|
ركن العائلة منتدى يهتم بكل ما يخص الأسرة ( زوج - زوجة - أبناء ) |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
|||
|
|||
![]() السؤال السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أرجو الإفادة أو النصيحة. في بداية زواجي كانت زوجتي تحدثني عن أخيها بكل موضوع نتكلم به تدخله بالموضوع، وتتكلم وكأنه لا يوجد رجل غيره! ومع كثرة كلامها عنه بدأت معاناتي! بدأت غيرتي الكبيرة منه حينما أجد اتصاله على جوال زوجتي يجن جنوني. وبدأت المشاكل بيننا، وبعد فترة قالت لي إنها كانت تكذب بكل شيء قالت عنه وإنها كانت تبالغ بحديثها عنه فسألتها لماذا؟ فقالت لكي أنتقم منك! لأنه كان لي علاقة سابقة بفتاة قبل ارتباطي بها. رغم أني تائب، وأحب زوجتي كثيرا، وإلى الآن وغيرتي منه في قلبي. أفيدوني جزاكم الله خيرا. الإجابــة بسم الله الرحمن الرحيم الأخ الفاضل/ ابو نايف حفظه الله. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،، وبعد: فإنه ليسرنا أن نرحب بك ، فأهلاً وسهلاً ومرحبًا بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله - تبارك وتعالى - أن يبارك لك في زوجتك، وأن يبارك لها فيك، وأن يجمع بينكما على خير، وأن يصرف عنكما كيد شياطين الإنس والجن، وأن يجنبا وإياك كيد النساء فإن كيدهنَّ عظيم. وبخصوص ما ورد برسالتك - أخي الكريم الفاضل – من أن زوجتك كانت تحدثك كثيرًا عن أخيها بكل موضوع تتكلمون فيه وتدخله في الموضوعات وكأنه لا يوجد رجل غيره، حتى أدى ذلك إلى غيرتك الكبيرة منه لاعتقادك أن زوجتك فعلاً تقدمه عليك، وأنه عندها هو رقم واحد، إلى غير ذلك من الأمور التي قد تحدث معك ومع غيرك، فهذا أمر طبيعي عندما يرى الإنسان زوجته وحبيبته تتكلم حتى عن أبيها أو عن غيره بطريقة تُشعره بأنه أفضل منه فإنه قد يقع في نفسه شيء. ولكنها بعد فترة قالت بأنها كانت تكذب عليك وأنها كانت تنتقم منك لارتباطك بعلاقة سابقة قبل زواجك منها، رغم أنك الحمد لله قد تبت من ذلك وتحب زوجتك في نفس الوقت كثيرًا. إنها أرادت أن تثير عندك الحافظة وأن تُشعرك بأن هناك تحديا يواجهك، ولكن هي في نفس الوقت أيضًا يدلها هذا الموقف على أنها فيها خير وأنها امرأة فاضلة؛ لأنه يكون الأمر حقيقة يصيب بالجنون إذا كانت تتكلم مع شخص آخر غير أخيها، أو إذا كانت تحدثك عن شخص آخر أجنبي، ولكنها تعلم بأنها امرأة فيها خير وأنك رجل - بفضل الله تعالى - لا تقبل الدونية في دينك ولا في أهلك، ولذلك كانت تتحدث عن أخيها، وقطعًا الحديث عن أخيها حديث عن المشروع، فإن امرأتك تتباهى بأخيها وتتكلم عنه لزوجها، فهذا أمر عادي، ولكن المبالغة في الكلام هي التي أدت إلى وجود هذه الغيرة. ولذلك أنا أقول - بارك الله فيك – أنت تحاول الآن - جزاك الله خيرًا – أن تضع الأمر في نصابه، وأن تجتهد في أن تُخرج من قلبك هذه الغيرة التي وضعتها على نسيبك؛ لأنه لا ذنب له ولا جريرة، وهذا أمر حاكته امرأتك ضدك لتنتقم منك، أما هذا الرجل المسكين لا يعلم عما يدور بينكما شيء. اجتهد - بارك الله فيك – في الدعاء له، إذا كنت أحيانًا تكلمت في بعض الكلام الذي يوهم الانتقاص من شأنه، واجتهد - بارك الله فيك – في أن تدعو الله تعالى أن يعافيك من هذه الغيرة، وأن يعيد إلى صدرك سلامته التي كانت عليه قبل هذه الأحداث، وأن يرزقك محبة هذا الرجل، لأنه خال أولادك قطعًا وهو يعتبر بالنسبة لك ولي أمر امرأتك على اعتبار أنه من أرحامها الكبار. لذا أقول - بارك الله فيك – اصفح عما بدا من امرأتك، فإن الذي دفعها إلى ذلك إنما هو غيرتها أيضًا عليك، فهي من شدة غيرتها عليك افتعلت هذا الكلام الذي لا أصل له، وأنت أيضًا من شدة غيرتك عليها غرت عليها من أخيها حتى أصبحت عندما تجد رقمه في هاتف امرأتك، تغضب. إذن كلاكما عالج الأمر من باب الغيرة الشديدة التي ملأت قلبكما، وعلاجه: الآن امرأتك تعرف أنك - الحمد