اهلا وسهلا بك فى بوابة الثانوية العامة ... سجل الان

العودة   بوابة الثانوية العامة المصرية > مسك الكلام فى الاسلام > حى على الفلاح

حى على الفلاح موضوعات و حوارات و مقالات إسلامية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 19-04-2013, 08:37 PM
الصورة الرمزية hamada fesal
hamada fesal hamada fesal غير متواجد حالياً
عضو ممتاز
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 264
معدل تقييم المستوى: 12
hamada fesal is on a distinguished road
Icon2 حوار من القلب"ارضاء الله"


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته




هذه السلسلة ليست كلمات تكتب لتحشر في العقول، لكنها نتاج حوار حي نابض بين الداعية الاسلامي الاستاذ عمرو خالد وعدد من الشباب في حديث مفتوح أصدق تعبير عنه أنه "حوار من القلب" أردنا أن ننقلها اليكم حية نابضة. حاولنا جاهدين أن نحافظ على أن تكون سهلة بسيطة قريبة من كلمات أصحابها بلا تكلف أو تقصير.

وبالله لا تنسونا من صالح دعائكم...






موضوعنا اليوم عن.. إرضاء الله



والبعض قد يسمع هذه الكلمة فيقول وماذا في هذا الأمر؟

كلنا والحمد لله نرضي الله سبحانه!!

والموضوع واضح لا يحتاج كلاما..

لأننا جميعا نحب أن نرضي الله.. لكن ليس هذا هو الأمر..

نحن نريد أن نطرح الموضوع بطريقة أننا..

نريد أن يكون إرضاء الله هو محور حياتنا وقضية عمرنا.



لقد رأينا في حياتنا نماذج كثير لأحد الشباب أحب فتاة وأصبحت هي قضية حياته.. فيريد أن يرضيها ويبذل كل جهده من أجلها.. والحقيقة الإنسان يستشعر بالحرج وهو يضرب هذا المثل لله سبحانه وتعالى.. لكن لا أجد للأسف في واقعنا المعاصر أمثلة أوضح من هذا المثال..



فلو أحب شاب فتاة.. يبدأ يري ماذا تحب وماذا تكره وما الذي يرضيها... ولو أن هواه في شيء وهي تحب شيئا آخر معاكس تماما فيبدأ يبحث عن كيفية تحقيق ماتريد هي لا ما يريد هو..



فنحن نفضّل غايات من نحبهم على غاياتنا، ورغباتهم على رغباتنا، ونشعر بالسعادة لو أسعدنا من نحب، هذا الإحساس هو إحساس من يحب ومن يريد أن يرضي من يحب..



فتعالوا ننتقل من هذا المثال في الدنيا الى مثال آخر للتعامل مع الله تبارك وتعالى..



يا ترى هل هذا هو الواقع في علاقتنا مع الله، هل نحن نكون دوما حريصين على إرضاء الله بكافة الوسائل، ولو كنت أتمنى شسئا والله سبحانه وتعالى يحب شيئا آخر، فكفة من هي التي سترجحها هل إرضاء الله تعالى أم هو هواك ومزاجك.



.. ولذلك أنت تجد آيات القرآن تهتم بهذا المعنى وتؤكده.. { ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادا يحبونهم كحب الله والذين آمنوا أشد حبا لله} [ البقرة: 165}.



.. وكذلك في حديث النبي صلى الله عليه وسلم ودعائه يقول:" اللهم إني أسألك حبك وحب من أحبك وحب عمل يقرينا الى حبك.. اللهم ما رزقتني مما أحبي فاجعله قوة لي فيما تحب وما زويت عني مما أحب فاجعله فراغا لي فيما تحب " جاء بعضه في الترمذي والإمام أحمد.



فهذا هو النبي صلى الله عليه وسلم ومدار حياته كلها وأعماله وآماله هو حب الله تعالى فهي قضية عمره.. لو أخذت مني طفلا يا رب أو أي شيئا آخر فاجعله فراغا في وقتي وذهني لأفعل ما تحب..



