|
محمد ﷺ نبينا .. للخير ينادينا سيرة سيد البشر بكل لغات العالم |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
||||
|
||||
![]() ![]() ![]() |
#2
|
||||
|
||||
![]() النبوة هي شيء عظيم و مكانة عالية ، إما يدعيها أحد إثنين لا ثالث لهما، فقد يدعيها أصدق الصادقين أو أكذب الكاذبين، ولايلتبس هذا بهذا على من كان له أقل حظ من النظر وهو ما سيتوضح في الأدلة التي سأذكرها الدليل العقلي الأول: قرائن أحوال محمد صلى الله عليه وسلم التي عايشها الصحابة رضي الله عنهم. فقرائن أحواله تعرب عنه وتعرف به هل هو صادق أم كاذب؟ وهذه القرائن عايشها الصحابة رضي الله عنهم فهم ليسوا بأغبياء ولا سفهاء حتى يصدقوا نبوته دون أن يركزوا على هذه القرائن بل هي ستفضح كذب محمد إذا كان غير صادق بدون أن يصدر منهم ذلك التركيز الدقيق. فلو كان كاذباً لظهر عليه الجهل والكذب والفجور والخداع والمراوغة إلى أخر أنواع الكذب والخداع لكن الذي ظهر من محمد صلى الله عليه وسلم عكس ذلك حيث ظهر عليه العلم والصدق والبر والوضوح والصراحة والسلامة من التناقض والعدل والإنصاف وجميع الأمور التي تدل على صدقه، فالنبوة ليس ادعائها أمراً سهلاً فهي مشتملة على علوم وأعمال لابد أن يتصف الرسول بها وهي أشرف العلوم وأشرف الأعمال، فكيف يشتبه الصادق فيها بالكاذب؟! فمن عرف الرسول محمد صلى الله عليه وسلم وصدقه ووفاءه ومطابقة قوله لعمله علم علماً يقينياً أنه نبي صادق، كيف لا؟! وقد دل على صدقه ما اقترن به من القرائن منذ إدعائه النبوة إلى أن مات. الدليل العقلي الثاني: النظر في ما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم. فالرسول لابد أن يخبر الناس بأمور، وأن يأمرهم بأمور وأن ينهاهم عن أمور، ولا بد أن يفعل أيضاً أموراً، فيعمل كل ذلك لكي يبين للناس أنه نبي صادق مبلغ عن الله تعالى وليؤكد أنه شرع الله سبحانه الجديد، فلو كان كاذباً لظهر في نفس ما يخبر عنه وفي نفس ما يأمر به وينهى عنه وفي نفس ما يفعله على وجه التشريع ما يتبين به كذبه من وجوه كثيرة، لكن من عرف ما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم من الشرائع وتفاصيلها يتبين له صدقه، وأنه نبي مرسل لا كذاب مخادع، فهي شاملة لكافة أوجه التشريع سواء ما يتعلق منها بالفرد أو المجتمع، وسواء أكان في العقيدة أو العبادة أو المبادئ والأخلاق، أو الإجتماع أو الإقتصاد أو السياسة في السلم أو الحرب، في السفر أو الحضر، في الليل أو النهار، وليس فيه نقص أو قصور ولا عيب أو خلل، ويشتمل على الهدى والرحمة والمصلحة والخير وعلى صيانة الفرد والمجتمع من الرذيلة والشر. فمن نظر فيها بتمعن يتأكد أن هذه الشرائع لايمكن أن تصدر من بشر بل من نبي مرسل يبلغ عن الله تعالى. الدليل العقلي الثالث: التمييز بين الصادق من الكاذب فيم دون دعوى النبوة فكيف بدعوى النبوة؟! لاشك أن التميز بين الصادق من الكاذب له طرق كثيرة في غير دعوى النبوة، فلو أن شخصين ادّعيا أمراً وأحدهما صادق والآخر كاذب، فلا بد أن يظهر صدق هذا وكذب هذا ولو بعد مدة، ثم إن الناس يميزون هل الإنسان صادق أم كاذب فيم يدعيه بأنواع من الأمور، فمن يدعي مثلاً أنه طبيب لابد أن ينكشف أمره بأنواع من الأمور ينجلي بها كذبه ويظهر بها زيف إدعائه، فإذا كان ذلك فيم هو دون دعوى النبوة، فكيف بدعوى النبوة؟! ) |
