|
قضايا سياسية وأخبار مصرية وعربية وعالمية منتدى يختص بعرض كافة الأخبار السياسية والإقتصادية والرياضية في جميع أنحاء العالم |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#4
|
|||
|
|||
![]() بداية من الخطأ حصر وقصر كلمة علم على الكيمياء والأحياء والرياضيات ..... إلخ بل هناك أيضاً علوم القرآن وتفسيره وتجويده وعلم الحديث وعلم الفقه وعلوم اللغة وعلم النحو وعلم الصرف وعلم البلاغة وعلم الأدب .... إلخ ومع ذلك القصر والحصر أقول لا مجال في الاسلام لدعوى التعارض أو العداوة بين الدين والعلم، فالدين في الاسلام علم، والعلم فيه دين. كما تشهد بذلك أصول الاسلام وتاريخه جميعاً. فالدين في الاسلام علم، لأنه لا يعتمد على الوجدان وحده، بل يقوم على النظر والتفكير ورفض التقليد الأعمى والاعتماد على البرهان اليقيني لا على الظن واتباع الهوى. والعلم في الاسلام دين، لأن طلبه فريضة على كل مسلم ومسلمة، وهو فريضة عينية أو كفائية، تبعاً لحاجة الفرد أو حاجة المجتمع. والاشتغال بالعلم النافع ـ دينياً كان أم دنيوياً ـ عبادة وجهاد في سبيل الله. وهذه حقيقة شهدها وشهد بها كثير من الباحثين والمؤرخين الغربيين. ولا بأس أن نذكر هنا بعض هذه الشهادات تأكيداً وتثبيتاً لمن تهمهم أقوال الغربيين. يقول العلامة هورتن: ((في الاسلام وحده تجد اتحاد الدين والعلم. فهو الدين الوحيد الذي يوحد بينهما. فتجد فيه الدين ماثلاً متمكناً في دائرة العلم. وترى وجهة الفلسفة ووجهة العلم متعانقتين، فهما واحدة لا اثنتان)). ويقول اتيان دينيه: ((إن العقيدة الاسلامية لا تقف عقبة في سبيل الفكر، فقد يكون المرء صحيح الاسلام، وفي الوقت نفسه حر الفكر، ولا تقتضي حرية الفكر أن يكون المرء منكراً لله. لقد رفع (محمد) قدر العلم إلى أعظم الدرجات، وجعله من أول واجبات المسلم)). مشكلة التعارض بين الدين والعلم وأين نشأت؟ وإذا كان هذا موقف الاسلام من العلم، فمن أين نشأت مشكلة التعارض بين العلم والدين؟ الحقيقة إن مشكلة التعارض بين الدين والعلم، إنما نشأت في أوروبا بعيدة عن الجو الاسلامي. إنها تصور نزاعاً في بيئة بعيدة كل البعد عن الروح الاسلامية، التي حثت الانسانية على التعليم والتعلم، والتي أنشأت المنهج العلمي ـ الذي يعتبرونه حديثاً ـ بين ربوعها. قديماً بقدمها، والتي أنشأت على أساس من هذا المنهج حضارة ضخمة، لا تزال تكشف كل يوم الكثير من أنحائها العميقة. وما من شك في أن الحضارة الاسلامية هي ـ كما يقول الأستاذ بريفولت ـ التي قدمت إلى الحضارة الغربية الحديثة المنهج العلمي وأصول العلم نفسه، أي الحقائق المكتشفة في المجالات المختلفة. ((والأمر العام الذي نريد أن ننبه عليه، هو: أن مسألة التعارض بين الدين والعلم، إنما هي مسألة وهمية إذا نظرنا إلى حقيقة الأمر)). دعنى أنقل لكم تفسير المصادمات التي وقعت بين العلم والدين: ((وهنا يحق لنا السؤال عن تفسير تلك المصادمات العنيفة، التي ظهرت في التاريخ غير مرة، بين العلوم والأديان. لا نعني ذلك الصراع الصوري الذي أُستغل فيه اسم العلم أو الدين أحياناً، ليكون ستاراً للمقاصد الخفية، والمطامح المختلفة، من الثروة، والنفوذ، والجاه، وسائر المصالح العاجلة، كما لا نعني الصراع الحقيقي الدائم بين النزعات الروحية السامية، التي تدفع إلى التضحية وضبط النفس والاعتدال، وبين النزعات المادية المضادة التي تهدف إلى الفوضى والإباحة والاستئثار. وإنما نطلب تفسير تلك المعارضة الفكرية التي