لله والمنة - رجل تائب وأنك ليس لديك هفوات ولا نزوات، وهذا في حد ذاته كفيل - بإذن الله تعالى – بأن يمحو من ذاكرتها هذه العلاقة القديمة التي كانت موجودة، خاصة وأن موقف المرأة ليس شرعيا، لأن هذه مسألة كانت قبل زواجك منها، وهذا لا يقلل من شأنها ولا يمثل أي اعتداء عليها، ولكنها غيرة النساء، فالمرأة قد تغار حتى من أم الرجل إذا وجدت الواحد منا يضع رأسه مثلاً في حجر أمه لكي تداعب مثلاً خصلات شعره أو يقبل يدها أو يحاول أن يتودد إليها قد تأتيها الغيرة، ولذلك بعض الأخوات تقول لا تفعل هذا مع أمك أمامي، رغم أنها أمه ورغم ذلك هي تغار من شدة تعلقها بزوجها تريد أن يكون لها وحدها. كذلك أيضًا نفس الشيء، فأنت الآن أيضًا تغار من أخي زوجتك وهو أخوها قطعًا، يعني هذا محرمها الأول بعد أبيها، وقطعًا هذا له حق كبير؛ لأنها قبل أن تعرفك عرفته، ورغم ذلك أدى موقفها والكلام الكثير عليه إلى أن تغيرت نفسيتك عليه تغيرًا كبيرًا، ولذلك أقول: كلاكما ضحية هذا الكيد الشيطاني، وما عليكما الآن إلا أن تستغفرا الله تعالى وتتوبا إليه، وأن تجتهد - بارك الله فيك – في الدعاء لأخيك هذا بظهر الغيب أن يكرمه الله - تبارك وتعالى – وأن يعفو عنك ما وقع من تقصير في حقه، وأن تجتهد أيضًا بالدعاء أن يجعل الله بينكما المحبة والوئام والتفاهم والانسجام، وأن يغفر لزوجتك أيضًا هذا التصرف الشيطاني، وأن يغفر لك ما سلف من ذنوبك، وأن يجمع بينك وبين أهلك على خير. هذا وبالله التوفيق، وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم.
__________________
![]() آخر تعديل بواسطة abomokhtar ، 17-06-2012 الساعة 10:44 AM |
#2
|
|||
|
|||
![]()
السؤال
أنا شاب أبلغ من العمر حوالي 24 عاما، متزوج - والحمد لله - أمي وزوجتي في مشاكل دائما، وأنا لذلك قررت السفر إلى الخارج كي أرتاح نفسيا، ولكني لم أرتح، وأنا الآن طلّقت زوجتي بنفس السبب، ولكن المهم هو أن عندي بنتا عمرها 25 يوما، وأصبحت أمي لا تطيق زوجتي، وأنا لا أعرف ماذا أعمل كي أرضي أمي وأرضي زوجتي؟! الكل واقف في صف أمي، وحاليا زوجتي في بيت أبيها، وهذه هي الطلقة الأولى، ولكنني لا أعرف ماذا أفعل؟! الإجابــة بسم الله الرحمن الرحيم الأخ الفاضل/ احمد حفظه الله. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،، فإن شريعة الله تطالبك ببر أمك وبعدم ظلم زوجتك، نقترح عليك أن ترجع زوجتك وتتركها في بيت أهلها لكونك في الخارج، ولعل في ذلك فرصة لرد الأمور إلى نصابها وضوابطها، وأرجو أن تحاول معرفة أسباب الخلاف بين زوجتك ووالدتك، فإن في ذلك عونا لك على العلاج، ومرحبًا بك في موقعك بين آبائك وإخوانك. ونحن في الحقيقة ننصحك بالاهتمام بوالدتك والاجتهاد في برها، وأرجو أن تشعر زوجتك بتقديرك لها وتطالبها بالصبر على والدتك، فإن العاقل يقول لزوجته إذا صبرت على أمي فسوف أقدرك وأحملك على ظهري، فإن ذلك يطيب خاطرها ويجلب رضاها. وكم تمنينا أن تفهم البنات أن هناك غيرة عند بعض الأمهات، وقد تعذر في ذلك لأن الزوجة جاءت تشاركها في جيب ولدها وفي حبه، وتشتد الغيرة في حالة الولد الكبير أو الوحيد والمفيد البار، ولكن الرجل الحكيم يستطيع النجاح في هذه المعادلة الصعبة ويزيد في بره لأمه بعد الزواج ويظهر لها أمام زوجته الاحترام. وإذا وقف الكل في صف والدتك فكن أنت في الصف الذي فيه الحق حتى لو كنت وحدك، وحاول أن تعطي والدتك حقها الشرعي، ولا تطلق زوجتك إذا كنت تحبها، وأنت تذكر أن عندك منها طفلة، واجتهد في إرضاء والدتك، وردّ لها الاعتبار إذا شعرت بشيء من الظلم أو الانتقاص لقدرها. وهذه وصيتي لك بتقوى الله ثم باللجوء إليه، وأرجو أن تتعامل مع الموقف بحكمة وهدوء، ونسأل الله أن يقدر لك الخير ثم يعينك على إرجاع زوجتك لتواصل معها مشوار الحياة التي لا ولن تخلو من المشاكل، ونسأل الله لكم التوفيق. وبالله التوفيق.
