمل بالانتقام من التتار، واستعادة ملكه . وقد تعلم السلطان جلال الدين من لقائه بطفليه ،وما مر به من محن حقارة الدنيا، وغرور متاعها، ولؤم الإنسان وحرصه على باطلها، وبخله بما لا يملك منها وعدم قدرة الإنسان مهما كانت قوته على أن يضمن لنفسه ،أو لغيره ما يريد وأصبح يعتز بمحمود ويعتبره كابنه بل أعز وأحب إليه من ابنه . عاش محمود وجهاد مع السلطان يقضيان وقتهما في فرح وسرور . وفي يوم من الأيام دخلت عليه ابنته جهاد ،وهي تبكي لابد أن التتار قد قتلوا محموداً، فقد خرج لقتالهم فقال لها السلطان: لا تخافي على محمود فإنه فارس شجاع لن يقدر التتار على قتله لأن سيفه أقوى من سيوفهم : وجواده أسرع من جيادهم وكان محمود قد خرج مع سائسه سيرون ليقاتل التتار فهزمهم . وقد تخيل محمود الأشجار على أنها التتار ، وأخذ يرميها بالسهام ويضربها بالسيف إلى أن تصبب العرق من وجهه ، وبدأ سائسه يشعره بأنه حقق النصر على التتار ولكن محموداً أدرك أن عليه أن يطارد العدو ، فدفع جواده في صدر الغابة ، ثم كرّ راجعاً وهو يصيح لابد من إدراك العدو، ولكنه اقترب من جرف وكاد يسقط فيه إلا أن سائسه اختطفه في آخر لحظة من فوق حصانه ،ولكن الجواد انقلب بهما ودفع في جانب من الجرف وحمله السائس على جواده ورجع به ،ولكن جواد الفارس الصغير عاد قبلهما إلى السلطان، وإذا بالسلطان يراهما فأرسل في استدعاء الطبيب وأتم الطبيب إسعافه فاطمأن عليه السلطان ، ولم يتمالك نفسه إلا بعد أن رآه يتحرك ويتكلم . بعد أن استيقظ الأمير محمود في الصباح التالي نصحه السلطان جلال الدين بقوله حذار أن تجازف مرة أخرى بحياتك ، وعليك أن تكتفي بهزيمة عدوك بل اعتن بتنظيم جيشك والاستعداد للقائه ، إذا حاولت فلوله ( بقاياه ) أن تكر عليك . وإذا أردت أن تطارد عدوك فأرسل أحد قوادك ولا تطاردهم بنفسك . وأخذ عليه وعداً بعدم المجازفة بحياته مرة أخرى . لقد كانت جهاد في قلق شديد منذ أن شاهدت محموداً وهو مصاب ،وظلت تبكي وتريد أن تراه حين كان الطبيب يعالجه . وفي الصباح قطفت بعض أزهار من الحديقة، ووضعت لهما وصيفتها باقة جميلة، ثم ألبستها حلة جميلة وزينتها، ومضت إلى غرفة محمود تقول له هذه هديتي إليك أيها الفارس الشجاع .
