|
أرشيف المنتدى هنا نقل الموضوعات المكررة والروابط التى لا تعمل |
|
أدوات الموضوع | ابحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#6
|
||||
|
||||
![]() استاذى الفاضل
بداية كلما قرأت موضوعا لك سواء كنت أنت كاتبه أو كنت فقط ناقله ، لا يسعنى الا أن أتوجه اليك بخالص الشكر والدعاء لموضوعاتك التى تثرى عقولنا جميعا و تسمح لنا بالمناقشة والتحليل الهادئ والمفيد أولا : مسألة الرعب من الجماعات السلفية فيها نوع كبير من المبالغة ، فلم يكن الرعب من قدرة السلفيين على الحشد ، فالسلفيين هم فى النهاية مصريين ،و لكن كان الرعب من بعض الأفكار التى يتبناها بعض التيارات السلفية ، و التى يرى كثير من المصريين ( و أنا منهم ) أن لها مردود سئ على مستقبل مصر فى المرحلة الخطيرة التى نمر بها . ثانيا : يكثر الحديث الآن عن مالاقته الكثير من الحركات المصرية من التعذيب فى فترة الحكم السابق ، و أصبح التباهى والتفاخر سمة بين بعض التيارات وكأن من لاقى تعذيبا أكثر هو الذى كان مناضلا أكثر ، و هذه مغالطة كبيرة أو حق يراد به باطل ، لأن اضهاد أمن الدولة السابق لم يكن كله اضهادا لأفكار سياسية . ( أ ) الاخوان المسلمين : - لا ينكر أحد أن الاخوان المسلمين هم أكثر التيارات المصرية تعرضا لاضهاد أمن الدولة فى السابق وذلك كان نتيجة لمواقفهم السياسية والمعارضة للنظام ، - كما أن هذا الاضطهاد كان نتيجة لأن الأخوان تقريبا كانوا هم المنافس الحقيقى للحزب الوطنى ، ، - و لم يكن الاضهاد لهم اضهادا دينيا أو ناتج عن فكرهم ، و لكنه اضهادا سياسيا على الأغلب ولتبرير ذلك لافراد الشعب ، كانوا يبررون ذلك بخوفهم من التيار الاسلامى الذى سيحيل حياة المصريين الى عذاب وتكفير و غير ذلك من ادعاءات باطلة ، - و لم يلتفت الاخوان الى هذه اللعبة القذرة التى يمارسها النظام فكانوا يتمسكون ببعض الشعارا مثل ( الاسلام هو الحل ) رغم أن برامجهم السياسية كانت و مازالت فى الأغلب والاعم منبثقة من الواقع ، و ليس وفقا لفقه قديم مثل باقى التيارات الدينية ، و لذلك بمجرد سقوط النظام السابق ، اندمج الأخوان المسلمين مع التيارات السياسية المصرية الأخرى ، فلم يكن فى فكره تطرفا دينيا . ( ب ) التيارات السلفية : - بنظرة هادئة وصادقة فى نفس الوقت ، أقول لك أن التيارات السلفية كانت من أكثر التيارات مهادنة للنظام السابق ، فلم يعرف عن الاتجاهات السلفية فى مصر طوال حكم النظام السابق اقبالا على السياسة ، أو معارضة صريحة للنظام ، - و بذلك لم يحدث الا فيما ندر أن قبض على أحد السلفيين نتيجة لموقف سياسى أو معارضة لسياسات النظام السابق ، - و لكن كلنا نعلم ( و أرجو أن تصحح لى ماغاب عنى ) ، أنه ظهرت فى مصر بعض الجماعات و التى أسمت نفسها بالجماعات الجهادية والتى بدأت تدعو الى تغيير النظام القائم بالقوة من اجل تكوين خلافة اسلامية تجمع المسلمين جميعا فى بقاع الأرض ، و ضرورة تطبيق الشريعة الاسلامية تطبيقا فوريا حتى ولو بالقوة المسلحة ، بل تطرف الكثيرون منهم و طالبوا بانشاء خلافة اسلامية تحت لواء السعودية ( و هذا