اهلا وسهلا بك فى بوابة الثانوية العامة ... سجل الان

العودة   بوابة الثانوية العامة المصرية > القسم الإداري > أرشيف المنتدى

أرشيف المنتدى هنا نقل الموضوعات المكررة والروابط التى لا تعمل

 
 
أدوات الموضوع ابحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 27-11-2013, 11:01 PM
الصورة الرمزية محمد رافع 52
محمد رافع 52 محمد رافع 52 غير متواجد حالياً
مشرف ادارى متميز للركن الدينى ( سابقا )
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 19,444
معدل تقييم المستوى: 37
محمد رافع 52 will become famous soon enough
افتراضي


المكْر والكيد

معنى المكْر والكيد لغةً واصطلاحًا
معنى المكْر لغةً:
المكْر: الاحتيالُ والخَدِيعَة. وقد مَكَرَ به يَمْكُرُ فهو ماكِرٌ ومَكَّارٌ. والمكْر -أيضًا-: المغْرَةُ. وقد مَكَرَهُ فامْتَكَرَ، ومَكَرَ بِهِ: كادَه .
معنى المكْر اصطلاحًا:
قال السيوطي: (المكْر: ما يَقْصد فَاعله في بَاطِنه خلاف ما يَقْتَضِيه ظَاهره) .
وقال الجرجاني: (هو إيصال المكْروه إلى الإنسان مِن حيث لا يشعر) .
وقال الرَّاغب: (المكْر: صرف الغير عمَّا يقصده بحيلة) .
معنى الكَيْد لغةً:
الكَيْد: المكر والخبث، كادَهُ يَكيدُه كَيْدًا ومَكيدَةً. وكذلك المكايَدَةُ. وربَّما سُمِّي الحربُ كَيْدًا. يقال: غزا فلانٌ فلم يَلْقَ كَيْدًا. وكلُّ شيء تعالجه فأنت تكيده .
معنى الكَيْد اصطلاحًا:
قال السيوطي: (الكَيْد: إرَادَةٌ متضمِّنةٌ لاستتار مَا يُرَاد عَمَّن يُرَاد بِه) .
وقال الجرجاني: (الكَيْد: إرَادَةُ مضرَّة الغير خُفْيَة، وهو مِن الخَلْق: الحِيلة السَّيئة، ومِن الله: التَّدبير بالحقِّ لمجازاة أعمال الخَلْق) .
__________________
  #2  
قديم 27-11-2013, 11:04 PM
الصورة الرمزية محمد رافع 52
محمد رافع 52 محمد رافع 52 غير متواجد حالياً
مشرف ادارى متميز للركن الدينى ( سابقا )
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 19,444
معدل تقييم المستوى: 37
محمد رافع 52 will become famous soon enough
افتراضي