وللنبي صلى الله عليه وسلم حديث عجيب جدا:" والذي نفسي بيده، وددت أني أقاتل في سبيل الله فأ***، ثم أحيا ثم أ***، ثم أحيا ثم أ***، ثم أحيا ثم أ***، ثم أحيا" البخاري ومسند الإمام أحمد والنسائي.



لماذا تريد ذلك يا رسول الله..لأن الله هو الذي أكرمني وأنعم عليّ وأعطاني كذا وفعل بي كذا وأصلحني وهداني وجمّل شكلي.. فهذه القضية أصبحت نادرة جدا في حياتنا.. هذا الأمر نريد ان نعيده مرة أخرى وننميه في حياتنا..



يا من تعصي الله.. تامل قول سيدنا موسى لربه.. { وعجلت إليك ربي لترضى} [ طه: 84].

يعني أنا مستعجل يا رب.. هل أحد وضع هذه الجملة شعارا لنفسه..

أنا سأترك الذنب الفلاني بسرعة وأذهب اليك لترضى.

وتأملوا كذلك قول سيدنا إبراهيم عليه السلام حيت يقول لقومه:

{ وقال إني ذاهب الى ربي سيهدين} [ الصافات: 99].

لماذا يقول هذا هل كان يتوقع موته؟ لقد كان عمره ستة عشر عاما فقط وهو يقول هذه الجملة.. يقول انا ذاهب لربنا أريد أن أقترب منك يا رب أريد أن أرضيك..



الشباب يتحدثون.. من الحياة



· الحقيقة في يوم من الأيام.. مرضت والدتي رحمها الله مرضا شديدا جدا.. فاضطررت لترك عملي وترك دراستي وكل أمور حياتي وظللت ألازمها قفي البيت.. حتى تمنت من شدة مرضها أن يتوفاها الله رحمة بها.. ومن خدمتي لها شعرت أن الله سبحانه وتعالى قد فتح لنا باب رحمة عن طريق والدتي.. فكأن إرضاء أمي والصبر عليها وعلى آلامها وضيق خلقها من أثر المرض أصبح وسيلة لإرضاء الله سبحانه وتعالى.



** انظروا الى هذه الوسيلة السهلة الجميلة لإرضاء الله تبارك وتعالى.. إرضاء الوالدين.. فالله سبحانه وتعالى كأنه يقوله له: كما أكرمت أبويك فإننا سنكرمك وكما أسعدتهما سنسعدك..



· الحقيقة هنا حديث للنبي صلى الله عليه وسلم دائما أتوقف أمامه لأنه حدثت لي حادثة مطابقة تماما لمعنى هذا الحديث.. وهو:" ما ترك عبد لله أمرا لا يتركه إلا لله عوّضه الله منه ما هو خير له منه في دينه ودنياه" عن أبن عمر مرفوعا رواه السيوطي في الجامع الصغير.



· الحقيقة في بداية تخرجي وهناك أزمة بطالة في البلد وأنا كنت أتمنى العنل بشدة وأحلم به فقبلت بوظيفة لا تناسبني ولا تناسب مؤهلاتي.. وكانت والدتي متضايقة جدا من قبولي للوظيفة وتمنت أن أتركها.. لكنني كنت أرفض لكن بعد فترة نزلت على رغبة أمي فقط لإرضائها رغم تمسكي بالعمل جدا.. وكنت في قرارة نفسي حزين جدا.. لكن الحمد لله فعلا بعد أن تركت هذه الوظيفة ربنا أكرمني جدا بشيء لم أكن أتوقعه تماما...



