|
أرشيف المنتدى هنا نقل الموضوعات المكررة والروابط التى لا تعمل |
|
أدوات الموضوع | ابحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#61
|
||||
|
||||
![]() وقْتَ الحرْب والنفير
وها هي غزوة حنينٍ تقدم في السَّنة الثامنة بعد الفتح، وها هي أمُّ عمارةَ تضرب أروعَ الأمثلة الأخرى في دِفاعها عن المبدأ والعقيدة، وتشتركُ بصورة مباشرة في أحداث قلْب المعركة، ونتركها وهي تروي لنا طرفًا عن دَورِها في ذلك اليوم المشهود، فتقول: "لَمَّا كان يومُ حنين، والناس منهزمون في كلِّ وجه، وأنا وأربعُ نسوة في يدي سَيف صارم، وأمُّ سُليم قد حزمتْ وسطَها، وهي يومئذٍ حامل، وأمُّ سليط، وأمُّ الحارث، فجعلتُ أسلُّ السيف، وأصيح بالأنصار: أيَّة عادة هذه؟! ما لكم وللفِرار؟! وأنظر إلى رجل مشركٍ من هوازن على جمل، معه لِواء، يريد أن يوضع جمله في أثر المسلمين، فأعترض له فأضربُ عُرقوبَ الجمل، فوقع على عَجُزِه، وأشُدُّ عليه، فلم أزلْ أضربُه حتى أثبتُّه، وأخذتُ سيفًا له، ورسول الله قائمٌ مصلِّت السيفَ بيده، قد طرح غِمدَه، ينادي: يا أحاصبَ سورة البقرة" وفي سَنة اثنتي عشرةَ للهجرة، يُعلن الصِّدِّيق - رضي الله عنه - عن نيِّته في حرب المرتدين، ويتجدَّد حَنينُ أمِّ عمارة للجِهاد، فتذكر ما كان من سابق عهدها مع رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - وتتوق نفسُها إلى ذلك، ويصحُّ عزمُها على المشاركة، وها هي تستلم سيفَها المصلت، تُهاجِم به أعداءَ الله، فجُرحتْ في ذلك اليوم أَحدَ عشرَ جرحًا، وقُطعتْ يدُها لَمَّا حاولتِ النيلَ من مُسيلمة، فكانتْ بذلك معركةُ اليمامة صفحةً جديدة، أضيفتْ إلى صفحاتِ السيِّدة العظيمة، وكانت تلك آخِرَ ما شهدتْه أمُّ عمارة من المعارك، بعد أن شربتْ هنيئًا من كأس الجِهاد، وتشرفتْ بخِدمة الدعوة بالنفس والمال والولد إلى الرفيق الأعلى: وتمرُّ السِّنون وأمُّ عمارة في خِدرها عابدةً ساجدةً زاهدة، تتذكَّر وتحنُّ إلى ما خلا من أعوام ماضيات، حافلات بالجِهاد والتضحيات، وظلَّتِ السيِّدة المؤمنة تعبد ربَّها حتى أتاها اليقين، حين صَعدتِ النفس المطمئِنَّة إلى بارئها، وكان ذلك نحوَ سنة 13 من الهجرة، وعُدَّتْ جراحُها أثناءَ تغسيلها جرحًا جرحًا، فإذا بها ثلاثةَ عشرَ جرحًا. ورقد الجثمانُ الطاهر في البقيع، إلى جوارِ مَن سبقه من الصِّدِّيقين والشُّهداء والصالحين، وارتفع مَقامُ أمِّ عمارة في الأرض إلى مقامٍ أعلى وأسمى في دار الخُلود، بعد حياة قَضتْها وهي تُجاهد في سبيل الله جنبًا إلى جنب مع أُسرتها المؤمنة الصابرة ختامًا: فرضي الله عنكِ أيُّتها السيِّدة الفاضلة، كما قدَّمتِ للدعوة المباركة مِن عصارة الوقت والجهد والبذل، وأَرضاكِ وأنتِ تُعطين نِساءَ كلِّ زمان ومكان دُروسًا عظيمة، فيما ينبغي أن تكونَ عليه المرأة المسلمة، وما أحوجَ جيلَنا المعاصر إلى الاقتباس من هدي هؤلاء النُّجوم الزاهرات، من نِساء الصحابة، وهنَّ يُعطينَ المَثلَ العظيم، والبرهانَ الساطع لِمَن عَرَف واجبَه خيرَ المعرفة، فبذل وضحَّى بالكثير في سبيل الدَّعوة، حين صَدَق ما عاهد اللهَ عليه، عسى أن نُعيدَ للأمَّة ما كانتْ عليه مِن مَجْدٍ غابر تليد، وعسى أن تكون سِيرةٌ كتلك نبراسًا يُضيء لنا درب الحياة. |
#62
|
||||
|
||||
![]() |
#63
|
||||
|
||||
![]() عائشة رضى الله عنها
