|
حي على الفلاح موضوعات وحوارات ومقالات إسلامية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
||||
|
||||
![]() [حرمة التألي على الله]
16 - ولمسلم عن جندب - رضي الله عنه- مرفوعا : 16 - رواه مسلم كتاب البر والصلة . يتألى : يحلف ، والألية اليمين . قال النووي في " شرح مسلم " : " وفيه دلالة لمذهب أهل السنة في غفران الذنوب بلا توبة إذا شاء الله غفرانها ، واحتجت المعتزلة به في إحباط الأعمال بالمعاصي الكبائر ، ومذهب أهل السنة أنها لا تحبط إلا بالكفر ، ويتأول حبوط عمل هذا على أنه أسقطت حسناته في مقابلة سيئاته ، وسمي إحباطا مجازا ، ويحتمل أنه جرى منه أمر آخر أوجب الكفر ، ويحتمل أن هذا كان في شرع من قبلنا وكان هذا حكمهم" . |
#2
|
||||
|
||||
![]() [المؤمن بين الرجاء والخوف]
17 - وله عن أبي هريرة - رضي الله عنه- مرفوعا : 17 - رواه مسلم كتاب التوبة . ورواه البخاري كتاب الرقاق من طريق سعيد بن أبي سعيد المقبري عن أبي هريرة بمعناه وفيه زيادة . قال الحافظ في " الفتح " : " قيل : المراد إن الكافر لو يعلم سعة الرحمة لغطى على ما يعلمه من عظم العذاب فيحصل له الرجاء ، أو المراد أن متعلق علمه بسعة الرحمة مع عدم التفاته إلى مقابلها يطمعه في الرحمة ، فمن علم أن من صفات الله تعالى الرحمة لمن أراد أن يرحمه والانتقام ممن أراد أن ينتقم منه : لا يأمن انتقامه من يرجو رحمته ولا ييأس من رحمته من يخاف انتقامه ، وذلك باعث على مجانبة السيئة ولو كانت صغيرة وملازمة الطاعة ولو كانت قليلة ، وقيل : في الجملة الثانية نوع إشكال فإن الجنة لم تخلق للكافر ولا طمع له فيها فغير مستبعد أن يطمع في الجنة من لا يعتقد كفر نفسه فيشكل ترتب الجراب على ما قبله . وأجيب : بأن هذه الكلمة سيقت لترغيب المؤمن في سعة رحمة الله التي لو علمها الكافر الذي كتب علية أنه يختم عليه أنه لا حظ له في الرحمة لتطاول إليها ولم ييأس منها إما بإيمانه المشروط وإما لقطع نظره عن الشرط مع تيقنه بأنه على الباطل واستمراره عليه عنادا ، فإذا كان هذا حال الكافر فكيف لا يطمع فيها المؤمن الذي هداه الله للإيمان ! ؟ " . |
#3
|
||||
|
||||
![]() [قرب الجنة والنار من الإنسان]
18 - وللبخاري عن ابن مسعود - رضي الله عنة- قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : 18 - رواه البخاري كتاب الرقاق . الشراك : هو السير الذي يدخل فيه إصبع الرجل ويطلق على كل سير وقي به القدم . قال الحافظ في " الفتح " : قال ابن بطال : " فيه أن الطاعة موصلة إلى الجنة وأن المعصية مقربة إلى النار ، وأن الطاعة والمعصية قد تكون من أيسر الأشياء ، وجاء في الحديث : وقال أيضا : فينبغي للمرء أن لا يزهد في قليل الخير أن يأتيه ولا في قليل من الشر أن يجتنبه ؛ فإنه لا يعلم الحسنة التي يرحمه الله بها ولا السيئة التي يسخط عليه بها . قال ابن الجوزي : معنى الحديث أن تحصيل الجنة سهل بتصحيح القصد وفعل الطاعة ، والنار كذلك بمرافقة الهوى وفعل المعصية . |
#4
|
||||
|
||||
![]() [رحمة الله لمن في قلبه رحمة]
19 - وعن أبي هريرة - رضي الله عنه- مرفوعا : 19 - رواه البخاري كتاب أحاديث الأنبياء ، ومسلم كتاب السلام واللفظ له . المواق : الخف . في الحديث الحث على الإحسان إلى الناس لأنه إذا حصلت المغفرة بسبب سقي الكلب فسقي المسلم أعظم أجرا . واستدل به على جواز صدقة التطوع للمشركين وينبغي أن يكون محله إذا لم يوجد هناك مسلم فالمسلم أحق وكذا إذا دار الأمر بين البهيمة والآدمي المحترم واستويا في الحاجة فالآدمي أحق ، والله أعلم . |
#5
|
||||
|
||||
![]() [تحريم *** الهرة]