تقع بحسن نية بين المعسكرين العلمي والديني، فيقف كل واحد منهما موقف التكذيب والإنكار لما عند الآخر. ((والجواب أن هذه المعارضة تحدث فيما نعلم على إحدى صورتين)) (الصورة الأولى): أن يقف أحد الطرفين موقف المعارضة لما عند الآخر جملة، لا بناء على حجة تدحضه، أو شبهة تضعفه، بل عفواً أو اعتباطاً، أو لمجرد جهله به، ظناً منه أن كل ما لم يدخل في دائرة علمه في الحال فليست له حقيقة. وهذا لعمري من قصر النظر، بل من الجهل والغرور، فإن التكذيب بما لم يحط الانسان بعلمه ولم يأته تأويله، خطأ لا يرتكبه الراسخون في العلم والدين، وإنما يقع فيه المغرورون من العامة أو (أنصاف المتعلمين) وهؤلاء أشد خطراً من الجهلاء، لأن علمهم في الحقيقة جهل مركب، وإنما الإنصاف أن يكون كل امرئ عارفاً بقدر نفسه، واقفاً عند حده، بناء غير هدام. والسبيل القاصد في ذلك أن يثبت كل فريق ما وصل إليه، ولا ينكر ما لم يصل إليه. فكذلك ينبغي أن يكون الشأن بين حمل العلوم وحملة الأديان. ألم يجمع العلماء الآن على إمكان تحطيم النواة الذرية، واستخدام طاقتها الجبارة في صنع الأعاجيب، مع أنه لم يباشر هذه التجربة منهم إلا نفر قليل؟ فماذا يمنعنا أن نؤمن بالتجارب الروحية المتكررة التي شهدها الأنبياء وأرباب البصائر النيرة في مختلف العصور، وإن لم يشهد الناس منها إلا نتائجها الخارقة؟ (الصورة الثانية): أن تكون هناك مسألة أو مسائل معينة تنطق فيها العلوم والأديان بحكمين متناقضين. وإنما يحدث ذلك حينما تتناول الأديان إلى جانب عنصرها الروحي شيئاً من موضوعات العلوم وحقائق المشاهدات، وتذهب في ذلك مذهباً معيناً، تفرضه على المتدينين بها فرضاً. فهذا الجانب وإن كان عرضياً في الأديان، وكان سبيله في الغالب سبيل الوسائل لا المقاصد، إلا أنه يعد معياراً لمقدار ما في كل دين من صحة أو فساد، على قدر اتفاقه مع مقررات العلم الصحيح وقضايا العقل السليم، أو اختلافه معها، فإنه إذا كان الدين حقاً والعلم حقاً وجب أن يتصادقا ويتناصرا. أما إذا تكاذبا وتخاذلا فإن أحدهما لا محالة يكون باطلاً وضلالاً والأن وبعد أن الإنتهاء من دحض التعارض بين الدين والعلم وبيان أن الإسلام برئ من كل هذا نأتى لبيان علاقة العلم بالإسلام حمل العلماء المسلمون مشعل الحضارة لمدة تربو على الخمسمائة عام، وأوروبا تغط في ظلمات العصور الوسطى ولو كانت جائزة نوبل على أيامهم لحصل عليها الواحد منهم عشرات المرات كالخليل بن أحمد الفراهيدي وابن دريد ويعقوب بن إسحاق الكندي وابن سينا والبيروني والخوارزمي صاحب الخورزميات وغيرهم إلا أن نكران الجميل وإهمال سيرهم كان من نصيبهم حتى جهلهم أحفادهم وصارت سيرتهم وعلمهم غريب علينا ويعرفهم غيرنا جيدا ولا زالوا يستفيدون من علومهم وبأفكارهم وجهدهم يحصلون على الدرجات العلمية العالية والجوائز وكثيرا منهم جاحدون وقليل المنصفون.وان الفرق بين علماء أوروبا الذين صنعوا النهضة الحديثة التي يشهدها العالم وبين باقي معاصريهم هو مقدار إطلاع العلماء على علم وكتب وأفكار علماء المسلمين فلقد كان في عصرهم العلم عربي ثم ترجم ونقل من أسبانياو صقلية وأثناء الحروب الصليبية لأوربا فوعوه وحفظوه وأبدعوا فيه في الوقت الذي دخل فيه المسلمون في العصور الحديثة في سبات ونوم عميق وإنصاف العلماء واجب ورد الفضل لأهله ضرورة والفضل أولا وأخيرا لله ويجب على كل محب للعلم أن يقدر العلماء المسلمون حق قدرهم ويعترف بفضلهم ووفضل معاصريهم من العلماء العرب