#3
|
||||
|
||||
![]() قرأت منذ فترة كتاب اسمه: قصة الحضارةلمؤلفه وهو كتاب قمة فى الروعة
أن هذا الكتاب، من حيث تصوره ومنهجه، جديد في تناول التاريخ، كحركة متصلة، ويقدمه، في صورة تأليفية متكاملة، بما يعين على فهم فكري واضح لمسيرة التاريخ وللمعالم الحضارية ولمراحلها، جغرافياً وموضوعياً. فقد وصف التراث البشري، على هذا الأساس، في خمس مناطق، وبدأ أولاً بالتراث الشرقي، الذي ضم حضارات مصر والشرق الأدنى حتى وفاة الإسكندر، وفي الهند والصين واليابان إلى العهد الحاضر، ثم بالتراث الكلاسيكي، وهو يشمل تاريخ الحضارة في اليونان، وروما، وفي الشرق الأدنى الذي كان تحت السيادتين اليونانية والرومانية على التوالي، ثم عرض للتراث الوسيط، فذكر حضارة أوروبا الكاثوليكية والبروتستانتية، والإقطاعية، والحضارة البيزنطية، والحضارة الإسلامية واليهودية في آسيا وأفريقيا وإسبانيا، انتهاءً بالنهضة الإيطالية. ثم استعرض التاريخ الأوروبي، متمثلاً في التاريخ الحضاري للدول الأوروبية، منذ الإصلاح البروتستانتي إلى الثورة الفرنسية؛ وانتهى عرضه بالتراث الحديث الذي تناول تاريخ الاختراعات المادية والفكرية، بما في ذلك السياسة والعلوم والفلسفة والدين والأخلاق والأدب والفنون في أوروبا، منذ تولى نابليون الحكم إلى العصر الحاضر. لقد أحسست منذ زمن طويل بأن طريقتنا المعتادة في كتابة التاريخ مجزءاً أقساماً منفصلاً بعضها عن بعض، يتناول كل قسم ناحية واحدة من نواحي الحياة فتاريخ اقتصادي، وتاريخ سياسي، وتاريخ ديني، وتاريخ للفلسفة، وتاريخ للأدب، وتاريخ العلوم، وتاريخ الموسيقى، وتاريخ للفن - أحسست أن هذه الطريقة فيها إجحاف بما في الحياة الإنسانية من وحدة، وأن التاريخ يجب أن يكتب عن كل هذه الجوانب مجتمعة، كما يكتب عن كل منها منفرداً، وأن يكتب على نحو تركيبي كما يكتب على نحو تحليلي، وأن علم تدوين التاريخ في صورته المثلى لابد أن يهدف- في كل فترة من فترات الزمن إلى تصوير مجموعة عناصر ثقافة الأمة مشتبكة بما فيها من مؤسسات ومغامرات وأساليب عيش؛ لكن تراكم المعرفة قد شطر التاريخ- كما فعل بالعلم- إلى نواحي اختصاص تعد بالمئات، وجفل العلماء الحكماء من محاولة تصور الكل في صورة واحدة- سواء في ذلك العالم المادي أو ماضي البشرية الحي. 1- "تراثنا الشرقي" وهو تاريخ للمدنيَّة في مصر والشرقالأدنى حتى وفاة الإسكندر، وفي الهند والصين واليابان إلى يومنا الحاضر، ويسبق ذلكمقدمة عن طبيعة العناصر التي تتألف منها المدنيَّة. 2- "تراثنا الكلاسيكي" وهو تاريخ المدنية في اليونانوروما والمدنية في الشرق الأدنى إذ هو تحت السيادة اليونانية والرومانية. 3- "تراثنا الوسيط" وفيه أوربا الكاثوليكية والإقطاعيةوالمدنية البيزنطية والثقافة الإسلامية والثقافة اليهودية في آسيا وإفريقيةوأسبانيا، والنهضة الإيطالية. 4- "تراثنا الأوربي" وهو تاريخ ثقافي للدول الأوربية منالإصلاح البروتستنتي إلى الثورة الفرنسية. 5- "تراثنا الحديث" وفيه تاريخ الاختراع والسياسةوالعلم والفلسفة والدين والأخلاق والأدب والفن في أوربا منذ تولى نابليون الحكمإلى عصرنا الحاضر. وسأمضي في العمل ما أسعفني الزمن وما عاونتني الظروف، راجياً أن يشيخ معي عدد لا بأس به من معاصريّ في تحصيل العلم، وأن يكون في هذه الأجزاء بعض العون لأبنائنا على فهم الكنوز التي لا حد لها مما يرثونه عن أسلافهم، والاستمتاع بها. ول ديورانت مارس 1935 أتمنى أن يقرأه الجميع تذكرته عندما قرأت موضوعك شكرا لك
__________________
|
العلامات المرجعية |
|
|