قبل أن أنقل إليك اجابة السؤال نتطرق الى :
تعدد الزوجات عند الأنبياء السابقين :
(1) إبراهيم وإسحاق ويعقوب وداود وسليمان وغيرهم عددوا الزوجات ووصل الأمر بهم إلى الزواج من مائة مثل نبى الله داود الذي لم يكتف بتسع وتسعين حتى تزوج تمام المئة بعد موت زوجها،
ونبى الله سليمان كانت له ثلاثمائة زوجة وأربعمائة جارية كما في العهد القديم وهو مصدر التشريع الأول عند النصارى (ما جئت لأنقص بل لأكمل).
تعدد الزوجات عند النصارى :
() كافة نصوص العهد القديم تأذن بالتعدد وتبيحه للأفراد رسلاً أو بشراً.
() لم يرد نص واحد يحرم التعدد في النصرانية ، في أفريقيا يأذنون بالتعدد ويبيحون الزواج للقساوسة ، وفي أوروبا يحرمون التعدد ويحرمون الزواج على القساوسة ويبيحون الصداقة.
() النص الذي يستشهد به النصارى على تحريم التعدد هو (أما علمتم أن الخالق منذ البدء جعلهما ذكراً وأنثى وقال لهذا يترك الرجل أباه وأمه ويلزم امرأته فما جمعه الله لا يفرقه إنسان).
فجعلوا من ضمير الإفراد في قوله:"امرأته" أن الرجل لا يتزوج إلا بامرأة واحدة. والنص قد فهم على غير وجهه، فتلك كانت اجابة المسيح حين سئل "أيحل لأحدنا أن يطلق امرأته لأي علة كانت..."
أى أن الإجابة لا صلة لها بالتعدد بل بالنهي عن الطلاق لا التزوج.
() المسيحية تأذن بالتعدد بالتتابع ولكنها ترفضه بالجمع وينتهي التعدد عند الرابعة متتابعاً حتى لا يكون الإنسان غاوياً، وتسمح بالخلة والصديقة بدون حد ولا عد.
ونحن نعلم أن القضاء الادارى بمصر ألزم البابا شنوده بتصريح الزواج الثانى ورفض الطعن المقدم منه وأكد أن رفضه يعتبر تجاوزا لسلطاته
تعدد الزوجات عند العرب قديما
() كان العرب يجمعون بين أربعين امرأة في وقت واحد كدليل على الرجولة وطلب للولد.
الآن تعدد زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم
أولا يجب أن نعلم أن التعدد بدأ في سن الثالثة والخمسين من عمر النبى ( 53 عام ) فهل هذا دليل الشهوة كما يدعى المبطلون ؟؟!!
وهل من الشهوة أن يتزوج الثيبات وأمهات الأولاد والأرامل ؟؟
كيف وقد عرض عليه خيرة بنات قريش فأبى ورفض !
ثانيا : مات من زوجاته صلى الله عليه وسلم اثنتان في حياة الرسول وهما خديجة وزينب بنت خزيمة
أما عن تفاصيل الزواج فانه يرجع إلى أسباب تشريعية واجتماعية وسياسية –والله أعلم- كما يأتى على النحو التالي :
اما الاسباب التشريعية مثل :
زواجه من عائشة –رضي الله عنها- فلقد كان بوحي، حيث رآها في المنام ورؤيا الأنبياء وحي.
- زواجه من زينب زوجة زيد بن حارثة الذي كان يدعى زيد بن محمد بالتبني فنزل قول الله تعالى:"وما جعل أدعياءكم أبناءكم" [الأحزاب: 4]
"ادعوهم لآبائهم هو أقسط عند الله" [الأحزاب: 5]
وبعد خلاف مع زوجها طلقت منه وأمر الرسول أن يتزوجها لإقامة الدليل العملي على بطلان التبني، وذلك سنة خمسة للهجرة.