** الحقيقة أن أي سعي تقوم به في الدنيا لإرضاء الله تبارك وتعالى أنت تشعر أنك تكبر أمام نفسك وتشعر أنك أصبحت ذا قيمة..



· الحقيقة بعد تخرجي وفي بداية العمل عملت في شركة شهيرة جدا وامتيازاتها رائعة.. ومرتبها ضخم.. لكنني لم أكن محجبة.. فلما قررت أتحجب فوجئت أنهم يقولون لي إن هذا من ساسة الشركة.. فلو تحجبتي ستتركين العمل فورا.. طبعا كان تحديّا كبيرا فمن الأساس سوق العمل غير جيد ومن الصعب أن تحصل على وظيفة في هذه الشركة بعد التخرج مباشرة.. فكانت ظروفا صعبة جدا لكن الحمد لله توكلت عليه وتركتها.. وبعد 15 يوما بالضبط أكرمني الله بشركة أفضل في كطل شيء وسعيدة بها فوق كل تصوّر..



** الحقيقة هنالك قصة رأيتها بعيني.. وتعجبت منها جدا في بداية حياتي العملية عملت في مكتب للمراجعة وكان رئيسي في العمل رجل طيب جدا ومحترم جدا إسمه أستاذ صلاح والرجل معتدل وأخلاقه عالية جدا.. وأنا ما زلت حديث التخرج والفارق بيننا ضخم جدا.. فلاحظت أن في إصبعه دبلة من الذهب وأنا أعرف أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن لبس الذهب للرجال.. فأريد أن أكلمه لكن بما لا يجرحه أو يرحجه.. فانتظرت لما كنا وحدنا في لحظة من اللحظات وقلت له:



يا أستاذ صلاح الحقيقة أنا أعز حضرتك جدا وأستفيد منك جدا ومعجب بك وبأخلاقك العالية ولكنني ملاحظ أن في يد حضرتك دبلة ذهب.. والنبي صلى الله عليه وسلم أخبر أنها حرام على الرجال وبينت له كيف أنها تغضب الله تعالى.. فقال لي الرجل: النبي قال هكذا؟ فقلت له نعم.. قال.. إذن نخلعها على الفور.. وبالفعل خلعها وأنا مندهش جدا من هذه السرعة الشديدة والاستجابة المذهلة ثم جاء في اليوم الثاني ووجدته يقول أمام الناس ويقول أنا خلعتها لأن عمرو قال لي كذا وكذا لأني ليس عندي إستعداد أبدا ألا يرضى عني الله سبحانه وتعالى.. وفي الواقع هذا المعنى قد هزني كثيرا أن يكون الانسان مستشعرا أهمية إرضاء الله عز وجل.



· لدي ملاحظة الحقيقة أود أن أشير إليها.. وهي أنني أرى أن قضاء حوائج الناس طريق من طرق إرضاء الله تعالى...



** بالفعل وهناك حديث شريف يؤيد هذا الرأي يقول فيه النبي صلى الله عليه وسلم:" الخلق عيال الله وأحبهم الى الله أنفعهم الى عياله" الطبراني عن ابن مسعود.. وكأن أحب عباد الله إليه هو الذي يأخذ بيد الناس..



فهذان إذن طريقان لإرضاء الله تحدثنا عنهم..



الأول: إرضاء الوالدين.. والثاني: قضاء حوائج الناس.



· النماذج التي سمعناها لها معنى هام جدا.. هو أن الإنسان حين يوضع في اختبا رما.. بين أن يختار هواه أو أن يختار مراد الله فإنه يجد صعوبة في البداية.. لأن نفسه لا تزال متعلقة بالدنيا ولم يمتلئ قلبه بعد بحب الله.. لكن حينما يصبر على اختيار مراد الله.. وبعد اختبارات عديدة سيجد في النهاية أن هواه تلقائيا لا يتعارض أبدا مع مراد الله لأنه حبه الأول أن يقوم بما يحب الله.. المهم أن يكون صادق مع المولى تبارك وتعالى...