20 - وقال : قال الزهري قول الزهري ذكره مسلم . لئلا يتكل أحد ولا ييأس أحد . أخرجاه . 20 - رواه البخاري كتاب الخلق ، ومسلم كتاب السلام . خشاش الأرض : بفتح الخاء ويجوز ضمها وكسرها ، المراد : هوام الأرض وحشراتها من فأرة ونحوها . قال الحافظ في " الفتح " : وظاهر الحديث أن المرأة عذبت بسبب *** هذه الهرة بالحبس . قال عياض : يحتمل أن تكون المرأة كافرة فعذبت بالنار حقيقة أو بالحساب لأن " من نوقش الحساب عذب" . ثم يحتمل أن تكون المرأة كافرة فعذبت بكفرها وزيدت عذابا . ومعنى قول الزهري أنه لما ذكر الحديث الأول خاف أن سامعه يتكل على ما فيه من سعة الرحمة وعظم الرجاء فضم إليه حديث الهرة الذي فيه من التخويف ضد ذلك ليجتمع الخوف والرجاء |
#6
|
||||
|
||||
![]()
كيف نجعل النبي - صلى الله عليه وسلم - يحبنا؟
ستجد في هذه الورقة ما يجعلُك من أحباب المصطفى، وهي منزلة عظيمة، إذا وفَّقنا الله لبلوغها، فقد فُزنا وربِّ الكعبة، ومَن منا لا يحب أن يكونَ مع زمرة الفائزين بمحبته؛ فهو يريد الخير كلَّ الخير لأمته، بل هو يفرح أشد ما يكون الفرح أن يرى أمَّته سعيدة، متمسكة بالمبادئ السامية والقيم الرفيعة؛ فعن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسُولَ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- قال: ((كُل أُمتِي يدخلون الجنةَ إِلا من أبى))، قالُوا: يا رسُولَ اللهِ، ومن يأبى؟ قال: ((مَن أطاعني دخل الجنة، ومن عصانِي فقد أبى))؛ رواه البخاري، وقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((والذي نفسي بيده، لتدخلن الجنة كلكم إلا من أبى وشرد على الله كشراد البعير))، قالوا: يا رسول الله، ومن يأبى أن يدخلَ الجنة؟ قال: ((مَن أطاعني دخل الجنة، ومَن عصاني فقد أبى))؛ ابن حبان في صحيحه. وعليه؛ فنحن أحبابه إذا تمسكنا بجملةٍ من الخصال العظيمة، فإنه كان يجلس مع أصحابه فيقول: ((ودِدتُ لو أني رأيتُ أحبابي))، قالوا: يا رسول الله، ألسْنا أحبابَك؟ قال: ((أنتم أصحابي، أحبابي يأتون بعدي، آمنوا بي ولم يروني))، تخيل، بل تأمل، النبي -صلى الله عليه وسلم- يحبك أنت، ويشتاق لك؛ فإليك الخصالَ الثمانية: أولاً: ذكر الله في كل حين، عطِّر فمَك بذكر الله -تعالى- وابتعد عن كلِّ ما يَشِينه من أقوال؛ كالنميمة والغِيبة والكذب، والمواد السامة؛ كالتدخين والمخدِّرات والمُسكِرات وغيرها، وقل لي - بصراحة إذا كنت تحبُّ النبيَّ -: هل تستطيع أن تضعَ في فمك سيجارة والرسول واقفٌ أمامك ينظر إليك؟ ثانيًا: الصلاة عليه؛ فقد ذكر ابنُ القيم ثمرة ذلك في قوله: "إن الصلاة عليه أداءٌ لأقل القليل من حقه، وشُكرٌ له على نعمته التي أنعم اللهُ بها علينا، مع أن الذي يستحقه من ذلك لا يُحصى علمًا ولا قدرة ولا إرادة، ولكن الله - سبحانه - لكرمه رضِيَ من عباده باليسير من شُكرِه وأداء حقه"، ومن أحب الكلمات التي يحبها النبيُّ ما ذكره أبو حميد الساعدي قال: قالوا: يا رسول الله، كيف نصلِّي عليك؟ قال: ((قُولُوا: اللهمَّ صلِّ على مُحمد، وعلى أزواجه وذُريته، كما صليتَ على آل إبراهيم، وباركْ على مُحمد، وعلى أزواجِهِ وذريتِه، كما باركتَ على آلِ إبراهيم؛ إنك حميِد مجيد))؛ متفق عليه. ثالثًا: الطهارة الشاملة: المسلم المحبُّ لرسول الله يحب النظافةَ بكامل معانيها؛ النظافة الحسية والمعنوية؛ فهو يتطهَّر مِن كل المنجسات والمدنسات والأوساخ؛ فهو طاهر البدن، طاهر الثوب، طاهر البيت، طاهر اللسان، طاهر المأكل؛ فلا يأكلُ إلا طيبًا؛ لأنه يعلم بأن اللهَ طيبٌ لا يقبل إلا طيبًا، وأن رسولَ الله قدوته في كل ذلك، يقول: ((إن الله طيبٌ يحب الطيب، كريم يحب الكرم، جَوَاد يحب الجود، نظيف يحب النظافة؛ فنظِّفوا أفنيتكم، ولا تشبهوا باليهود))؛ رواه الترمذي وحسنه الألباني من حديث سعد بن أبي وقاص. رابعًا: الرِّفق والحِلم والحياء، أخبرتنا السيدة عائشة أمرًا عجَبًا، قالت: قال رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: ((إذا أراد اللهُ بأهل بيتٍ خيرًا، أدخل