|
قضايا سياسية وأخبار مصرية وعربية وعالمية منتدى يختص بعرض كافة الأخبار السياسية والإقتصادية والرياضية في جميع أنحاء العالم |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#4
|
|||
|
|||
![]()
وفد نصارى نَجران
![]() ![]() ونجران هذه بلد كبير في جنوب مكة في اتجاه اليمن، وكان أهلها يدينون بالنصرانية، وقد أرسلوا وفدًا إلى رسول الله ![]() وقد جاء الوفد في هيئة منظمة، وفي صورة منمقة بشدة لدرجة المبالغة، حيث لبسوا الثياب الحريرية، وتحلوا بالخواتم الذهبية، وكان الرسول ![]() لم يكن من همِّ الوفد ولا من نيته أن يُسلم أو يفكر في الإسلام، وإنما أتى ليناظر الرسول ![]() لقد عرض رسول الله ![]() وهذه الجملة صحيحة لو كانوا فعلاً متبعين لكتبهم الأصلية دون تبديل أو تحريف، بل قال الله ![]() ولكن يشترط لصدق هذه الكلمة أن يتبعوا كتابهم غير المحرف اتباعًا كاملاً، وفي هذا الكتاب غير المحرف بشارة برسولنا الكريم ![]() ![]() ويعرفون علاماته، ويوقنون بصدقه، وبوجوب اتباعه، لكن يمنعهم الكبر والمصالح، والدنيا والهوى والحسد، وأشياء كثيرة، ولذلك فهم يخفون هذه الآيات والدلائل مع علمهم بها، ويتبعون كتبهم المحرفة بدلاً من اتباع الرسول الصادق ![]() لذلك أنكر ![]() ![]() ![]() فهذه أمور ثلاثة حرفتموها في الإنجيل، ولم تسلموا فيها لله رب العالمين، ولا يستقيم أن تطلقوا على أنفسكم مسلمين قبل أن تتركوا هذا الاعتقاد الفاسد، وللأسف فهذا اعتقاد جازم عند معظم النصارى، وهو يمنعهم من التفكير في الإسلام، ولذلك عند نزول المسيح ![]() ![]() ![]() وكنت أتعجب من أن المسيح ![]() ![]() ![]() المهم أن وفد نجران لم يكن يريد الإسلام، ولذلك كثر الجدال بينهم وبين الرسول ![]() ![]() فقال ![]() وهذا ليس انتقاصًا أبدًا من عيسى ![]() لكن النصارى يبالغون في تكريم المسيح ![]() وكلها مبالغات غير مقبولة، وعقيدة فاسدة، دفعهم إليها الحب الزائد، والتقديس الزائد عن الحد المطلوب، لذلك كان رسول الله ![]() ![]() ![]() ولكون النصارى في وفد نجران لا يتنازلون عن هذا الاعتقاد، فإنهم غضبوا من وصف عيسى ![]() فأنزل الله ![]() ![]() ![]() النصارى لا ينكرون أن آدم ![]() ![]() ![]() ![]() إن العقل ليقبل ذلك تمامًا، لكن الذي لا يقبله العقل أن يكون الإله بشرًا يأكل ويشرب وينام ويخرج ويصاب بالألم ويجرح، بل -في عرف النصارى- يُ*** ويصلب، وإن كنا -نحن المسلمين- نؤمن أنه لم يُ*** ولم يُصلب ![]() ليس من المعقول أن يكون الإله بهذه الصورة التي يعتريها الضعف البشري، ولكن المعقول والمقبول أن يكون البشر كذلك، وليس هذا تقليلاً لقيمة عيسى ![]() ولكن هذا الكلام المقنع لم يقنع النصارى، أو قل: لم يعجب النصارى، ووصلت المحاورة إلى طريق مسدود. ثم لجأ رسول الله ![]() ![]() ![]() وهذه طريقة فريدة فيها ثقة شديدة بالله ![]() ![]() ![]() وبالفعل جاء ![]() ![]() وهذا يثبت -بما لا يدع مجالاً للشك- أنهم يؤمنون بنبوته وصدقه، ولكنهم يجحدون ذلك لهوى في نفوسهم، واتباعًا لشهواتهم. فقالوا: احكم علينا بما أحببت. فصالحهم ![]() ولما عزموا على العودة لبلادهم سألوا رسول الله ![]() ![]() فاستشرف لهذه المكانة أصحاب الرسول ![]() ![]() فلما قام، قال ![]() كانت هذه نتيجة المفاوضات والمحاورات مع وفد نصارى نجران، وكما رأينا فإنهم رأوا الحق، واتبعوا غيره، وأَبَى الوفد أن يسلم من فوره، وتحقق فيهم قول الله ![]() وهذا يعطي المسلمين ثقة كبيرة جدًّا، فإنه يؤكد لهم أن الغرب والشرق الذين يحاورونهم يعلمون في داخلهم أن الإسلام هو دين الحق، ولكنهم يراوغون ويجادلون، فلا يجب أن يحبط المسلم أبدًا من رؤية كثرة المكذبين، قال الله تعالى: {فَإِنَّهُمْ لَا يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآَيَاتِ اللهِ يَجْحَدُونَ} [الأنعام: 33]. |
العلامات المرجعية |
|
|