__________________
دكتور عاطف خليفة كيميائي 500 امتحان كيمياء |
#3
|
||||
|
||||
![]() الفصل الرابع نهاية السلطان جلال الدين * دراسة وتحليل الأحداث عاش جلال الدين في مملكته الصغيرة بالـهند عيشة حزينة تسودها الذكريات الأليمة ( ملكه الذاهب ، أهلـه الـهالكين ، أبوه الذي مات شريداً ، أخوته الذين ذبحهم التتار ، أسرته التي أغرقها في النهر .... )، ومع ذلك لم ينس تدبير ملكه وتنظيم شئونه وتقوية جيشه ، وهو في ذلك يتربص بالتتار وينتظر الفرصة للانقضاض عليهم . وكان التتار أمة لا تطمع في ملك البلاد التي تفتحها ، بل يكفيهم أن يغزوا ويقتلوا وينهبوا ، ثم يغادرون هذه البلاد إلى بلاد أخرى حاملين معهم الغنائم والأسلاب وهكذا دواليك أو يعقدون اتفاقاً مع أهل البلاد التي غازوها يأمنون به من عودتهم على أن يحملوا إليهم جزية كبيرة في مستهل كل عام . وكان لجلال الدين في بلاده التي استولى عليها التتار أعوان وأنصار يراسلونه سراً فيصفون لـه أحوال الناس ،وما يعانونه من ظلم الحكام، ويعدونه بالنصر والتأييد وذكروا لـه أن جنكيز خان مشغول عنهم بحروب طويلة في بلاده مع قبائل الترك . فرأى جلال الدين أن الفرصة سانحة، فتجهز للمسير وكتم خبره عن الناس جميعاً ما عدا قائده الذي استنا به على مملكة الـهند، وسار بخمسة آلاف قسمهم إلى عشر فرق وأمرهم أن يسيروا خلفه على دفعات من طرق مختلفة ، حتى لا يتسامع الناس بخبر مسيرهم . وكان قبل مسيره قد فكر ملياً في أمر ولديه الحبيبين ، فهو لا يريد أن يتركهما بالـهند . لا يريد أن يأخذهما معه خوفاً عليهما من مخاطر الطريق ، وربما يطمع أمراء الـهند في مملكة لاهور ، ويستضعفون نائبه فيقع الأميران في قبضتهم، ولا أمل في نجاتهما من سيوفهم . وأخيراً قرر أن يأخذهما معه لأنه يجب أن يراهما معه وإن خانته الحظوظ فخير لـهما حينئذ أن يقتلا معه، ولا يتعرضا لما يتعرض لـه مثلـهما من الشقاء والـهوان . لما سمع محمود وجهاد عن عزم السلطان على المسير لقتال التتار ،حتى أظهرا لـه من الفرح ما لم يكن يقدره ،وكان محمود يشعر في قرارة نفسه بأنه سيقاتل يوماً ما لينتقم لمقتل أبيه ،ولما أصاب جده وخالـه ووالدته، وكان ذلك شغلـه الشاغل فلا يجد أداة يعبر بها عن حبس رغبته إلا أن ينطلق في عالم الخيال ،حيث يصور لـه الوهم معارك تدور بينه وبين التتار ينتصر عليهم ويشتت جموعهم ،ويجندل أبطالـهم ويفرق صفوفهم . سار جلال الدين ومعه خواص رجالـه ، فعبروا لمفازة على خيولـهم، وعبروا نهر السند في مراكب عظيمة، حتى وصلوا إلى كابل فوثب أهلـها على حاكمهم وأشياعه فقتلوهم ودخل جلال الدين المدينة بدون قتال كبير ، ثم أخذ يستولى على البلاد بغير عناء يذكر . وكان محمود وجهاد يسيران حيث سار لا يفارقانه في تنقلاته كلـها . وكان أول ما اهتم به جلال الدين بعد أن استتب لـه الأمر أن يحي ذكرى والده فسار في موكب عظيم لزيارته في الجزيرة التي دفن بها. فبكى عند قبره وترحم عليه ، ثم أمر بنقل رفاته فدفنه بقلعة أزدهن في مشهد حافل حضره العلماء والكبراء والأعيان . ولما عرف جنكيز خان ما حل بجيوشه أرسل جيشاً عظيماً بقيادة أحد أبنائه فخرج إليهم جلال الدين على رأس جيش سماه جيش الخلاص ودارت بينهما معركة هائلة أبيد فيها معظم