هي عائشة بنت أبي بكر الصديق عبد الله بن عثمان الصديقة بنت الصديق أم المؤمنين ، وأمها أم رومان بنت عامر بن عويمر الكِنَانية ، ولدت في الإسلام، بعد البعثة النبوية بأربع أو خمس سنوات تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل الهجرة ببضعة عشر شهراً وهي بنت ست سنوات ، ودخل بها في شوّال من السنة الثانية للهجرة وهي بنت تسع سنوات ، فعن عائشة رضي الله عنها قالت : ( تزوجني رسول الله صلى الله عليه وسلم لست سنين ، وبنى بي وأنا بنت تسع سنين ) متفق عليه . وقد رآها النبي صلى الله عليه وسلم في المنام قبل زواجه بها ، ففي الحديث عنها رضي الله عنها قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( رأيتُك في المنام ثلاث ليال ، جاء بك الملك في سرقة من حرير ، فيقول : هذه امرأتك فأكشف عن وجهك فإذا أنت فيه ، فأقول : إن يك هذا من عند الله يُمضه ) متفق عليه . ولم يتزوج صلى الله عليه وسلم من النساء بكراً غيرها ، وكانت تفخر بذلك ، فعنها قالت : ( يا رسول الله أرأيت لو نزلتَ وادياً وفيه شجرةً قد أُكِل منها ووجدتَ شجراً لم يؤكل منها ، في أيها كنت ترتع بعيرك؟ قال : في التي لم يرتع منها ، تعني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يتزوج بكراً غيرها ) رواه البخاري . وهي زوجته صلى الله عليه وسلم في الدنيا و الآخرة كما ثبت في الصحيح . كان لها رضي الله عنها منزلة خاصة في قلب رسول الله ، وكان يُظهر ذلك الحب ، ولا يخفيه ، حتى إن عمرو بن العاص ، وهو ممن أسلم سنة ثمان من الهجرة ، سأل النبي صلى الله عليه وسلم ، ( أي الناس أحب إليك يا رسول الله ؟ قال : عائشة قال : فمن : الرجال ؟ قال : أبوها) متفق عليه . وكان يداعبها ، فعنها قالت : ( والله لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوم على باب حجرتي ، والحبشة يلعبون بالحراب ، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يسترني بردائه لأنظر إلى لعبهم من بين أذنه وعاتقه ، ثم يقوم من أجلي حتى أكون أنا التي أنصرف ) رواه الإمام أحمد - عن عروة: أن عائشة رضي الله عنها أخبرته أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا اشتكى نفث على نفسه بالمعوذات، ومسح عنه بيده. فلما اشتكى وجعه الذي توفي فيه، طفقتُ أنفث على نفسه بالمعوذات التي كان ينفث، وأمسح بيد النبي صلى الله عليه وسلم عنه. - عن ذكوان… أن عائشة كانت تقول: إن من نعم الله عليّ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم توفي في بيتي، وفي يومي وبين سَحْري ونحري، وأن الله جمع بين ريقي وريقه عند موته، ودخل عليَّ عبدالرحمن (ابن أبي بكر) وبيده السواك، وأنا مسندة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فرأيته ينظر إليه وعرفت أنه يحب السواك، فقلت: آخذه لك؟ فأشار برأسه أن نعم. فتناولته فاشتد عليه، فقلت: أُلِّينه لك؟ فأشار برأسه أن نعم. فليَّنته فَأمرَّه. (وفي رواية ثانية: فقضمته ونفضته وطيبته، ثم دفعته إلى النبي رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستن به، فما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم استن استناناً قط أحسن منه ) . ( وفي رواية ثالثة : فجمع الله بين ريقي وريقه في آخر يوم من الدنيا وأول يوم من الآخرة). وبين يدي رسول رسول الله صلى الله عليه وسلم ركوة فيها ماء، فجعل يدخل يديه في الماء فيمسح بها وجهه ويقول: لا إله إلا الله، إن للموت سكرات. ثم نصب يده فجعل يقول: في الرفيق الأعلى، حتى قُبض ومالت يده. إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يختر أم المؤمنين عائشة – رضي الله عنها – من بين نسائه ليقضي عندها تلك السويعات التي بقيت له في الدنيا لحمقها وقلة عقلها ، بل اختارها صلى الله عليه وسلم لفقهها ، وعلمها ، وحبه لها ، رضوان الله عليها.وهذا الفضل العظيم الذي خص الله - سبحانه وتعالى - به أم المؤمنين عائشة – رضي الله عنها – جعل الإمام البخاري يخرّج بعض أحاديث مرض النبي صلى الله عليه وسلم ووفاته في باب فضل عائشة – رضي الله عنها – وكذلك فعل الإمام مسلم في صحيحه ، وهذا من فقههما ودقة فهمهما ، رحمهما الله. |
#64
|
||||
|
||||