الفكر لم يعرف عن الأخوان المسلمين فى الثلاثون سنة الماضية ) ، - الى جانب ظهور تيارات اسلامية جهادية عالمية قوية مثل تنظيم القاعدة ، فكان دائما هناك خوف من التقارب بين بعض التيارات السلفية المتطرفين فكريا و بين التيارات الجهادية لما كان بينهم من بعض التقارب الفكرى ، - و لذلك فإن ماتعرض له الكثير من السلفيين ليس ناتج عن معارضة سياسية بقدر ماهو اتهام لهم باستخدام القوة الغير مشروعة ، - و ماحدث لاخينا سيد بلال ( و الذى ندينه بكل قوة و نطالب بالقصاص من قتلته ) أقول ماحدث له ليس ناتج عن مواقفه السياسية بقدر ماكان اتهاما ( صحيح أنه ظالم وبلا دليل أو بينة ) و لكنه كان اتهام بالاشتراك فى حادث كنيسة القديسين . - و لذلك فأنا لا أتفق مع كاتب المقال فى تباهيه بأن الكثير من السلفيين تعرض للاعتقال والتعذيب ، فالسبب مختلف كثيرا ولا يدعو الى التباهى بذلك . ( جـ ) الشيوعيين أو الاشتراكيين : - و كانوا أيضا من التيارات التى تعرضت للسجن والاعتقال فى عهد الرئيس السادات ، - و لكن ونظرا لما حدث للاتحاد السوفييتى من انهيار تام لامبراطوريته و لأفكاره ، و نظرا لنمو التيار الاسلامى فى مصر فقد انخفضت شعبية الشيوعيين فى مصر كثيرا . - فكان أقل التيارا المصرية تعرضا للاضطهاد خلال فترة النظام السابق . ( د ) العلمانيون والليبراليون : - الحقيقة أن هذا التيار يمكن أن نقول أنه أقل التيارات المصرية تعرضا لما تعرضت له باقى التيارات من اضطهاد واعتقال ، رغم أنه كان من أكثر التيارات معارضة للنظام السابق ، و قد يرجع ذلك لعدة أسباب ( 1 ) أن افكار هذا التيار كانت تمثل نهضة فكرية حقيقية فى مصر ، فهى تتوافق مع الفكر العالمى والثقافة العالمية ، فتدعو الى مبادئ لايختلف عليها أحد من ديموقراطية وعدل ومساواة ( أنا أتحدث عن المعتدلين منهم ، و لاعلاقة لى بالمتطرفين ) ( 2 ) أنه هذا التيار هو أحدث التيارات لمصر ، و كان سلاحه هو الكلمة فقط ، فلم يمثل خطرا كبيرا على النظام لما يعانيه منه الشعب المصرى من عدم الاهتمام بالقراءة ، فلم يكن يقرأ له الا القليلون من المثقفين . (3 ) مع ظهور عصر العولمة ، و انكشاف سياسات الكثير من الدول القمعية فى العالم الثالث ، كانت مصر حريصة على أن تجمل صورتها أمام العالم فلا تظهر بانها ضد مبادئ الحرية والديموقراطية ، فإن ذلك كان سيتبعه بالضرورة انهيار فى خطط التنمية ، فكلنا نعرف أن مصر فى المرحلة السابقة كانت تعانى من انهيار اقتصادى تام وكانت معظم خطط التنمية تعتمد على المعونات الخارجية . ( 4 ) كانت الوسيلة الأضمن بالنسبة للنظام السابق أن يحارب هذا التيار بتدعيم التيارات الدينية مثل ( السلفية ) ، فكان يكفى أن يخرج خطيب على المنبر ليقول أن العلمانية والليبرالية كفر و رجس من عمل الشيطان ، و بما أن الشعب المصرى يتميز بتدينه الفطرى ، و بما أن الشعب المصرى يعانى أغلبيته من الأمية وعدم الاقبال على القراء’ة ، فكانت الغالبية تبتعد عن هذا التيار ظنا منها أنها تحافظ على دينها . بارك الله فيك أستاذى الفاضل وجزاك كل الخير |
العلامات المرجعية |
|
|