الجيش ويئس جلال الدين من الانتصار . فصمم على أن يستشهد في المعركة فالتفت إلى محمود قائلاً ها أنت قد رأيت التتار يا محمود ،وإني سأقاتلـهم بنفسي فأثبت خلفي ولا تدع أحد يأسرك وتقدم السلطان يحرض رجالـه ويجمع صفوفهم ومحمود وراءه على جواده فقاتل المسلمون دون السلطان قتالاً عنيفاً ،وإذا بصفوف التتار قد اضطربت وما هي إلى لحظة حتى انهزم التتار وحاولوا الفرار ، ولكنهم لم يجدوا مفراً إذ تلقاهم المسلمون المقاتلون من أهل بخاري وسمرقند الذين كبسوهم من خلفهم على غرة وأمر السلطان بالأسرى فقتلوا جميعاً وقتل محمود ابن جنكيز خان بضربة سيف واحدة . عرف جلال الدين أن جنكيز خان لن يسكت على ما حدث لابنه فصمم على الاستعداد للقائه ،فقرر الاستعانة بملوك المسلمين وأرسل إليهم كتباً بين لـهم فيها خطر التتار على بلاد المسلمين جميعاً فخيبوا ظنه ،لذلك قرر أن يحاربهم قبل التتار ويستولى على ثرواتهم ،ليستعين بها في حربه ولكنه قرر أن يبدأ بتأديب الملك الأشرف الذي أغلظ لـه في الرد. فتوجه بعسكره إلى خلاط فهجم عليها ،وقتل أهلـها ونهب أموالـها ،وضرب قراهم ، وظفر بغنائم كبيرة سيرها إلى بلاده . وكان في نيته أن يواصل حرب هؤلاء الملوك لولا أن عرف بسير جنكيز خان بنفسه إليه فطار على عجل ليفرغ لخصمه العنيد . وأثناء عودته افتقد في طريقه ثمرتي قلبه محموداً وجهاد،فأقام معسكره في الموضع الذي افتقد فيه هؤلاء، حيث بث رجالـه في البحث عنهم فلم يعثروا لـهما على أثر فعرف السلطان أنهما قتلا عندما عثر الجنود على جثة سيرون السائس مقتولاً . وكاد جلال الدين يموت من الغم، وامتنع عن الطعام، وتغيرت طباعه، وساء خلقه وأصابه مس من جنون الحيرة والقلق ،وعكف على الخمر وأدمنها، وأصبح لا يفيق من سكره ،وتخلى عنه الكثير من جنوده. ذهبوا لقتال التتار ووقف بجواره بعض خواصه وأخذ يبكي ويحلم ويندم ويهدد ويتوعد المختطفين ورأى والده في حلمه يؤنبه على ما فعلـه بالمسلمين . وتدفقت جموع التتار واقتربوا منه . فصب بعض رجالـه الماء على رأسه، وأركبوه الفرس ،ونجوا به واستطاع جلال الدين أن يفر منهم ويعتصم بجبل للأكراد. لجأ جلال الدين إلى رجل من الأكراد ، ليحميه فأخفى الرجل مكانه عن العدو وأوصى امرأته بخدمته وكان قد لمحه كردي آخر موتور فعرفه،لأن جلال الدين كان قد قتل أخاه فتبعه، ولما انصرف صاحب البيت جاء الكردي وبيده حربة فقال لم لا تقتلون هذا الخوارزمي إنه قتل أخاً لي خيراً منه . وصوب الحربة تجاهه فابتعد عنها السلطان ثم أمسك بها، وقال لـه الآن سألحقك بأخيك فقال الكردي إن تقتلني فقد شفيت نفسي باختطاف ولديك . كان لـهذه الكلمة مفعول السحر على السلطان الذي ألقى الحربة، ونظر إلى الكردي واجماً في ذهول، وقال للكردي ماذا فعلت بهما يا هذا ؟ فقال إنهما عندي ولن أسلمهما إليك حتى تؤمنني . فأمنه فلما خرج صاح أيها المخبول لقد بعت ولديك لتجار الرقيق فلن يعودا إليك أبداً وهم بالـهرب لولا أن رأى السلطان يتمايل وهو يقول لا حول ولا قوة إلا باللـه فَكَرَّ الكردي والتقط الحربة فطعن بها جنب السلطان فقال لـه السلطان هنيئاً لك يا كردي لقد ظفرت بجلال الدين .
__________________
دكتور عاطف خليفة كيميائي 500 امتحان كيمياء |
العلامات المرجعية |
|
|