عليهم الرفق))؛ لهذا إذا قدتَ سيارةً لا تُسرع؛ فإن حبيبك يقول: ((الأناة من الله، والعَجلة من الشيطان))؛ فميزات القوة كما قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((كرم المرء دينُه، ومروءته عقله، وحسبه خُلقه))، وعن أم سلمة قالت: قال رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: ((من لم تكن فيه واحدة من ثلاث، فلا يحتسب بشيء من عمله: من لم تكن فيه تقوى تحجزه عن المحارم، أو حِلم يكفُّه عن غيه، أو خُلق يعيش به في الناس)). خامسًا: الشخصية القوية: إن التمسكَ بالدين، والالتزام به، والتقرب إلى الله -تعالى- هو من وسائلِ تقوية الشخصية، ودائمًا المسلم القوي خير من المسلم الضعيف، وفي كلٍّ خير، والقوة تأتي بالإيمان والالتزام. ومن أعظم الأمور المعينة على قوة الشخصية أن تبحثَ وتتخذ القدوة الصالحة وتتمثل بها، وأفضل قدوة هو الرسول -صلى الله عليه وسلم- والصحابة الكرام؛ فهذا أسامة بن زيد قاد جيش الإسلام وهو في سن السابعة عشرة أو الثامنة عشرة. سادسًا: المحافظة على الصلاة: إن أولَ ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة الصلاةُ؛ كما قال الرسول -صلى الله عليه وسلم-: ((أول ما يُحاسَب عليه العبدُ الصلاةُ؛ فإن صلحت، فقد أفلح وأنجح، وإن فسدت، فقد خاب وخسر))؛ رواه الترمذي وحسنه، والنسائي، وأبو داود. وماذا يكون جوابك لربِّك حين يسألك عن الصلاة؟ ألا تعرف أن النبي -صلى الله عليه وسلم- يعرف أمَّتَه يوم القيامة بالغُرَّة والتحجيل من أثر الوضوء؟ كيف بالمرء حينما يأتي يوم القيامة وليس عنده هذه العلامة وهي من خصائص الأمةِ المحمدية، بل إن الصلاة راحةٌ وطمأنينة للنفس والقلب، وقد قال فيها الرسول -صلى الله عليه وسلم- لبلال: ((أرِحْنا بها يا بلال)). سابعًا: أكْلُ الحلال: هذه صفةٌ عظيمة في زمنٍ كَثُر فيه تعلقُ الناس بالأموال مهما كان مصدرها؛ ولهذا قال ابن رجب: "إن أكل الحلال من أعظم الخِصال التي كان عليها النبي -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه"، وثمة تلازُم بين أكل الحلال، وحلاوة المناجاة لله -تعالى- ولذة الأنس والافتِقار إليه - عز وجل - وقد قرَّر الحافظ ابن كثير - في "تفسيره" - أن أكْلَ الحلال عونٌ على العمل، عند تفسيره لقوله -تعالى-: ﴿ يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ ﴾ [المؤمنون: 51]. ثامنًا: إحياء سنَّته، الشباب والشابات في زمننا يُحيُون سنن الممثلين والمغنين والرياضيين ويفتخرون، فعلينا أن نفتخر بإحياءِ سنته؛ فقد قال أنس بن مالك - رضي الله عنه -: قال لي رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: ((يا بني، إن قدرت أن تصبح وتمسي وليس في قلبك غش لأحد، فافعل))، ثم قال لي: ((يا بني، وذلك من سنَّتي، ومن أحيا سنتي فقد أحبَّني، ومَن أحبني كان معي في الجنة))؛ رواه الترمذي. فعلينا أن نحييَ سنن المصطفى -صلى الله عليه وسلم- وأن نطبِّقها دون خجل، أو تساهل أو خوف من الناس، فكم من سنن الحبيب -صلى الله عليه وسلم- اندثرت؛ نظرًا لتبعيتنا لغيرنا، واللهِ إن إحياء سنَّةٍ كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يدعو إليها أشدُّ على أعدائنا من المقاطعة والشجب والاستنكار؛ لأن ذلك يُظهِر قوَّتَنا واعتزازنا بهذا الدين، وحبَّنا لرسول الله -صلى الله عليه وسلم. |
#7
|
||||
|
||||
![]() العناد بين السلبية والإيجابية