#3
|
||||
|
||||
![]() ![]() |
#4
|
||||
|
||||
![]() ![]() |
#5
|
||||
|
||||
![]() ![]() إنجيل برنابا.. الشاهد والشهيد الحمد لله الذي منَّ علينا بأعظم نعمة ألا وهي نعمة الإسلام ... فكم يشعر المرء بالفخر والاعتزاز عندما ينتسب لهذا الدين العظيم ويكون تابعاً لأشرف الخلق أجمعين " محمد صلى الله عليه وسلم " وعندها تكون من خير أمة أخرجت للناس، تلك الأمة وهذا النبي الذي بشّر به الأنبياء أقوامهم، وكانوا يأخذون عليهم العهود ويتناقلون فيما بينهم لئن خرج الحبيب المصطفى صلوات ربي وسلامه عليه لتنصرنّه، فلا غرابة إذن من أن نجد بين نصوص الكتاب المقدس ما يشير إلى ذلك مهما حاولت يد الغدر والخيانة أن تحرف النصوص أو أن تنال من الحقيقة الدامغة : فالذّهب وإن خالطته الشوائب لكنها تعجز عن إذهاب بريقه ولمعانه!!! فكما تعلمون أحبتي في الله أنّ الباطل مهما على واستعلى فان مصيره إلى الزوال وأنّ الحق لا بد وأن يظهره الله حتى يكون حجّة على القاصي والداني، فمن هنا كانت البداية ... من هو برنابا هو أحد التلاميذ (الحواريين) الملازمين لسيدنا عيسى عليه السلام ، وصاحب الإنجيل الشاهد على الحق والشهيد من أجل كلمة الحق فكان جزاء هذا الإنجيل الطرد من الكتاب المقدس وذلك بقرار البابا جلاسيوس عام 492م ؛ لأنه يعارض الكتاب المقدس فيما يدّعونه بألوهية المسيح ، إلى أن جاء فيما بعد الراهب اللاتيني "فرامرينو" الذي حصل عليه من مكتبة البابوية وأعلن إسلامه بعد قراءته له كما ذكر ذلك الدكتور النصراني خليل سعادة في مقدمة ترجمته لإنجيل برنابا... وأمّا برنابا فكما ذكرته كتب العهد الجديد ، يتضح من خلالها أنّه رجل صادق ومن أكثر التلاميذ (الحواريين) ورعاً وحفظا للوصايا والتعاليم إذ ورد في سفر أعمال الرسل الإصحاح الحادي عشر الفقرة رقم ( 22-24): ((فسمع الخبر عنهم في آذان الكنيسة التي في أورشليم فأرسلوا برنابا لكي يجتاز إلى إنطاكية الذي لمّا أتى ورأى نعمة الله فرح ووعظ الجميع أن يثبتوا في الرب بعزم القلب لأنه كان رجلاً صالحاً وممتلئاً من الروح القدس والإيمان ، فأنضمّ إلى الربّ جمع غفير)). وأسألكم بالله لو لم تكن لدعوته التي كانت قائمة على التوحيد وعلى دين رسول الله إبراهيم والنبيين من بعده إلى محمد صلى الله عليه وسلم - دين الفطرة والعقل والعاطفة- أينضم إلى الربّ جمع غفير؟! والله لو كانت عقيدة برنابا كعقيدة النصارى اليوم التي ليس للعقل والعاطفة فيها ناقة ولا جمل، لما أنضم إلى الرب هذا الجمع ، بل زد على هذا لأحتاج إلى مئات السنين حتى يشرح لهم" الثالوث"- على سبيل المثال لا على سبيل الحصر، وغيره من الأمور التي لا يقبلها