أتباع الديانات الأخرى الذين ساهموا في الحضارة الإسلامية فلقد كانوا علماء موسوعيون فلا تعجب لتكرار العالم في أكثر من تخصص على خلاف علماء اليوم فتجد العالم منهم يبدأ بتعلم علوم الدين واللغة وغالبا ما يكون حافظا للقرآن (حفظه الكندي وعنده خمسة عشر عاما كمثال لا للحصر) ثم تجده فيلسوفاً ورياضياً وفيزيائياً وطبيباً وجغرافياً أو فلكياً باستثناء العالم الطبيب ابن زهر العلم ميراث النبوة ومدينة العلم النبي الأمي معلم العلماء محمد بن عبد الله والخلفاء الراشدين علماء فرجل علمه وإيمانه يساوي المؤمنين أبوبكر الصديق والقاضي العادل عمر بن الخطاب وعالم الاقتصاد والتجارة الرابح عثمان بن عفان وباب مدينة العلم علي بن أبي طالب والصحابة كالنجوم نذكر منهم حافظ الإسلام أبو هريرة وعاء للعلم وإمام العلماء معاذ بن جبل وأعضاء لجنة جمع القرآن والباحث عن الحقيقة والمفكر الإستراتيجي سلمان الفارسي أركان حرب المسلمين خالد بن الوليد وغيرهم الكثير.... من رعاة العلم والعلماء من الخلفاء هارون الرشيد وأبو العباس عبد الله المأمون ويعد هو نفسه عالماً والمعتصم بالله والمتوكل على الله والحاكم بأمر الله أولا: العلماء حسب تخصصاتهم التفسير وعلوم القرآن ابن عباس، أبو الشعثاء، مجاهد، قتادة، سعيد بن جبير، ابن كثير، ابن عطية، القرطبي، الطبري، الشيخ ماء العينين علم الحديث علم الحديث أبو هريرة، مسدد بن مسرهد، أبو الشعثاء، ابن ماجه، النسائي، أبو داود السجستاني، الترمذي، الليث بن سعد، مالك بن أنس، أحمد بن حنبل، الشافعي، البخاري، مسلم، سليمان بن حرب، يحيى بن معين، علي بن المديني، يحيى بن سعيد القطان، ابن حجر العسقلاني، النووي، عبد الله الهرري الحبشي. علم الفقه الفقه جعفر الصادق ويعود إليه الدور الأكبر في تأصيل وترسيخ قواعد هذا العلم الأوزاعي، أبو حنيفة النعمان، سليمان بن حرب ,الليث بن سعد،أبو الشعثاء, جعفر الصادق، مالك بن انس، الشافعي، أحمد بن حنبل، ابن حزم، سفيان الثوري، أبو ساكن عامر بن علي بن يسفاو الشماخى- ماء العينين ثانيها :علوم اللغة الخليل بن أحمد الفراهيدي، ابن دريدالدوسي -الشيخ ماءالعينين علم النحو والبلاغة بسبب التصحيف احتاج المسلمون لنحو عربي وللبلاغة فكانت للنحو مدارس كمدرسة الكوفة ومدرسة البصرة الخليل بن أحمد سيبويه أبو الأسود الدؤلي وعبدالقاهر الجرجاني وبعدها مدرسة مصر أبو الحسن ألهنائي -الشيخ ماءالعينين المفردات والمعاجم الخليل بن أحمد صاحب أول معجم وجامع المفردات ومبوبها الأصمعي ونشأة معاجم اللغة العربية أبو الحسن ألهنائي علوم الأدب الشعر ابن دريد، جرير، كعب بن معدان الأشقري، أبو العتاهية، الفرزدق، المتنبي، النثر، الخطابة وظهر أدب الرسائل على يد عبد الحميد الكاتب وممن أبدعوا في صناعة الأنشا أبو العباس القلقشندي، شهاب الدين النويري، ابن عبد ربه، الشيخ ماء العينين ثالثها: العلوم الإجتماعية ابن خلدون الفلسفة ابن سينا ملا صدرا ابن باجه - ابن رشد - ابن القف - الإدريسي - ابن التلميذ - ابن سقلاب - ابن النفيس - البغدادي - ابن الخطيب - ابن سينا - ابن الهيثم - علي بن حزم الأندلسي - أبو حامد محمد بن محمد الغزالي - إخوان الصفا- العلامة حسن زاده آملی علم العمران ابن خلدون من علماء السياسة وأصول الحكم ابن باجه - ابن الخطيب - ابن زهر - علم التاريخ المؤرخين والأنسابة والطبقات علماء التاريخ عندالمسلمين ابن دريد - محمد بن اسحاق - ابن خلدون - ابن إياس - ابن الأثير الجزري - ابن تغري - ابن حيان القرطبي - ابن خلكان - ابن عبد الحكم - البلاذري - الحسن بن زولاق - تقي الدين المقريزي - لسان الدين بن الخطيب - علي بن حزم الأندلسي - الواقدي - ابن حيان القرطبي - ابن الجوزي - الطبري - أبو نعيم الأصبهاني - ابن منظور - ابن خلدون -بدرالدين أحمد بن سعيد الشماخي واشهرهم الإمام الذهبي. من الجغرافيين والرحالة علم المسالك والممالك الإدريسي - الإصطخري - البتاني - الحموي - ابن بطوطة - ابن جبير - ابن خرداذبة - ياقوت الحموي - القزويني - اليعقوبي - المرزوقي - ناصر خسرو - أحمد بن فضلان - الحسن بن أحمد المهلبي - أحمد بن ماجد-ايراهيم سليمان الشماخي رابعها:العلوم الطبيعية علوم الطب والصيدلة طب وصيدلة المسلمين ابن أبي أصيبعة - ابن ربَّن الطبري - ابن الصوري - أبو الحكم الدمشقي - ابن باجه - ابن الرحبي - ابن العطار - أبو عثمان الدمشقي - ابن البطريق - ابن رشد - ابن القس - أبو الفرج اليبرودي - ابن بطلان - ابن القف - أبو الفضل الحارثي - ابن البيطار - ابن السراج - ابن كشكاريا - أبو القاسم الزهراوي - ابن التلميذ - ابن سعد - ابن ماسويه - أبو النصر التكريتي - ابن توما - ابن سقلاب - ابن المجوسي - الإدريسي - ابن الجزار - ابن سمجون - ابن المقشر - البغدادي - ابن جزلة - ابن السمح - ابن ملكا - البيروني - ابن جلجل - ابن سينا - ابن مندويه - ثابت بن قرة - ابن الخطيب - ابن الصباغ - ابن مهند - أبو بكر الرازي - ابن الخوام - ابن صغير - ابن النفيس - ابن الخياط - ابن الصلاح - ابن الهيثم - موفق الدين عبد اللطيف البغدادي - عز الدين بن السويدي - رشيد الدين علي بن خليفة - علي بن رضوان - ابن زهر - سعيد بن عبد الواحد الشماخي-العلامة حسن زاده آملی- الشيخ ماء العينين من الرياضيين ابن باجه - ابن الصفار - أبو الحسن بن العطار - البتاني - ابن البرغوث - ابن عراق - أبو الرشيد الرازي - البغدادي - ابن البناء - ابن اللجائي - أبو سهل الكوهي - البوزجاني - ابن الخوام - ابن المجدي - أبو الفضل الحارثي - البيروني - ابن الخياط - ابن مسعود - أبو القاسم الإنطاكي - ثابت بن قرة - ابن السمح - ابن الهائم - أبو كامل الحاسب - الخوارزمي - ابن سمعون - ابن الهيثم - أبو معشر البلخي - الطوسي - ابن سينا - أبو بكر بن أبي عيسى - محمد بن السراج - المجريطي - ابن الشاطر - أبو جعفر الخازن - عمر الخيام - ابن حمزة المغربي الشيخ ماءالعينين من المهندسين ابن البناء ابن المجدي أبو القاسم الإنطاكي البيروني ابن الخياط ابن الهيثم أبو كامل الحاسب ثابت بن قرة ابن سفر أبو بكر بن أبي عيسى أبو معشر البلخي الخوارزمي ابن الصفار أبو سهل القوهي المجريطي ابن الصلاح أبو الفضل الحارثي البوزجاني من الفلكيين سند بن علي-ابن باجه-ابن عراق-أبو الفضل الحارثي-البيروني-ابن البرغوث-ابن اللجائي-أبو كامل الحاسب-ثابت بن قرة-ابن البناء-ابن المجدي-أبو معشر البلخي-الخازن-ابن الخياط-ابن مسعود-أبو النصر التكريتي-الخوارزمي-ابن سمعون-أبو بكر بن أبي عيسى-الإدريسي-الطوسي-ابن سينا-أبو جعفر الخازن-البتاني-القزويني-ابن الشاطر-البغدادي-المجريطي-ابن الصفار-أبو علي الخياط-البوزجاني-الفرغاني-الأخوة الثلاثة بنو موسى-عبد الرحمن الصوفي-أبو سهل القوهي-البطروجي-الزرقالي الشيخ ماءالعينين من الزراعيين ابن البيطار-ابن سيده-ابن العوام-أبو الخير الإشبيلي -ابن الخطيب-ابن سينا-ابن مهند-الإدريسي-ابن الرومية-ابن الصوري-ابن وحشية-الدينوري-ابن