أحمد مخيمر العناد بين السلبية والإيجابية بحثتُ عن معنى العِناد في المعاجم، فوجدتُ أنه مصدر "عاند"، وهو يعكس اضطرابًا وظيفيًّا عقليًّا يتميَّز بانحصاره في موضوعٍ واحد؛ "معجم اللغة العربية المعاصر"، أو هو مجانبة الحق ومُفارقته مع المعارضة والمغالبة وتصلب الرأي؛ "معجم معاني الأسماء". ويرى علماء النفس أن العناد هو حالة مِن التعبير عن الرفض للقيام بعملٍ ما حتى لو كان مفيدًا، أو الانتهاء عن عمل ما وإن كان خاطئًا، والإصرار على ذلك وعدم التراجُع، مهما بُذلت محاولات للإقناع أو حتى الإكراه والقسْر. والعناد يمكن تقسيمه موضوعيًّا إلى نوعين: عناد إيجابيٌّ، وهو تعبير عن التمسُّك بالحق، وقِيَم العدل، ومُقتضيات العِلم والصلابة، في مواجهة الباطل ومُقاوَمة الظلم والانحراف، متى كان هذا المعنى واضحًا جليًّا مصحوبًا بدقة الفهم، وسلامة القصد، وصحَّة وشرعية الوسائل المستخدمة في ذلك. وربما خير مثال على هذا النوع قادة ودعاة وعلماء رفع الله شأنهم وشأن أعمالهم، وفعالهم الحميدة التي يَجري عليها وصْف العناد، ومِن ذلك إصرار الخليفة الأول "أبو بكر الصديق" - رضي الله عنه - على محاربة المُرتدِّين ومانعي الزكاة رغم معارضة عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - وكثير مِن الصحابة ومُراجعتهم في ذلك، حتى تبيَّن لهم أنه الحق، وحفظ الله به الإسلام ودولة المسلمين الأولى. ومثال إصرار الإمام أحمد بن حنبل - رحمه الله - على الجهر "بعدم خلْق القرآن" في مواجهة المأمون والمعتزلة، وظل قامةً وهامةً وقدوةً لجميع العلماء والقضاة في التمسُّك بالشرع وحقائق العلم. والأمثلة كثيرة على هذا النوع مِن العناد والصلابة في الحق، ومقاوَمة الباطل والعدوان، مهما كلَّف أصحابَه مِن عنَت وإيذاء، واضطهاد وحصار وتجويع، وتغريب وتشريد، ربما وصل لحدِّ التضحية بالنفس الزكية في سبيل الله ونصرة دينه ونصرة الحق وأهله. وقد يُطلق على هذا النوع مِن العناد: عناد التصميم والإرادة، خاصةً عند الأطفال عندما تجد أحدهم يُحاول إصلاح لعبته أو إعادتها إلى حالتها الأصلية بعد تفكيكها، ويُصرُّ على ذلك مهما منعه الكبار، وهو عنادٌ وتصميم محمود يَجب تشجيعه وعدم منعه. والنوع الثاني مِن العناد هو العناد السلبي الذي يُقاوم الحق ويجحَد الحقائق، يُصرُّ صاحبه على التمادي في الإثم والغيِّ والعدوان على مقتضيات العقل والحكمة والمنطق والموضوعية، مهما بذل معه مِن محاولات الإقناع أو الحوار، وكثيرًا ما يرفض الحلول والبدائل، حتى التقارُب والحلول الوسَط. وبالمشاهدة والتجربة تستطيع أن تُميز بين نوعَين يَندرجان تحت العناد السلبي: عناد عقْلي، وهو ناتج عن غياب المعلومات والأحداث والوقائع والدلائل، بعكْس مَنطِق المعاند ورأيه ورؤيته، وليس لديه المصداقية في جميع ما يُطرح عليه من معلومات وحقائق، بل ويقاوم تصديقها. والآخر هو العناد النفسي، وهو الأعمُّ الأغلب، والعناد هنا لا يقوم على منطق، ولا يسانده دليل ولا حجَّة، بل هو نزعة عدوانية، وسلوك سلبي، وتمرُّد ضدَّ الآخَرين مهما كانت علاقة المعاند بهم (آباء - أزواجًا - إخوة - أصدقاء - ذوي رحم)، تظهر معه إرادة المخالفة والتصادم وعدم الاستجابة للنصْح والتوجيه. ومن هؤلاء ما حكاه المولى - عز وجل -: ﴿ وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ * وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ * وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللَّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالْإِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ ﴾ [البقرة: 204 - 206]. والعناد النفسي والإصرار والممانَعة هنا يَنطلِق مِن دوافع نفسية بحتَة، قد تكون الكبر وغمْط الحق، أو الغيرة والمنافسة على المكانة والصدارة، أو محاولة تحصيل مكاسب أعلى في موقف معيَّن (العناد النفعي أو الانتهازي أو الابتزازي)، وقد تكون بدوافع تحقيق الذات والاستقلالية. أسباب العناد ودوافعه: خَلص بعض الباحثين إلى أن أسباب العِناد تكاد تنحصر في ثلاثة أمور: 1- انعدام الثقة. 2- افتقاد الحقوق. 