الأسباب السياسية:
كان لبعض زيجات الرسول بعداً سياسياً من حيث ائتلاف القلوب والحد من العداوة وإطلاق الأسرى...إلخ، ومن هن :
() جويرية بنت الحارث سيد بني المصطلق من خزاعة وقعت في الأسر، وتزوجها سنة 6 هـ.
() أما حبيبة رملة بنت أبي سفيان، تنصر زوجها وبقيت على إسلامها، وكان للزواج منها كبير الأثر في كسر حدة أبي سفيان في العداء للإسلام، حتى هداه الله.
() صفية بنت حيي بن أخطب كانت من سبي خيبر أعتقها الرسول وتزوجها سـ7هـ.
() ميمونة بنت الحارث تزوجها سـ 7هـ.
الأسباب الاجتماعية:
() زواجه من خديجة –رضي الله عنها- وهذا أمر اجتماعي أن يتزوج البالغ العاقل الرشيد وكان –عليه الصلاة والسلام- في سن الخامسة والعشرين وظلت معه وحدها حتى توفيت وهو في سن الخمسين.
() تزوج بعدها بالسيدة سودة بنت زمعة وكانت أرملة لحاجة بناته الأربع إلى أم بديلة ترعاهن وتبصرهن بما تبصر به كل أم بناتها.
() حفصة بنت عمر بن الخطاب تزوجها بعد وفاة زوجها إكراماً لأبيها سـ3هـ.
() زينب بنت خزيمة استشهد زوجها في أحد فتزوجها سـ 4هـ.
() أم سلمة هند بنت أمية توفى زوجها ولها أولاد فتزوجها سـ4هـ.
الرسول صلى الله عليه وسلم حقق مالم يصل إليه أقوى قادة العالم حتى عصرنا هذا فقد بنى أمة كاملة مترامية الأطراف من الشرق للغرب ومن الشمال للجنوب أصبحت الآن دويلات صغيرة
ان الاسلام كما أباح التعدد إلا أنه أوجب العدل بينهم وشدد على حرمة الظلم
عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( مَنْ كَانَتْ لَهُ امْرَأَتَانِ فَمَالَ إِلَى إِحْدَاهُمَا جَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَشِقُّهُ مَائِلٌ ) صححه الألباني
و قال تعالى : " فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة "
فما هو هذا العدل ؟؟
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :
" القول الصحيح في العدل بين الزوجات أنه يجب على الزوج أن يعدل بينهن في كل ما يمكنه العدل فيه ، سواءٌ من الهدايا أو النفقات ، بل وحتى الجماع إن قدر : يجب عليه أن يعدل فيه " انتهى .
أما العدل في المحبة والعاطفة والمشاعر ، وهو المشار إليه في الآية " ولن تعدلوا بين النساء ولو حرصتم " ، فهذا شيء لا يملكه الإنسان ، فالقلوب ليست ملكا لأصحابها ، وإنما هي بين إصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء . وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهو أكثر الناس معرفة بدينه وبمشاعره وأحاسيسه القلبية وأشد الناس حرصا على تحقيق العدل بين زوجاته ، كان يقول : اللهم هذا قسمي فيما أملك فلا تلمني فيما تملك ولا أملك وذلك بعد أن عدل بين زوجاته في كل شيء ما عدا العاطفة فإن قلبه صلى الله عليه وسلم كان يميل أكثر إلى أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها
ولنا فى رسول الله القدوة الحسنة فمن تزوج بأكثر من زوجة لأى سبب كان فالمرأة تنكح لمالها وجمالها ونسبها ودينها فعليه بالعدل فيما يملكه ولا يشترط بل ولا يستطيع الرجل أن يحب امرأتين فى نفس الوقت بنفس القدر لأن هذا الأمر لا يملكه أصلا ..
شكرا على الموضوع
وعذرا للاطالة
لكن الموضوع يستحق أكثر من ذلك