الفرق بين المكْر والكَيْد وبعض الصِّفات

- الفرق بين المكْر والكَيْد:
المكْر مِثل الكَيْد في أنَّه لا يكون إلَّا مع تدبُّرٍ وفِكْرٍ، إلَّا أنَّ الكَيْد أقوى مِن المكْر.
الكَيْد يتعدَّى بنفسه، والمكْر يتعدَّى بحرف، فيقال: كادَه يَكِيدُه، ومَكَرَ به، ولا يقال: مَكَرَه والذي يتعدَّى بنفسه أقوى.
المكْر -أيضًا- تقدير ضرر الغير مِن أن يفعل به، أَلَا ترى أنَّه لو قال له: أقدر أن أفعل بك كذا، لم يكن ذلك مَكْرًا، وإنَّما يكون مَكْرًا إذا لم يُعْلِمْه به.
والكَيْد اسم لإيقاع المكْروه بالغير قهرًا، سواءً علم أو لا .
قال الزبيدي: (قال شيخنا: وظاهر كلامهم أن الكيد والمكر مترادفان، وهو الظاهر، وقد فرق بينهما بعض فقهاء اللغة، فقال: الكيد: المضرة، والمكر: إخفاء الكيد وإيصال المضرة، وقيل: الكيد: الأخذ على خفاء، ولا يعتبر فيه إظهار خلاف ما أبطنه، ويعتبر ذلك في المكر. والله أعلم) .
- الفرق بين المكْر والحِيَل:
أنَّ مِن الحِيَل ما ليس بمَكْر، وهو أن يقدِّر نفع الغير لا مِن وجهه، فيُسَمَّى ذلك حيلة مع كونه نفعًا، والمكْر لا يكون نفعًا.
أنَّ المكْر بقدر ضرر الغير مِن غير أن يعلم به، وسواءً كان مِن وجهه أو لا.
والحيلة لا تكون مِن غير وجهه، وسمَّى الله تعالى ما توعَّد به الكفَّار: مكرًا، في قوله تعالى: فَلاَ يَأْمَنُ مَكْرَ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ [الأعراف: 99]، وذلك أنَّ الماكر يُنْزِل المكْروه بالممْكُور به حيث لا يعلم، فلمَّا كان هذا سبيل ما توعَّدهم به مِن العذاب سمَّاه مكرًا .
- الفرق بين المكْر والغَدْر:
أنَّ الغَدْر نقض العهد الذي يجب الوفاء به.
والمكْر: قد يكون ابتداءً مِن غير عقد .
- الفرق بين الخِدَاع والكَيْد:
الخِدَاع: هو إظهار ما يُبْطِن خلافه، أراد اجتلاب نفعٍ أَو دفع ضرٍّ، ولا يَقْتَضِي أَن يكون بعد تدبُّرٍ ونَظَرٍ وفِكْرٍ، أَلَا ترى أَنَّه يُقَال: خدعه في البيع، إذا غشَّه مِن جَشَع، وأوهمه الإنصاف، وإن كان ذلك بديهةً مِن غير فِكْر ونَظَر، والكَيْد لا يكون إلَّا بعد تدبُّر وفِكْر ونَظَر، ولهذا قال أهل العربيَّة: الكَيْد التَّدْبِير على العَدوِّ، وإرادة إهلاكه، وسُمِّيت الحِيَل التي يَفْعَلهَا أصحاب الحروب بقصد إهلاك أعدائهم: مكايد؛ لأنَّها تكون بعد تدبُّرٍ ونَظَرٍ، ويجيء الكَيْد بمعنى الإرادة، وقوله تعالى: كَذَلِكَ كِدْنَا لِيُوسُفَ [يوسف: 76] أَي أردنَا، ودلَّ على ذلك بقوله: إِلاَّ أَن يَشَاء اللّهُ[يوسف: 76]، و(إن شاء الله) بمعنى المشِيئَة، ويجوز أن يُقَال: الكَيْد: الحِيلَة التي تقرِّب وُقُوع المقصود بِه مِن المكروه، وهو مِن قولهم: كَاد يفعل كذا، أَي قَرُب، إِلَّا أَنه قيل هذا يكَاد، وفي الأولى: يَكِيد؛ للتَّصَرُّف في الكلام، والتَّفرقة بين المعْنيين.
ويجوز أَن يُقَال: إنَّ الفرق بين الخِدَاع والكَيْد أَنَّ الكَيْد اسم لفعل المكْروه بالغير قهرًا، تقول: كايدني فلانٌ، أَي: ضرَّني قهرًا، والخَدِيعَة اسم لفعل المكروه بالغير مِن غير قهر، بل بأن يُرِيد بأنَّه يَنْفَعه، ومنه الخَدِيعَة في المعاملة، وسمَّى الله تعالى قصد أصحاب الفيل مكَّة كيدًا في قوله تعالى: أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ [الفيل: 3]؛ وذلك أنَّه كان على وَجه القَهْر .
__________________
  #3  
قديم 01-12-2013, 10:24 AM
الصورة الرمزية محمد رافع 52
محمد رافع 52 محمد رافع 52 غير متواجد حالياً
مشرف ادارى متميز للركن الدينى ( سابقا )
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 19,444
معدل تقييم المستوى: 37
محمد رافع 52 will become famous soon enough
افتراضي

