#8
|
|||
|
|||
![]()
الحقيقة التي لا ينبغي أن ننكرها أن العيب عيب المسئولين .....
وإن كان على حامل الشهادة عيب فهو كونه قبل أن يبذل ماله وعمره للحصول على مؤهل لا يقدره المسئولون بل لنقول الحقيقة التي كنت أظنها في الفيوم فقط، حتى صارحني بها العديد من الحاصلين على الدكتوراه في محافظات عدة ألا وهي: أن المسئولين -إلا من رحم ربي- يشعرون بالغيرة والحقد من حملة الدكتوراه، إن لم نقل النقص، رغم أنني -إن لم يكن جميع أصدقائي- أتعامل معهم بمنتهى التواضع والاحترام؛ لسنهم ومكانتهم. حتى إن بعض أصدقائي قال بالنص: إن تعاملك معهم باحترام يضيع حقك؛ لأن أدبك في عصرنا يعتبر ضعفا، خاصة مع هذه الأشكال -هكذا قال- التي لا تعرف سوى الرشوة والمحسوبية ومن يهينهم فيتقون شره -وهذا واقع للأسف وأدلته وحوادثه كثيرة-. ففي لقائي مع وكيل وزراة الفيوم السابق والحالي لم أجد فارقا من إساءة التعامل مع حملة الدكتوراه، فقد قال لي الأخير: الدكتوراه دي لنفسك، فأجبته: طالما هي لنفسي فأين عائدها في وظيفتي؟ أم أنها لنفسي في البيت. ناهيك عن موجه أول اللغة العربية الذي يتلذذ بإرسالي إلى أبعد المدارس. أما بعض زملائي الذين يعملون في جامعات خاصة أو جاءهم تعاقد سفر للعمل بإحدى الجامعات فإن الموجهين يرفضون إعطاءهم الإجازة ويضيقون عليهم أشد التضييق. فإن كان الحاصل على الدكتوراه محل غيرة وحقد، فما بالك إن أتته فرصة للعمل بالجامعة! وهذا لا يمنع أن القليل يتعامل مع حملة الدكتوراه باحترام كموجه مدرستي ومديرها، فقد فرح مديري عند مناقشتي كأنه أب يفرح بابنه، وأصر أن يحضر المناقشة ويتحمل مشقة السفر. أرجو أن تضعوا مقالتي موضعها؛ فلست أعمم حكمي، ولست متشائما، لكن الواقع هو الذي يتحدث، والقليل من يمتاز بالأخلاق العالية، وينزل الناس منازلهم.
__________________
وَذُقْتُ مَرَارَةَ الأَشْيَاءِ طُرًّا فَمَا شَيْءٌ أَشَدُّ مِنَ السُّؤَالِ
|
العلامات المرجعية |
|
|