التاريخ كاملا د/عاطف خليفة

[عاطف خليفة]

*ثورة 23 يوليو 1952 م

*ما العوامل التي أدت إلي قيام الثورة ؟
-استمرار الاحتلال البريطاني لمصر .
-هزيمة حرب فلسطين 1948 م .
-عدم وجود حياة ديمقراطية سليمة .
-فساد النظام الملكي .
-صفقة الأسلحة الفاسدة .
-سوء الأحوال الاجتماعية .
*تنظيم الضباط الأحرار
*ما المراحل التي مر بها تشكيل تنظيم الضباط الأحرار ؟
-منذ الأربعينات اتجه ضباط الجيش المصري إلي العمل السياسي السري بهدف التحرير من الاحتلال .
-عقب حادثة 4 فبراير 1942م شعر الضباط أن كرامتهم قد أهينت فعقدوا عدة اجتماعات لبحث الموقف واتجهت ميولهم إلى جماعة (الإخوان المسلمين وحزب مصر الفتاة - والجماعات اليسارية ) .
-بعد هزيمة فلسطين اتجه جمال عبد الناصر إلي تشكيل جماعة الضباط الأحرار في سبتمبر سنة 1949 م.
-كانت خطة عبد الناصر وزملائه هي انتزاع ولاء الجيش عن الملك ليصبح جيش الشعب {كنا نحن الشبح الذي يؤرق به الطاغية أحلام الشعب - وقد آن لهذا الشبح أن يتحول إلي الطاغية فيبدد أحلامه هو } (من أقوال عبد الناصر)
*انتخابات نادي الضباط
-كانت الانتخابات بمثابة صراع بين الضباط الوطنيين وعملاء السراي من قادة الجيش وعلى رأسهم (اللواء حسين سري عامر) مدير سلاح الحدود بدلاً من اللواء (محمد نجيب) الذي عُين مديراً لسلاح المشاة .
-تم الاتفاق بين قادة التنظيم على ترشيح (محمد نجيب ) رئيساً لمجلس إدارة نادي الضباط
-فاز (محمد نجيب) برئاسة مجلس الإدارة بأغلبية الأصوات وكذلك قائمة الضباط الأحرار .
-عقب حريق القاهرة تم عقد أول اجتماع عسكري منذ الثورة العرابية أظهر ذلك الاجتماع أن الملك فقد سيطرته على الجيش وظهرت علانية ثورة الضباط ضد الملك .
*ما الأسباب المباشرة لقيام ثورة 23 يوليو 1952 م ؟
-كانت النية معقودة على القيام بالثورة عام 1955 م حتى يكون قد استكمل بناء التنظيم لكن حريق القاهرة في 26 يناير سنة 1952م عجل بقيام الثورة .
-سادت حالة من الفوضى والاضطراب عقب حريق القاهرة حتى قيام الثورة (ستة أشهر) خلال تلك الفترة تعاقب على الحكم أحزاب الأقلية المستقلين وكان آخر الوزارات التي لم تعمر سوي ساعات محدودة وزارة (أحمد نجيب الهلالي الثانية ) ثم قامت الثورة

[عاطف خليفة]

-خـطة الثورة
-وقع الصدام بين الضباط والملك فاروق حينما أصدر الفريق (محمد حيدر) قائد عام القوات المسلحة بناء على رغبة الملك - قراراً بحل مجلس إدارة نادي الضباط في 16 يوليو 1952م
-اجتمعت لجنة القيادة برئاسة (جمال عبد الناصر ) لبحث الموقف وتمكنت أجهزة الملك من رصد 12 اسماً من الضباط - وكان من بينهم معظم أعضاء لجنة القيادة وتم تعيين (حسين سري ) وزيراً للحربية للتنكيل بهؤلاء الضباط .
-تم التخطيط للإطاحة بالوزارة الجديدة في ليلة 22 يوليو ولما تعذر التنفيذ تحددت ليلة 23 يوليو للقيام بالثورة .
-مراحل الخطة :
1- السيطرة على القوات المسلحة في تمام الساعة الواحدة من صباح 23 يوليو .
2- إغلاق جميع مداخل القاهرة الشرقية والشمالية .
3- احتلال دار الإذاعة لإلقاء بيان الثورة .
4- اعتقال كبار قادة الجيش والطيران في منازلهم لمنعهم من إصدار أوامر للتصدى للثورة .