ذَمُّ المكْر والكَيْد والنهي عنهما
أولًا: في القرآن الكريم

- قال تعالى: وَمَكَرُوا مَكْرًا وَمَكَرْنَا مَكْرًا وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ مَكْرِهِمْ أَنَّا دَمَّرْنَاهُمْ وَقَوْمَهُمْ أَجْمَعِينَ [النَّمل: 50-51].
قال السعدي: (وَمَكَرُوا مَكْرًا دبَّروا أمرهم على *** صالح وأهله على وجه الخُفْية -حتى مِن قومهم- خوفًا مِن أوليائه، وَمَكَرْنَا مَكْرًا بنصر نبيِّنا صالح -عليه السَّلام- وتيسير أمره، وإهلاك قومه المكذِّبين، وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ، فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ مَكْرِهِمْ. هل حصل مقصودهم، وأدركوا -بذلك المكْر- مطلوبهم أم انتقض عليهم الأمر؟ ولهذا قال: أَنَّا دَمَّرْنَاهُمْ وَقَوْمَهُمْ أَجْمَعِينَ أهلكناهم واستأصلنا شأفتهم، فجاءتهم صيحة عذاب، فأهلكوا عن آخرهم) .
وقال ابن عاشور: (سمَّى الله تآمرهم مكرًا؛ لأنَّه كان تدبير ضرٍّ في خفاء. وأكَّد مكرهم بالمفعول المطلق للدِّلالة على قوَّته في *** المكر، وتنوينه للتَّعظيم) .
- وقال سبحانه: وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَئِن جَاءهُمْ نَذِيرٌ لَّيَكُونُنَّ أَهْدَى مِنْ إِحْدَى الأُمَمِ فَلَمَّا جَاءهُمْ نَذِيرٌ مَّا زَادَهُمْ إِلاَّ نُفُورًا 42اسْتِكْبَارًا فِي الأَرْضِ وَمَكْرَ السَّيِّئِ وَلا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلاَّ بِأَهْلِهِ فَهَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ سُنَّتَ الأَوَّلِينَ فَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَبْدِيلاً وَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْوِيلاً [فاطر: 43].
قال ابن كثير: (يخبر تعالى عن قريش والعرب أنَّهم أقسموا بالله جهد أيمانهم، قبل إرسال الرَّسول إليهم: لَئِن جَاءهُمْ نَذِيرٌ لَّيَكُونُنَّ أَهْدَى مِنْ إِحْدَى الأُمَمِ أي: من جميع الأمم الذين أُرْسِل إليهم الرُّسل... قال الله تعالى: فَلَمَّا جَاءهُمْ نَذِيرٌ -وهو: محمد صلى الله عليه وسلم بما أنزل معه مِن الكتاب العظيم، وهو القرآن المبين، مَّا زَادَهُمْ إِلاَّ نُفُورًا، أي: ما ازدادوا إلَّا كفرًا إلى كفرهم، ثمَّ بيَّن ذلك بقوله: اسْتِكْبَارًا فِي الأَرْضِ أي: استكبروا عن اتِّباع آيات الله، اسْتِكْبَارًا فِي الأَرْضِ أي: ومكروا بالنَّاس في صدِّهم إيَّاهم عن سبيل الله، وَلا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلاَّ بِأَهْلِهِ أي: وما يعود وبال ذلك إلَّا عليهم أنفسهم دون غيرهم) .
- وقوله عزَّ وجلَّ: وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ أَكَابِرَ مُجَرِمِيهَا لِيَمْكُرُواْ فِيهَا وَمَا يَمْكُرُونَ إِلاَّ بِأَنفُسِهِمْ وَمَا يَشْعُرُونَ[الأنعام: 123].
قال ابن عاشور: (والمراد بالمكْر هنا تَحُيُّل زعماء المشركين على النَّاس في صرفهم عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم وعن متابعة الإسلام، قال مجاهد: كانوا جَلَسُوا على كلِّ عقبة ينفِّرون النَّاس عن اتِّباع النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم ... ظنًّا منهم بأنَّ صدَّ النَّاس عن متابعته يَضرُّه ويُحْزِنه، وأنَّه لا يعلم بذلك، ولعلَّ هذا العمل منهم كان لـمَّا كَثُر المسلمون في آخر مدَّة إقامتهم بمكَّة قُبَيْل الهجرة إلى المدينة، ولذلك قال الله تعالى: وَمَا يَمْكُرُونَ إِلاَّ بِأَنفُسِهِمْ. فالواو للحال، أي: هم في مكرهم ذلك إنَّما يضرُّون أنفسهم، فأطلق المكر على مآله وهو الضُّر، على سبيل المجَاز المرسَل، فإنَّ غاية المكر ومآله إضرار الممكور به) .
- وقال تعالى: فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلَـكِنَّ اللّهَ قَتَلَهُمْ وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَـكِنَّ اللّهَ رَمَى وَلِيُبْلِيَ الْمُؤْمِنِينَ مِنْهُ بَلاء حَسَناً إِنَّ اللّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ذَلِكُمْ وَأَنَّ اللّهَ مُوهِنُ كَيْدِ الْكَافِرِينَ [الأنفال: 17-18].
(يقول تعالى لما انهزم المشركون يوم بدر، و***هم المسلمون: فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ بحولكم وقوَّتكم، وَلَـكِنَّ اللّهَ قَتَلَهُمْ حيث أعانكم على ذلك... ذَلِكُمْ النَّصر مِن الله لكم، وَأَنَّ اللّهَ مُوهِنُ كَيْدِ الْكَافِرِينَ أي: مُضْعِف كلِّ مَكْرٍ وكيدٍ يكيدون به الإسلام وأهله، وجاعلٌ مكرَهم مُحِيقًا بهم) .
- وقال- سبحانه-: قَالَ يَا بُنَيَّ لاَ تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَى إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُواْ لَكَ كَيْدًا إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلإِنسَانِ عَدُوٌّ مُّبِينٌ [يوسف: 5].
- وقوله تعالى حكايةً عن امرأة العزيز: ذَلِكَ لِيَعْلَمَ أَنِّي لَمْ أَخُنْهُ بِالْغَيْبِ وَأَنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي كَيْدَ الْخَائِنِينَ [يوسف: 52].
__________________
  #4  
قديم 01-12-2013, 10:28 AM
الصورة الرمزية محمد رافع 52
محمد رافع 52 محمد رافع 52 غير متواجد حالياً
مشرف ادارى متميز للركن الدينى ( سابقا )
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 19,444
معدل تقييم المستوى: 37
محمد رافع 52 will become famous soon enough
افتراضي