عاقل... ولكنه خاطب فطرتهم ودعاهم إلى الدين الحق الذي نزل على موسى وعيسى ومحمّد وعلى الأنبياء صلوات ربّي وسلامه عليهم أجمعين... إنجيل برنابا: وفيما يلي نورد بعض ما تضمنته صفحات هذا الكتاب المضطهد: ورد في الفصل السادس والتسعون الفقرات من 1-15 صفحة 146 : (( (1) ولما انتهت الصلاة قال الكاهن بصوت عال : " قف يا يسوع لأنه يجب علينا أن نعرف من أنت تسكيناً لامتنا " (2) أجاب يسوع : " أنا يسوع بن مريم من نسل داود ، بشر مائت ويخاف الله وأطلب أن لا يعطى الإكرام والمجد إلا لله " (3) أجاب الكاهن : " انه مكتوب في كتاب موسى أن الهنا سيرسل لنا مسيّا الذي سيأتي ليخبرنا بما يريد الله وسيأتي للعالم برحمة الله (4) لذلك أرجوك أن تقول لنا الحق هل أنت مسيّا الله [تعني رسول الله] الذي ننتظره ؟ " (5) أجاب يسوع : " حقاً أن الله وعد هكذا ولكني لست هو لأنه خلق قبلي وسيأتي بعدي " (6) أجاب الكاهن إننا نعتقد من كلامك وآياتك على كل حال أنك نبي وقدوس الله (7) لذلك أرجوك بإسم اليهودية كلها وإسرائيل أن تفيدنا حباً في الله بأية كيفيه سيأتي مسيّا " (8) أجاب يسوع " لعمر الله الذي تقف بحضرته نفسي أنّي لست مسيّا الذي تنتظره كل قبائل الأرض كما وعد الله أبانا إبراهيم قائلاّ : بنسلك أبارك كل قبائل الأرض (9) ولكن عندما يأخذني الله من العالم سيثير الشيطان مرة أخرى هذه الفتنة الملعونة بأن يحمل عادم التقوى على الاعتقاد بأني الله وابن الله (10) فيتنجّس بسبب هذا كلامي وتعليمي حتى لا يكاد يبقى ثلاثون مؤمناً (11) حينئذٍ يرحم الله العالم ويرسل رسوله الذي خلق كل الأشياء لأجله (12) الذي سيأتي من الجنوب بقوّة وسيبيد الأصنام وعبدة الأصنام (13) وسينتزع من الشيطان سلطته على البشر (14) وسيأتي برحمة الله لخلاص الذين يؤمنون به (15) وسيكون من يؤمن بكلامه مباركاً )). وأما فيما يتعلّق بالبشارة فقد ورد اسم محمد صلى الله عليه وسلّم في هذا الإنجيل صريحاّ اسماً وصفةً : فقد ورد أيضاً في الفصل السابع والتسعون الفقرات من 4-10 : (( فقال حينئذٍ يسوع : " إن كلامكم لا يعزيني لأنه يأتي ظلام حيث ترجون النور ولكن تعزيتي هي في مجيء الرسول الذي سيبيد كل رأي كاذب فيّ وسيمتدّ دينه ويعمّ العالم بأسره لأنه هكذا وعد الله أبانا إبراهيم وأن ما يعزيني هو أن لا نهاية لدينه لأن الله سيحفظه صحيحاً " أجاب الكاهن : " أيأتي رسل آخرون بعد مجيء رسول الله ؟" فأجاب يسوع : "لا يأتي بعده أنبياء صادقون مرسلون من الله، ولكن يأتي عدد غفير من الأنبياء الكذبة وهو ما يحزنني لأن الشيطان سيثيرهم بحكم الله العادل فيتسترون بدعوى إنجيلي" وأمّا عن ذكر اسم محمد (صلى الله عليه وسلم) فقد ورد في الفقرات من 13-18: (( فقال حينئذٍ الكاهن : " ماذا يسمّى مسيّا وما هي العلامة التي تعلن مجيئه؟" أجاب يسوع " إن اسم مسيّا عجيب لأن الله نفسه سماه لما خلق نفسه ووضعها في بهاء سماوي قال الله : " اصبر يا محمد لأنّي لأجلك أريد أن اخلق الجنّه ، العالم وجماً غفيراً من الخلائق