__________________
![]() |
#3
|
|||
|
|||
![]()
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته زوجتي لا تريدني أن أقسو عليها بالكلام، ولكني لا أقسو عليها إلا حين أن أغضب منها، فما الحل عندكم؟ الإجابــة بسم الله الرحمن الرحيم الأخ الفاضل/ زهير حفظه الله. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،، فرفقًا – يا أخا الإسلام – بالقوارير، وتلك وصية رسولنا النذير البشير، ونسأل الله أن يلهمك رشدك، وأن يبعد عنك الغضب والتقصير، ومرحبًا بك في موقعك بين آبائك والإخوان. وأرجو أن تعلم أننا مطالبون بحسن عشرة النساء، قال تعالى: {وعاشروهنَّ بالمعروف}، والمعاشرة الحسنة لا تكتمل إلا ببذل الندى، وكف الأذى، والصبر على الهفوات والجفى، وليس الأمر كما يظن كثير من الناس ممن يظنون أن المعاشرة الحسنة هي حسن التعامل فقط. وقد ذكر العلماء أن المعاشرة الطيبة لا تكتمل إلا بالصبر على الأذى، وقد احتمل النبي - صلى الله عليه وسلم – من زوجاته بل زاد على ذلك فعاملهنَّ باللطف، حتى كان يقول لعائشة - رضي الله تعالى عنها وأرضاه -: (والله إني لأعلم إن كنت عني راضية وإن كنت غضبى. فقالت: وكيف ذلك بأبي أنت وأمي يا رسول الله؟ فقال: أما إذا كنت راضية فإنك تقولين لا ورب محمد، وإن كنت غضبى فإنك تقولين لا ورب إبراهيم. فقالت: أجل يا رسول الله، والله ما أهجر إلا اسمك). ومعنى كلامها أن حبه في قلبها لا يقل بل هو ثابت لا يتغير. ولا يخفى عليك أن الغضب من الشيطان، وأن المسلم إذا غضب عليه أن يتعوذ بالله من الشيطان ويذكر ربه الرحمن، ويهجر المكان، ويغير هيئته ويسكت، فإذا لم يذهب الغضب توضأ وصلَّى لله، وأرجو أن تقول لزوجتك ما قاله أبو الدرداء لزوجته ليلة بنائه بها: "إذا غضبت فرضِّني، وإذا غضبتِ رضَّيتك وإلا لم نصطحب". ولا شك أن الحياة تحتاج إلى صبر، وعاقبة الصبر طيبة وهو نصف الإيمان، وقد قال عمر - رضي الله تعالى عنه وأرضاه -: "وجدنا أطيب عيشنا في الصبر". وهذه وصيتي لك بتقوى الله ثم بالإحسان إلى الزوجة والصبر عليها، فإنها أسيرة عندك، وقدوتك في ذلك هو رسولنا - صلى الله عليه وسلم – القائل: "خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي). ونسأل الله لكم التوفيق والسداد وأن يصلح ذات بينكم وأن يؤلف على الخير قلوبكم. وبالله التوفيق.
__________________
![]() |
#4
|
|||
|
|||
![]()
السؤال
السلام عليكم. أريد تعليم زوجتي بعد الزواج مباشرة العلم الشرعي حتى نعبد الله على بصيرة ونبعد عن أنفسنا الشبهات فما هو الأسلوب الصحيح والمنهج الصحيح لذلك ومن أين أبدأ؟ الإجابــة بسم الله الرحمن الرحيم الأخ الفاضل/ وليد حفظه الله. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد: فإنه ليسرنا أن نرحب بك ، فأهلاً وسهلاً ومرحبًا بك، وكم يسعدنا تواصلك معنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله تبارك وتعالى أن ييسر أمرك وأن يشرح صدرك وأن يبارك لك في زوجتك وأن يجعلها عونًا لك على طاعته، وأن يجعلك عونًا لها على طاعته وأن يديم بينكما المحبة والوئام والتفاهم والانسجام. وبخصوص ما ورد برسالتك - أخي الكريم وليد – فإنه لأمر عظيم حقًا أن تفكر هذا التفكير الطيب الرائع، لأن هذا إنما هو تهيئةٌ لامرأتك أن تكون زوجة صالحةً وأن تكون حسن العشرة معها، فأنت بذلك تحقق عدة أهداف في وقت واحد، المرأة طالبة العلم الشرعي التي تعرف حق ربها وحق نبيها وحق زوجها أبعد ما تكون عن المعاصي وهذا أولاً. ثانيًا: أحرص ما تكون على إرضاء الزوج لأنها تعلم مقامه ومنزلته في دين الله تبارك وتعالى وفضله عليها، ولذلك تجتهد في إرضائه وإسعاده بكل ما أوتيت من قوة. ثالثًا: أنك توفر لأولادك مدرسة مجانية، لأنها الآن عندما تتعلم قبل أن تُرزق بالأولاد - أو ما زال أولادك صغارًا – فإنها ستكون معلمًا مجانيًا، لأن العلم سينعكس على سلوكها وتصرفاتها، وبذلك يتحسن أداؤها ويتطور مستواها الأخلاقي والإيماني فيأتي أبناؤك فيجدون أمًّا صالحة مباركة تقوم على تربيتهم ورعايتهم والعناية بهم وبذلك تكون قد حققت هذا الهدف أيضًا. رابعًا وأخيرًا: أنها قد تمارس الدعوة بين صويحباتها وجاراتها وأخواتها المسلمات، وكلما وجهت نصيحة لأحد أو علَّمت أحدًا من هؤلاء آية من كلام الله أو سنة من سنن رسول الله - صلى الله عليه وسلم – أو أي حكم شرعي صبَّ ذلك في ميزان حسناتك - يا صاحبي – فهنيئًا لك. وأما عن طريقة التعليم أو الأسلوب الصحيح؛ فإن ذلك - أخي الكريم – يتوقف على مستوى امرأتك الحالي الآن، فلابد من تقييم وضعها، هذا ما يعرف بتقييم الوضع أو تقييم الحالة قبل أن تبدأ في العمل، فما هو الذي لديها من العلم؟ وما هو حظها من العلم الشرعي أو الدنيوي؟ وكيف هي قدرتها على التعلم؟ وماذا قرأت وماذا تعرف؟ لأن هذه هي البدايات وهي ضرورية جدًّا، ولأن العلم درجات - كما تعلم – فهناك صغار العلم، وهناك كبار مسائل العلم، وهناك وسط، وهناك كتب متخصصة جدًّا، وهناك كتب للخواص، وهناك كتب للعوام، هناك مطولات، وهناك مبسوطات، وهناك مقتصرات.. فهذا كله متوقف - بارك الله فيك – على المستوى الحالي الآن، فإذا كانت امرأتك لم تطلب العلم من قبل فأنصح بأن تبدأ بصغار العلم – الأشياء البسيطة – التي يسهل هضمها. كذلك أيضًا أن تأتي لامرأتك بكتابٍ كـ (فتح الباري شرح صحيح البخاري)، وهي امرأة لم تقرأ (ألف باء) في العلم الشرعي، فهذا كأنك أعطيتها شيئًا لا يمكن أن تستفيد منه بحال، وتقول لها: لماذا لا تقرئي؟ عندك مثلاً كتاب (المجموع) للنووي، وعندك (المغني) لابن قدامة، وعندك (فتح الباري في شرح الحديث)، وعندك وعندك.. هذه كتب لا يمكن أن تقرأها مطلقًا، ولذلك أنصحك - أخي الكريم – أن تبدأ بتحديد المستوى أولاً، إذا حددت المستوى فمن السهل عليك - بارك الله فيك – أن تجد الكتب التي تستطيع أن تأخذ بيدك أنت وزوجتك - إن شاء الله تعالى -. وأتمنى أيضًا أن تبدأ معها كذلك إذا كان عندك قدر من العلم الشرعي فسيكون أمرًا طيبًا أن تكون أنت المعلم الذي يخصص شيئًا من وقته لها يوميًا، يعني بمعنى أن تجعل هذه الدروس كالطعام والشراب والعمل - أشياء ثابتة في حياتك – لأنك لو جعلتها حسب الظروف فإنها سوف تتبخر هذه الآمال وتلك الفكرة تموت مع الزمن. أما أهم شيء هو أن تخصص وقتًا معينًا لهذا، وليكن مثلاً بعد صلاة الفجر إذا كانت الظروف عندك مناسبة أو أي وقت لأن ظروفكم قطعًا في أمريكا تختلف عن ظروفنا نحن في العالم العربي، تحدد الوقت الذي تراه مناسبًا لك ولزوجتك وتحدد وقتًا ليس بالطويل حتى لا تملُّوا وتحدد الكتاب الذي تبدءان فيه، وهي تأخذ فكرة عن الدرس قبل أن تشرع فيه، وأنت قطعًا يكون عندك فكرة وتكون جاهزًا، حتى لا تقرأ معها المسائل لأول مرة، لأنها إن وجدت عندك نوعاً من التردد لن تثق في المعلومة التي ستقدمها لها، وإنما تكون قد قرأت وحضرت وقمت بإعداد المادة وأنت رجل مهندس معناه أنك الحمد لله تستعمل أساليب طيبة في حياتك العلمية، هذا ينعكس عليك - إن شاء الله تعالى – في ذلك. فإعداد الموضوع بطريقة جيدة وترتيب عناصر الموضوع بطريقة جيدة وقراءة الكتاب الذي تستطيع أن تشرحه، لأنك قد تقرأ كتابًا يصعب عليك أن تشرحه، ولذلك أنت أيضًا مطالب أن تراعي مستواك العلمي وألا تشرح شيئًا لا تفهمه أو كلامه غامضًا، لأنه إن لم يكن واضحًا أمامك قطعًا لن يكن واضحًا أمام زوجتك. ولذلك أقول: لابد من تحديد مستواك – أيها المعلم – وتحديد مستوى زوجتك المتعلمة، ثم بعد ذلك لكم في تلك الحالة أن تقرءا في الكتب التي تتناسب مع مستواكما. أنا لا أعرف حقيقة المستوى ولذلك أنا بدأت فقط من البداية وشرحت الطريقة، ولكني أنتظر بعد ذلك إذا أكرمتمونا برسالة أخرى أن نبيِّن لك ما هي الكتب التي تبدأ في قراءتها.. هذا هو الأسلوب الصحيح حقيقة: تحديد المستوى لك وتحديد المستوى لأختنا، ثم بعد ذلك تحديد الوقت الذي سوف تجلسان فيه للمذاكرة، ثم الاتفاق على موعد معين وعدم التنازل عنه أو عدم إلغائه لأي ظرف، وعدم إطالة المدة حتى لا تملّ هي ولا تمل أنت، وتكليفها أيضًا أن تقرأ الدرس قبل شرحه حتى تعان، لأن قراءة الدرس قبل الشرح يعطي فكرة طيبة ويحقق حوالي خمسين بالمائة من درجة الاستيعاب. نحن ننتظر - إن شاء الله تعالى – تحديد المستوى منك ومن زوجتك، وإن شاء الله تعالى نبدأ معكما مرة أخرى في وضع البرنامج المناسب والصحيح الذي ينهض بكما نهوضًا طيبًا وتحققان من خلاله وضعًا متميزًا وتحصلان من خلاله على علم نافع في أسرع وقت - بإذن الله تعالى – مع تمنياتنا لكم بالتوفيق والسداد ونحن في انتظار رسالتك القادمة - أخي الكريم المهندس وليد - . والله ولي التوفيق.
