نار الحلف في الجاهلية
كانوا في الجاهلية إذا أرادوا عقد حلف، أوقدوا النَّار وعقدوا الحلف عندها، ويذكرون خيرها، ويدعون بالحرمان من خيرها على من نقض العهد، وحلَّ العقد. قال العسكري: (وإنَّما كانوا يخصُّون النار بذلك؛ لأنَّ منفعتها تختص بالإنسان، لا يشاركه فيها شيءٌ من الحيوان غيره) .
قال الزمخشري: (كانوا يوقدون نارًا عند التحالف، فيدعون الله بحرمان منافعها، وإصابة مضارها على من ينقض العهد، ويخيس بالعقد، ويقولون في الحلف: الدم الدم، والهدم الهدم، لا يزيده طلوع الشمس إلا شدًّا، وطول الليالي إلا مدًّا، ما بلَّ بحر صوفة، وما أقام رضوى بمكانه) .