غدير ... سقيا من خضم الحياة

[المفكرة]

ما أرجى عمل عملته؟
اعتدت أن أنصت في المساء حين يناديني ، أسرع الخطو نحو حجرته، في جيب قميصه قرص الدواء آخذه و أدسه بين شفتيه ، فأقصى طاقته أن ينادي اسمي. تنساب الحياة عبر يدي في شرايينه.
في الصباح تتيقظ فيه الحياة ، يرى غلالة الضعف التي تشملني ، يجتهد في أن يسلب مني كياني. يشملني حفظ الله .. يناديني في المساء مجددًا ، أسعى إليه حثيثًا مدى أعوام ، حين اشتد مرضه ، قرر الطبيب نقله للعناية المركزة بعيدًا عني، هناك توفاه الله.
أود لو يكال لي ثواب (وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا )*
* من الآية 32 من سورة المائدة و تمامها (مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا وَلَقَدْ جَاءتْهُمْ رُسُلُنَا بِالبَيِّنَاتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيرًا مِّنْهُم بَعْدَ ذَلِكَ فِي الأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ) (32)
*********