حكايتهم بألسنتهم



اسمي آية رفعت.. متزوجة ولدي بنتان.. تحجبت منذ فترة قصيرة.. وكنت أعتقد من قبل أن حياتي مجرد خروج " وفسح" وسهر "ولبس".. أعمل كل ما يحلو لي لكن في نفس الوقت أصلي وأقرأ قرآن وأعمل عمرة.. وأشعر أنني أعطي لربنا حقه وأعطي لنفسي حقها وأعيش حياتي تقريبا كانت أهم حاجة في حياتي ماذا أرتدي من ثياب وماذا سأشتري؟ وما الموضة هذه الأيام؟ ولا يمكن أن أرتدي نفس الفستان يومين متتاليين.. وهكذا.. حتى جاءت لحظة شعرت فيها بقلق شديد جدا.. حتى شعرت أنني أسمع صوتا ناعما جدا يقول لي: قومي على هدومك.. قومي على هدومك.. هي كلمة غير مفهومة لكن أنا بالفعل قمت وجمعت ملابسي كلها وحاولت أن أنتقي لنفسي منها ولا أفهم أنني آخذ قرار الحجاب.. جمعت كل ملابسي ووضعتها في "كيس قمامة" لأني لم أجد حقيبة أضعها فيها.. شعرت أيضا أنني مخنوقة فنزلت بسيارتي أتجول قليلا فوجدت محل "إيشاربات" لا أعرف ما الذي أوجده في طريقي وجدتني أشتري إيشارب لأول مرة في حياتي.. في اليوم التالي كان عندي مشاوير هامة جدا ومهم أن أظهر فيها بملابس "شيك".. بحثت في الكيس الذي وضعت فيه الملابس أحاول أن أختار شيئا ليس شفافا أو ضيقا يعني يلائم الحجاب.. وبالفعل ارتديته.. رغم أن هذا القرار سوف يؤثر بالتأكيد على حياتي الاجتماعية.. لأن الحجاب كان أمرا غريبا في عائلتي.. يعني أنا كنت المحجبة الأولى تقريبا.. ولم يصدق أحد أنني أقدمت على هذه الخطوة الهامة..



ويقول زوجها.. الحقيقة أنا كنت أسعد الأزواج حيث تحجبت زوجتي أخيرا رغم أنني حاولت معها كثيرا لكن نستطيع أن نقول أن استجابتها كانت متأخرة بعض الشيء ولكن الحمد لله كانت نتيجة هائلة وأنا أنصح كل زوج مسلم أن يعمل جاهدا على أن تصبح زوجته محجبة لأنها تعتق رقبته من النار قبل أن تعتق رقبتها هي.. لقد تغيرت حياتنا تماما.. وبدأت لغة الحوار بيننا تختف.. انتهت مشكلة الفراغ.. وأصبح البيت كله يتكلم ويسعى في تجاه واحد هو.. إرضاء الله عز وجل..



الإبنة الصغيرة.. الحقيقة أنا أول ما ماما تحجبت كنت مبسوطة قوي وذهبت لجدي وقلت له: ماما بقت جميلة قوي لما تحجبت.. وسالته هي اتحجبت ليه؟ فقال لي: ربنا هو الذي قال لها تحجبي وليس أي أحد آخر مثل ما يقول ربنا صلوا فنصلي..



آية.. في الحقيقة أنا كنت أشعر أنني أمّنت مستقبل أولادي ولم أعد خائفة عليهم.. الحقيقة أنا سعيدة جدا.. وأشعر أنني أريد أن أذهب الى المولى عز وجل برأسي مرفوعة يجمّلها الحجاب.. حاجة جميلة جدا.. في بداية الأمر كنت أعتقد مثل الكثير من البنات أن الأمر صعب.. ولكني فوجئت أنه بسيط وسهل جدا جدا والعجيب.. أن الحجاب يضبط سلوكيات البنت وطباعها..

نعم هي طرحة بسيطة لكنها تضبط أشياء كثيرة.. في حياتها، علاقاتها، أخلاقها، سوكها..



والعجيب أن أفراد عائلتي وكذلك أصدقائي الذين كانوا يعارضون حجابي أصبحت الآن قدوة لهم وبدأوا يتأثرون بي بدرجة كبيرة..



** هذه اللقطات رغم أنها لقطات صغيرة من هذه الأسرة ولكنني أشعر أن هذا البيت هادئ مطمئن بعد قرار الحجاب.. لأنهم أخذوا قرار إرضاء الله عز وجل...



