هدى النبى صلى الله عليه وسلم

[محمد رافع 52]

للنبي صلي الله عليه وسلم مواقف عدة تدل علي تواضعه وعفوه ، وما هي إلا مناهج نبوية تعلم المؤمن كيف يكون مسلما حقا ، حيث قال النبي صلي الله عليه وسلم " إن الله أوحي إلي أن تواضعوا حتى لا يفخر أحد علي أحد ولا يبغي أحد علي أحد".

وقد روي عنه صلي الله عليه وسلم "من تواضع لله رفعه" هكذا يعلمنا النبي صلي الله عليه وسلم كيف نعبر الدنيا بنجاح لا يخالطه غرور أو كبر، مع أنه أحب نبي عند الله وأفضلهم مكانة عنده سبحانه فما كان له إلا أن تواضع حبا في الله ورغبة في كسر غرور النفس أمام خالقها ، وهنا نتناول من بعض مظاهر تواضعه أمثالا نقتدي بها ونحتمي بها من عذاب النفس الأليم:

• أخبر سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم أنه خير بين أن يكون نبيا ملكا، أو يكون نبيا عبدا، فاختار أن يكون نبيا عبدا، وأخبر أن الله تعالي كافأه علي اختياره العبودية بأن يكون سيد ولد آدم، وأول من تنشق عنه الأرض، وأول شافع ، فاختياره العبودية علي الملوكية أكبر مظهر من مظاهر التواضع المحمدي.
• حدّث أبو أمامة –رضي الله عنه- قال خرج علينا النبي صلي الله عليه وسلم متوكئا علي عصا، فقمنا له ، فقال" لاتقوموا كما يقوم الأعاجم يعظم بعضهم بعضا، وقال : إنما أنا عبد ،آكل كما يأكل العبد ، وأجلس كما يجلس العبد".
• كان النبي صلي الله عليه وسلم يركب الحمار ، ويردف خلفه كما يفعل العامة، ويعود المساكين، ويجالس الفقراء ويجيب دعوة الناس إذا دعوه إلي مائدة أو غيرها.
• قال صلي الله عليه وسلم "لاتطروني كما أطرت النصاري ابن مريم، وإنما أنا عبد، فقولوا :عبد الله ورسوله".
• قال صلي الله عليه وسلم "لا تفضلوني علي يونس ابن متي، ولا تفضلوا بين الأنبياء، ولا تخيروني علي موسي ، ونحن أحق بالشك من إبراهيم، ولو لبثت ما لبث يوسف في السجن لأجبت الداعي".
• وقوله صلي الله عليه وسلم للذي قال له "ياخير البرية" فقال له "ذاك إبراهيم".
• دخل عليه رجل فأصابته من هيبته رعدة فقال له" هون علي نفسك، فإني لست ملكا، وإنما أنا ابن امرأة من قريش كانت تأكل القديد"
• حدث أبو هريرة –رضي الله عنه- فقال : دخلت السوق مع رسول الله فاشتري سراويل، وقال للوازن "زن وأرجح" فوثب الوازن علي يده يقبلها، فجذب يده وقال" هذا تفعله الأعاجم بملوكها، ولست بملك، إنما انا رجل منكم ، ثم أخذ السراويل، فذهبت لأحملها قال لي" صاحب الشيء أحق بشيئه أن يحمله"
• وما أخبر به بعض نسائه ، أنه صلي الله عليه وسلم كان يقم البيت، ويعقل البعير، ويحلب شاته، ويرقع ثوبه ، ويأكل مع الخادم، ويحمل بضاعته من السوق.

عندما نسمع عن فلان قد تصدق أو تواضع للناس تجدنا نهرع وراءه متبعين فعله، ونحن فخورين أننا اكتسبنا سمة من سمات الإيمان، فلماذا لا نفعل هذا مع معلم البشرية ونسعد بتعاليمه ونقتدي بها ، بل ونفخر بها بين الأمم ، ونجعل الناس تعلم وجه الإسلام الحقيقي، صلي عليك الله يا سيد ولد آدم ،وأشربنا من حوضك الكريم في الدنيا وفي الآخرة شربة هنيئة مريئة لانخسر ولا نظمأ بعدها أبدا.آمين

[محمد رافع 52]