3- عدم إشباع الرغبات والاحتياجات. فأي بيئة (الأسرة - مؤسَّسات العمل - المجتمع) يَسودها انعدام للثِّقة، يَكثُر فيها العناد المتبادَل بين أفرادها، ولذلك يَعرف الإداريون والتنمويون حالةً تُسمى مقاومة التغيير عند استبدال الإدارات أو إجراء عمليات إحلال وتجديد، خاصة إذا لم يَسبقْها نوع مِن التهيئة والدورات الإيضاحية لطبيعة ومرامي التغيير المنشود. ومِن المُهمِّ جدًّا منْح أفراد الأسرة - خاصة الشباب في سنِّ المراهقة - الثِّقةَ الكافية، وإتاحة الفُرصة لهم للمُشاركة وتحمُّل الأعباء المنزلية، والمشاركة في توجيه المصروف الشهريِّ؛ مما يُقلِّل حالات التمرُّد والعناد، التي مردُّها إلى محاولة إثبات وتحقيق الذات، وإرادة الشعور بالاستقلالية. ولا بد مِن الوقوف مليًّا مع دافع إشباع الرغبات والاحتياجات، خاصةً في حالات العناد الأسري؛ لأنه كثيرًا ما يكون خفيًّا، وفي منحى واتجاه مخالف لموضوع العناد ذاته، والعناد في هذه الحالة مجرَّد ردِّ فعل. العناد بين الزوجين: ويُعتبَر العناد بين الزوجَين مِن أحدهما أو كلاهما أحد الأسباب الرئيسة لتفاقم المشكلات بينهما، ولا يَخفى على أحد ما يترتَّب على العناد السلبي مِن آثار نفسية وتربوية وانفعالية على الزوجين وأولادهم. ولا شكَّ أن العلاقة الزوجية القائمة على التفاهم، والوضوح، والتضحية، والتسامح، والتجاوز عن الهفوات، والتغاضي عن الزلات - تساهم في استمرار الحياة الزوجية وقوَّتها بحبٍّ ومودَّة واحترام، أما إن قامت العلاقة بين الزوجين على الأنانية والعِناد، وتصيُّد الأخطاء والمشاجرات المستمرة على كل صغيرة وكبيرة، فإن ذلك يُسرع بتصدُّع الأسرة وتهدُّمها، ويُشتِّت شمل أفرادها، وقد يَقضي على كيانها. والعناد السلبي بين الزوجَين يأخذ أشكالاً مُختلفة، فهناك عناد مُفتقِد للوعي والإدراك والنضْج، مثال إصرار الزوجة على شراء أشياء كمالية لا داعي لها، وظروف زوجها المالية لا تسمَح؛ مما يُورِّط الزوج في مشكلات عديدة، ويُحدِث بينهما فجوَة وشِقاقًا. وهناك عناد مردُّه إلى الغيرة لا يقوم على أي أسباب أو دوافع منطقيَّة؛ إنما هو تصريف لمشاعر الغيرة عند المرأة أو عند الرجل، خاصة ذلك الذي يرصُد تقدُّم زوجته عِلميًّا أو مِهنيًّا أو ماليًّا، مع بقائه هو على نفس حاله ودرجته. وهناك مِن الزوجات مَن تعتقد أن إصرارها على مواقفها يدلُّ على قوة شخصيتها، ويزيد مِن قيمتها ومكانتها عند زوجها؛ فيُحقِّق لها ما تريد، وهناك عناد اكتسبته مِن اقتدائها وتشبُّهها بوالدَيها؛ لأنهما كانا يتعاملان بهذا الأسلوب (عناد المحاكاة). علاج العناد السلبي: صفة العناد السلبي في الإنسان تُبيِّن عدم القدْرَة على التوافق والتكيُّف مع الظروف البيئية من حوله، وافتقاده لواحد أو أكثر مِن مُقوِّمات الشخصية الإيجابية؛ كالثقة بالنفس وتحقيق الذات، أو عدم استيفاء حقوق أساسية في حياته، أو عدم إشباع رغباتٍ واحتياجاتٍ، والتي غالبًا ما تكون خفيَّة على مَن حوله. ويرى المتخصِّصون أن العلاج لهذه الظاهرة يتمثَّل في دراسة كل حالة على حِدة، ومعرفة الأسباب التي دفعتها للعناد، ثم معالجتها. وفي حالات العناد الأسري يُنصح الآباء والأمهات بضرورة اكتساب مهارات وطرُق التعامل اللازمة مع الأبناء، والمراهقين منهم بشكل خاص، وتزويدهم بأسلوب الثواب والعقاب في التربية الإسلامية، وتغليب أساليب الحوار مع اللطف واللين ودفء المعاملة، والمرونة في المواقف، واستخدام الإقناع المبنيِّ على المَنطِق الواقعي؛ حتى يرتقي فكْر المعاند وتَنضج انفعالاته، مع مراعاة التخفيف مِن الأوامر والنواهي والتدخُّل المُستمِر دون مبرِّر. آخر تعديل بواسطة محمد رافع 52 ، 03-02-2013 الساعة 12:04 PM |
#8
|
||||
|
||||
![]() من وصايا الرسول صلى الله عليه وسلم
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: استوصوا بالنساء فإن المرأة خلقت من ضلع، وإنّ أعوج شيء في الضلع أعلاه... ![]() آخر تعديل بواسطة محمد رافع 52 ، 07-02-2013 الساعة 08:56 PM |