حوار مع الشباب حول القصة



*... واضح من القصة وجود حبل بين آية والمولى عز وجل.. ومن الحقيقة أن هذا الحبل وهذه الصلة تفرق كثيرا جدا.. فهي كانت تقرأ القرآن قبل الحجاب.. وأنا كنت أحب ربنا جدا أحيانا كنت أقرأ القرىن قبل الالتزام.. يعني دائما ما يكون هناك صلة بين أي شخص عاصي وبين الله قبل أن يتوب عليه.



** الحقيقة وآية تحكي قصتها كانت تقول كنت أبحث عن الشيء الذي نقلنا هذه النقلة.. ولكنها وجدت شيء من داخلها يدفعها دائما الى التغيير.. تغيير ملابسها ثم أخلاقها ثم علاقاتها وهكذا.. ولكن هذا التغير في الحقيقة ليس تغير مفاجئا ولكنه كان نتيجة باب مفتوح مع الله تبارك وتعالى وقد يكون باب القرآن فقط ولم لا؟.. ونصيحتي الى الجميع شباب وشيوخ رجال ونساء..

إياكم أن تغلقوا جميع الأبواب بينكم وبين المولى عز وجل.. حتى لو كنت عاصيا وتقترف معاصي كثيرة جدا...



وأسوق إليكم هذه القصة لأحد التابعين.. الإمام أحمد رضوان الله عليه.. يقول كنت أسير في طريقي فإذا بقاطع طريق يسرق الناس وأرى هذا الشخص ( الحرامي) يضلي.. فذهبت إليه وقلت هذه المعاملة لا تليق بالمولى تبارك وتعالى ولن يقبل الله منك هذه الصلاة.. فقال هذا السارق.. يا إمام بين وبين الله أبواب كثيرة مغلقة فأحببت أن أترك بابا واحدا مفتوحا.. فقال الإمام أحمد: هذا الكلام لا يعجبني هذا الرجل يتحدث بأي كلام.. وبعدها بأشهر قليلة ذهب الإمام أحمد لأداء فريضة الحج.. وأثناء طوافه بالكعبة يقول وجدت رجلا متعلق بأستار الكعبة يقول تبت إليك.. ارحمني .. لن أعود الى معصيتك. فتأملت هذا الأواه المنيب الذي يناجي ربه فوجدته اللص ( حرمي الأمس).. فقلت..

ترك بابا مفتوحا ففتح الله له كل الأبواب.



نماذج من الصحابة....



** أريد أن أعود مرة اخرى لنماذج جميلة من أناس كانت قضيتها الأولى في حياتها إرضاء الله عز وجل.. وإذا كنا تحدثنا عن نموذج خلع دبلة ذهب أو نموذج واحدة تركت عملها فهذه طبعا نماذج جميلة.. لكن الحقيقة الناس دائما عندها شوق شديد لتقليد صحابة النبي صلى الله عليه وسلم.. سنذكر نماذج لذلك لكن لا أريد أن أقول أنها صعبة.. لكن أقول إنها المثل الأعلى في الحرص على إرضاء الله تعالى.



· الحقيقة أنا لا أنسى أبدا قصة الصحابي أبو الدحداح.. هذا الصحابي كان من الأغنياء.. وكان له بستان من أعظم بساتين المدينة.. البستان فيه ستمائة نخلة.. تخيل كم من المسافات تمشي في ظل هذا النخيل الكثير!!