__________________
![]() |
#5
|
|||
|
|||
![]()
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد: أنا رجل اقتصادي في البيت والمعيشة ولست ببخيل، وزوجتي مبذرة نوعا ما، فما هو الطريق الصحيح لكي أنصحها به؟ علما أنها من النوع النسائي العنيد. ولكم منا فائق الشكر والتقدير. الإجابــة بسم الله الرحمن الرحيم الأخ الفاضل/ قصي حفظه الله. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،، فإنه ليسرنا أن نرحب بك في، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يوفقك للوسطية والصواب، وأن يوفقك وأهلك للتفاهم والاستقرار والسعادة. وبخصوص ما ورد برسالتك، فإنه ومما لا شك فيه أن الحياة تكون مشحونة ببعض الصعوبات إذا كان هناك نوع من اختلاف وجهات النظر نتيجة العوامل التربوية المكتسبة والتي تشد كل واحد منا إلى ماضيه، وما تم تربيته عليه، وهنا تأتي أهمية الحكمة والموعظة الحسنة؛ لأنها هي وحدها بعد توفيق الله التي ستعين على تفهم الطرف الآخر ومراعاة مشاعره وظروفه والتماس العذر له. وهذا الذي أتمنى وأدعو الله أن يوفقك له بأن تسلك الطريق الوسط في الإنفاق، فلا إسراف ولا تقتير، وهذا ما مدحه الله في عباد الرحمن حيث قال تعالى: {وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا}، ولكي يتحقق هذا لا بد من مناقشة الأمر بنيكما واستماع كل طرف لوجهة نظر الآخر، والاجتهاد أن تخرجوا بخطة وسطية تراعي الطرفين ومصلحة الأسرة، وأن تشرفا معا على تنفيذها حتى تضمنوا لها النجاح، واعتقد أنكما بذلك ستقضيان على هذه المشكلة نهائيا، مع ضرورة عدم اعتداد كل طرف برأيه أو تسفيه أو تحقير أو تهميش الرأي الأخر. وأنا واثق من قدرتكما على ذلك فعجلا بعقد مائدة مستديرة واجلسوا حولها وناقشوا المسألة بعيداً عن أي طرف آخر، ونسأل الله العون. والله الموفق
__________________
![]() آخر تعديل بواسطة abomokhtar ، 17-06-2012 الساعة 10:53 AM |
#6
|
|||
|
|||
![]()
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد: فأنا متزوج منذ 6 سنوات، وأعيش في الغربة, جرت العادة أن تستشيرني زوجتي في كل علاقاتها، وعما اذا أحسنت التصرف أو لا أو كيف علي أن تتصرف بالموقف الفلاني، وعلى الدوام أنصحها كي لا تنزلق في مطب الغيبة والنميمة أو دون قصد الانحراف إلى طرف في نزاع أو مشادة تتسبب في خسارتها صديقاتها أو ندم، وإلى نصحهن بالمعروف وكف الأذى, ومنذ يومين التقيت بأحد المثقفين دينيا وأخبرني بأن ما نفعله هو عين الحرام، فإما أن تكون لك ثقة بزوجتك وترخي لها الحبل في علاقاتها أو فلتغلق عليها بابها إذا كانت ليست أهلا لذلك. أرجو إفادتي عن الواجب فيما علينا فعله حتى نتجنب الحرام وأن نحافظ على قيمنا. والسلام عليكم. الإجابــة بسم الله الرحمن الرحيم الأخ الفاضل/ عماد الدين حفظه الله. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،، قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ}. وقال جل وعلا: {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ}. فهذا هو عين ما يقع لك أنت وزوجتك الكريمة بمنِّ الله وكرمه، فإنك تحرص على أن تقي زوجتك أسباب الشر وأسباب الوقوع في الحرام، لاسيما في أمور الغيبة والنميمة التي قد تصدر من الإنسان والتي قد تكثر في بعض الأحيان في بعض العلاقات الاجتماعية التي لا تخفى على نظرك الكريم، فأنت تحرص على نصحها وعلى بذل الخير لها ونيتك هو إرشادها إلى وجه الصواب بالتعاون على البر والتقوى، ومقصودك حفظها وصيانتها لتتلافى الوقوع في الخطأ أو الوقوع فيما يغضب الله