-البيان الأول للثورة :
بعد أن أصبحت القاهرة بأكملها تحت السيطرة - أذاع (محمد أنور السادات ) البيان الأول للثورة في تمام الساعة السابعة ونصف من صباح يوم 23 يوليو سنة 1952م .
وبعد إعلان البيان سارعت جميع الوحدات العسكرية بالانضمام إلي الثورة كما حظيت الثورة بتأييد جارف من الشعب والتف الشعب حول أجهزة الراديو لسماع البيان الأول للثورة وقد غمرتهم السعادة والفرحة .
وفي الساعة التاسعة من صباح 23 يوليو خرج اللواء (محمد نجيب) في عربه مكشوفة وخلفه عدد من عربات الجيش تسير في شوارع القاهرة وقابلته الجماهير بالتصفيق الحاد والهتاف .
*كيف غادر الملك فاروق أرض مصر ؟
بعد ظهر يوم 23 يوليو كلف الملك (على ماهر) بتشكيل الوزارة استجابة لمطالب الثورة ثم عقد في مساء اليوم نفسه أخطر اجتماع بمقر قيادة الثورة بكوبري القبة برئاسة (محمد نجيب) جاء فيه :
-عزل الملك فاروق .
-إرسال بعض الوحدات العسكرية إلي الإسكندرية
استعداداً لعزل الملك .
-تقديم وثيقة التنازل إلي الملك للتوقيع عليها .
وهكذا تم رحيل الملك فاروق بعد أن تنازل عن العرش
لابنه (أحمد فؤاد) تحت وصاية مجلس قيادة الثورة .

[عاطف خليفة]

*ما هي المبادئ التي حددتها الثورة ؟
-القضاء على الاستعمار وأعوانه .
-القضاء على الاحتكار وسيطرة رأس المال على الحكم.
-القضاء على الإقطاع .
-إقامة عدالة اجتماعية .
-إقامة جيش قوي .
-إقامة حياة ديمقراطية سليمة .
*ما هي أهم إنجازات ثورة يوليو 1952م ؟
في المجال السياسي :
-إلغاء الملكية وإعلان الجمهورية في 18 يونيه 1953 م وتعيين اللواء (محمد نجيب) أول رئيس للجمهورية .
-إلغاء دستور 23 وحل جميع الأحزاب السياسية ومصادرة أموالها لصالح الشعب 17 يناير 1953 م.
-توقيع اتفاقية الجلاء في 19 أكتوبر سنة 1954 م
-جلاء القوات الإنجليزية عن مصر في 18 يونيو 1956 م
-تأميم شركة قناة السويس في 26 يوليو 1956 م
في المجال الاقتصادي :
-النهوض بالزراعة واستصلاح الأراضي الصحراوية في مديرية التحرير والوادي الجديد .
-بناء السد العالي 1970م لإنقاذ مصر من خطر الجفاف والفيضان .
-التوسع في الإنتاج الصناعي وإنشاء مشروعات صناعية.
-توليد الكهرباء من خزان أسوان
5 -التوسع في استخراج البترول وإقامة معامل تكرير البترول
6- أقامه مصنع الحديد والصلب بحلوان ومصنع الأسمدة في أسوان
7 - إنشاء المصانع الحربية
8 - تدعيم التعليم الصناعي وإنشاء مراكز التدريب المهني
9 -تمصير البنوك والشركات ووكالات الاستيراد والتصدير .
10-تنشيط التجارة الخارجية إلي جميع دول العالم .
في المجال الاجتماعي :
-صدور قانون الإصلاح الزراعي الأول 9 سبتمبر سنة 1952 م وتحديد الحد الأقصى للملكية الزراعية للفرد 50 فدان.
-توزيع الأراضي على الفلاحين (3: 5 أفدنه)
-صدور فوانين أخري حددت الملكية الزراعية للفرد 50 فدان .
-تعميم مجانية التعليم في جميع مراحله .
-إصدار قوانين التأمينات الاجتماعية والمعاشات للموظفين والعمال .
-تحديد ساعات العمل بسبع ساعات يومياً .
-اشتراك العمال في مجلس إدارة الشركات والمصانع
-تخصيص نسبه من أرباح الشركات للعمال .
-منح المرأة حق الترشيح في الانتخابات .
في المجال العربي :
-مساندة كفاح الشعوب العربية على التحرر من الاستعمار .
-ساعدت السودان وبلاد المغرب خاصة الجزائر و إمارات الخليج العربي وجنوب اليمن في الحصول على الاستقلال .
-الوقوف بجانب ثورة العراق وثورة اليمن .
-تأييد الشعب الفلسطيني لاسترداد حقوقه المشروعة

[عاطف خليفة]