![]() بعض فضائل عائشة رضي الله عنها منصور محمد الشريدةبسم الله الرحمن الرحيم إن ذكر فضائل أمهات المؤمنين وخاصة عائشة رضي الله عنها زوجات نبينا وحبيبنا عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم ، ألم يقل ربنا تبارك وتعالى في حقهن : {يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ} [الأحزاب : 32] وقال عز وجل : {النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ} [الأحزاب : 6] . • سئل أحد السلف عن الذين يشتمون أمهات المؤمنين والصحابة؟ فقال: زنادقة، إنما أرادوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يجدوا أحداً من الأمة يتابعهم على ذلك فشتموا أزواجه وأصحابه. • ويقول ابن الجوزي: ثم إن هؤلاء من أخف الناس عقولاً، وأقلهم ديناً ويقيناً، أهواؤهم مختلفة، ومذاهبهم متباينة، ولهم أشياء سخيفة، مثل عملهم يوم عاشوراء، يعمدون إلى نعجةٍ حمراء ينتفون شعرها بعد تعطيشهم لها أياماً، يمثلون أنها عائشة رضي الله عنها أم المؤمنين المبرأة من كل عيب ونقص. • قال ابن كثير في تفسير قوله تعالى : {إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ} [النور : 23]. قد أجمع العلماء رحمهم الله قاطبة على من سبها – يعني عائشة – بعد هذا ورماها به بعد هذا الذي ذكر في هذه الآية فإنه كافر، لأنه معاند للقرآن. • سئل شيخ الإسلام ابن تيمية عن خديجة وعائشة : أمي المؤمنين رضي الله عنهما أيهما أفضل؟ قال – رحمه الله تعالى – ( سبق خديجة ، وتأثيرها في أول الإسلام، ونصرها، وقيامها في الدين لم تشاركها فيه عائشة، ولا غيرها من أمهات المؤمنين. وتأثير عائشة في آخر الإسلام، وحمل الدين، وتبليغه إلى الأمة، وإدراكها من العلم ما لم تشاركها فيه خديجة ، ولا غيرها مما تميزت به عن غيرها ) مجموع الفتاوى (4/393). • قال عروة : كانت عائشة رضي الله عنها أروى الناس للشعر ... (البيهقي في "الزهد" 216). • عن عروة قال : كانت عائشة رضي الله عنها تقسم في اليوم سبعين ألفاً ، وإنها لترقع درعها أو تكنسه . • ومن فضائلها في غزوة بني المصطلق خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم مع العسكر وحمل معه عائشة رضي الله تعالى عنها ، وتكلم فيها أهل الإفك حتى نزل قوله تعالى : (إن الذين جاءوا بالإفك عصبة.. ) إلى قوله (والطيبون للطيبات) وهي سبع عشر آية نزلت في براءة عائشة رضي الله تعالى عنها وعن أبيها . • ومن فضائلها ، عن أبي سلمة أن عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (يا عائشة هذا جبريل يقرئك السلام) (قالت وعليه السلام ورحمة الله ) متفق عليه. • ومن فضائلها : أن الناس كانوا يتحرون بهداياهم يوم عائشة ، يبتغون بذلك مرضاة رسول الله صلى الله عليه وسلم) متفق عليه. • ومن فضائلها : ( أن جبريل عليه السلام جاء بصورتها في خِرقةِ حرير خضراء إلى رسول الله فقال ![]() رواه الترمذي وصححه الألباني. • ومن فضائلها: عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: ما أشكل علينا أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثاً قط فسألنا عنه عائشة إلا وجدنا عندها منه علماً) رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح . • ومن فضائلها : عن موسى بن طلحة قال: (ما رأيت أحداً أفصح من عائشة) رواه الترمذي وصححه. • ومن فضائلها : عن مسلم بن صبيح قال: سألت مسروقاً: كانت عائشة تحسن الفرائض؟ قال: والذي لا إله غيره لقد رأيت الأكابر من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم يسألونها عن الفرائض) رواه الدارمي وصحح محققه إسناده. • وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (يا عائشة إنه ليهون على الموت أني قد رأيتك زوجتي في الجنة) أخرجه الطبراني في المعجم الكبير 23/ 39. • واستأذن بالدخول عندها ابن عباس وكان عندها ابن أخيها عبدالله بن عبدالرحمن بن أبي بكر رضي الله عنهما... فلما دخل ابن عباس قال: أبشري ما بينك وبين أن تلحقي محمداً صلى الله عليه وسلم إلا أن تخرج الروح من الجسد، كنت أحب نساء رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يكن رسولا لله صلى الله عليه وسلم يحب إلا طيباً). أخرجه الصالحي في كتاب أزواج النبي ص91. • ولم يتزوج النبي صلى الله عليه وسلم بكراً غير عائشة رضي الله عنها. • عن عمرو بن العاص رضي الله عنه تعالى عنه أنه قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم: أي الناس أحب إليك؟ قال عائشة. قال فمن الرجال؟ قال: أبوها. قلت ثم من؟ قال: عمر بن الخطاب، فعد رجالاً) متفق عليه. • ولما تكلمت إحدى نساء النبي صلى الله عليه وسلم في عائشة رضي الله عنها قال النبي صلى الله عليه وسلم : (لا تؤذيني في عائشة فإن الوحي لم يأتني وأنا في ثوب امرأة إلا عائشة). أخرجه الشيخان. • وروى البخاري ومسلم: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم: لما كان في مرضه، جعل يدور في نسائه ويقول: (أين أنا غداً، حرصاً على بيت عائشة). • وروى البخاري: أنه لما ثقل رسول الله صلى الله عليه وسلم استأذن أزواجه أن يمرض في بيتي، فأذن له. • وقالت عائشة رضي الله عنها: توفي النبي صلى الله عليه وسلم في بيتي وفي نوبتي، وبين سحري ونحري، وجمع الله بين ريقي وريقه، قالت: دخل عبدالرحمن- ابن أبي بكر- بسواك فضعف النبي صلى الله عليه وسلم عنه، فأخذته، فمضغته ، ثم سننته به. • وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن فضل عائشة على النساء، كفضل الثريد على سائر الطعام) رواه ابن أبي شيبة والإمام أحمد والبخاري ومسلم. • ومن فضائلها أن النبي صلى الله عليه وسلم مات في بيتها ودفن في بيتها وقد حفت الملائكة بيتها وقبض ولم يشهده غير عائشة والملائكة. • قال عروة بن الزبير : ما رأيت أحداً أعلم بالقرآن ، ولا بفريضة، ولا بالحلال ولا بالحرام، ولا بفقه، ولا بطب ولا بشعر ولا بحديث العرب ولا بنسب من عائشة . • وعن معاوية قال: ما رأيت خطيباً قط أبلغ ولا أفصح ولا أفطن من عائشة. |
#65
|
||||
|
||||
![]() التلميذة والمعلّم .. فاطمة بنت محمد متأملة قد يتبادر إلى ذهن القارئ عند قرآءته لعنوان المقال أني قصدت بالتلميذة فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم .. وأني قصدت بالمعلّم والدها عليه صلوات ربي وسلامه . ولا ألوم القارئ في هذا الظن ، فالبتول فاطمة – رضي الله عنها وأرضاها - هي أفضل وأشرف نتاج تربية لابنة معلم البشرية أجمع ، بنت طاهرة نشأت في بيت يصدح بكلام الله وبرسالة التوحيد .. بنت تربت في حضن أم صالحة هي سيدة نساء العالمين خديجة – رضي الله عنها وأرضاها – وتلقت علوم التوحيد من والدٍ اصطفاه الله من أشرف بيوت العالمين – صلى الله عليه وآله وسلم - وأفضلهم خلقاً وأسماهم أخلاقاً ; ليحمله رسالة التوحيد إلى مجتمعٍ عمّه الكفر والشرك والضلال ، وأنهكته الحروب القبلية والصراعات الدنيوية من أجل السيادة والكلأ ، فظهرت فيه الطبقية بأبشع صورها في رق مملوك ، وجشع غير محدود ، وتفلت أمني لم ينجو منه إلاَّ القوي في صراع الأقوياء . |
#66
|
||||
|
||||
![]()
فاطمة بنت رسول الله
فاطمة بنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم
سيدة نساء العالمين في زمانها، البَضعة النبوية ، والجهة المصطفوية أم أبيها بنت سيد الخلق رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أبي القاسم محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف القرشية الهاشمية ، وأم الحسنين . مولدها قبل المبعث بقليل وتزوجها الإمام علي بن أبي طالب في ذي القعدة ، أو قبيله ، من سنة اثنتين بعد وقعة بدر . وقال ابن عبد البر : دخل بها بعد وقعة أحد. فولدت له الحسن ، والحسين ، ومحسنا ، وأم كلثوم ، وزينب . وروت عن أبيها . وروى عنها ابنها الحسين ، وعائشة ، وأم سلمة ، وأنس بن مالك ، وغيرهم . وروايتها في الكتب الستة . وقد كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يحبها ويكرمها ويُسِرُّ إليها . ومناقبها غزيرة . وكانت صابرة ديِّنة