#18
|
|||
|
|||
![]()
سأل عالم تلميذه: منذ متي صحبتني؟
فقال التلميذ: منذ ثلاثة وثلاثين سنة... فقال العالم: فماذا تعلمت مني في هذه الفترة؟! قال التلميذ: ثمان مسائل... قال العالم: إنا لله وإنا إليه راجعون ذهب عمري معك ولم تتعلم ألا ثمان مسائل؟! قال التلميذ: يا أستاذ لم أتعلم غيرها ولا أحب أن أكذب... فقال الأستاذ: هات ما عندك لأسمع قال التلميذ: الأولى: أني نظرت إلى الخلق فرأيت كل واحد يحب محبوبا فإذا ذهب إلى القبر فارقه محبوبه فجعلت الحسنات محبوبي فإذا دخلت القبر دخلت معي. الثانية: أني نظرت إلى قول الله تعالى: " وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى فإن الجنة هي المأوى " فأجهدت نفسي في دفع الهوى حتي استقرت على طاعة الله. الثالثة: أني نظرت إلى هذا الخلق فرأيت أن كل منمعه شيء له قيمة حفظه حتى لا يضيع ثم نظرت إلى قول الله تعالى: " ما عندكم ينفذ وما عند الله باق " فكلما وقع في يدي شيء ذو قيمة وجهته لله ليحفظه عنده. الرابعة: أني نظرت إلى الخلق فرأيت كلا يتباهى بماله أو حسبه أو نسبه ثم نظرت إلى قول الله تعالى: " إن أكرمكم عند الله أتقاكم " فعملت في التقوى حتى أكون عند الله كريما. الخامسة: أني نظرت في الخلق وهم يطيعو بعضهم في بعض ويلعن بعضهم بعضا وأصل هذا كله الحسد ثم نظرت إلى قول الله عزوجل: " نحن قسمنا بينهم معيشتهم في الحياة الدنيا " فتركت الحسد واجتنبت الناس وعلمت ان القسمة من عند الله فتركت الحسد عني. السادسة: أني نظرت إلي الخلق يعادي بعضهم بعضا ويبغي بعضهم على بعض ويقاتل بعضهم بعضا ونظرت إلى قول الله تعالى: " إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا " فتركت عداوة الخلق وتفرغت لعداوةالشيطان وحده. السابعة: أني نظرت إلى الخلق فرأيت كل واحد منهم يكابد نفسه ويذلها في طلب الرزق حتى انه قد يدخل فيما لا يحل له. ونظرت إلى قول الله عز وجل: " وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها " فعلمت أني واحد من هذه الدواب فاشتغلت بما لله عليّ وتركت ما لي عنده. الثامنة: أني نظرت إلى الخلق فرأيت كل مخلوق منهم متوكل على مخلوق مثله , هذا على ماله وهذا على ضيعته وهذا علي صحته وهذا على مركزه ..... ونظرت إلى قول الله تعالى " ومن يتوكل على الله فهوحسبه " فتركت التوكل على الخلق واجتهدت في التوكل على الله. فقال الأستاذ: بارك الله فيك
__________________
|
العلامات المرجعية |
|
|