في المجال الدولي :
-محاربة الاستعمار بكل صوره وأشكاله ومساعدة الشعوب في آسيا وأفريقيا على التحرر .
-رفض الانضمام إلي الأحلاف العسكرية مثل حلف بغداد (1955 م)
-تبني سياسة الحياد الإيجابي وعدم الانحياز الى أي من الكتلة الشرقية أو الغربية .
-وقد ظهر ذلك بوضوح في دور مصر في مؤتمر باندونج بإندونيسيا فى ابريل
سنة 1955م.
في عهد محمد أنور السادات :
توفي جمال عبد الناصر في سبتمبر سنة 1970م وخلفه الرئيس (محمد أنور السادات) وهو الذي أصدر الدستور الدائم 1971م ووحد الجبهة الداخلية كما وحد الصف العربي وأصدر قرار العبور في 6 أكتوبر سنة 1973م .
في عهد الرئيس (محمد حسني مبارك) :
*بم تفسر/ يعتبر عهد الرئيس (محمد حسني مبارك) امتداداً طبيعياً لعصر ثورة 23 يوليو؟
لأنه تبني المبادئ الست وتم تحقيقها كاملة في عهده .
- استعادت مصر في عهده دورها الرائد في العالم العربي ومنطقة الشرق الأوسط وتعززت علاقاتها بكل دول العالم .
- بذل جهده لتحقيق العدالة الاجتماعية وتحقيق التنمية لرفع مستوي معيشة المواطنين وسعي لتحقيق مبدأ تكافؤ الفرص للجميع .
- لم يدخر وسعاً في تطوير الصناعات الحربية وتدعيم الجيش .
- حطم كل القيود التي كانت تقيد الناس وحرر الشعب من الخوف .
- في عهده تمتع الشعب بالحرية والديمقراطية وتحقيق إقامة حياة ديمقراطية سليمة .

*وضح أحوال مصر الاقتصادية والاجتماعية في فترة ما بين الحربين 1918 - 1936م ؟
كان عدد السكان في عهد الدولة الحديثة 5 مليون ثم وصل إلي 11 مليون في مطلع القرن العشرين ثم إلي 25 مليون في منتصفه وحالياً وصل إلي أكثر من 69 مليون تقريباً.
ا-الزراعة :
كانت مساحة الأراضي تستوعب الزيادة السكانية حتى منتصف القرن الـ 20 بسبب :
إنشاء القناطر الخيرية وخزان أسوان وزفتي وأسيوط
2-اتباع الري الدائم والآلات الحديثة .
2- تطور الصناعة : (أثر الثورة 1919م)
بعد ثورة 1919م اتجهت مصر إلي تمصير الاقتصاد المصري فظهر بنك مصر (1920م) الذي أسسه طلعت حرب و أقام كثيراً من الشركات الصناعية وتخلصت مصر من سيطرة رأس المال

[عاطف خليفة]

الأجنبي.
تلاشي الاعتماد على الزراعة فازدهرت الصناعة في مختلف المجالات
واكتشف البترول حتى أصبحت مصر أولي الدول إنتاجاً واكتشافاً له في الشرق الأوسط
3- المواصلات :
بعد أن كانت تعتمد على الدواب والسفن الشراعية استخدمت البخار في النقل النهري والبحري ومدت خطوط الملاحة بين الإسكندرية وأوربا وآسيا ومدت السكك الحديدية وشقت الطرق البرية مع استخدام السيارات ولم تعط الحكومة اهتماماً لها حتى لا تنافس السكك الحديدية .
4- البنوك :
-تأسس البنك الأهلي عام 1898م لخدمة أغراض الإنجليز فربط سعر الجنيه المصري بسعر الإسترليني مما ربط الاقتصاد المصري بالاقتصاد الإنجليزي .
ظلت البنوك في مصر بنوكاً أجنبية حتى ظهر بنك مصر 1920 م وكان مصرياً يخدم مصر وأهتم بالصناعات المصرية .
- تأسس اتحاد البنوك 1936 م حيث تم إيداع نسبه من الودائع في البنك الأهلي حتى لا تتعرض البنوك لكوارث اقتصادية .

*تطور التجارة الخارجية :
تضاعف حجم التبادل التجاري في مصر منذ الدولة الحديثة مع التوسع في زراعة القطن ومن العوامل التي ساعدت على زيادة حجم التجارة الخارجية ما يلي :
-احترام أصول التعامل مع الدول
-تنوع حاجات الشعب
-رخص سعر المنتجات المصرية
-عدم وجود حماية جمركية إلا بعد عام 1930 م
-تعدد الدول التي تتعامل مع مصر
-زيادة الدخل وتحسين طرق المواصلات
*تطورت التجارة الداخلية بسبب
-تحسين وسائل النقل و المواصلات وانخفاض أسعارها
-تنظيم الأسواق المالية والزراعية
-زيادة السكان
-الاستفادة من أدوات الحضارة الحديثة
-زيادة عدد الشركات
-ارتفاع مستوي التدريب
-انتشار التعليم الفني
-تولي الوطنيين مراكز القيادة
*ما العوامل التي أثرت سلبياً على التنمية الاقتصادية فى مصر خلال القرن التاسع عشر والعشرين ؟
-دخول مصر متأخرة في مجال التنمية الاقتصادية
-قلة الخبرة في المجالات الاقتصادية
-بطءالحركة التعاونية في مصر
-استحواذ القاهرة والإسكندرية على المنشأة الصناعية (المركزية)
5-الزيادة السكانية المستمرة