خيِّرة صيِّنة قانعة شاكرة لله . وقد غضب لها النبي -صلى الله عليه وسلم- لما بلغه أن أبا الحسن همَّ بما رآه سائغا من خِطبة بنت أبي جهل ، فقال : والله لا تجتمع بنت نبي الله وبنت عدو الله ، وإنما فاطمة بَضْعَةٌ منِّي ، يريبني ما رابها ، ويؤذيني ما آذاها فترك علي الخطبة رعاية لها . فما تزوج عليها ولا تَسَرَّى . فلما توفيت تزوج وتسرَّى -رضي الله عنهما . ولما توفي النبي - صلى الله عليه وسلم- حزنت عليه ، وبكته ، وقالت : يا أبتاه ، إلى جبريل ننعاه يا أبتاه ، أجاب ربًّا دعاه يا أبتاه ، جنة الفردوس مأواه . وقالت بعد دفنه : يا أنس ، كيف طابت أنفسكم أن تحثوا التراب على رسول الله - صلى الله عليه وسلم! . وقد قال لها في مرضه : إني مقبوض في مرضي هذا . فبكت . وأخبرها أنها أول أهله لحوقا به ، وأنها سيدة نساء هذه الأمة . فضحكت ، وكتمت ذلك . فلما توفي - صلى الله عليه وسلم- ، سألتها عائشة . فحدثتها بما أسر إليها. وقالت عائشة - رضي الله عنها- : جاءت فاطمة تمشي ما تخطئ مشيتها مشية رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ، فقَام إليها وقال : مرحبا بابنتي . ولمَّا توفي أبوها تعلقت آمالها بميراثه ، وجاءت تطلب ذلك من أبي بكر الصديق . فحدَّثها أنه سمِع من النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول : لا نورث ، ما تركنا صدقة فوجدت عليه ، ثم تعلَّلت. روى إسماعيل بن أبي خالد ، عن الشعبي ، قال : لما مرضت فاطمة ، أتى أبو بكر فاستأذن ، فقال علي : يا فاطمة ، هذا أبو بكر يستأذن عليك . فقالت : أتحب أن آذن له . قال : نعم . -قلت : عمِلت السنة - رضي الله عنها- ، فلم تأذن في بيت زوجها إلا بأمره قال : فأذنت له . فدخل عليها يترضاها ، وقال : والله ما تركت الدار والمال والأهل والعشيرة إلا ابتغاء مرضاة الله ورسوله ومرضاتكم أهل البيت . قال : ثم ترضَّاها حتى رضيت. توفيت بعد النبي - صلى الله عليه وسلم- بخمسة أشهر أو نحوها. وعاشت أربعا أو خمسا وعشرين سنة . وأكثر ما قيل : إنها عاشت تسعا وعشرين سنة . والأول أصح . وكانت أصغر من زينب ، زوجة أبي العاص بن الربيع ; ومن رقية ; زوجة عثمان بن عفان . وقد انقطع نسب النبي -صلى الله عليه وسلم- إلا مِن قِبل فاطمة ; لأن أمامة بنت زينب ، التي كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يحملها في صلاته تزوجت بعلي ابن أبي طالب ، ثم من بعده بالمغيرة بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب الهاشمي ، وله رؤية ، فجاءها منه أولاد . قال الزبير بن بكار : انقرض عقب زينب . وصح أن النبي - صلى الله عليه وسلم- جلل فاطمة وزوجها وابنيهما بكساء ، وقال : اللهم هؤلاء أهل بيتي ، اللهم فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا . أحمد بن حنبل : حدثنا تليد بن سليمان : حدثنا أبو الجحاف ، عن أبي حازم ، عن أبي هريرة : نظر النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى علي وفاطمة والحسن والحسين ، فقال : أنا حرب لمن حاربكم ، سلم لمن سالمكم . رواه الحاكم في "المستدرك" . وفيه من طريق أبان بن تغلب ، عن أبي بشر ، عن أبي نضرة ، عن أبي سعيد : قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: لا يبغضنا أهل البيت أحد إلا أدخله الله النار . إسرائيل ، عن ميسرة بن حبيب ، عن المنهال بن عمرو ، عن زر ، عن حذيفة : قال النبي -صلى الله عليه وسلم- : نزل ملك فبشرني أن فاطمة سيدة نساء أهل الجنة وروي من وجه آخر عن المنهال ، رواهما الحاكم. يحيي بن أبي كثير ، عن أبي سلام ، عن أبي أسماء ، عن ثوبان ، قال : دخل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على فاطمة وأنا معه ، وقد أخذت من عنقها سلسلة من ذهب ، فقالت : هذه أهداها لي أبو حسن . فقال : يا فاطمة ، أيسرك أن يقول الناس : هذه فاطمة بنت محمد وفي يدها سلسلة من نار، ثم خرج .