#9
|
||||
|
||||
![]() الاسلام هو دين الهدى والنور، الذي لا سعادة للبشرية ولا أمن لها، ولا سعادة في الدنيا والآخرة ، الا عندما تهتدي بهداه، وتشتضيء بنوره، وتتبع منهجه ، نابذة كل منهج من المناهج الأرضية المخالفة له. والاولاد أمانة في اعناق الوالدين، والوالدان مسؤولان عن تلك الأمانة ، والتقصير في تربية الأولاد خلل واضح، وخطأ فادح؛ فالبيت هو المدرسة الأولى للأولاد ، والبيت هو اللبنة التي يتكون من أمثالها بناء المجتمع، وفي الأسرة الكريمة الراشدة التي تقوم على حماية حدود الله وحفظ شريعته، وعلى دعائم المحبة والمودة والرحمة والايثار والتعاون والتقوى_ينشأ رجال الأمة ونساؤها، وقادتها وعظمائها. |
#10
|
||||
|
||||
![]() |
#11
|
||||
|
||||
![]() اخلاقنا عنواننا الأخلاق : مجموعة الأفعال والأقوال الحميدة التي وردت في الشريعة الإسلامية، من أجل بناء مجتمع إسلامي فاضل.. الأخلاق هي عنوان الشعوب, وقد حثت عليها جميع الأديان, ونادى بها المصلحون, فهي أساس الحضارة, ووسيلة للمعاملة بين الناس وقد تغنى بها الشعراء في قصائدهم ومنها البيت المشهور لأمير الشعراء أحمد شوقي : وإنما الأمم الأخلاق ما بقيت.... فـإن هُمُ ذهبــت أخـلاقهم ذهــبوا وللأخلاق دور كبير في تغير الواقع الحالي إلى الأفضل إذا اهتم المسلم باكتساب الأخلاق الحميدة والابتعاد عن العادات السيئة، لذلك قال الرسول " إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق " فبهذه الكلمات حدد الرسول الكريم الغاية من بعثته أنه يريد أن يتمم مكارم الأخلاق في نفوس أمته والناس أجمعين ويريد للبشرية أن تتعامل بقانون الخلق الحسن الذي ليس فوقه قانون, إن التحلي بالأخلاق الحسنة, والبعد عن أفعال الشر والآثام يؤديان بالمسلم إلى تحقيق الكثير من الأهداف النبيلة منها سعادة النفس ورضاء الضمير وأنها ترفع من شأن صاحبها وتشيع الألفة والمحبة بين أفراد المجتمع المسلم وهي طريق الفلاح والنجاح في الدنيا والآخرة. وقد وصف الله عز وجل رسوله الكريم في التنزيل "وإنك لعلى خلق عظيم".وعن أم المؤمنين عائشة لما سئلت رضي الله عنها عن خلق النبي عليه الصلاة والسلام، قالت : (كان خلقه القرآن) صحيح مسلم . من مكارم الأخلاق في الإسلام : |
#12
|
||||
|
||||
![]() دلائل النبوة د. عادل بن محمد السبيعي الحمد لله الذي بعث في كل أمة نذيراً، وشرف هذه الأمة بمبعث نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، فجعله لها سراجاً منيرًا،ومبشرًا نذيرًا، فملأ به الأرض خيرًا كثيرًا، والصلاة والسلام على نبينا محمد صاحب الدلائل الباهرة، والحجج القاهرة، والبراهين القاطعة الدامغة، بعثه الله بين يدي الساعة بشيرًا ونذيرًا، فبلغ الرسالة، وأدى الأمانة، ونصح الأمة، وجاهد في الله حق جهاده حتى أتاه اليقين، فصلوات الله وسلامه عليه إلى يوم الدين وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين، وأزواجه أمهات المؤمنين، وعلى الصحابة والتابعين، ثم أما بعد: فمن المعلوم بالاضطرار أن الله لم يترك الخلق هملاً، ولم يذرهم سدًا، بل بعث فيهم المرسلين مبشرين ومنذرين، كما قال سبحانه: (ولقد بعثنا في كل قرية نذيرًا)(ولقد بعثنا في كل أمة رسولاً منهم) وقوله سبحانه وتعالى: (رسلاً مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل). أيد الله كل نبي بالآيات الباهرات، وأيد كل نبي بالآيات الباهرات التي لا يستطيع ردها أحد من البشر إلا من كابر وعاند كفرعون ونحوه من طواغيت الأرض. ولقد كان لنبينا صلى الله عليه وسلم من هذه الآيات الشيء العظيم والكثير المستمر، لكونه خاتم النبيين وسيد المرسلين، يقول صلى الله عليه وسلم: "ما من نبي من الأنبياء إلا وقد أوتي من الآيات ما آمن على مثله البشر، وإنما كان الذي