جل وعلا، فكيف يكون هذا من الحرام أو كيف يكون أمرًا مذمومًا، إنه لا يكون - بحمد الله عز وجل – إلا من التعاون على البر والتقوى الذي يحبه جل وعلا ويحثه عليه، قال تعالى: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ}. وأيضًا فهذا استنصاح منك لزوجتك وطلب معونة لترشدها وتعينها برأيك، ولا ريب أن العاقل يحرص على استشارة أهل المعرفة والأمانة حتى يستنير برأيهم؛ ولذلك قيل: (من استشار الناس فقد أخذ بزبدة عقولهم)، وقد خرج الطبراني في المعجم بإسناد: (ما خاب من استخار وما ندم من استشار، وما عال من اقتصد)، فهذا حديث إسناده ضعيف لا يثبت عن النبي - صلى الله عليه وسلم – وإن كان معناه صحيحا مستقيما، ولا ريب أن من استخار ربه لم يخب، ومن استشار الناس وأخذ زبدة عقولهم فإنه لا يتندم على ذلك بإذن الله عز وجل، وقد كان النبي - صلوات الله وسلامه عليه – يشاور أصحابه وكان ينزل الناس منازلهم في ذلك، بل إن الله جل وعلا حثه على ذلك وأمره بهذا الخلق العظيم فقال تعالى: {وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ}. وقال جل وعلا: {وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ}. فهذا أمر ممدوح بل هو من القربات إلى الله جل وعلا، ومع هذا فلابد من ضوابط في هذا الشأن، فإن زوجتك إذا استشارتك فينبغي لها – إن كانت الاستشارة تتعلق بذكر بعض الأخوات – أن تتحرز من ذكر بعض الأمور التي قد لا تحب صاحبة الشأن الاطلاع عليها، فيمكنها حينئذ أن تقول بعض صاحباتي أو بعض الأخوات قد وقع لي معها كذا وكذا دون أن تصرح باسمها أو تشير إليها فتعرفها من خلال الإشارة، فبهذا تخرجون من أي إشكال من هذا الأمر. وأيضًا فلو اقتضى الأمر التعيين لمصلحة شرعية كدفع مفسدة ظاهرة من فساد ذات البين أو دفع محرم يخشى وقوعه فيجوز التعيين للحاجة لذلك، وقد ثبت في الصحيح أن هند بنت عتبة – رضي الله عنها – سألت النبي - صلى الله عليه وسلم – فقالت له: إنا أبا سفيان رجل شحيح وليس يعطيني وولدي إلا ما أخذته منه وهو لا يعلم. فقال - صلوات الله وسلامه عليه -: (خذي ما يكفيك وولدك بالمعروف). فعينته وذكرته بوصف يدل على مذمة فيه للحاجة إلى ذلك، فهذا أمر لا يتردد بالجزم بجوازه عند الحاجة إليه ودلائل ذلك مبسوطة في سنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم – بل وتدل عليها عموم النصوص القرآنية وقواعد الشرع المطهر. والمقصود أن استشارتك زوجتك في أمورها ليس بالأمور المحرمة بالضوابط الشرعية التي لا تهتك ستر الناس ولا تفضحهم ولا تذكر أسرارهم وإنما يكون ذلك بطريق الإشارة والسؤال والاستيضاح ولا يعيَّن المذكور بشيء يسيئه إلا عند الحاجة الضرورية التي تضطرها إلى ذلك فهذا لا مانع منه ولا حرج، بل عليكما بالتواصي والتشاور في شؤونكم فإن هذا أقرب إلى داوم مودتكم وأقرب إلى الحفاظ على بيتكم وأبعد لكم وأسلم عن المشاكل التي قد تأتيكم من الاختلاط الاجتماعي والذي لا غنى لكم عنه - كما لا يخفى على نظرك الكريم – ومع هذا فابذل جهدك أيضًا في أن تنمي من ثقة زوجتك بنفسها، وأن تحاول أن تستشيرها أيضًا لتشعرها بتقدير رأيها واحترامك لوجهة نظرها لينمو في نفسها أيضًا الاعتماد على نفسها، فهذا أمر ينبغي سلوكه وينبغي أن تنميه في نفس زوجتك، والله يتولاكم برحمته ويرعاكم بكرمه. ونسأل اللهَ أن يزيدكم من فضله وأن يجعلكم أكثر حرصًا على اتباع طاعة الله عز وجل والعمل بمرضاته، ونسأل الله عز وجل لك التوفيق والسداد وأن يشرح صدرك وأن ييسر أمرك وأن يجعلك من عباد الله الصالحين وأن يوفقك لما يحب ويرضى. وبالله التوفيق.
