|
أرشيف المنتدى هنا نقل الموضوعات المكررة والروابط التى لا تعمل |
|
أدوات الموضوع | ابحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#11
|
||||
|
||||
![]() ثم ساق الشيخ - رحمه الله - بعد هذه الآية قول الله - جل وعلا - : قال إبراهيم التيمي - رحمه الله - وهو من سادات التابعين لما تلا هذه الآية قال : ومن يأمن البلاء بعد إبراهيم ؟!! ![]() إذًا فما ثمَّ إلا غرور أهل الغرور ، والمقصود : أن هذا يوجب الخوف الشديد من الشرك ؛ لأن إبراهيم - عليه السلام - مع كونه سيد المحققين للتوحيد في زمانه ، بل وبعد زمانه إلى نبينا صلى الله عليه وسلم ما أعطي الضمان والأمان من الوقوع في الشرك ، وألا يزيغ الحال مع نبينا محمد صلى الله عليه وسلم . قوله هنا : والوثن هو : ما عُبد من دون الله ، مما ليس على هيئة صورة ، فالقبر وثن ، وليس بصنم ، وكذلك : المشهد ، أعني : مشاهد القبور عند عُبَّادها ، فهذه أوثان ، وليست بأصنام . وقد يطلق على الصنم اسم الوثن ، كما قال - جل وعلا - في قصة إبراهيم في سورة العنكبوت : وقال بعض أهل العلم : هم عبدوا الأصنام ، وعبدوا الأوثان جميعا ، فصار ذكر الأصنام في بعض الآيات لعبادتهم الأصنام ، وذكر الأوثان في بعض الآيات لعبادتهم الأوثان ، والأول أظهر في أنه قد يطلق على الصنم أنه وثن . ويدل على أن الوثن ما ليس على هيئة صورة قول النبي : صلى الله عليه وسلم ![]() قال - رحمه الله - : ( وفي الحديث : ![]() فرياء المنافق : رياء في أصل الدين ، يعني : أنه راءى بإظهار الإسلام ، وأبطن الكفر ، قال تعالى : فالرياء : مشتق من الرؤية ، ومن صوره : أن يحسن العبادة لأجل أن يرى من المتعبدين كأن يطيل في صلاته ، أو يطيل في ركوعه ، أو في سجوده ، أو يقرأ في صلاته أكثر من العادة ، لأجل أن يرى ذلك منه ، أو يقوم الليل لأجل أن يقول الناس عنه : إنه يقوم الليل . فهذا كله شرك أصغر . والشرك الأصغر - الذي هو الرياء - : قد يكون محبطا لأصل العمل الذي تعبد به ، وقد يكون محبطا للزيادة التي زادها فيه . فيكون محبطا لأصل العمل الذي تعبد به : وإذا ابتدأ النية بالرياء ، كمن يصلي الراتبة لأجل أن يرى أنه يصليها ، وليست عنده رغبة في أن يصليها ، لكن لما رأى أنه يُرَى صلاها ؛ ولأجل أن يمدح ؛ لما يرى من نظر الناس إليه ، فصلاته هذه حابطة ليس له فيها ثواب . لكن إذا عرض الرياء له في أثناء العبادة ، فيكون ما زاده لأجل الرؤية باطلا ، كما قال - عليه الصلاة والسلام - : ![]() فالشاهد من حديث الباب : قوله - عليه الصلاة والسلام - : فيدل قوله - عليه الصلاة والسلام - : ثم بعد ذلك ساق حديث ابن مسعود فقال : ( وعن ابن مسعود رضى الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ![]() وجه الاستدلال منه : أنه قال : ![]() ![]() وقوله : فوجه الاستدلال ظاهر - إذًا - في قوله صلى الله عليه وسلم : ولفظ 1 - أن تأتي بمعنى ( مع ) ، فيكون معنى : 2 - أن تأتي بمعنى ( غير ) فيكون معي : قال : ( رواه البخاري . ولمسلم عن جابر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ![]() فمعنى قوله : فمعنى قوله : " به شيئا " أي : لم يتوجه بالعبادة لأي أحد ، لا لملك ، ولا لنبي ، ولا لصالح ، ولا لجني ، ولا لطالح ، ولا لحجر ، ولا لشجر ، ولا غير ذلك . قوله : قوله : قوله : فإن قيل : علام يدل قوله : وهل يدخل الشرك الأصغر في الموازنة أو لا ؟ تقدم الجواب أن الشرك الأصغر يدخل في موازنة الحسنات والسيئات ، وأنه إذا رجحت حسناته فإنه لا يعذب على الشرك الأصغر لكن هذا ليس في حق كل أحد من الخلق ، فإن منهم من يعذب على الشرك الأصغر ؛ لأن الموازنة بين الحسنات والسيئات ليست شاملة لكل الخلق ، وليست شاملة أيضا لكل الذنوب ، بل قد يكون من الذنوب ما يستوجب النار ، ولو رجحت الحسنات على السيئات فإنه يستوجب الجنة . ولكن لا بد من أن يطهر في النار وهذا دليل على وجوب الخوف من الشرك ؛ لأن قوله : وعلى المرء - أيضا - أن يستعيذ بالله - جل وعلا - من الشرك الأصغر والخفي ، بقوله : " اللهم إني أعوذ بك أن أشرك بك شيئا أعلمه ، وأستغفرك مما لا أعلم " ![]() ثم قال : فهذا يدل على أن الشرك أمره عظيم ، فلا يتهاونن أحد بهذا الأمر ؛ لأن من تهاون بالشرك وبالتوحيد ، فإنه يكون ، فإنه يكون متهاونا بأصل دين الإسلام ، بل يكون متهاونا بالذي دعا إليه النبي صلى الله عليه وسلم في مكة سنين عددا ، بل يكون متهاونا بدعوة الأنبياء والمرسلين ؛ فإنهم اجتمعوا على شيء واحد ، وهو العقيدة ، وتوحيد العبادة والربوبية والأسماء والصفات ، وأما الشرائع فشتى . لهذا وجب عليك الحذر كل الحذر من الشرك بأنواعه ، وأن تتعلم ضده ، وأن تتعلم أيضا أفراد الشرك ، وأفراد التوحيد ، وبذلك يتم العلم ، ويستقيم العمل . وأما تعلم ذلك على وجه الإجمال ، فهذا كما يقال : نحن على الفطرة ، لكن إذا أتت الأفراد فربما رأيت بعض الناس يخوضون في بعض الأقوال أو الأعمال التي هي من *** الشرك ، وهم لا يشعرون ؛ وذلك لعدم خوفهم وهربهم من الشرك ، نسأل الله جل وعلا العفو والعافية . فاحرص - إذًا - على تعلم هذا الكتاب ومدارسته ، وعلى كثرة مذاكرته ، وفهم ما فيه من الحجج والبينات ؛ لأنه أفضل ما تودعه صدرك ، بعد كتاب الله - جل وعلا - وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ، فلعله أن يكون - إن شاء الله - سببا عظيما من أسباب النجاة والفلاح .
آخر تعديل بواسطة محمد رافع 52 ، 14-05-2012 الساعة 01:00 AM |
العلامات المرجعية |
الكلمات الدلالية (Tags) |
الاستغفار, استغفر, توب الى الله |
|
|