أوتيته وحياً أوحاه الله إلي فأرجو أن أكون أكثرهم تابعاً يوم القيامة" متفق عليه. ولهذا تنوعت دلائل نبوته وتعددت وكان القرآن الكريم هو المعجزة العظيمة الباقية الدالة على صدق نبوته وشمول رسالته، صلى الله عليه وسلم، أما سائر الأنبياء عليهم صلوات الله وسلامه فإن دلائل نبوتهم انتهت، كعصا موسى، وناقة صالح، وإبراء الأكمه والأبرص لعيسى عليهم صلوات الله وسلامه، وذلك لأنهم بعثوا إلى قوم خاصين ولم يبعثوا إلى الناس كافة كما هو الحال في نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، من أجل هذا بقيت معجزته العظمى دون سائر الأنبياء، كما أن بعض دلائل نبوته لا يزال باقياً كإخباره ببعض المغيبات التي يتوالى وقوعها زمناً بعد آخر. وقوله سبحانه: المقصود بدلائل النبوة : والمقصود بدلائل النبوة العلامات التي يستدل بها على نبوة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، والبراهين الظاهرة التي يستوي فيها الناس كلهم غالباً نحو انشقاق القمر ونبوع الماء بين أصابعه وتكثير الطعام ونحوها كما سيأتي بيانه. القرآن مليء بدلائل النبوة: وقد دل القرآن على شيء كثير من هذه الدلائل واحتواها في آية فمنها على سبيل المثال: (وما كنت ثاويا في أهل مدين تتلو عليهم آياتنا ولكنا كنا مرسلين) ويقول سبحانه وتعالى:(وما كنت بجانب الطور إذ نادينا ولكن رحمة من ربك لتنذر قوماً ما أتاهم من نذير من قبلك لعلهم يتذكرون). 1) إخباره عن الأمم السابقة وما حصل لهم وحل بهم مما يعلم ضرورة عدم شهود النبي صلى الله عليه وسلم أو إخبار أحد له لكونه لم يلتق عن أهل الكتاب ولم يكن بالقارئ صلى الله عليه وسلم، يقول تعالى بعد ذكره لقصة موسى عليه السلام: ويقول سبحانه وتعلى في قصة مريم: (وما كنت لديهم إذ يلقون أقلامهم أيهم يكفل مريم وما كنت لديهم إذ يختصمون). ويقول جل وعلا بعد ذكر خبر يوسف عليه السلام: (ذلك من أنباء الغيب نوحيه إليك وما كنت لديهم إذ أجمعوا أمرهم وهم يمكرون). (آلم، غلبت الروم، في أدنى الأرض وهم من بعد غلبهم سيغلبون، في بضعسنين.....) ووقع كذلك وقوله جل ذكره: (لقد صدق الله رسوله الرؤيا لتدخلنالمسجد الحرام إن شاء الله آمنين محلقين رؤوسكم ومقصرين لا تخافون). ووقع كما أخبر. وشواهد ذلك كثيرة لا تحصى. وهناك أمور أخرى احتواها القرآن دلت على صدق نبوته صلى الله عليه وسلم كإبطاله دين اليهود والنصارى بالحجج الباهرة ورده دعاوى اليهود وأكاذيبهم بالبراهين الساطعة وإخباره عن ما أخفوه من كتبهم على الناس، وصدق الله حيث يقول: (وما كان هذا القرآن أن يفترى من دون الله ولكن تصديق الذي بين يديه وتفصيل الكتاب لا ريب فيه من رب العالمين). 2) إخبار القرآن عما سيكون من الحوادث العظام ووقوعها كما أخبر مما يدل على صدق نبوته صلى الله عليه وسلم إذ لا سبيل إلى معرفة ذلك إلا بالوحي الذي لا يكذب يقول تعالى: 3) إخبار القرآن عن اختلاف أهل الكتاب وتفرقهم وسبب الافتراق والاختلاف وحقيقته مما لا يستطيع أحد معرفته إلا من اطلع على كتبهم وعاش بينهم دهرًا وطويلاً ومن المعلوم أن هذا وهذا لم يكن للنبي صلى الله عليه وسلم منه شيء إلا ما أوحى الله تعالى له فعلم بذلك صدق نبوته. وقد تنوعت دلائل نبوته صلى الله عليه وسلم الحسية والخبرية بشكل لم يحصل لنبي من الأنبياء عليهم جميعاً صلوات الله وسلامه ويمكن أن نقسم دلائل نبوته صلى الله عليه وسلم إلى عد أقسام لتتضح. أقسام دلائل نبوته: القسم الأول:ما وقع قبل مولده صلى الله عليه وسلم. القسم الثاني: ما وقع في حياته صلى الله وعليه وسلم وهذا القسم يمكن تقسيمه إلى نوعين: الأول: ما وقع قبل بعثته صلى الله عليه وسلم. الثاني: ما وقع بعد بعثته صلى الله عليه وسلم. القسم الثالث: ما وقع بعد موته صلى الله عليه وسلم. كما أن هناك تقسيمات أخرى ليس هذا مكان بسطها وعلى