السراج-ابن السراج- من علماء الحيل (الميكانيكا) ابن الرزاز الجزري - الأخوة الثلاثة بنو موسى من الكيميائيين خالد بن يزيد بن معاوية- جابر بن حيان - الطغرائي - الجلدكي- أبو المنصور الموفق- أبو المنصور الموفق -الشيخ ماء العينين من الفيزيائيين والبصريين البيروني - ابن الهيثم ولو كنت تريد توزيع العلماء على القرون من القرن 1 هجرية إلى القرن 15هـ أتيك به إن شاء الله تعالى لعل أول ما يلفت الأنظار في المنهج الإسلامي أنه بدأ المنهج الحضاري الإسلامي بكلمة (اقرأ)، وبعدها أول خمس آيات في منهج الإسلام تتحدث عن العلم، وفي إحصائية حول عدد مرات كلمة "العلم" بمشتقاتها في القرآن كانت 779 مرة، أي بمعدل 7 مرات تقريبًا في السورة الواحدة، وهي بذلك ثاني أكثر كلمة ورودًا في القرآن بعد اسم الجلالة (الله) ، وهذا دليل على أهمية العلم في الحضارة الإسلامية. ومن ثَم فقه علماء الأمة هذا المعنى جيدًا، فأسهموا إسهامات علمية فريدة في التاريخ الإنساني لا يمكن أن تُحصى في مجلدات، فضلاً عن رداً على مشاركة واحدة. المكتبات العامة في الإسلام أسهم الإسلام في البشرية إسهامًا عظيمًا جدًّا إذ جعل قضية العلم قضية شعبية؛ فقبْل الإسلام كان العلماء ينعزلون عن عموم الناس، فكان أرسطو وأفلاطون وسقراط -وغيرهم من علماء الحضارات السابقة على الإسلام- يعيشون في أماكن منعزلة عن حياة الناس، كان الناس ينعزلون ويبتعدون عن العلم، فلما جاء الإسلام شجع على العلم، وجعل الله طلب العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة. وجرَّاء هذا المعنى الراقي الذي جاء به الإسلام وقدمه للإنسانية، قام المسلمون بعمل ما يسمى بالمكتبات العامة، التي تُفتح لعموم الناس، وهذا لم يكن موجودًا قبل الإسلام. مكتبة بغداد كانت أول المكتبات العامة في الحضارة الإسلامية هي "مكتبة بغداد"، والتي كانت أكبر مكتبة علمية في العالم لمدة خمسة قرون متصلة، ولم تكن خاصة بالعلوم الشرعية فقط بل شملت العلوم الحياتية من الطب والهندسة والفلك والفيزياء وغيرها، إضافة إلى ما كانت تحتويه من مراكز للترجمة من اليونانية والفارسية والهندية وغيرها إلى اللغة العربية، أو من العربية إلى غيرها من اللغات السائدة. هذا إضافة ما كانت تحتويه من قاعات ضخمة للمحاضرات والمناظرات، والآلاف من العمال والموظفين، وذلك كله خلال القرن الثاني الهجري/ التاسع الميلادي. لم تكن مكتبة بغداد هي المكتبة الوحيدة في الحضارة الإسلامية وإنما كان هناك الكثير من المكتبات العلمية الراقية، ليس في بغداد فقط وإنما في العديد من الأقطار الإسلامية المختلفة، فكان هناك مكتبة دار العلم بالقاهرة ومكتبة قرطبة بالأندلس ومكتبة طرابلس بلبنان. والجدير بالذكر أن تلك المكتبات لم ينازعها منازع في حضارة أخرى. وإذا كان هذا هو شأن المكتبات العامة، فإن الحضارة الإسلامية شهدت أنواعًا أخرى من المكتبات، وهي المكتبات الخاصة، والتي يملكها أشخاص بعينهم، ومن أشهرها: مكتبة أبي الفضل بن العميد بالري (300 - 360هـ)، ومكتبة الصاحب بن عباد الذي كان صديقًا لابن العميد (326 - 385هـ). خلاصة القول إن الحضارة الإسلامية هي الحضارة النموذج بين حضارات الدنيا، فهي حضارة تجمع بين العلوم الشرعية والعلوم الحياتية، تجمع بين بناء المصانع والمادة وبين بناء الإنسان، ولا يسع كل مسلم على وجه الأرض بعد هذه المحاضرة إلا أن يزداد يقينًا أن حضارته هي حضارة خير أمة أخرجت للناس.
|
العلامات المرجعية |
|
|