ثانيًا: في السُّنَّة النَّبويَّة

- عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: ((أنَّ أناسًا مِن عُكل وعُرَيْنَة قَدِمُوا المدينة على النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم، وتكلَّموا بالإسلام، فقالوا: يا نبيَّ الله، إنَّا كنَّا أهل ضرع ، ولم نكن أهل ريف، واستوخموا المدينة، فأمر لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بذود وراع، وأمرهم أن يخرجوا فيه، فيشربوا مِن ألبانها وأبوالها. فانطلقوا حتى إذا كانوا ناحية الحَرَّة، كفروا بعد إسلامهم، و***وا راعي النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم، واستاقوا الذَّود، فبلغ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم، فبعث الطَّلب في آثارهم، فأَمَر بهم فسَمَرُوا أعينهم، وقَطَعُوا أيديهم، وتُرِكُوا في ناحية الحرَّة حتى ماتوا على حالهم)) .
- وعن عائشة -رضي الله عنها- قالت: سمعت سعدًا رضي الله عنه قال: سمعت النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم يقول: ((لا يكيد أهل المدينة أحدٌ إلَّا انماع كما ينماع الملح في الماء)) .
قال المهَلَّب: (وقوله: ((لا يكيد أهل المدينة أحدٌ)). أي: لا يدخلها بمكيدة، ولا يمكن يطلب فيها غرَّتهم، ويفترس عورتهم. وقوله: ((إلَّا انماع)). أي: إلَّا ذاب كما يذوب الملح في الماء) .
وقال العيني: (أنَّ الذي يكيد أهل المدينة يذيبه الله تعالى في النَّار ذوب الرصاص، ولا يستحقُّ هذا ذاك العذاب إلَّا عن ارتكابه إثمًا عظيمًا) .
أقوال السَّلف والعلماء في المكْر والكَيْد:
- قال محمَّد بن كعب القرظي: ثلاث خصال مَن كُنَّ فيه كُنَّ عليه: البَغْي، والنُّكْث، والمكر. وقرأ: وَلا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلاَّ بِأَهْلِهِ [فاطر: 43]، يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا بَغْيُكُمْ عَلَى أَنفُسِكُم [يونس: 23]، فَمَن نَّكَثَ فَإِنَّمَا يَنكُثُ عَلَى نَفْسِهِ [الفتح: 10] .
- وقال ابن قتيبة: (ثلاثٌ مَن كُنَّ فيه كُنَّ عليه: البَغْي، قال الله تعالى: يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا بَغْيُكُمْ عَلَى أَنفُسِكُم [يونس: 23]، والمكر، قال الله تعالى: وَلا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلاَّ بِأَهْلِهِ [فاطر: 43] والنُّكْث، قال عزَّ وجلَّ: فَمَن نَّكَثَ فَإِنَّمَا يَنكُثُ عَلَى نَفْسِهِ .
- وقال ابن القيِّم: (إنَّ المؤمن المتوكِّل على الله إذا كاده الخَلْق، فإنَّ الله يكيد له وينتصر له بغير حول منه ولا قوَّة) .
- وقال: (في قصَّة يوسف -عليه السَّلام- تنبيه على أنَّ مَن كاد غيره كيدًا محرَّمًا فإنَّ الله سبحانه وتعالى لا بدَّ أن يكيده، وأنَّه لا بدَّ أن يكيد للمظلوم إذا صبر على كيد كائده وتلطَّف به) .
- وروى عمرو بن دينار أنَّه قال: (قال قيس بن سعد: لولا الإسلام لمكرت مكرًا لا تطيقه العرب) .
__________________
  #5  
قديم 01-12-2013, 10:30 AM
الصورة الرمزية محمد رافع 52
محمد رافع 52 محمد رافع 52 غير متواجد حالياً
مشرف ادارى متميز للركن الدينى ( سابقا )
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 19,444
معدل تقييم المستوى: 37
محمد رافع 52 will become famous soon enough
افتراضي

حُكْم المكْر

عدَّه أهل العلم - ومنهم ابن حجر الهيتمي- مِن الكبائر، وهم يعنون الضَّرب المذموم منه، وهو المكْر السَّيِّئ.
قال ابن حجر الهيتمي: (عُدَّ هذا كبيرةً، صرَّح به بعضهم، وهو ظاهرٌ مِن أحاديث الغِشِّ ... إذْ كون المكْر والخَدِيعَة في النَّار ليس المراد بهما إلَّا أنَّ صاحبهما فيها، وهذا وعيد شديد) .
__________________
  #6  
قديم 01-12-2013, 10:32 AM
الصورة الرمزية محمد رافع 52
محمد رافع 52 محمد رافع 52 غير متواجد حالياً
مشرف ادارى متميز للركن الدينى ( سابقا )
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 19,444
معدل تقييم المستوى: 37
محمد رافع 52 will become famous soon enough
افتراضي

أقسام المكْر

قال الرَّاغب: (المكْر: صرف الغير عمَّا يقصده بحيلة، وذلك ضربان: مَكْرٌ محمودٌ، وذلك أن يُتَحرَّى بذلك فعلٌ جميل... ومذموم، وهو أن يُتَحرَّى به فعلٌ قبيح) .
وقال ابن القيِّم: (المكْر ينقسم إلى محمود ومذموم، فإنَّ حقيقته إظهار أمرٍ وإخفاء خلافه؛ ليُتَوصَّل به إلى مراده.
فمِن المحمود: مَكْرُه تعالى بأهل المكر، مقابلةً لهم بفعلهم، وجزاءً لهم ب*** عملهم.
قال تعالى: وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللّهُ وَاللّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ [الأنفال: 30] وقال تعالى: وَمَكَرُوا مَكْرًا وَمَكَرْنَا مَكْرًا وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ [النَّمل: 50]) .
وقال الرَّاغب الأصفهاني: (المكْر والخَدِيعَة: متقاربان، وهما اسمان لكلِّ فعل يَقْصِد فاعله في باطنه خلاف ما يقتضيه ظاهره، وذلك ضربان:
1- أحدهما مذموم: وهو الأشهر عند النَّاس والأكثر، وذلك أن يقصد فاعله إنزال مكروه بالمخدوع، وهو الذي قصده النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم بقوله: ((المكر والخَدِيعَة في النَّار))، والمعنى: أنَّهما يؤدِّيان بقاصدهما إلى النَّار.
2- والثَّاني: على عكس ذلك، وهو أن يقصد فاعلهما إلى استجرار المخدوع والممكور به إلى مصلحة لهما، كما يُفْعَل بالصَّبي إذا امتنع مِن تعلُّم خيرٍ .
__________________
  #7  
قديم 01-12-2013, 10:36 AM
الصورة الرمزية محمد رافع 52
محمد رافع 52 محمد رافع 52 غير متواجد حالياً
مشرف ادارى متميز للركن الدينى ( سابقا )
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 19,444
معدل تقييم المستوى: 37
محمد رافع 52 will become famous soon enough
افتراضي

