|
المواضيع و المعلومات العامة قسم يختص بعرض المقالات والمعلومات المتنوعة في شتّى المجالات |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#10
|
||||
|
||||
![]()
جزاكم الله خيرا
~~~~~~~~ عاش في صدر الدولة الأموية، وقرَّبه يزيد وأدناه، وكان صوته إلى أبيه، وذكره الفرَزْدق، وبيَّن مكانته كما جاء في "الأغاني" - (20 / 226): كان الفرَزْدقُ يقول: نَجَوْت من ثلاث أرجو ألاَّ يُصيبني بعدهنَّ شَرٌّ: نجوتُ من زياد حين طلَبَنِي وما فاته مطلوب قطُّ، ونجوت من ضربةِ رئاب بن رميلة أبي البذال، فلم يقع في رأسي، ونجوت من مُهاجاة مسكينٍ الدَّارمي، ولو هاجيتُه لَحال بيني وبين بيت بني عمِّي، وقطع لساني عن الشُّعراء. وعن الأصمعي قال: خطَب مسكينٌ الدَّارمي فتاةً من قومه، فكرِهَتْه لسواد لونه وقلَّة ماله، وتزوَّجَت بعده رجلاً من قومه ذا يسار ليس له مثل نسَبِ مسكين، فمرَّ بِهِما مسكين ذات يوم وتلك المرأة جالسة مع زوجها، فقال: أَنَا مِسْكِينٌ لِمَنْ يَعْرِفُنِي لَوْنِيَ السُّمْرَةُ أَلْوَانُ الْعَرَبْ مَنْ رَأَى ظَبْيًا عَلَيْهِ لُؤْلُؤٌ وَاضِحَ الْخَدَّيْنِ مَقْرُونًا بِضَبْ أَكْسَبَتْهُ الْوَرِقُ البِيضُ أَبًا وَلَقَدْ كَانَ وَمَا يُدْعَى لِأَبْ رُبَّ مَهْزُولٍ سَمِينٌ بَيْتُهُ وَسَمِينِ البَيْتِ مَهْزُولُ النَّسَبْ أَصْبَحَتْ تُرْزَقُ مِنْ شَحْمِ الذُّرَا وَتَخَالُ اللُّؤْمَ دُرًّا يُنْتَهَبْ لاَ تَلُمْهَا إِنَّها مِنْ نِسْوَةٍ صَخِبَاتٍ مِلْحُهَا فَوْقَ الرُّكَبْ كَشَمُوسِ الْخَيْلِ يَبْدُو شَغْبُهَا كُلَّمَا قِيلَ لَهَا هَالٌ وَهَبْ يزيد بن معاوية يَسْتعين بمسكين، ومسكينٌ لا يتردَّد في تلبية طلب يزيد، كما جاء في "الأغاني" (20 / 227) وفي "الشعر والشعراء" (1/ 118)، وتُبَيِّن القصة أنَّ مسكينًا الدارميَّ هو ربيعة بن عامر بن أنيفٍ، من بني دارم، ومسكينٌ لقبٌ، وأنَّه دخل إلى معاوية وهو جالس، وابنه يزيد عن يَمِينه وبنو أُمَيَّة حوالَيْه، وأشراف الناس في مَجْلسه، فمَثُل بين يديه، وأنشأ يقول: وَسُمِّيتُ مِسْكينًا وَكَانَتْ لَجَاجَةً وَإِنِّي لَمِسْكِينٌ إِلَى اللهِ رَاغِبُ وهو القائل في معاوية: إِلَيْكَ أَميرَ المُؤْمنينَ رَحَلْتُهَا تُثِيرُ القَطَا لَيْلاً وَهُنَّ هُجُودُ عَلَى الطَّائِرِ الْمَيْمُونِ وَالْجَدُّ صَاعِدٌ لِكُلِّ أُنَاسٍ طَائِرٌ وَجُدُودُ إِذَا الْمِنْبَرُ الغَرْبِىُّ خَلَّى مَكَانَهَ فَإِنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمنينَ يَزِيدُ فكان أوَّلَ مَن دعا إلى يزيد بالخلافة. وجاء في "الإمتاع والمؤانسة" (1 / 495): قول مسكينٍ الدَّارمي: أَنَا مِسْكِينٌ لِمَنْ أَنْكَرَنِي وَلِمَنْ يَعْرْفُنِي جِدٌّ نُطُقْ لاَ أَبِيعُ النَّاسَ عِرْضِي إِنَّنِي لَوْ أَبِيعُ النَّاسَ عِرْضِي لَنَفَقْ وجاء في "الإيجابية والسلبية في الشعر العربي بين الجاهلية والإسلام" (1 / 285): فقد دعا مسكينٌ الدَّارمي إلى حسن اختيار الصَّاحب، وأكَّد على القيمة الفرديَّة للخليلِ، من خلال التأكيد على حسن اختيار هذا الخليل، فاشترط للصُّحْبة الصِّفات الحسنة الكثيرة، وطالَبَ بالصِّدق مع الناس، وتجَنُّب الكذب، ذلك الداء الذي ينْخر عظام الأُمَم المتخلِّفة، فيقعدها عن النهوض، خاصَّة وأن الصِّدق في معناه الواسع باب تربية كبير وحْدَه، وأكَّد الشاعر الْمُربَّى على الجوهر لا المظهر، فقال: اصْحَبِ الأَخْيَارَ وَارْغَبْ فِيهِمُ رُبَّ مَنْ صُحْبَتُهُ مِثْلُ الْجَرَبْ وَاصْدُقِ النَّاسَ إِذَا حَدَّثْتَهُمْ وَدَعِ الكِذْبَ لِمَنْ شَاءَ كَذَبْ رُبَّ مَهْزُولٍ سَمِينٌ عِرْضُهُ وَسَمِينِ الْجِسْمِ مَهْزُولُ الْحَسَبْ ومِن شعره ما جاء في "التذكرة الحمدونية" (2 / 338): قال مسكينٌ الدَّارمي، (من الكامل المجزوء): وَلَقَدْ رَأَيْتُ الشَّرَّ بَيْ انَ الْحَيِّ تَبْدَؤُهُ صِغَارُهْ وَلَوَ انَّهُمْ يَأْسُونَهُ لَتَنَهْنَهَتْ عَنْهُمْ كِبَارُهْ وقال أيضًا "التذكرة الحمدونية" (2 / 441) (من البسيط): لَمْ يَجْعَلِ اللهُ قَلْبِي حِينَ يَنْزِلُ بِي هَمٌّ يُضَيِّقُنِي ضَيْقًا وَلاَ حَرَجَا مَا أَنْزَلَ اللهُ بِي أَمْرًا فَأَكْرَهُهُ إِلاَّ سَيَجْعَلُ لِي مِنْ بَعْدِهِ فَرَجَا وجاء في "المذاكرة في ألقاب الشعراء" (1 / 6)، ومنهم مسكين الدَّارمي، واسمه ربيعة بن عامر، وإنَّما سُمِّي مسكينًا؛ لأنَّه احتاج، فسأل أهله وعشيرته، فأعطوه، وسَمَّوه مسكينًا. ومسكينٌ الدَّارمي شاعر من شُعَراء الحماسة، جاء في "المثل السائر" (1 / 361): لِحَافِي لِحَافُ الضَّيْفِ وَالْبَيْتُ بَيْتُهُ وَلَمْ يُلْهِنِي عَنْهُ غَزَالٌ مُقَنَّعُ أُحَدِّثُهُ إِنَّ الْحَدِيثَ مِنَ الْقِرَى وَتَعَلَمُ نَفْسِي أَنَّهُ سَوْفَ يَهْجَعُ ومن شِعْره ما جاء في "بهجة المجالس وأنس المجالس" (1 / 17). قال مسكين الدارمي: وَإِذَا الفَاحِشُ لاَقَى فَاحِشًا فَبِهَذَا وَافَقَ الشَّنُّ الطَّبَقْ إِنَّمَا الفُحْشُ وَمَنْ يَعْتَادُهُ كَغُرَابِ البَيْنِ مَا شَاءَ نَعَقْ أَوْ حِمَارِ السُّوءِ إِنْ أَمْسَكْتَهُ رَمَحَ النَّاسُ وَإِنْ جَاعَ نَهَقْ أَوْ غُلاَمِ السُّوءِ إِنْ جَوَّعْتَهُ سَرَقَ الْجَارَ وَإِنْ يَشْبَعْ فَسَقْ وجاء في "حَماسة القرشي" (1 / 29) قال مسكين الدّارميُّ: وَلَسْتُ إِذَا مَا سَرَّنِي الدَّهْرُ ضَاحِكًا وَلاَ خَاشِعًا مَا عِشْتُ مِنْ حَادِثِ الدَّهْرِ وَلاَ جَاعِلاً عِرْضِي لِمَالِي وِقَايَةً وَلَكِنْ أَقِي عِرْضِي، فَيُحْرِزُهُ وَفْرِي أَعِفُّ لَدَى عُسْرِي، وَأُبْدِي تَجَمُّلاً وَلاَ خَيْرَ فِيمَنْ لاَ يَعِفُّ لَدَى العُسْرِ وَإِنِّي لَأَسْتَحْيِي إِذَا كُنْتُ مُعْسِرًا صَدِيقِي، وَإِخْوَانِي، بِأَنْ يَعْلَمُوا فَقْرِي وَأَقْطَعُ إِخْوَانِي وَمَا حَالَ عَهْدُهُمْ حَياءً وَإِغْضَاءً، وَمَا بِيَ مِنْ كِبْرِ فَإِنْ يَكُ عَارًا مَا أَتَيْتُ، فَرُبَّمَا أَتَى الْمَرْءُ يَوْمَ السُّوءِ مِنْ حَيْثُ لاَ يَدْرِي جاء في "عيون الأخبار" (1 / 208) قول مِسكينٍ الدارِميِّ في الجُود: طَعَامِي طَعَامُ الضَّيْفِ والرَّحْلُ رَحْلُهُ وَلَمْ يُلْهِنِي عَنْهُ الغَزَالُ الْمُقَنَّعُ وجاء في "غُرَر الخصائص الواضحة" (1 / 62) قول مسكين الدارمي: اتَّقِ الأَحْمَقَ أَنْ تَصْحَبَهُ إِنَّمَا الأَحْمَقُ كَالثَّوْبِ الْخَلَقْ كُلَّمَا رَقَّعْتَ مِنْهُ جَانِبًا حَرَّكَتْهُ الرِّيحُ وُهْنًا فَانْخَرَقْ أَوْ كَصَدْعٍ فِي زُجَاجٍ فَاسِدٍ هَلْ تَرَى صَدْعَ زُجَاجٍ يُرْتَتَقْ وَإِذَا عَاتَبْتَهُ كَيْ يَرْعَوِي زَادَ جَهْلاً وَتَمَادَى فِي الْحُمُقْ وجاء في فرحة الأديب - (1 / 4) قول مسكين الدارمي: وَإِنَّ ابْنَ عَمِّ الْمَرْءِ فَاعْلَمْ جَنَاحَهُ وَهَلْ يَنْهَضُ البَازِي بِغَيْرِ جَنَاحِ أَخَاكَ أَخَاكَ إِنَّ مَنْ لاَ أَخًا لَهُ كَسَاعٍ إِلَى الْهَيْجَا بِغَيْرِ سِلاَحِ وبعْد، فقد كان هذا عرْضًا مختصَرًا لسيرة شاعر من شُعَراء الدَّولة الأموية، كان له دور فيها، وأرجو من الله أن أكون قد وُفِّقْت في عرض بعض من نماذج شعره.
__________________
|
العلامات المرجعية |
|
|