التي أهبها لك حتى أن من يباركك يكون مباركاً ومن يلعنك يكون ملعوناً ومتى أرسلتك إلى العالم أجعلك رسولي للخلاص وتكون كلمتك صادقة حتّى أن السماء والأرض تهنان ولكن إيمانك لا يهن أبداً إن اسمه المبارك محمّد" حينئذٍ رفع الجمهور أصواتهم قائلين : " يا الله أرسل لنا رسولك ، يا محمد تعال سريعاً لخلاص العالم ! ")). وأخيراً لا نملك إلا أن نقرأ قول الله تعالى : " قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْاْ إِلَى كَلَمَةٍ سَوَاء بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللّهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَاباً مِّن دُونِ اللّهِ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقُولُواْ اشْهَدُواْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ "
|
#6
|
||||
|
||||
![]() ![]() روى البخاري في الصحيح عن ابن عباس أن أبا سفيان بن حرب أخبره : أن هرقل أرسل إليه في ركب من قريش وكانوا تجارا بالشام في المدة التي كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ماد فيها أبا سفيان وكفار قريش، فأتوه وهم بإيلياء فدعاهم في مجلسه وحوله عظماء الروم، ثم دعاهم ودعا بترجمانه فقال هرقل : أيكم أقرب نسبا بهذا الرجل الذي يزعم أنه نبي؟ فقال أبو سفيان: فقلت: أنا أقربهم نسبا فقال هرقل : أدنوه مني وقربوا أصحابه فاجعلوهم عند ظهره، ثم قال لترجمانه: قل لهم: إني سائل هذا عن هذا الرجل فإن كذبني فكذبوه، قال ابو سفيان : فوالله لولا الحياء من أن يأثروا علي كذبا لكذبت عنه، قال هرقل: كيف نسبه فيكم؟ قال ابو سفيان: هو فينا ذو نسب، قال هرقل: فهل قال هذا القول منكم أحد قط قبله؟ قال ابو سفيان : لا، قال هرقل: فهل كان من آبائه من ملك؟ قال ابو سفيان: لا، قال هرقل: فأشراف الناس يتبعونه أم ضعفاؤهم؟ قال ابو سفيان: بل ضعفاؤهم، قال هرقل: أيزيدون أم ينقصون؟ قال ابو سفيان: بل يزيدون، قال هرقل: فهل يرتد أحد منهم سخطة لدينه بعد أن يدخل؟ فيه قال ابو سفيان: لا، قال هرقل: فهل كنتم تتهمونه بالكذب قبل أن يقول ما قال؟ قال ابو سفيان : لا، قال هرقل: فهل يغدر؟ قال ابو سفيان : لا، ونحن منه في مدة لا ندري ما هو فاعل فيها قال أبو سفيان : ولم تمكني كلمة أدخل فيها شيئا غير هذه الكلمة، قال هرقل: فهل قاتلتموه؟ قال ابو سفيان : نعم، قال هرقل: فكيف كان قتالكم إياه؟ قال ابو سفيان : الحرب بيننا وبينه سجال ينال منا وننال منه، قال هرقل : ماذا يأمركم؟ قال ابو سفيان : يقول: اعبدوا الله وحده ولا تشركوا به شيئا واتركوا ما يقول آباؤكم ويأمرنا بالصلاة والصدق والعفاف والصلة فقال هرقل للترجمان: قل له: سألتك عن نسبه فذكرت أنه فيكم ذو نسب فكذلك الرسل تبعث في نسب قومها، وسألتك هل قال أحد منكم هذا القول فذكرت أن لا فقلت: لو كان أحد قال هذا القول قبله لقلت رجل يأتسي بقول قيل قبله، وسألتك هل كان من آبائه من ملك فذكرت أن لا قلت: فلو كان من آبائه من ملك قلت رجل يطلب ملك أبيه، وسألتك هل