[عاطف خليفة]

الفصل الثالث عشر

مصر وقضايا العالم العربي المعاصر

-تطور حركة القومية العربية .
-مصر وإنشاء جامعة الدول العربية .
-دور مصر في استقلال البلاد العربية .
-مصر والصراع العربي الإسرائيلي .
-جهود مصر في بناء السلام .

*

أولاً : تطور حركة القومية العربية

وضح سياسة الاستعمارفى الوطن العربي فى فترة ما بين الحربين؟

-تقسيم الوطن العربي إلي أجزاء منفصلة وإقامة الحواجز الجمركية ليقض على حرية الانتقال والاتصال بين العرب .
-إثارة النعرات المحلية مثل النعرة الفرعونية في مصر والفينيقية في لبنان
-خلق الجنسيات المتعددة داخل الجنسية العربية الواحدة مثلما حدث في الجزائر
-إثارة العداء الطائفي بين الأديان والمذاهب في الوطن العربي
-تعدد النظم السياسية الحكومية والاقتصادية وتعدد القوانين في البلاد العربية
-إبعاد العرب عن تيار الفكر الحديث لإضعاف الثقافة العربية
-خلق أسرات وعصبيات محلية وتشجيع التنافس المحلي بينها
-انشغال كل شعب عربي بكفاحه ضد الاستعمار مما أضعف القومية العربية

*هل هناك مخاوف على القومية العربية ؟

لا خوف على القومية العربية ما دامت هناك اللغة العربية التي تربط بين أقطار العرب وما دام هناك التاريخ العربي والثقافة العربية التي تربط العرب بعضهم البعض .
وعلى الرغم من انخفاض تيار القومية العربية بفعل الاستعمار إلا أن هناك عوامل لإحياء القومية العربية والمحافظة عليها :ـ
1- تقدم وسائل المواصلات والإتصال الفكرى.
2- المحنة المشتركة بالاستعمار والقتال ضده.
3- إبراز مصالح العرب المشتركة وأهدافهم الواحدة ومصيرهم الواحد.
4- تقدم مناهج التعليم ووسائله وتعميمه فى جميع البلاد العربية بين الحربين ومن ثم بدأت القومية العربية تبرز ابتداءً من العقد الرابع من القرن العشرين وبدأ التقارب بين الشعوب العربية.

*ما أشكال التقارب بين الشعوب العربية في فترة ما بين الحربين العالميتين ؟

-من مظاهر أشكال التقارب بين الشعوب العربية فترة ما بين الحربين العالميتين ما يلي :
-في عام 1934 م عقدت معاهدة الطائف لإنهاء العدوان بين السعودية واليمن .
-في عام 1936م عقدت معاهدة إخاء وتحالف بين العراق والسعودية ثم انضمت اليمن إليها 1937 م
-في عام 1936م عقدت معاهدة بين مصر والسعودية سويت الخلافات بينهما
-في عام 1937م عقد المؤتمر الفلسطيني العربي في بلودان بسوريا وضم ممثلي جميع الدول العربية لتنسيق الجهود في مكافحة الصهيونية .
-في عام 1937 م عقد المؤتمر الطبى العربي وفي عام 1944 م مؤتمر المحامين العرب وعام 1945م مؤتمر المهندسين العرب .
7-في عام 1939 م عقد مؤتمر المائدة المستديرة بلندن لبحث مشكلة فلسطين وضم ممثلي جميع الدول العربية المستقلة.

[عاطف خليفة]

ثانيا : مصر وإنشاء جامعة الدول العربية

*أين ولدت فكرة إنشاء جامعة الدول العربية ؟

ولدت فكرة إنشاء جامعة الدول العربية - كشكل من أشكال الوحدة - في مصر وليس هذا بغريب على مصر التي وقفت ولا تزال تقف بجانب أشقائها العرب من أجل الحصول على الاستقلال .

