غدير ... سقيا من خضم الحياة

[المفكرة]

محارب المهملات و سفينة الأرض
ماذا لو أمكن لبيتك أن يوفر لك الماء و الطعام و الكهرباء و يتخلص من المخلفات و يوفر لك الدفء دون الحاجة لشبكة الكهرباء و المنافع العامة التي تتوفر في المباني الحديثة؟
ماذا أيضًا لو كان بإمكانك بناؤه بمواد متوفرة في الأرض دون حاجة لتلويث البيئة و تكاليف باهظة ؟ ماذا لو أمكن للجميع أن يتعلموا طريقة البناء تلك و يحصلوا على منازل خاص؟
هذا ما خطر ببال مهندس أمريكي في شبابه و قرر أن يبني سفينة الأرض. يقول المهندس: احتفظ والدي بكل علبة فارغة وأخبرني أنها مادة قيمة لا يصح أن تلقى . لم يعرف لها استخداما و لكنه أبقاها في حجرة بالمنزل.
استخدم المهندس المخلفات من إطارات السيارات المستخدمة و علب البيبسي و الزجاجات المستعملة. ملأ الإطارات بالطين و رصها و فوقها العلب و الزجاجات و ملأ الفراغات بالطين المتوفر حوله فتحولت المخلفات عديمة القيمة إلى منزل متماسك. مادة الطين تحتفظ بالحرارة في البرد القارس.
يجلس الرجل في منزله في صحراء نيومكسيكو حيث تنخفض درجة الحرارة إلى 30 تحت الصفر أثناء الشتاء و ترتفع عاليا في الصيف، داخل البيت لا يعاني من تذبذب الحرارة لأن الطين يمتص حرارة الشمس ببطء و يفقدها ببطء فلا يحتاج المنزل للتدفئة أو التبريد.
يجمع ماء المطر في خزان خاص يوفر الماء للمنزل و توفر الخلايا الشمسية الكهرباء للمنزل و المخلفات التي تم تدويرها تغذي حديقة داخلية في بيت دفيئة بإحدى حجرات المنزل. فعلا استحق المنزل اسم سفينة الأرض.
************