__________________
![]() |
#7
|
|||
|
|||
![]()
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته، جزاكم الله خيرا على هذا الجهد الجهيد، جعله الله في ميزان حسناتكم يوم القيامة. مشكلتي أنني خطبت فتاة محجبة جميلة متدينة جدا حافظة لكتاب الله، ومن أسرة على قدر كبير من الصلاح والاستقامة نحسبهم كذلك ولا نزكيهم على الله أبدا، واكتشفت بعد الخطوبة أنهم أغنياء أيضا وأنا من أسرة متوسطة شبة ميسورة ولله الحمد والفضل، ووعدناهم بالاستجابة لكل متطلبات ومستلزمات الزواج وتم الاتفاق على كل شيء، وقاموا جميعا بمعاينة شقة الزوجية ولم تعجب خطيبتي ووعدتها أنا بالبحث عن أخرى فورا، إلا أن والدها رفض وقال لي إن الشقة جيدة والإنسان يبدأ حياته صغيرا ثم يكبر وينمو مع الأيام ويأتيه الرزق والسعة من عند الله، وكان الرجل قمة في علمه وتواضعه وأخلاقه وفوق ذلك كان مقتنعا بي ويحبني ويحترمني جدا، دامت الخطبة أسابيع قليلة جدا، ثم فوجئت باتصال تليفوني من والدتها تخبر والدتي أن كل شيء نصيب وشاكرين لكم، وهكذا وبكل بساطة انتهى الموضوع وبدون أي أسباب، أنا لم أحاول الاتصال بهم مرة ثانية، على أساس أن الإنسان لديه كرامة وأن هؤلاء الناس ( غفر الله لهم ) يقولون لك لا نريدك، وبالتالي اتصالي يعتبر تطفلا عليهم، وانتهى الموضوع، ويشهد الله أنني لم أرتكب أي مخالفة معهم سواء أكانت دينية أو دنيوية، وكنت في الأيام القليلة التي قضيتها معهم مثالا لحسن الخلق والأمانة والأدب، لم يؤثر في هذا الموضوع كثيرا وقمت بخطبة فتاة أخرى رشحها أخي من أسرة فقيرة ولكن ذات دين وأخلاق حسنة، كنت أتوسم في فتاتي الجديدة الخير والالتزام وتزوجتها، وللأسف وجدتها عصبية جدا وسيئة الخلق حتى مع أهلها، لا تحافظ على صلواتها ولا تحترم وتقدر زوجها حتى بت أظن أنها تكره نفسها أيضا مع كمية الحقد والغيرة التي تملأ قلبها وتحكم تصرفاتها وسلوكها، وإلى الآن أن صابر عليها وأحاول أن أعالجها بما يرضي الله من وعظ وتذكير أحيانا ومن حب وحنان وإكرام أحيانا أخرى، وأتذكر على فترات متابعة فتاتي الأولى وأقول سامحكم الله، لماذا فسختم الخطبة والتي هي وعد بالزواج بدون أي سبب واضح ديني أو دنيوي معنويا أو ماديا، ـ قدر الله تعالى وما شاء فعل ـ ولله الحمد والفضل والمنة والثناء الحسن. والسؤال هل أنا أعتبر مظلوما في هذه الحالة؟ وهل أثاب على ما حدث معي، وجزاكم الله كل خير وجعلكم في عون إخوانكم المسلمين. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. الإجابــة بسم الله الرحمن الرحيم الأخ الفاضل/ طاهر الشيخ حفظه الله. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،، فقبل الإجابة على سؤالك الكريم الذي ختمت به هذه الرسالة نود أن نهنئك تهنئة من صميم قلوبنا على هذا الموقف النبيل الذي قد قمت به، إنك شاب بحمد الله عز وجل تحترم نفسك وتقدر كرامتك، وأيضًا فأنت لم تحملك العزة على الإثم، فلا زلت تثني على والد مخطوبتك الأولى الثناء العطر الطيب، مما يدل على أن لديك الإنصاف بحمد الله ولديك حفظ المودة. وأيضًا فقد صنت كرامتك بعدم إلقاء نفسك على الناس وقد صرحوا لك بعدم الرغبة في إتمام الزواج، ولا ريب أن هذا القرار عادة لا يتم إلا بعد اتفاق الأسرة، نعم قد يكون هنالك بعض الخلافات بينهم ولكن القرار لا يصدر إلا باتفاق من ولي أمرها مع باقي الأسرة كما لا يخفى على نظرك الكريم. فقد أحسنت بأن سددت باب المشاكل بينك وبينهم وأبقيت ذكرًا حسنًا ومودة في الله عز وجل. ثم لك التهنئة الأخرى على هذا الموقف العظيم الذي جعلك تنظر لمصلحتك، فأنت لم تتشبث بهذه المخطوبة وتجلس واضعًا يدك على خدك كاسفًا حزينًا ولكنك بحثت عن صاحبة الخلق والدين لتعف نفسك ولتجد الزوجة الصالحة التي تقر عينك، وبحمد الله أن هذا قد تم وهأنت الآن صاحب زوجة ولله الحمد وسيأتي التعقيب على كلامك الذي أشرت إليه عن أخلاق زوجتك الكريمة. وأما عن سؤالك هل تعتبر مظلومًا لأن أهل المخطوبة قد ردوك بغير سبب ظاهر، فهذا لا يعتبر من الظلم المحرم لأن لوليِّ الفتاة أن يرد الخطبة على الخاطب حتى ولو لم يكن هنالك سبب ظاهر، فإن الخطبة مجرد مواعدة وإبداء الموافقة المبدئية، وليس هنالك عقد شرعي يلزمهم بذلك. وأيضًا فإن هنالك أمورًا نفسيًّا قد اعتبرها الشرع الكريم، فقد لا تميل الفتاة للخاطب من جهة