*لماذا رأت بريطانيا قيام نوع من الوحدة ين العرب ؟

أثناء الحرب العالمية الثانية حاولت بريطانيا تخفيف حدة العداء العربي لها وكسب العناصر العربية فرحبت بأي عمل في اتجاه الوحدة العربية وجاء ذلك على لسان وزير خارجية بريطانيا "مستر إيدن " في 29 مايو 1941م وذلك للأسباب الآتية :
-إرضاء للعرب وضماناً لمساعدتهم لبريطانيا في محنة الحرب
-تكتيل الدول العربية وراء مصالح الاستعمار باعتبار أن هذه الدول كلها كانت مناطق نفوذه ومن السهل توجيه آى نظرة عربية نحو هذه المصالح .
-ما تمتعت به المنطقة العربية من أهمية اقتصادية وحربية بسبب البترول وقناة السويس .

* كيف كان موقف العرب من إعلان "مستر إيدن "؟

أظهر العرب فتوراً نحو هذا الإعلان "المنشور البريطاني " حيث أدركوا أهدافه لذلك أصدر "ايدن" اعلاناً ثانياً في فبراير 1943م جاء فيه أن حكومة صاحب الجلالة تؤيد كل حركة يقوم بها العرب لتقرير الوحدة الاقتصادية والثقافية والسياسية وأن الخطوة الأولى يجب أن تأتي من جانب العرب أنفسهم .

*ما موقف مصر تجاه النداء البريطاني "لمستر ايدن" ؟

استجابت مصر للنداء البريطاني ودعت الحكومات العربية لإجراء مشاورات في موضوع الوحدة بعد أن ألقي مصطفي النحاس بياناً في مجلس الشيوخ المصري 1943 م حدد فيه برنامج مشروع الوحدة العربية وقد تم تنفيذه بكل مراحله حتى أصبحت جامعة الدول العربية حقيقة واقعة رغم أن النحاس لم يستمر في الحكم ليشهد تنفيذ كل الخطوات (أقال فاروق حكومة النحاس باشا بعد إتمام بروتوكول الإسكندرية في أكتوبر 1944 م"

*بروتوكول الإسكندرية 1944م

كان بروتوكول الإسكندرية 7 أكتوبر 1944م بداية دخول جامعة الدول العربية إلي حيز التنفيذ في ضوء هذه العبارة وضح .
-أهم ما جاء في بروتوكول الإسكندرية ؟
-ميثاق جامعة الدول العربية ولماذا جاء أضعف من بروتوكول الإسكندرية ؟
أهم ما جاء في بروتوكول الإسكندرية 7 أكتوبر 1944 م:

عقب عقد المشاورات التمهيدية - اجتمعت لجنة من ممثلي الدول العربية التى اشتركت فى تلك المشاورات لوضع البروتوكول الذي نص على ما يلي :
-تؤلف جامعة الدول العربية من الدول المستقلة التي تقبل الانضمام إليها.
-تكوين مجلس جامعة الدول العربية
-الدول المشتركة في الجامعة على قدم المساواة
وقد حدد البروتوكول مهام مجلس الجامعة فيما يلي :
-مراعاة تنفيذ ما تعقده الدول المشتركة فيما بينها من اتفاقيات .
-عقد اجتماعات دورية لتوثيق الصلات بين الدول العربية المشتركة .
-تنسيق الخطط السياسية تحقيقاً للتعاون .
-صيانة استقلال وسيادة الدول العربية من كل اعتداء بكافة الوسائل
-النظر بصفة عامة في شئون البلاد العربية ومصالحها .
6-تكون قرارات مجلس الجامعة ملزمة لمن يقبلها .
7-لا يجوز الالتجاء إلي القوة لفض المنازعات بين دولتين من دول الجامعة.
8 -لا يجوز إتباع سياسة خارجية تضر بسياسة جامعة الدول العربية والاعتراف بسيادة واستقلال الدول العربية الأعضاء .

2- ميثاق جامعة الدول العربية :

وقع الميثاق في 22 مارس 1945 م من 7 دول عربية هي (مصر - السعودية - سوريا - لبنان - الأردن - العراق - اليمن ) وترك الباب مفتوحاً لانضمام أي دولة عربية تنال استقلالها - أصبح عدد الدول الأعضاء 22 دولة .
وصارت القاهرة مقراً لمجلس الجامعة واختير عبد الرحمن عزام باشا أول أمين عام للجامعة العربية .