فاشترت بالسلسلة غلاما ، فأعتقته فقال النبي -صلى الله عليه وسلم- : الحمد لله الذي نجى فاطمة من النار رواه أبو داود. داود بن أبي الفرات ، عن علباء ، عن عكرمة ، عن ابن عباس مرفوعا : أفضل نساء أهل الجنة خديجة وفاطمة . أحمد بن حنبل : حدثنا يحيي بن أبي زائدة ، أخبرني أبي ، عن الشعبي ، عن سويد بن غفلة ، قال : خطب علي بنت أبي جهل إلى عمها الحارث بن هشام ، فاستشار النبي -صلى الله عليه وسلم- ، فقال : أعن حسبها تسألني ؟ قال علي : قد أعلم ما حسبها . ولكن أتأمرني بها ؟ فقال : لا ، فاطمة مُضْغَةٌ مني ، ولا أحسب إلا أنها تحزن أو تجزع . قال : لا آتي شيئا تكرهه . وقد روى الترمذي في "جامعه" من حديث عائشة أنها قيل لها : أيُّ الناس كان أحب إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ؟ قالت : فاطمة ، من قبل النساء ، ومن الرجال زوجها ، وإن كان ما علمت صواما قواما. قلت : ليس إسناده بذاك . وفي "الجامع" لزيد بن أرقم : أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال لهما ولابنيهما : أنا سِلْمٌ لمن سالمتم ، وحرب لمن حاربتم . وكان لها من البنات : أم كلثوم ، زوجة عمر بن الخطاب ; وزينب ، زوجة عبد الله بن جعفر بن أبي طالب . الأعمش ، عن عمرو بن مرة ، عن أبي البختري ، قال : قال علي لأمه : اكفي فاطمة الخدمة خارجا ، وتكفيك هي العمل في البيت ، والعجن والخبز والطحن. عبد الرحمن بن أبي نعم ، عن أبي سعيد ، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- : فاطمة سيدة نساء أهل الجنة إلا ما كان من مريم بنت عمران . علي بن هاشم بن البريد ، عن كثير النواء ، عن عمران بن حصين : أن النبي -صلى الله عليه وسلم- عاد فاطمة وهي مريضة ، فقال لها : كيف تجدينك ؟ قالت : إني وجعة ، وإنه ليزيدني مالي طعام آكله . قال : يا بنية ، أما ترضين أن تكوني سيدة نساء العالمين ؟ قالت : فأين مريم ؟ قال : تلك سيدة نساء عالمها ، وأنت سيدة نساء عالمك، أما والله لقد زوجتك سيِّدًا في الدنيا والآخرة . رواه أبو العباس السراج ، عن محمد بن الصباح ، عن علي . وكثير واه . وسقط من بينه وبين عمران . علباء بن أحمر ، عن عكرمة ، عن ابن عباس : قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : أفضل نساء أهل الجنة خديجة بنت خويلد ، وفاطمة بنت محمد ، ومريم ، وآسية . وروى أبو جعفر الرازي ، عن ثابت ، عن أنس ، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- نحوه ، ولفظه : خير نساء العالمين أربع. معمر ، عن قتادة ، عن أنس ، مرفوعا : حسبك من نساء العالمين أربع الحديث . وصحح الترمذي هذا ، وهو : حسبك من نساء العالمين : مريم ، وخديجة ، وآسية بنت مزاحم ، وفاطمة بنت محمد -صلى الله عليه وسلم . أبو نعيم : حدثنا محمد بن مروان الذهلي : حدثنا أبو حازم : حدثني أبو هريرة ، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال : إن ملكا استأذن الله في زيارتي ، فبشرني أن فاطمة سيدة نساء أمتي ، وأن الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة . غريب جدا ، والذهلي مقل ويروى نحو ذلك من حديث أبي هريرة أيضا . ميسرة بن حبيب ، عن المنهال بن عمرو ، عن عائشة بنت طلحة ، عن عائشة أم المؤمنين قالت : ما رأيت أحدا كان أشبه كلاما وحديثا برسول الله -صلى الله عليه وسلم- من فاطمة ، وكانت إذا دخلت عليه قام إليها ، فقبلها ، ورحب بها ، وكذلك كانت هي تصنع به ميسرة : صدوق . الزهري ، عن عروة ، عن عائشة ، قالت : عاشت فاطمة بعد النبي -صلى الله عليه وسلم- ستة أشهر، ودفنت ليلا. قال الواقدي : هذا أثبت الأقاويل عندنا . قال : وصلى عليها العباس ، ونزل في حفرتها ، هو وعلي والفضل . . وقال سعيد بن عفير : ماتت ليلة الثلاثاء لثلاث خلون من شهر رمضان سنة إحدى عشرة وهي بنت سبع وعشرين سنة أو نحوها ، ودفنت ليلا . وروى يزيد بن أبي زياد ، عن عبد