|
أرشيف المنتدى هنا نقل الموضوعات المكررة والروابط التى لا تعمل |
|
أدوات الموضوع | ابحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
||||
|
||||
![]()
جزاك الله خيراً... ورضي الله عن الصِّدِّيقة بنت الصِّدِّيق عائشة أم المؤمنين.. فالفَخر كل الفَخر لنا جميعاً بأن تكون هِي أُمُّنا.. عليها مِن الله تعالى الرحمة والرضوان
__________________
|
#2
|
||||
|
||||
![]() |
#3
|
||||
|
||||
![]() علمها بالقرآن وعلومه تُعَدُّ أُمُّ المؤمنين عائشة رضي الله عنها من كبار مفسِّي عصرها؛ ساعدها على ذلك سماعها للقرآن الكريم منذ نعومة أظافرها، قالت رضي الله عنها: لقد أُنزِل على محمدٍ صلَّ الله عليه وسلم بمكة، وإني لجاريةٌ ألعب: ﴿بَلِ ٱلسَّاعَةُ مَوۡعِدُهُمۡ وَٱلسَّاعَةُ أَدۡهَٰى أَمَرُّ﴾(القمر:46 ) ، وما نزلت سورة البقرة والنساء إلا وأنا عنده. وزواجها وعيشها في كنف رسول الله صلَّ الله عليه وسلم جعلها تظفر بحضور نزول الكثير من القرآن الكريم؛ إذ عاشت تسع سنوات في مهبط الوحي، ولم يكن ينزل الوحي على رسول الله صلَّ الله عليه وسلم وهو في لحاف امرأة من نسائه غيرها. وقد نزلت آيات كثيرة بسببها؛ مثل آيات الإفك، والتيمم، ورأت كيف ينزل عليه جبريل عليه السلام بالوحي، حتى إنها وصفت حال النَّبي صلَّ الله عليه وسلم حين نزوله، فقالت: لقد رأيته ينزل عليه الوحي في اليوم الشديد البرد، فيَفْصم عنهوإن جبينه ليتفَصَّد عرقًا ولم تكن عائشة رضي الله عنها تكتفي بمجرد الحفظ، وإنَّما كانت إذا غمُض عليها شيء لا تتردَّد في طرحه على الرسول صلَّ الله عليه وسلم؛ لتتعرَّف على معاني الآيات القرآنية، ومراد الله عزَّ وجلَّ منها، فقد قالت عائشة رضي الله عنها: سألت رسول الله صلَّ الله عليه وسلم عن هذه الآية:﴿وَٱلَّذِينَ يُؤۡتُونَ مَآ ءَاتَواْ وقَّلوُبُهُم وجلَةَ)(المؤمنون:60) قالت عائشة: أهُمُ الذين يشربون الخمر ويسرقون؟ قال: لا يا بنت الصِّدِّيق، ولكنَّهم الذين يصومون ويُصلُّون ويتصدَّقون، وهم يخافون أن لا تقبل منهم (أُوْلَٰٓئِكَ يُسَٰرِعُونَ فِى ٱلَخۡيۡرَٰتِ وَهُمۡ لَهَا سَٰبِقُونَ)(المؤمنون: 61) وإذا استشكلت شيئًا من شأن الوحي بادرت بسؤال النَّبي صلَّ الله عليه وسلم؛ ليرفع عنها الإشكال، وهذا ما جعل عائشة رضي الله عنها على معرفة تامة بالقرآن الكريم، وأسباب نزوله، وموضوعاته، وقضاياه. يقول أبو سلمة بن عبد الرحمن: ما رأيت أحدًا أعلم بسُنن رسول الله صلَّ الله عليه وسلم، ولا أفقه في رأيٍ إن احتيج إلى رأيه، ولا أعلم بآيةٍ فيما نزلت، ولا فريضةٍ، من عائشة ولذلك نراها ترجع إلى كتاب الله العزيز قبل كلِّ شيء في حلِّ كلِّ مشكلة صغيرة أو كبيرة، والكشف عن عقدة تفسيرية، أو ردِّ سؤال موجَّه إليها في هذا الصدد، فهو المرجع الأول لها في كلِّ الأمور، وإنها لم تكن تراجع القرآن في قضايا العقائد والفقه والأحكام الشرعية فحسب، بل في كلِّ الأمور، حتى في موضوع سيرة النبَّي صلَّ الله عليه وسلم وبيان أخلاقه وسلوكه، وكذلك في المسائل ذات الصلة بالتاريخ والأخبار، وقد جاءها ذات مرة ناس يسألونها عن خُلُقِ الرسول صلَّ الله عليه وسلم، قالت: ألست تقرأ القرآن؟ فإنَّ خُلُقَ رسول الله صلَّ الله عليه وسلم كان القرآن. قال: حدِّثيني عن قيام الليل. قالت: ألست تقرأ يا أيُّا المزمِّل؟. وتلفت -رضي الله عنها- النظر إلى الفرق بين السور المكية والمدنية، وموضوعات كلٍّ منهما، فبينما تهتمُّ السور المكية بأمور العقيدة، نجد السور المدنية تهتمُّ أكثر بالأحكام والحلال والحرام، تقول عائشة رضي الله عنها: إنَّما نزل أوَّل ما نزل منه سورة من المفصل، فيها ذكر الجنة والنار، حتى إذا ثاب الناس إلى الإسلام، نزل الحلال والحرام، ولو نزل أوَّل شيء: لا تشربوا الخمر، لقالوا: لا ندع الخمر أبدًا، ولو نزل: لا تزنوا، لقالوا: لا ندع الزنا أبدًا، لقد نزل بمكة على محمد صلى الله عليه وسلم -وإني لجارية ( بَلِ ٱلسَّاعَةُ مَوۡعِدُهُمۡ وَٱلسَّاعَةُ أَدۡهَٰى وَأَمَرُّ)(القمر:46) وما نزلت سورة البقرة والنساء إلا وأنا عنده . وسورة البقرة والنساء التي تقول عائشة رضي الله عنها إنهما نزلتا في المدينة، تتناولان موضوع المناظرات مع اليهود؛ لأنَّم كانوا في المدينة، وبما أن الدعوة الإسلامية تكون قد اكتملت في المدينة المنورة، نزلت فيها الأحكام، وقلَّت الفواصل، بسبب استخدام أسلوب الأحكام والقوانين فيهما، وتقول رضي الله عنها إنَّ سورة القمر نزلت بمكة، وفيها ذكر موضوع القيامة؛ لأن تلك الفترة بداية الإسلام، وفيها الإنكار على المشركين، والرد عليهم؛ لأنَّ المواجهة كانت معهم هناك، واستخدمت فيها الفواصل الصغيرة؛ لأنَّا تؤدي إلى تأثير عميق في الأسلوب والبيان. |
#4
|
||||
|
||||
![]() منهج التفسير عند أُمِّ المؤمنين عائشة: -1 تفسير القرآن بالقرآن: تفسير القرآن بالقرآن من أصحِّ طرائق التفسير، وأول من فسَّ القرآن بالقرآن هو النبي صلى الله عليه وسلم، ولا شكَّ أنَّه من أصحِّ الطرق؛ لأنَّ ما أُجمل في موضع فُسِّ في موضع آخر وهكذا، ومما جاء عن عائشة رضي الله عنها في ذلك، ما رواه عروة: أنَّه سأل عائشة عن قول الله:(وَإِنۡ خِفۡتُمۡ أَلَّا تُقۡسِطُوا فِى ٱلۡيتَمَٰىٰ فٱَنكِحُوا مَا طَابَ لَكُم مِّنَ ٱلنّسِاءِٓ مَثۡنَٰ وَثُلَثَٰ وَرُبَعَٰ)(النساء:3) قالت: يا ابن أختي! هي اليتيمة تكون في حِجْر وليها، تشاركه في ماله، فيعجبه مالها وجمالها، فيريد وليها أن يتزوجها بغير أن يقسط في صداقها فيعطيها مثل ما يعطيها غيره. فنُهوا أن ينكحوهنَّ إلا أن يقسطوا لهنَّ. ويبلغوا بهنَّ أعلى سُنتهنَّ من الصداق. وأمروا أن ينكحوا ما طاب لهم من النساء، سواهنَّ. قال عروة: قالت عائشة: ثمَّ إنَّ الناَّس استفتوا رسول الله صلَّ الله عليه وسلم بعد هذه الآية، فيهنَّ. فأنزل الله عز وجل:( وَيَسۡتَفۡتُونَكَ فِى ٱلنِّسَآءِ قُلِ ٱللُّهَ يُفۡتيِكُمۡ فيِهنِّ وَمَا يُتلٰۡىَ عَليَكۡمۡ فِى ٱلكۡتِبِٰ فِى يتَمَٰى ٱلنسِّاءٓ ٱلَّتِٰى لَا تؤُتوُنهَنَّ مَا كُتبِ لهَنَّ وَترَغَبوُنَ أَن تنَكحِوهُنَّ)(النساء: 12). قالت: والذي ذكر الله تعالى أنَّه يتلى عليكم في الكتاب، الآية الأولى التي قال الله فيها:(وَإِنۡ خِفۡتمُ أَلَّا تقُسِطُوا فِى ٱلۡيتَمَٰىٰ فٱَنكِحُوا مَا طَابَ لَكُم مِّنَ ٱلنِّسَآءِ)(النساء: 3). قالت عائشة: وقول الله في الآية الأخرى:(وَتَرۡغَبُونَ أَن تَنكِحُوهُنَّ)(النساء: 127)، رغبة أحدكم عن اليتيمة التي تكون في حِجره، حين تكون قليلة المال والجمال، فنهُوا أن ينكحوا ما رغبوا في مالها وجمالها من يتامى النساء إلا بالقسط. من أجل رغبتهم عنهنَّ. آخر تعديل بواسطة محمد رافع 52 ، 31-12-2013 الساعة 01:19 AM |
#5
|
||||
|
||||