الرغبة ومن جهة الميل النفسي، وهذا أمر معتد به حتى صرح النبي - صلوات الله وسلامه عليه - في حكمه الشريف العدل الكريم بأنه يجوز للمرأة أن تطلب فراق زوجها إذا ثبت لديها أنها تبغضه ولا تستطيع أن تعيش معه، كما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أن صحابية كريمة جاءته لا تنقم على زوجها دينًا ولا خلقًا فسألت فراق زوجها لأنها تبغضه ولأنها تخشى على نفسها الوقوع فيما يغضب الله في التعامل معه، فأمرها صلوات الله وسلامه عليه أن تختلع منه، فأخذ الأئمة الفقهاء – عليهم جميعًا رحمة الله تعالى – من هذا أن الكراهة التي قد تكون في النفس من جهة الزوجة للزوج أنها تبيح لها مثل هذا الشأن في فراق زوجها، فكيف بالخطبة التي هي مجرد مواعدة، وليس هذا شرطًا في أن يكون هذا هو السبب ولكن هذا الكلام سيق لك ليبين لك أن الأمور النفسية لها اعتدادها في الشرع، فقد تكون الفتاة غير مرتاحة للزواج من هذا الخاطب، ليس لأمر يعود في منظره أو يعود في أخلاقه، بل قد يكون الأمر مجرد شعور داخلي لديها نظرًا لعدم الألفة أو ظن عدم التوافق وغير ذلك من الأسباب التي قد تكون لدى الفتاة، على أن ترك الخطبة أمر جائز لولي الفتاة إذا رأى مصلحتها في ذلك أو لها إن رأت مصلحتها تتحقق بهذا، فليس في هذا من ظلم ولله الحمد، ومع هذا فأنت مأجور على ما وقع لك وهذا هو جواب الشق الثاني من سؤالك لأن كل ما وقع لك هو من جملة الأمور المحزنة التي يؤجر عليها المؤمن، ولذلك ثبت في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (ما يصيب المسلم من نصب – أي تعب – ولا وصب – أي مرض – ولا هم ولا حزنٍ ولا أذىً ولا غم حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه ). فكل أذى يصيب المؤمن في بدنه أو في نفسه يؤجر عليه، ولا ريب أن مثل هذا يسبب لك حزنًا وهمًّا كما هو معلوم بحكم الطبيعة البشرية، فأنت مأجور مثاب - بحمد الله عز وجل – لاسيما وقد صبرت واحتسبت وصنت لسانك عن الوقوع في هؤلاء الناس لا كما يقع من بعضهم عندما يُرد فيبسط لسانه في مخطوبته وفي أهلها، فالحمد لله الذي صانك وعافاك وجعلك من المحسنين. ويبقى ها هنا الإشارة إلى استيائك من أخلاق زوجتك الكريمة، فيا أخي لابد أن تعلم أن هذه الزوجة التي هي الآن في بيتك ويجمعك معها سقف واحد إنما هي زوجتك التي جعل الله لك عليها الرعاية وجعلك قيمًا عليها، قال تعالى: {الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ}، فينبغي لك أن تنظر إلى هذه الزوجة على أنها هدية ساقها الله لك لكي تكون سببًا في زيادتها في الدين سببًا في إيمانها، سببًا في تحسين أخلاقها، ألا تكون داعية إلى الله جل وعلا؛ فأحق من بدأت بهم هم أهلك الأقربون، وها هي زوجتك من أهلك وهي أحق من أديت لها النصيحة وأحق من دللتها إلى طاعة الرحمن، قال تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدَادٌ لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ}. وقال صلوات الله وسلامه عليه ![]() فينبغي أن تتودد إليها وأن تكون مثالاً للزوج الصالح الذي يروي زوجته حبًّا وحنانًا وفضلاً وسعة صدر وخلقًا، هذا عدا ودادك إليها وتقديم الهدايا اللطيفة إليها وإظهار الفرحة بها والسرور والبهجة بقربها، فإن كل هذا يجعلك تملك قلبها، فإذا ملكت قلبها سهل عليك أن تؤدي إليها أفضل الأخلاق وأفضل الإرشادات والنصائح فتجدها مستجيبة - بإذن الله عز وجل – آخذة بما وصلها من الحق، فاعتبر زوجتك غنيمة ساقها الله إليك، واصبر عليها يا أخي، وما تجده من تقصير من جهتها فهذا أمر قد يقع لكثيرًا من الناس، فحاول أن تأخذ الأمر برفق وهدوء وأن تجعل من هذه الزوجة بابًا يفتح لك إلى الجنة بدعوتها والصبر عليها وإيصال الحق لها وإظهار البشاشة في وجهها، وتذكر وصية نبيك الناصح الأمين - صلوات الله وسلامه عليه – الذي يقول: (أكمل المؤمنين إيمانًا أحسنهم خلقًا وخياركم خياركم لنسائهم) رواه الترمذي في سننه. والله يتولاك برحمته ويرعاك بكرمه، ونسأل الله عز وجل لك التوفيق والسداد وأن يشرح صدرك وأن ييسر أمرك وأن يجعلك من عباد الله الصالحين القائمين بما أمر الله تعالى على الوجه الذي يرضاه عنك وأن يجعلكم أهل بيت مؤمنين وأن يرزقكم الذرية الطيبة، وأهلاً وسهلاً بك وبالله التوفيق.
__________________
![]() |
![]() |
العلامات المرجعية |
|
|