الله بن الحارث ، قال : مكثت فاطمة بعد النبي - صلى الله عليه وسلم- ستة أشهر وهي تذوب . وقال أبو جعفر الباقر : ماتت بعد أبيها بثلاثة أشهر . وعن ابن أبي مليكة ، عن عائشة ، قالت : كان بين فاطمة وبين أبيها شهران. وعن أبي جعفر الباقر : أنها توفيت بنت ثمان وعشرين سنة . ولدت وقريش تبني الكعبة. قال : وغسَّلها علي . وذكر المسبحي : أن فاطمة تزوج بها علي بعد عرس عائشة بأربعة أشهر ونصف ، ولفاطمة يومئذ خمس عشرة سنة وخمسة أشهر ونصف . قتيبة بن سعيد : حدثنا محمد بن موسى : عن عون بن محمد بن علي ، عن أمه أم جعفر . وعن عمارة بن مهاجر ، عن أم جعفر أن فاطمة قالت لأسماء بنت عميس : إني أستقبح ما يُصنع بالنساء ، يطرح على المرأة الثوب ، فيصفها. قالت : يا ابنة رسول الله ، ألا أريك شيئا رأيته بالحبشة ؟ فدعت بجرائد رطبة فحنتها ، ثم طرحت عليها ثوبا . فقالت فاطمة : ما أحسن هذا وأجمله ! إذا مت فغسليني أنت وعلي ، ولا يدخلن أحد عليَّ . فلما توفيت ، جاءت عائشة لتدخل ، فقالت أسماء : لا تدخلي . فشكت إلى أبي بكر . فجاء ، فوقف على الباب ، فكلم أسماء . فقالت : هي أمرتني . قال : فاصنعي ما أمرتك ، ثم انصرف. قال ابن عبد البر : هي أول من غطي نعشها في الإسلام على تلك الصفة . إسماعيل بن أبي خالد ، عن الشعبي ، قال : جاء أبو بكر إلى فاطمة حين مرضت ، فاستأذن . فأذنت له . فاعتذر إليها ، وكلمها . فرضيت عنه. روى إبراهيم بن سعد ، عن ابن إسحاق ، عن علي بن فلان بن أبي رافع ، عن أبيه ، عن سلمى ، قالت : مرضت فاطمة . . . إلى أن قالت : اضطجعتْ على فراشها ، واستقبلت القبلة ثم قالت : والله إني مقبوضة الساعة ، وقد اغتسلتُ ، فلا يكشفن لي أحد كنفا ، فماتت ، وجاء علي ، فأخبرته ، فدفنها بغُسلها ذلك. هذا منكر . أبو عوانة ، عن فراس ، عن الشعبي ، عن مسروق : حدثتني عائشة ، قالت : كنا أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم- اجتمعنا عنده ، لم يغادر منهن واحدة . فجاءت فاطمة تمشي ما تخطئ مشيتها مشية رسول الله -صلى الله عليه وسلم- . فلما رآها ، رحَّب بها ، قال : مرحبا بابنتي . ثم أقعدها عن يمينه أو عن يساره . ثم سارَّها ، فبكت ; ثم سارَّها الثانية ، فضحكت . فلما قام ، قلت لها : خصَّك رسول الله بالسِّر وأنت تبكين ، عزمت عليك بمالي عليك من حق ، لما أخبرتني مم ضحكت ؟ ومم بكيت ؟ قالت : ما كنت لأفشي سر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- . فلما توفي ، قلت لها : عزمت عليك بمالي عليك من حق لما أخبرتني . قالت : أما الآن فنعم ، في المرة الأولى حدثني أن جبريل كان يعارضه بالقرآن كل سنة مرة ، وأنه عارضني العام في هذه السنة مرتين ، وأني لا أحسب ذلك إلا عند اقتراب أجلي ، فاتقي الله واصبري ، فنِعم السلف لك أنا . فبكيت . فلما رأى جزعي ، قال : أما ترضين أن تكوني سيدة نساء العالمين ، أو سيدة نساء هذه الأمة ؟ قالت : فضحِكْتُ أخرجه البخاري عن أبي نعيم ، عن زكريا ، عن فراس . وهو فرد غريب . محمد بن عمرو ، عن أبي سلمة ، عن عائشة ، أنها قالت لفاطمة : أرأيت حين أكببت على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ، فبكيتِ ، ثم أكببتِ عليه فضحكتِ ؟ قالت : أخبرني أنه ميت من وجعه ، فبكيت ، ثم أخبرني أنني أسرع أهله به لحوقا ، وقال : أنت سيدة نساء أهل الجنة إلا مريم بنت عمران؛ [فضحكت] . ابن حميد : حدثنا سلمة : حدثنا ابن إسحاق ، عن يحيي بن عباد ، عن أبيه ، عن عائشة ، قالت : ما رأيت أحدا كان أصدق لهجة من فاطمة ، إلا أن يكون الذي وَلَدَهَا . جعفر الأحمر ، عن عبد الله بن عطاء ، عن ابن بريدة ، عن أبيه ، قال : كان أحب النساء إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فاطمة ، ومن الرجال علي. إبراهيم بن سعد ، عن أبيه ، عن عروة ، عن عائشة ، حدثته : أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- دعا فاطمة ، فسارها ، فبكت ، ثم سارها ، فضحكت ، فقلت لها ، فقالت : أخبرني بموته ، فبكيت ، ثم أخبرني أني أول من يتبعه من أهله ، فضحكت . وروى كهمس ، عن ابن بريدة ، قال : كمدت فاطمة على أبيها سبعين من يوم وليلة . فقالت لأسماء : إني لأستحيي أن أخرج غدا على الرجال من خلاله جسمي . قالت : أولا نصنع لك شيئا رأيته بالحبشة ؟ فصنعت النعش . فقالت : سترك الله كما سترْتِني. هلال بن خباب ، عن عكرمة ، عن ابن عباس ، قال : لما نزلت إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ دعا النبي -صلى الله عليه وسلم- فاطمة ، فقال لها : إنه قد نُعِيَتْ إليه نفسه . فبكت . فقال : لا تبكين فإنك أول أهلي لاحقا بي . فضحكت إسماعيل القاضي : حدثنا إسحاق الفروي : حدثنا عبد الله بن جعفر الزهري ، عن جعفر بن محمد ، عن عبيد الله بن أبي رافع ، عن المسور بن مخرمة ، قال : قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : إنما فاطمة شُجْنَةٌ مني ، يبسطني ما يبسطها ، ويقبضني ما يقبضها . غريب . ورواه عبد العزيز الأويسي ، فخالف الفروي . وروى الحاكم في " مستدركه " ومحمد بن زهير النسوي هذا ، عن أبي سهل بن زياد ، عن إسماعيل القاضي . شعيب ، عن الزهري ، عن علي بن الحسين ، أن المسور أخبره : أن عليا -رضي الله عنه- خطب بنت أبي جهل ، فلما سمعت فاطمة ، أتت فقالت : إن قومك يتحدثون أنك لا تغضب لبناتك ، وهذا علي ناكح ابنة أبي جهل . فقام رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ، فسمعته حين تشهد ، فقال : أما بعد : فإني أنكحت أبا العاص بن الربيع فحدثني فصدقني ، وإن فاطمة بضعة مني ، وأنا أكره أن يفتنوها ، وإنها والله لا تجتمع ابنة رسول الله وابنة عدوالله عند رجل واحد. فترك عليُّ الخطبة . ورواه الوليد بن كثير : حدثنا محمد بن عمرو بن حلحلة ، عن الزهري بنحوه . وفيه : وأنا أتخوف أن تفتن في دينها . ابن إسحاق ، عن ابن قسيط ، عن محمد بن أسامة ، عن أبيه : سئل النبي -صلى الله عليه وسلم- : أي الناس أحب إليك ؟ قال : فاطمة . ويروى عن أسامة بإسناد آخر ، ولفظه : أي أهل بيتك أحب إليك ؟ . حماد بن سلمة ، عن علي بن زيد ، عن أنس : أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يمر ببيت فاطمة ستة أشهر إذا خرج لصلاة الفجر يقول : الصلاة يا أهل بيت محمد ، إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا . يونس بن أبي إسحاق ، ومنصور بن أبي الأسود ، وهذا لفظه : سمعت أبا داود ، سمعت أبا الحمراء ، يقول : رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يأتي باب علي وفاطمة ستة أشهر ، فيقول : إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ ... الآية. ومما ينسب إلى فاطمة ولا يصح :مــاذا علـى مَـنْ شَـمَّ تُرْبَـةَ أحـمدْ ألاَّ يَشُـمَّ مَـدَى الـزَّمَـانِ غَـوَالِيَـا صُبَّــتْ عَلَــيَّ مصَـائِبٌ لـو انَّـهـا صُبَّـتْ علـى الأيَّـامِ عُــدْنَ ليَـالِيَا ولها في "مسند" بقي ثمانية عشر حديثا ، منها حديث واحد متفق عليه. |
#67
|
||||
|
||||
![]()
جزاك الله خير
|
#68
|
||||
|
||||
![]() |
#69
|
||||
|
||||
![]() ![]()
__________________
أمران يحددان شخصيتك ، صبرك حين لا تملك شيئاً ،
وتصرفاتك حين تملك كل شيء ![]() |
#70
|
||||
|
||||
![]() |
#71
|
||||
|
||||
![]()
استغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه
__________________
استغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه
|
#72
|
||||
|
||||
![]() |
#73
|
||||
|
||||
![]()
<LI id=post_319727 class="postbit postbitim postcontainer old">
لا اله الا انت سبحانك انى كنت من الظالمين |
#74
|
||||
|
||||
![]() ![]() |
#75
|
||||
|
||||
![]() ![]() |
العلامات المرجعية |
الكلمات الدلالية (Tags) |
البنت المسلمة, اخلاق |
|
|