أقسام الكَيْد

وينقسم الكَيْد -أيضًا- إلى قسمين:
1- محمود: وهو ما قُصِد به الخير.
2- مذموم: وهو ما قُصِد به الشَّر.
قال ابن القيِّم: (الكَيْد ينقسم إلى نوعين. قال تعالى: وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ [الأعراف: 183] وقال تعالى: كَذَلِكَ كِدْنَا لِيُوسُفَ مَا كَانَ لِيَأْخُذَ أَخَاهُ فِي دِينِ الْمَلِكِ إِلاَّ أَن يَشَاء اللّهُ [يوسف: 76] وقال تعالى: إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْدًا وَأَكِيدُ كَيْدًا [الطارق: 15-16]) .
وقال الرَّاغب الأصفهاني: (الكَيْد: إرَادَة متضمِّنة لاستتار ما يُرَاد عمَّن يُرَاد به، وأكثر ما يُسْتَعمَل ذلك في الشَّرِّ، ومتى قُصِد به الشَّرُّ فمذموم، ومتى قُصِد به خيرٌ فمحمود، وعلى الوجه المحمود قال - عزَّ وجلَّ-: كَذَلِكَ كِدْنَا لِيُوسُفَ مَا كَانَ لِيَأْخُذَ أَخَاهُ فِي دِينِ الْمَلِكِ إِلاَّ أَن يَشَاء اللّهُ [يوسف: 76] .
__________________
  #8  
قديم 05-12-2013, 12:02 PM
الصورة الرمزية محمد رافع 52
محمد رافع 52 محمد رافع 52 غير متواجد حالياً
مشرف ادارى متميز للركن الدينى ( سابقا )
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 19,444
معدل تقييم المستوى: 37
محمد رافع 52 will become famous soon enough
افتراضي