أسباب ضعف ميثاق الجامعة :

جاء ميثاق الجامعة أضعف من بروتوكول الإسكندرية في تأكيد الروابط بين الدول الأعضاء بسبب كثرة التحفظات التي أبداها المندوبين ويرجع سبب هذا الضعف إلي :
-الاستعمار الذي كان لديه مخطط محدد لمدى ما يسمح به من وحدة بين العرب
-المنافسات الأسرية والنزعات الإقليمية والطائفية مما أضعف إرادة العرب .
وكانت الجامعة اتحاد حكومات لا اتحاد شعوب لذلك نص الميثاق أن تكون القرارات بالإجماع حتى تكون ملزمة لجميع الدول المشتركة وأن ما يتقرر بالأغلبية فلا يسري إلا علي الدول التي تقبله وكان هذا سبب الضعف في كيان الجامعة وعطل الكثير من القرارات .
أهداف الجامعة :
-توثيق الصلات بين الدول العربية المشتركة في الجامعة وتنسيق الخطط السياسية تحقيقاً لمبدأ التعاون .
-صيانة استقلال وسيادة الدول العربية والنظر في شئونها ومصالحها .
-تعاون الدول المشتركة في المجالات الاقتصادية والثقافية والاجتماعية والصحية والمواصلات.
لا يجوز الالتجاء إلي القوة لفض المنازعات بين دولتن أو أكثر من أعضاء الجامعة .

*ما مدي نجاح وفشل جامعة الدول العربية ؟

ما نجحت الجامعة في تحقيقه :
-كانت الجامعة مظهراً من مظاهر التعاون بين العرب
-أسهمت في قضايا العرب مثل استقلال سورية ولبنان وليبيا والمغرب العربي خاصة الجزائر
-حققت نجاحاً في مجالات التعاون الثقافي والاقتصادي والصحي والاجتماعي
ما فشلت الجامعة في تحقيقه :
-فشلت في تحقيق الوحدة السياسية
-عجزت عن إنشاء قيادة عسكرية موحدة في حرب فلسطين 1948م
- خضوع بعض حكام العرب لضغط الدول الغربية خصوصاً أمريكا ، كما تطلع بعض هؤلاء الحكام إلى استغلال هذه المحنة لتحقيق أطماعه كالملك عبد الله ملك الأردن فى ذلك الوقت.
-أظهرت محنة فلسطين مدي التفكك السياسي في الجبهة العربية فقد وقف الجيش المصري وحده يدافع ضد العدوان الإسرائيلي عام 1948م بينما وقفت الجيوش العربية وقائدها الملك عبد الله موقف المتفرج المتخاذل .

* ميثاق الضمان الجماعي 1950م (معاهدة الدفاع المشترك)

نتيجة لفشل الجامعة في إنشاء قوة عسكرية وقيادة موحدة في حرب فلسطين حاولت الجامعة إنشاء وحدة عسكرية بين الدول المشتركة فيها فعقدت ميثاق الضمان الجماعي 1950م ونصت المادة الثانية منه على :
-اعتبار أي اعتداء مسلح يقع على أي دولة عربية أو أكثر اعتداء عليها جميعاً وتتخذ على الفور منفردة أو مجتمعة جميع التدابير لرد العدوان وإعادة الأمن والسلام إلى نصابهما.

[عاطف خليفة]

2- مصر و الصراع العربي الإسرائيلي

*العدوان الثلاثي 1956م
-الأسباب :
التقاء أهداف إسرائيل مع أهداف كل من إنجلترا وفرنسا لضرب ثورة 23 يوليو بسبب تأميم قناة السويس في 26 يوليو 1956م ومساندة مصر للثوار الجزائريين .
-الأحداث :
قامت إسرائيل بالاعتداء على مصر في 29 أكتوبر 1956 م
-أرسلت إنجلترا وفرنسا إنذاراً لمصر وإسرائيل بسحب قواتهما على بعد أميال من القناة (كان الهدف حصار الجيش المصري )
-رفضت مصر الإنذار ثم سحبت قواتها غرب القناة واستولت إسرائيل على شبة جزيرة سيناء
-احتل الإنجليز والفرنسيين مدن القناة
-النتائج :
فشل العدوان الثلاثي على مصر بسبب :
-صلابة المقاومة المصرية
-تنديد الأمم المتحدة للعدوان
-ضغط الولايات المتحدة
-تهديد الاتحاد السوفيتي للدول المعتدية
-إضراب العمال في إنجلترا وفرنسا
وضع قوات طوارئ دولية على الحدود بين مصر وإسرائيل وفي خليج العقبة والسماح لإسرائيل بالمرور فيه
*عدوان يونيو سنة 1967 م
-الأسباب:
التقاء رغبة إسرائيل في الامتداد من النيل إلي الفرات مع رغبة الولايات المتحدة في القضاء على النفوذ الشيوعي في المنطقة العربية وأن تكون لها السيطرة على مناطق البترول.
-إغلاق مصر لخليج العقبة في وجه الملاحة الإسرائيلية إحكاماً للحصار الاقتصادي ضد إسرائيل .