كان ذاهبا لزيارة النبي صلى الله عليه وسلم إذا بآية تتنزل عليه{ من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له أضعافا كثيرة} [البقرة: 245]. فتعجب وسأل النبي صلى الله عليه وسلم: أو يرجو الله تبارك وتعالى منا القرض؟؟.. فقال نعم يا أبا الدحداح.. فقال: يا رسول الله أمدد يديك.. فمد الرسول صلى الله عليه وسلم يديه فوضع أبو الدحداح يديه في يد النبي صلى الله عليه وسلم وقال: يا رسول الله بستاني الذي أملكه هو قرض مني لله عز وجل.. وأخذ بعضه ومشى!!.. كيف استطاع أن يفعل ذلك؟.. طبعا هو لم يفعل ذلك إلا ليرضي الله عز وجل.. اقرب أبو الدحداح من البستان فوجد ابنه بالداخل وزوجته فناداها: يا أم الدحداح.. قالت: لبيك زوجي.. قال اخرجي من البستان أنت والغلام.. لقد صار البستان قرضا لله تبارك وتعالى.. فخرجت فورا.. لدرجة أن الولد كان في فمه تمرة فأخرجتها من فمه لأنها ليست من حقهم الان فقد أصبحت لله سبحانه وتعالى... يعني لم تنكّد عليه معيشته ولم يتحايل عليها ولكن الأمر كله لله سبحانه وتعالى وفي سبيل إرضاء الله سبحانه وتعالى يهون كل شيء ويبذل الإنسان كل شيء..



· من هذه النماذج أيضا الصحابي الجليل عبدالله بن حذافة.. قصته ببساطة.. أنه خرج مع جيوش المسلمين لمحاربة الرومان فأسر عبدالله بن حذافة .. ومجموعة كبيرة ممن كانوا معه في المعركة.. وهذه المعركة كانت في عهد سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه.. وأخذ عبدالله الصحابي الجليل ومجموعته حوالي مائة أو يزيد الى ملك الروم.. فوقف ملك الروم وسألهم هل بينكم أحد من من شهد النبي؟.. ويقصد هل رأى أحد منهم النبي صلى الله عليه وسلم.. فقالوا له الرجل الوحيد الذي قابل النبي هو عبدالله بن حذافة رضي الله عنه.. ووقف عبدالله بن حذافة أمام ملك الروم يغريه بالدنيا.. ويفاوضه قائلا إني أريد أن أشركك في الملك ولكن تترك دينك.. فقال عبدالله لا والله لو أعطيتني كنوز الدنيا كلها ل اأترك ديني.. فقال الملك سأعذبك وتضرب بالسهام.. وإذا بالسهام تقع بجانبه في كل مكان والرجل لا يتحرك.. فتعجب ملك الروم من ثبات الرجل.. واستخدم أسلوبا آخر لل***** فقال: أوقدوا نارا واملؤها بالزيت ويغلي الزيت فقال أحضروا اثنين أمام عبدالله.. وفاوضوا عبدالله أتترك دينك الى ديني فقال: لا.. فقال: خذوه وافعلوا به كما فعلتم بالاثنين الأسرى فأخذوه ووقفوا أمام النار.. واستعدوا لألقائه في الزيت فبكى عبدالله.. ففرحوا وعادوا مسرعين لملك الروم لقد بكى.. قال: فأتوني به فقال له: أراك بكيت إذا ادخل في ديني واترك دينك.. فال لا والله.. فتعجب الملك وسأله فلم بكيت قال: بكيت لأن لي نفسا واحدة ستموت في سبيل الله وأن من حبي لله كنت أتمنى لو أن لي بعدد شعر جسدي أنفس تخرج واحدة بعد الأخرى في سبيل الله.



** الحقيقة أنني وقفت لحظة تأمل مع نفسي.. الى هذا الحد في لحظة الموت يبكي لأنه لا يملك إلا نفس واحدة.. إلى هذا الحد كان حرص هذا الرجل على إرضاء الله عز وجل.. لقد كانت قضية عبدالله بن حذافة.



