اهلا وسهلا بك فى بوابة الثانوية العامة ... سجل الان

العودة   بوابة الثانوية العامة المصرية > مسك الكلام فى الاسلام > حي على الفلاح

حي على الفلاح موضوعات وحوارات ومقالات إسلامية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #10  
قديم 04-03-2013, 09:08 PM
الصورة الرمزية محمد رافع 52
محمد رافع 52 محمد رافع 52 غير متواجد حالياً
مشرف ادارى متميز للركن الدينى ( سابقا )
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 19,444
معدل تقييم المستوى: 36
محمد رافع 52 will become famous soon enough
افتراضي

النَّـهي عن التَّطـيُّر

الحمد لله رب العالمين وأفضل الصلاة وأتم التسليم على المبعوث رحمة للعالمين وعلى آله وصحبه أجمعين, وبعد:
الطيرة مايتشاءم به من الفأل الرديء وغيره ، واشتقاقها من الطَّير ، وكانت العرب تتطيَّر من الغراب، وتتشاءم به ، وترى أن ذلك مانع من الخير ، فنفى الإسلام ذلك ، وقال : "لا طيرة ".
والتطيُّر نوع من الشرك بالله- جل وعلا- بشرطه ، والشرك الذي يكون من جهة التطير مناف لكمال التوحيد الواجب ؛ لأنه شرك أصغر . وحقيقة التطير : أنه التشاؤم أو التفاؤل بحركة الطير من السوانح والبوارح ، أو النطيح والقعيد ، أو بغير الطير مما يحدث . فكانوا في الجاهلية إذا أراد أحد أن يذهب إلى مكان ، أو يمضي في سفر ، أو أن يعقد له خيارا ، استدل بما يحدث له من أنواع حركات الطيور ، أو بما يحدث له من الحوادث على أن هذا السفر سفر سعيد فيمضي فيه ، أو أنه سفر سيئ وعليه فيه وبال فيرجع عنه . وعلى هذا فضابط الطيرة الشركية التي من قامت في قلبه وحصل له شرطها وضابطها فهو مشرك الشرك الأصغر ، هو ما جاء في آخر الباب من قوله عليه الصلاة والسلام : « إنما الطيرة ما أمضاك أو ردك » رواه أحمد، فالطيرة شرك ، وهي التي تقع في القلب ، ويبني عليها المرء مضاء في الفعل ، أو نكوصا عنه . فإذا خرج مثلا من بيته وهو ينوي سفرا ، أو رحلة ، أو ينوي القيام بصفقة تجارة ، أو نحو ذلك ، فحصل أمامه حادث ، فهذا الحادث الذي حصل أمامه من تصادم سيارة ، أو اعتداء من واحد على آخر ، أو نحو ذلك ، إن أوقع في قلبه شؤما، واستدل بهذا الحادث على أنه سيفشل في سفره أو في تجارته أو أنه سيصيبه مكروه في سفره ، ورجع ولم يمض فقد حصل له التطير الشركي ، أما إذا حصل ذلك في قلبه وحصل له نوع تشاؤم ، ولكنه مضى وتوكل على الله ، فهذا لا يكاد يسلم منه أحد ، كما جاء في حديث ابن مسعود « وما منا إلا ، ولكن الله يذهبه بالتوكل » كما سيأتي .