كل حال فدلائل نبوته لا يجمعها كتاب جامع لكثرتها وقد صنف العلماء في جمعها مصنفات كثيرة. والمقصود هنا ذكر شيء من هذه الدلائل حسب التقسيم المذكور على وجه الإجمال على أن عامة هذه الدلائل مما أخرجه الشيخان في وسأكتفي بالإجمال خشية التطويل دلائل النبوة قبل مولده القسم الأول ما وقع قبل مولده. وقع قبل مولده دلائل كثيرة تدل على نبوته صلى الله عليه وسلم إما بطريق الالتزام أو التضمن، ومن ذلك ما جاء في أخبار كل من وهب بن منبه وخبر حسان بن ثابت وخبر أبي قيس البخاري وخبر حويصة بن مسعود وكثير مما يدل على بشارة أهل الكتاب بمولده وظهور نجمه ولعل من أهم ما يذكر مثالاً على هذا النوع قصة الفيل الذي غزا الكعبة فصرفه الله عن البيت في السنة التي ولد فيها النبي صلى الله عليه وسلم وهي أشهر من أن تذكر ولهذا امتن الله على أهل مكة بها وطلب منهم معرفتها وشكرها بالإيمان بنبيه وتوحيد ربهم يقول تعالى: (ألم تر كيف فعل ربك بأصحاب الفيل، ألم يجعل كيدهم في تضليل، وأرسل عليهم طيرًا أبابيل، ترميهم بحجارة من سجيل، فجعلهم كعصف مأكول). وكذا اهتزاز عرش كسرى وقيصر لولادته. دلائل نبوته في حياته القسم الثاني:ما كان منها في حياته وهي نوعان: النوع الأول: ما كان قبل بعثته وقبل أن ينبأ. فمن ذلك ما حصل عند ولادته من النور الذي رأته أمه وما حصل لحليمة السعدية من البركة لها ولقومها حين استرضع صلى الله عليه وسلم عندهم وقصة رفع الحجر الأسود وتكريم الله له بهذه المهمة وما حصل له من الإغماء عند إرادة التعري عندما أراد حمل حجارة الكعبة على عاتقه مع ما عرف عنه من جميل الخلال وطيب السجايا وكل ذلك ثابت ثبوتاً كما قال أهل لعلم يبلغ درجة الاستفاضة. النوع الثاني: ما حصل بعد مبعثه وقبل وفاته. وهذا النوع أكثر من أن يحصى أو يحيط به كتاب لكثرة الروايات الدالة على نبوته وعظم مكانته عليه الصلاة والسلام فمن ذلك تكثير الماء القليل تارةً ونبوعه بين أصابعه تارةً أخرى وتكثير الطعام القليل وإجابة دعاءه في الحال وحنين الجذع له حتى سمع له صوت وإخباره عن الأمم السابقة وما حصل لها مع أنبيائها ورفع الصخرة له عند هجرته وإخباره عما وقع في عصره في نفس الوقت كإخباره عن م*** كسرى وموت النجاشي وما وقع لسراقة بن مالك من الاحتباس حين أراد ضره وما وقع من أخبار الذراع المسموم له بأن فيه سماً وحفظ الله له ممن أراد ***ه وأعظم ذلك انشقاق القمر له حتى رؤي فرقين إلى غير ذلك مما هو ثابت في الصحيحين وغيرهما من وجوه لا تحتمل الشك. القسم الثالث: ما وقع بعد موته. فمن ذلك إخباره عن المغيبات التي ستقع بعده ووقعت كما أخبر كأخبار الفتن وم*** بعض أصحابه وما سيجري لبعضهم من الشرور وما سيجعل الله في بعضهم من الخير ومنه إخباره عن هلاك كسرى وأنه لا كسرى بعده وهلاك قيصر وأنه لا قيصر بعده وإخباره عن خروج الكذابين الدجالين مدعي النبوة وإخباره عن ظهور أمته وكرامتها، وعن الطائفة المنصورة وبقائها على أمر الله وإخباره بموت فاطمة بعده وأنها أسرع أهله لحوقاً به إلى غير ذلك وقد صح كل هذا ولله الحمد من طرق كثيرة في الصحيحين وغيرهما. دلائل نبوته متواتر لا يردها إلى من أعمى الله بصيرته
والمقصود هنا أن دلائل نبوته كثيرة متنوعة تبلغ درجة التواتر ولا يستطيع أحد ردها إلا من أعمى الله بصيرته واستحكم عليه هواه عياذًا بالله، فتباً لقوم به لا يؤمنون ولشريعته لا يتبعون (فهدى الله الذين أمنوا لما اختلفوا فيه من الحق بإذنه) وله الحمد ظاهرًا وباطناً. الهم اجعلنا لنبيك متبعين وبه مؤمنين وعلى طريقه وطريق أصحابه مقتفين وجنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن إنك سميع. آخر تعديل بواسطة محمد رافع 52 ، 11-02-2013 الساعة 12:30 AM |
![]() |
العلامات المرجعية |
الكلمات الدلالية (Tags) |
الاسلام, دين, نبينا |
|
|