ذم نقض العهد والنهي عنه
أولًا: في القرآن الكريم

- قال تعالى: وَإِن نَّكَثُواْ أَيْمَانَهُم مِّن بَعْدِ عَهْدِهِمْ وَطَعَنُواْ فِي دِينِكُمْ فَقَاتِلُواْ أَئِمَّةَ الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لاَ أَيْمَانَ لَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَنتَهُونَ [التوبة: 12].
قال السدي: (إن نكثوا عهدهم الذي عاهدوا على الإسلام وطعنوا فيه، فقاتلوهم) ((جامع البيان)) للطبري .
وقال القرطبيُّ: (إذا حارب الذمي نقضَ عهدَه، وكان ماله وولده فيئًا معه) ((الجامع لأحكام القرآن)) .
وقال الرازي: (وَإِن نَّكَثُواْ أَيْمَانَهُم أي: نقضوا عهودهم) ((مفاتيح الغيب)) .
- وقوله تعالى: الَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِن بَعْدِ مِيثَاقِهِ [البقرة: 27].
قال الطبري: (وما يضلُّ به إلا التاركين طاعة الله، الخارجين عن اتباع أمره ونهيه، الناكثين عهود الله التي عهدها إليهم في الكتب التي أنزلها إلى رسله، وعلى ألسن أنبيائه باتباع أمر رسوله محمد صلى الله عليه وسلم، وما جاء به، وطاعة الله فيما افترض عليهم في التوراة من تبيين أمره للناس، وإخبارهم إياهم أنهم يجدونه مكتوبًا عندهم، أنه رسول من عند الله مفترضة طاعته. وترك كتمان ذلك لهم ونكثهم ذلك، ونقضهم إياه هو مخالفتهم الله في عهده إليهم، فيما وصفت أنه عهد إليهم، بعد إعطائهم ربهم الميثاق بالوفاء بذلك، كما وصفهم به جلَّ ذكره) ((جامع البيان)) للطبري .
وقال السدي: (هو ما عهد إليهم في القرآن فأقروا به، ثم كفروا فنقضوه) ((تفسير القرآن العظيم)) لابن كثير.
وقال السعدي: (وهذا يعمُّ العهد الذي بينهم وبينه، والذي بينهم وبين عباده الذي أكده عليهم بالمواثيق الثقيلة والإلزامات، فلا يبالون بتلك المواثيق؛ بل ينقضونها، ويتركون أوامره ويرتكبون نواهيه؛ وينقضون العهود التي بينهم وبين الخلق) ((تيسير الكريم الرحمن)) .
- وقال تعالى: فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ وَكُفْرِهِم بَآيَاتِ اللّهِ وَقَتْلِهِمُ الأَنْبِيَاء بِغَيْرِ حَقًّ وَقَوْلِهِمْ قُلُوبُنَا غُلْفٌ بَلْ طَبَعَ اللّهُ عَلَيْهَا بِكُفْرِهِمْ فَلاَ يُؤْمِنُونَ إِلاَّ قَلِيلاً [النساء: 155].
قال ابن كثير: (وهذه من الذنوب التي ارتكبوها، مما أوجب لعنتهم، وطردهم، وإبعادهم عن الهدى، وهو نقضهم المواثيق والعهود التي أخذت عليهم) ((تفسير القرآن العظيم)) .
قال ابن عباس: (هو ميثاق أخذه الله على أهل التوراة فنقضوه) رواه الطبري في ((تفسيره)) .
قال الزمخشري: (وأما التوكيد فمعناه تحقيق أنَّ العقاب، أو تحريم الطيبات، لم يكن إلا بنقض العهد، وما عطف عليه من الكفر و*** الأنبياء وغير ذلك) ((الكشاف)) .
قال الخازن: (فبسبب نقضهم ميثاقهم لعنَّاهم، وسخطنا عليهم، وفعلنا بهم ما فعلنا) ((لباب التأويل في معاني التنزيل)) .
- وقَوْله تَعَالَى: فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ لَعنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ وَنَسُواْ حَظًّا مِّمَّا ذُكِّرُواْ بِهِ وَلاَ تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَىَ خَآئِنَةٍ مِّنْهُمْ إِلاَّ قَلِيلاً مِّنْهُمُ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ [المائدة: 13].
قال الطبري: (معنى الكلام: فمن كفر بعد ذلك منكم فقد ضلَّ سواء السبيل، فنقضوا الميثاق، فلعنتهم، فبما نقضهم ميثاقهم لعنَّاهم، فاكتفى بقوله: فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ من ذكر فنقضوا) ((جامع البيان )) .
قال ابن كثير: (أي: فبسبب نقضهم الميثاق الذي أخذ عليهم لعنَّاهم، أي: أبعدناهم عن الحق وطردناهم عن الهدى) ((تفسير القرآن العظيم)) .
- وقوله تعالى: إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ فَمَن نَّكَثَ فَإِنَّمَا يَنكُثُ عَلَى نَفْسِهِ وَمَنْ أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا [الفتح: 10].
قال ابن كثير: (إنَّما يعود وبال ذلك على الناكث، والله غنيٌّ عنه) ((تفسير القرآن العظيم)) .
قال السمرقندي: (فمن نكث يعني: نقض العهد، والبيعة فإنَّما ينكث على نفسه يعني: عقوبته على نفسه) ((بحر العلوم)) .
وقال ابن عطية: (أنَّ من نكث يعني من نقض هذا العهد، فإنَّما يجني على نفسه، وإيَّاها يهلك، فنكثه عليه لا له) ((المحرر الوجيز)) .
- وقال الله تعالى: وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِن بَعْدِ قُوَّةٍ أَنكَاثًا تَتَّخِذُونَ أَيْمَانَكُمْ دَخَلاً بَيْنَكُمْ [النحل: 92] الآية.
وقال ابن عطية في تفسير هذه الآية: (شبهت هذه الآية الذي يحلف أو يعاهد أو يبرم عقدة، بالمرأة التي تغزل غزلها وتفتله محكمًا، وشبه الذي ينقض عهده بعد الإحكام، بتلك الغازلة إذا نقضت قوى ذلك الغزل فحلته بعد إبرامه) ((المحرر الوجيز)) .
__________________
 

العلامات المرجعية

الكلمات الدلالية (Tags)
موسوعة, الاخلاق, الاسلامية, الشاملة


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 03:30 PM.