[عاطف خليفة]

-وقوف مصر إلي جانب حليفتها سوريا (معاهدة الضمان الجماعي والدفاع المشترك) .
-إدراك إسرائيل أن مصر هي الصخرة التي لابد من تحطيمها لتحقيق أطماعها التوسعية .
-الدول المشاركة في العدوان :
إسرائيل تساندها الولايات المتحدة ضد مصر وسوريا والأردن .
-أحداث العدوان :
-هددت إسرائيل بضرب سوريا
-أعلنت مصر أن العدوان على سوريا يمثل عدوان على مصر
-في صباح 5 يونيو قامت إسرائيل بغارات جوية مفاجئة على مصر وحطمت سلاح الطيران المصري
-النتائج :
-استيلاء إسرائيل على غزة وشبة جزيرة سيناء حتى الضفة الشرقية للقناة
-استولت على الضفة الغربية لنهر الأردن والقدس وهضبة الجولان السورية
-عقد العرب مؤتمر القمة العربي في الخرطوم أغسطس 1967م وقرر العرب التعاون لتحرير الأرض وتقديم المساعدات لمصر وسوريا والأردن
-أصدر مجلس الأمن قرار 242 الذي نص على :
أ-انسحاب إسرائيل من الأراضي التي احتلها عام 1967 م
ب- احترام سيادة كل طرف على أراضيه
ج- حرية الملاحة في الممرات الدولية
د- تسوية مشكلة اللاجئين
هـ- إنشاء مناطق *****ة السلاح
ورغم موافقة مصر على قرار مجلس الأمن إلا أن إسرائيل رفضت تنفيذه وأقامت المستوطنات اليهودية في الأراضي المحتلة وحاولت تهويد القدس والضفة الغربية لنهر الأردن لذلك قامت مصر بحرب الاستنزاف عام 1969م حتى قيام حرب أكتوبر 1973م
تحركات مصر فى الفترة التى أعقبت حرب 1967 م
تحركت مصر فى اتجاهيين متكاملين وهما :ـ
1- تكثيف الجهود الدبلوماسية على الصعيد الدولى لإقناع دول العالم بحق العرب فى تحرير أراضيهم المغتصبة وحق الشعب الفلسطينى فى حل مشكلته وتقرير مصيره .

[عاطف خليفة]

2- إعداد الدولى للحرب وقد تحقق ذلك بالأمور الأتية:ـ
أ‌. دعم القوات المسلحة بكل ما تحتاجه من أموال وأسلحة حديثة وقوى بشرية.
ب‌. عمل الرئيس الراحل محمد أنور السادات ( الذى تولى رئاسة الجمهورية بعد وفاة الرئيس جمال عبد الناصر فى سبتمبر عام 1970م ) على توحيد الجبهة الداخلية وإقرار الدستور الدائم عام 1971م .
ج. كما عملت مصر على تنقية الجو العربى من عدم الثقة وتصفية الخلافات وتوحيد الصف تمهيداً لإستخدام جميع إمكانات العرب ومواردهم من أجل معركة المصير كما عملت على تنسيق خطة عسكرية مشتركة بين مصر وسوريا.

[عاطف خليفة]

حرب أكتوبر

*مراحل عمليات حرب أكتوبر 1973 م
*المرحلة الأولي : تحقيق المهمة الأساسية للقوات المسلحة
-الضربة الجوية الشاملة :
-في الساعة الثانية من بعد ظهر السادس من أكتوبر 1973 م العاشر من رمضان 1393 هـ قامت 220 طائرة مصرية مقاتلة لتنفيذ المهمة التي حددها اللواء طيار (محمد حسني مبارك) قائد
القوات الجوية في الضربة المركزة الأولي . وقد شملت الضربة مركز قيادة العدو ومطاراته وقواعده الجوية ومواقع الصواريخ وحصن بودابست(أحد حصون خط بارليف الذي يقع شرق بور فؤاد ).
-نجحت الضربة الأولي في تحقيق 90% من أهدافها فقد أصابت 6 ممرات رئيسية وأصابتها بالشلل التام ،أسكتت مواقع بطاريات الصواريخ ودمرت عدداً من مراكز الإرسال الرئيسية و مواقع الرادار
-التمهيد النيرانى :
وعقب خمس دقائق من الضربة الجوية بدأت 2000 قطعة مدفعية ولواء صواريخ أرض أرض التمهيد النيراني .
شاركت فيه 135 كتيبة مدفعية على طول خط المواجهة مع العدو وقامت بقصف 4 قصفات استغرقت 53 دقيقة وكان عدد دانات المدفعية 10500 دانه (بواقع 175 دانه كل دقيقة )
أدت كثافة النيران إلي تحقيق خسائر فادحة لإسرائيل وإجبار العدو على الاحتماء بالملاجئ مما سهل عملية العبور لقناة السويس
-اقتحام قناة السويس :
-في الساعة الثانية وعشرون دقيقة بدأ العبور باستخدام القوارب المطاطية وسلالم من الحبال