ماذا أفعل لكي يرضى الله سبحانه وتعالى عني؟



· دعونا نستعرض نموذج آخر.. سيدنا عبدالله بن جحش.. احد صحابة النبي صلى الله عليه وسلم في يوم أحد وقف عبدالله بن جحش وسيدنا سعد بن معاذ رضي الله عنهما.. فقال سعد بن معاذ لعبد الله سوف أدعو وتؤمن على دعائي وبعدي تدعو أنت وأؤمن على دعائك فوقف عبدالله بن جحش.. فبدأ سعد بن معاذ يدعو فقال اللهم إني أسألك أن ترزقني غدا رجلا من الكفار شديد القوة أقاتله ويقاتلني فأ***ه كانت هذه هي دعوة سعد بن معاذ فقال عبدالله آمين.. وتأمل دعوة عبدالله بن جحش.. دعوة يبتغي بها مرضاة الله عز وجل.. قال اللهم إني أسألك أن ترزقني غدا رجلا من الكفار شديد القوة أقاتله ويقاتلني فأ***ه ( حتى لا يموت بلا ثمن) .. ولكن هذا الشيء ليس كافيا ليرضى عنه ربه في رأيه.. يوبقر بطني ويقطع أذني ويجدع أنفي فآتيك هكذا يوم القيامة فتقول لي..لم حدث ذلك لك يا عبدالله فأقول.. من أجلك يا رب فتقول لي صدقت..



ما الذي يريده هذا الرجل.. لا يكفي أن يكون ولكن يريد أن تقطع جثته أجزاء متناثرة.. وقد يكون هذا الكلام صعب جدا صحيح ولكن هناك من فكر بهذه الطريقة حتى يرضي ربه.. رضي الله عن عبدالله بن جحش.. فيقول سعد بن معاذ: فتبعته ولم أصرف عنه بصري طوال المعركة يقول سعد بن معاذ فوجدته قد بقرت بطنه وقطعت أذنه وجدعت أنفه.. وبجواره اثنين من الكفار ***هم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: صدق الله فصدقه الله...



وهذه النماذج نماذج معارك.. ولكن نحن نستطيع أن نرضي الله تبارك وتعالى في أشياء كثيرة جدا.. تأملوا هذا الحديث..

( كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان حبيبتان الى الرحمن سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم..). البخاري ومسلم عن أبي هريرة.



ويقول أحد التابعين كلمة لطيفة جدا:" أنا أعلم متى يكون الله راض عني.. قيل له متى؟ قال: عندما أقول سبحان الله وبحمده، وسبحان الله العظيم"، فهما حبيبتان الى الرحمن فمعنى أن وفقني لقولهما إذن هو راض عني وإلا لما وفقني إليهما..



ارضوا الله في أهلكم وآبائكم وأمهاتكم.. ارضوا الله في أعمالكم.. ارضوه في أن تتركوا معصية الله تبارك وتعالى.. ارضوا الله تبارك وتعالى في كل شيء يحبه ويرضي به.





وما أريد أن أختم به..



كلمة لطيفة يقولها النبي صلى الله عليه وسلم.. يسأله شخص.. من العبد المحب لله عز وجل الحريص على إرضاء الله عز وجل؟ فقال: عبد زاهد في نفسه.. عبد ليس كل همه وقضيته الكبرى وغايته العظمى نفسه.. عبد متصل بربه.. إن نطق فعن الله وإن تكلم فلله وإن سكت فمع الله فهو بالله ولله ومع الله..



هل تستطيع أن تحيا هكذا.. تحيا لربك .. وانظر كيف سيسعدك ويهدي البيوت التي ملأتها المشاكل..



فلننهض لإرضاء الله عز وجل.. بترك معصية، أو بفعل طاعة، أو بصلة رحم، ببر أب أو أم.. إرضاء لله تبارك وتعالى..



أرجو أن نتقابل قريبا ورينا راض عنا جميعا



أقول قولي هذا.. وأستغفر الله لي ولكم.. وجزاكم الله خيرا.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.



يا شباب ...

نريد أن يكون

إرضاء الله...

هو محرو حياتنا..

وقضية عمرنا



انا احب الاستاذ عمرو خالد
كل خطبه عمليه وحماسية

ده رابط لمواضيع اخرى للاستاذ عمرو خالد

http://amrkhaled.net/newsite/articles1.php?acatID=379

ومتنسوش دعواتكم لينا
شكرا

رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية

الكلمات الدلالية (Tags)
الله, الرضا.ارضاء, رحلة, نصيحة


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 02:28 PM.