فهذه حقيقة التطير الشركي وضابطه ، وتبين أن التطير عام ليس خاصا بالطير وحركاتها, ولأبي داود بسند صحيح عن عقبة بن عامر قال : « ذُكِرَت الطيرة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : « أحسنها الفأل » . الطيرة : يعني التأثر بالكلمة ؛ لأننا ذكرنا أن الطيرة عامة تشمل الأقوال والأعمال التي تحصل أمام العبد ، فإذا كان ثم تطير فإن أحسنه الفأل ، يعني : أن يقع في قلبه أنه سيحصل له كذا وكذا من جراء كلمة سمعها ، أو من جراء فعل حصل له . وأحسن ذلك الفأل وغيره مذموم ، وإنما كان الفأل محمودا وممدوحا ومأذونا به ؛ لما ذكرنا من أنه إذا تطير متفائلا فإنه محسن الظن بالله- جل وعلا- لأن التفاؤل يشرح الصدر ، ويؤنس العبد ، ويذهب الضيق الذي يوحيه الشيطان ويسببه في قلب العبد ، والشيطان يأتي للعبد فيجعله يتوهم أشياء تضره وتحزنه فإذا فتح العبد على قلبه باب التفاؤل أبعد عن قلبه باب تأثير الشيطان في النفس .
هذا, وقد جاء في السنَّة أحاديث عدَّة تنفي الطيرة, وتدعو إلى عدم الالتفات إليها, ومنها:
عن عبد اللَّه بن مسعود -رضي اللَّه عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال : «الطِّيرَةُ شِرْك ، الطِّيرةُ شرك ، الطِّيَرَةُ شِرْك - ثلاثا - وما منَّا إلا ، ولكنَّ اللَّه يُذهبُه بالتوكل». أخرجه أبو داود.
وعن بريدة -رضي اللَّه عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- «كان لا يَتَطَيَّر من شيء، وكان إذا بعث عاملا سأل عن اسمه ؟ فإذا أَعْجَبهُ فَرِحَ به ، وَرُئِيَ بِشْرُ ذلك في وجهه، وإن كَرِه اسَمه رُئِيَ كَرَاهِيةُ ذلك في وجهه ، وإذا دخل قَرية سأل عن اسمها؟ فإن أعجبه اسمها فرح بها ، وَرُئِيَ بِشْرُ ذلك في وجهه ، وإن كره اسمها رُئِيَ كراهية ذلك في وجهه» أخرجه أبو داود.
وعن عروة بن عامر القرشي قال : «ذُكِرَتِ الطِّيَرَةُ عند رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ، فقال : أَحْسَنُها الفألُ ، ولا تَرُدُّ مسلما ، فإذا رأى أحدُكم ما يكره فليقل : اللهم لا يأتي بالحسناتِ إلا أنتَ ، ولا يدفع السيئاتِ إلا أنت، ولا حولَ ولا قوة إلا بك» أخرجه أبو داود.
وعن أنس بن مالك -رضي اللَّه عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال : «لا عَدْوى ، ولا طيرَةَ ، ويُعجِبْني الفَألُ ، قالوا : وما الفَأْلُ؟ قال : كلمة طيَّبة». أخرجه البخاري ومسلم. وللبخاري مثله ، وقال : «ويعجبني الفأُلُ الصَّالحُ : الكلمةُ الحسنةُ».
وعن قَطن بن قبيصة عن أبيه قال : سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول : «العيَافَةُ والطَّيرةَ والطَّرْقُ : من الجِبْتِ». أخرجه أبو داود.
والعيافة : زجر الطير والتفاؤل بها ،كما كانت العرب تفعله ، عاف الطير يعيفه : إذا زجره.
والطرق : الضرب بالعصا ، وقيل : هو الخط في الرمل ، كما يفعله المنجم لاستخراج الضمير ونحوه ، وقد جاء في كتاب أبي داود : «أن الطرق الزجر ، والعيافة الخط».
والجبت : كل ما عُبدَ من دون الله ، وقيل : هو الكاهن والشيطان.
وعن سعد بن مالك -رضي اللَّه عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يقول : «لا هامةَ ، ولا عدوى ، ولا طيرة ، وإن تكن الطَّيرَةُ في شيء : ففي الفرسِ ، والمرأةِ ، والَّدارِ».أخرجه أبو داود.
وعن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من ردته الطيرة من حاجة فقد أشرك». قالوا: يا رسول الله فما كفارة ذلك؟ قال: «يقول أحدهم: اللهم لا خير إلا خيرك،ولا طير إلا طيرك،ولا إله غيرك». قال الهيثمي: رواه أحمد والطبراني وفيه ابن لهيعة وحديثه حسن وفيه ضعف،وبقية رجاله ثقات.
وعن فضالة بن عبيد الأنصاري صاحب النبي صلى الله عليه وسلم ، أنه قال" من ردته الطيرة ، فقد قارف الشِّرك " . السلسلة الصحيحة رقم .
قال الله جل وعلا : {أَلَا إِنَّمَا طَائِرُهُمْ عِنْدَ اللَّهِ}[ الأعراف: 131]؛ فالله بيده الضر والنفع ، وبيده العطاء والمنع ، والطيرة لا أصل لها ، ولكنه شيء يجدونه في صدورهم ولا حقيقة له ، بل هو شيء باطل.
ولذا يجب على المسلم إذا رأى ما يتشاءم به : ألا يَرجِع عن حاجته ، فلو خرج ليسافر ، وصادفه شيء غير مناسب أو ما أشبه ذلك ، فلا يرجع ، بل يمضي في حاجته ويتوكَّل على الله ، فإن رَجَعَ فهذه هي الطيرة ، والطيرة قادحة في العقيدة ولكنها دون الشرك الأكبر ، بل هي من الشرك الأصغر . والله تعالى أعلم.
__________________
رد مع اقتباس
 

العلامات المرجعية

الكلمات الدلالية (Tags)
الاسلام, دين, نبينا


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 04:16 AM.