كنتم تتهمونه بالكذب قبل أن يقول ما قال فذكرت أن لا فقد أعرف أنه لم يكن ليذر الكذب على الناس ويكذب على الله، وسألتك أشراف الناس اتبعوه أم ضعفاؤهم فذكرت أن ضعفاءهم اتبعوه وهم أتباع الرسل، وسألتك أيزيدون أم ينقصون فذكرت أنهم يزيدون وكذلك أمر الإيمان حتى يتم، وسألتك أيرتد أحد سخطة لدينه بعد أن يدخل فيه فذكرت أن لا وكذلك الإيمان حين تخالط بشاشته القلوب، وسألتك هل يغدر فذكرت أن لا وكذلك الرسل لا تغدر، وسألتك بما يأمركم فذكرت أنه يأمركم أن تعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وينهاكم عن عبادة الأوثان ويأمركم بالصلاة والصدق والعفاف فإن كان ما تقول حقا فسيملك موضع قدمي هاتين، وقد كنت أعلم أنه خارج لم أكن أظن أنه منكم، فلو أني أعلم أني أخلص إليه لتجشمت لقاءه ولو كنت عنده لغسلت عن قدمه ثم دعا بكتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي بعث به دحية إلى عظيم بصرى فدفعه إلى هرقل فقرأه فإذا فيه بسم الله الرحمن الرحيم من محمد عبد الله ورسوله إلى هرقل عظيم الروم سلام على من اتبع الهدى أما بعد فإني أدعوك بدعاية الإسلام أسلم تسلم يؤتك الله أجرك مرتين فإن توليت فإن عليك إثم الأريسيين ويَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ قال أبو سفيان، فلما قال ما قال وفرغ من قراءة الكتاب كثر عنده الصخب وارتفعت الأصوات وأخرجنا فقلت لأصحابي حين أخرجنا لقد أمر أمر ابن أبي كبشة إنه يخافه ملك بني الأصفر، فما زلت موقنا أنه سيظهر حتى أدخل الله علي الإسلام وكان ابن الناظور صاحب إيلياء وهرقل أسقفا على نصارى الشام يحدث أن هرقل حين قدم إيلياء أصبح يوما خبيث النفس فقال بعض بطارقته: قد استنكرنا هيئتك قال ابن الناظور وكان هرقل حزاء ينظر في النجوم، فقال لهم حين سألوه: إني رأيت الليلة حين نظرت في النجوم ملك الختان قد ظهر فمن يختتن من هذه الأمة؟ قالوا: ليس يختتن إلا اليهود فلا يهمنك شأنهم واكتب إلى مداين ملكك فيقتلوا من فيهم من اليهود فبينما هم على أمرهم أتي هرقل برجل أرسل به ملك غسان يخبر عن خبر رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما استخبره هرقل قال: اذهبوا فانظروا أمختتن هو أم لا؟ فنظروا إليه فحدثوه أنه مختتن وسأله عن العرب فقال: هم يختتنون فقال هرقل: هذا ملك هذه الأمة قد ظهر ثم كتب هرقل إلى صاحب له برومية وكان نظيره في العلم وسار هرقل إلى حمص فلم يرم حمص حتى أتاه كتاب من صاحبه يوافق رأي هرقل على خروج النبي صلى الله عليه وسلم وأنه نبي فأذن هرقل لعظماء الروم في دسكرة له بحمص ثم أمر بأبوابها فغلقت، ثم اطلع فقال: يا معشر الروم هل لكم في الفلاح والرشد وأن يثبت ملككم فتبايعوا هذا النبي فحاصوا حيصة حمر الوحش إلى الأبواب فوجدوها قد غلقت، فلما رأى هرقل نفرتهم وأيس من الإيمان قال ردوهم علي وقال: إني قلت مقالتي آنفا أختبر بها شدتكم على دينكم فقد رأيت، فسجدوا له ورضوا عنه فكان ذلك آخر شأن هرقل . |
![]() |
العلامات المرجعية |
|
|