أفلا تعقلون

[Khaled Soliman]

حوار حدث بالفعل بين ثلاثة من الإخوة فى جماعة الإخوان المسلمين

لم أكن قد زرت مقر حزب الحرية والعدالة منذ أن انشغلت بحملة الشيخ حازم في نهاية ال...عام الماضي .. ولكن شاءت الأقدار أن أزوره هذه المرة لأجد فيه عددا كبير من إخواني الذين افقدتهم طيلة الأيام الفائتة .. وآخرين أراهم للمرة الأولي ..

كان لقاء حميميا .. وكنت أتحاشي طيلة وجودي أن يفتح ملف الشيخ أو ملف الانتخابات .. فأنا أعرف أن أي حوار في هذا الباب سينتهي لا محالة بالصدام ..

وتم اللقاء علي نحو ما كنت أتمني .. واستأذنت الانصراف بصحبة أخوين أعرف أحدهما والآخر لا أعرفه إلي الموقف لنعود أدراجنا إلي بيوتنا ..

وشاءت أقدار الله أن يفتح أحدهم في الطريق باب النقاش: ما رأيكم باعتصام الشيخ حازم في الميدان؟!؟

وقبل أن يرد الآخر أو يفكر حتي بالرد .. كنت أنا أقول: عادي .. واحد اتظلم وبيطالب بحقه بالطريقة اللي هوا يشوفها صح !

سألني: شكلك مع الشيخ حازم؟ قلت: ذلك من فضل الله علي .. وأنت من ستنتخب؟ .. قال: أبو الفتوح .. قال الثالث: أنتم أحرار .. أنا مع مرسي .. وبدأت شحنات الشد والتوتر تحوم علي المكان ..

وهكذا اجتمعنا في طريق واحد .. وقلوبنا مختلفة:

عمار مع حازم
خالد مع مرسي
مصطفي مع أبو الفتوح
وكلنا من شباب الإخوان ..

كان الحوار من بدايته ساخنا .. تحفز فيه خالد ضد كلينا لأننا لا ندعم مرشح الجماعة التي ننتمي إليها .. وأما مصطفي فقد راح يخترع الأسباب التي ترجح كفة أبو الفتوح .. بينما أنا كنت أتابع ما يقال منتظرا الكلمة الأولي التي سيتعرض لها أحدهم للشيخ حتي "أهب" فيه !

وفعلها مصطفي .. وأعطاني فتيل الانطلاق حين قال: لكن لو أبو اسماعيل كان شغال لله مش عشان الكرسي كان روّح بيته طالما خلاص مافيش نصيب !


وهنا انتزعت منهما زمام المبادرة .. أقنعتهما أنني سأغير الموضوع .. بدأت أحدثهم عن الجامعة وأيام الجامعة .. ثم سألتهما بهدوء مصطنع: هل شاركتما في العمل الجامعي مع الإخوان لما كنتوا في الجامعة؟
قالا: نعم!
قلت: هل تتذكرون حين كان الأمن يستبعد مرشحي الإخوان من انتخابات اتحاد الطلاب ويشطب أسماؤهم .. أيام
قالا: نعم .. ومن ينسي !
قلت: تتذكرون من كان يتبقي بعد ذلك علي القوائم الانتخابية؟
قال مصطفي: كان يتبقي متنافسين كلهم منهم أصلا !
قلت: ماكانشي ساعات بيكون فيهم واحد عادي مش تبع حد .. ومحترم .. بس مش إخوان؟
قالا: نعم .. كثيرا !
قلت: هل كانت الانتخابات بعد استبعادنا بتتزور في التصويت أو الفرز؟
قال مطصفي: لأ .. هيزوروها ليه؟ اللي هينجح كده كده تبعهم .. كانت بتتم عادي .. واللي ينجح ينجح !
قلت: لماذا إذن كنا نسمي الاتحاد الاتحاد المعين .. وبنقول ع الانتخابات إنها مزورة !؟
قال خالد: لأن الانتخابات اتزورت بالفعل .. حتي لو الفرز كان صحيح !
سألت: أين التزوير؟
قال: في استبعاد بعض المرشحين بدون سبب .. وبعدين الانتخابات ممكن تتزور قبل ما تبدأ .. وممكن تتزور في أثناء انعقادها .. وممكن تتزور بعد ما تخلص.
سألتهما: يعني استبعاد طلاب الإخوان من الانتخابات قبل ما تبدأ .. خلاها تبقي متزورة حتي لو الفرز والتصويت تم بشكل صحيح .. وخلي النتايج بتاعتها باطلة .. صح؟
قالا: أكيد .. عندك شك في كده؟

وهنا سألت بخبث: أفهم من كده إن الانتخابات الجاية هتبقي متزورة حتي لو نجح مرسي أو أبو الفتوح .. وإن الرئيس القادم كده كده هيبقي متعين أيّا كان اسمه .. لأنه جاي بانتخابات متزورة ؟

وعم علي المكان الصمت ... !