[عاطف خليفة]

-اقتحام قناة السويس :
-في الساعة الثانية وعشرون دقيقة بدأ العبور باستخدام القوارب المطاطية وسلالم من الحبال لتسلق الساتر الترابي
-في الساعة الثانية وخمس وثلاثين دقيقة تم رفع العلم المصري على الشاطئ الشرقي للقناة ويهتفون (الله أكبر - الله أكبر ) وبدأت معركة تحرير سيناء
-تقدمت وحدات المهندسين العسكريين لعمل 60 فتحة في الساتر الترابي عن طريق تشغيل مضخات تقوم بجذب المياة من القناة لتندفع وتحدث ثغرات في الساتر الترابي في الوقت نفسه قامت القوات بتركيب وحدات الكباري أمام الثغرات لنقل الدبابات والعربات المجنزرة والمعدات الثقيلة والعبور إلي الشاطئ الشرقي للقناة .
-ظهور طائرات العدو في السماء في محاولة لمنع القوات المصرية من العبور فتصدت لها قوات الدفاع الجوي المصري وبدأت طائرات العدو تتهاوي في أيام 6 و 7 أكتوبر مما دفع قائد الطيران الإسرائيلي أن يصدر أوامره بعدم الاقتراب بالطائرات الإسرائيلية من القناة لمسافة أقل من 15 كم حتى لا تقع في فخ القوات المصرية .
هكذا حققت القوات المصرية انتصاراً رائعاً في معركة زمنية لا تزيد عن 18 ساعة خلال تلك
الفترة القصيرة حدث ما يلي :
1-عبرت القوات المصرية أصعب مانع مائي في العالم
2- اقتحام حصون خط بارليف المنيعة
3- عبور 80 ألف مقاتل مصري بمعداتهم و أسلحتهم إلي الضفة الشرقية للقناة
4- تدمير اللواء مشاة (القدس) الإسرائيلي وثلاثة ألوية مدرعة
5- عبور 800 دبابة مصرية
6- تقدم القوات المصرية شرقاً لمسافة (3- 4 كم)
7- دخول قوات الصاعقة في عمق سيناء لمهاجمة قوات العدو
8- صد الهجمات الإسرائيلية المضادة
- اعتباراً من صباح 7 أكتوبر بدأت إسرائيل تفيق من صدمة المفاجئة وبدأ تحرك القوات الاحتياطية من بئر سبع جنوب إسرائيل في اتجاه جبهة القتال في سيناء وشنت القوات الإسرائيلية هجمات مكثفة على قواعد الصواريخ المصرية ومواقع المدافع ولكنها لم تتمكن من تحقيق أهدافها .
- في الساعة الثامنة من مساء يوم السابع من أكتوبر وصل رئيس الأركان الإسرائيلي إلي مركز القيادة الجنوبية . وتم وضع خطة هجوم تبدأ صباح يوم الاثنين 8 أكتوبر على منطقة رؤوس الكباري المصرية شرق القناة ولكن القوات المصرية التي توقعت هذا الهجوم قامت بعمل جيب من النيران اندفعت إليه قوات العدو في هجومها الذي كان يهدف تدمير القوات التي عبرت وما هي إلا ساعات قليلة حتى أصيبت القوات الإسرائيلية بالخسائر الفادحة بلغت مئات القتلى و الجرحى والأسرى وكان من بينهم (العقيد عساف ياجوري)
-استكمال تحقيق المهمة الأساسية للقوات المسلحة :
-كان يوم 8 أكتوبر يوماً ناجحاً للقوات المصرية . وأصدرت القيادة المصرية أوامر بتطوير الهجوم شرقاً وتوسيع رؤوس الكباري على الخط العام بعمق 8 - 10 كم شرق القناة وتدمير و تصفية جميع النقاط القوية للعدو
-وعلي أثر وصول فرق المشاة الخمس في قطاعي الجيش الثاني والثالث الميداني إلي خط المهمة . انتقلت مراكز القيادة الرئيسية إلي شرق القناة وباقي مجموعات مدفعية الألوية والفرق ، وفي ليلة 8/9 أكتوبر عبرت 1000 عربة لوري قناة السويس محملة بالمؤن و التشوينات وعادت هذه العربات قبل الفجر إلي الضفة الغربية محملة بالجرحى المصريين والجرحى والأسري