لا أعرف و لا أستطيع أن أجزم بمصداقية الخبر من عدمه ، و لكن لا بأس من محاولة فهم محتواه دون اتهامات أو دفاع عن أحد .
أولا : التيار الثالث والذى بدأت تتكاتف حوله بعض القوى والرموز الوطنية يهدف فى المقام الأول الى :
( أ ) مواجهة فكرة الدولة العسكرية والتى سقطت بسقوط النظام السابق ، و منع محاولة احيائها ثانية عن طريق المجلس الاعلى للقوات المسلحة والتى يرى البعض أن تخبطه فى القرارات طوال الثمانية عشر شهرا الماضية ، لم تكن الا محاولة للانقلاب على الثورة و اعادة سيطرة العسكريون على مقاليد الحكم فى مصر .
( ب ) مواجهة تيار الأسلام السياسى ، و الذى ظهر بقوة بعد الثورة ، و محاولة محاربة بعض التطرف الذى قد يكون موجودا لدى بعض هذه التيارات والتى تحاول أن تجعل من مصر دولة دينية على غرار الدولة الثيوقراطية فى الغرب فى العصور الوسطى ،
( جـ ) أعتقد من وجهة نظرى أن هناك توافق تام وتكامل بين جميع هذه التيارات المصرية الثلاث ، فالعسكر أثبتوا لنا رغم أخطائهم السابقة أنهم لا يسعون الى عسكرة الدولة ، و ذلك عن طريق تسليم السلطة ،و هذا ما فعلوه بتسليم السلطة لرئيس الجمهورية ، و ان كانت سلطة ناقصة بعض الشئ ، كما أن أصحاب الاسلام السياسى باستثناء البعض منها أعلن اقراره وموافقته على أن مصر دولة مدنية وديموقراطية ودستورية ، و هذه كلها تعريفات سياسية وليست دينية ، كما أنهم أعلنوا أيضا قبولهم بالمادة الثانية كما هى دون تعديل ( أن مبادئ الشريعة الاسلامية هى المصدر الرئيسى للتشريع ) ، كما أعلنوا صراحة أن كتابة الدستور المصرى يتحرك من خلال وثيقتين متفق عليهما تماما ، و هما وثيقة الأزهر ووثيقة التحالف الديموقراطى . و أعتقد أن هذا هو ما ينادى به التيار الثالث ، لا خلاف حقيقى بين التيارات فيما تنادى به .
ثانيا : مسألة استعداد رجل الاعمال نجيب سويرس بالتبرع بهذا المبلغ ، ( سواء كان الخبر صادقا أو غير صادق ) من منطلق هذا السياق لايوجد فيه ما يعيبه ، بل يمكن أن يؤخذ على أنه مساهمة محمودة منه فى تقديم العون للحفاظ على الهوية المصرية من محاولة ******ها من المتطرفين فى كلا الطرفين .
جزاك الله خيرا وبارك الله فيك