![]() 2- تفسير القرآن بالسنة: إن السنة شارحة للقرآن ومبينِّة له؛ لذا ظهرت أهمية تفسير القرآن بالسنة، وكان لعائشة من ذلك نصيب وافر؛ لسعة ما تروي من السنة، مع ما كانت تُوجِّهه للنبي صلى الله عليه وسلم من أسئلة تستفهم به عمَّ أشكل عليها، ومن ذلك تفسيرها في قوله تعالى:(وَلَقَدۡ رَءَاهُ بِٱلأُفُقِ ٱلۡمُبِينِ)(التكوير: 23)،(وَلَقَدۡ رَءَاهُ نَزۡلَةً أخۡرَىٰ)(النجم:13). فقالت: أنا أول هذه الأمة سأل عن ذلك رسول الله فقال: إنما هو جبريل لم أره على صورته التي خُلِق عليها غير هاتين المرتين، رأيته مُنهبِطًا من السماء سادًّا عِظم خلقه ما بين السماء إلى الأرض. ومن ذلك تفسير قوله تعالى:(وَمنِ شَرِّ غاَسِقٍ إذِاَ وَقبَ)(الفلق: 3) فتروي :أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم نظر يومًا إلى القمر لما طلع وقال: يا عائشة، استعيذي بالله من شرِّ هذا؛ فإنَّ هذا هو الغاسق إذا وقب . ومن ذلك سؤالها عن قوله تعالى:(وَٱلَّذِينَ يُؤۡتُونَ مَآ ءَاتَواْ وَّقُلُوبُهُمۡ وَجِلَةٌ)(المؤمنون: 60). وقوله:(فسَوَفۡ يحاَسُبَ حِسَابٗا يَسِيرٗا)( الانشقاق:8) إلى غير ذلك. |
#6
|
||||
|
||||
![]() 3- الاستفادة من أسباب النزول في معرفة تفسير القرآن: لمعرفة أسباب النزول أهمية كبيرة في تفسير القرآن، وكشف معانيه، ودفع الإشكالات التي قد تطرأ في فهم بعض الآيات، وكانت عائشة رضي الله عنها على معرفة ودراية واسعة بأسباب النزول، لاسيما وقد عاصرت نزول الوحي، ووقفت على أسباب نزوله، بل وكان نزول بعض الآيات بسببها، ومما يدلُّ على ذلك ما رواه عروة قال: سألتُ عائشة فقلتُ لها: أرأيتِ قول الله تعالى:(إِنَّ ٱلصَّفَا وَٱلۡمَرۡوَةَ مِن شَعَآئِرِ ٱلَّلِه فَمَنۡ حَجَّ ٱلۡبَيۡتَ أَوِ ٱعۡتَمَرَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيۡهِ أَن يَطَّوَّفَ بهِمَا وَمَن تَطَوَّعَ خَيۡرٗا فَإنِّ ٱللَّهَ شَاكِرٌ عَليِمٌ)(البقرة:158). فوالله ما على أحد جناح أن لا يطوف بين الصفا والمروة، قالت: بئس ما قلتَ يا ابن أختي، ولكنها أُنزلت في الأنصار، كانوا قبل أن يُسلموا يُهِلُّون لمناة الطاغية، التي كانوا يعبدونها عند المُشَلَّل ، فكان من أَهَلَّ يتحرَّج أن يطوف بين الصفا والمروة، فلما أسلموا سألوا رسول الله عن ذلك، فأنزل الله تعالى هذه الآية. ومن ذلك أيضًا ما جاء عن عائشة رضي الله عنها:(وَإِنِ ٱمۡرَأَة خَافتَ منِۢ بَعۡلهِا نشُوزًا أَوۡ إِعۡرَاضٗا)(النساء: 128). قالت: هي المرأة تكون عند الرجل لا يستكثر منها، فيريد طلاقها ويتزوَّج غيرها، تقول هي: أمسكني ولا تطلِّقني، ثم تزوَّج غيري، فأنت في حلٍّ من النفقة عليَّ، والقسمة لي. فذلك قول الله تعالى:(فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَن يَصَّالحابَيْنَهُمَا صُلْحًا وَالصُّلْحُ خَيْرٌ). وقد جاء تفصيل ذلك في رواية أخرى، وهي أنَّ عائشة قالت لعروة: يا ابن أختي، كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يفضِّل بعضنا على بعض في القَسْم من مُكثه عندنا، وكان قلَّ يوم إلا وهو يطوف علينا جميعًا، فيدنو من كلِّ امرأة من غير مسيس، حتى يبلغ إلى التي هو يومها، فيبيت عندها، ولقد قالت سودة بنت زمعة حين أسنَّت، وفرقت أن يفارقها رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا رسول الله، يومي لعائشة. فقبل ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم منها، قالت: نقول في ذلك أنزل الله تعالى وفي أشباهها أراه قال:(وَإِنِ ٱمۡرَأةٌ خَافَتۡ مِنۢ بَعۡلِهَا نشُوزًا...)(النساء: 128). |
#7
|
||||
|
||||
![]() 4- التفسير اللغوي: نزل القرآن بلسان عربي مبين، ومن أوجُه تفسيره: تفسير تعرفه العرب من كلامها، وقد أهَّل عائشة رضي الله عنها لهذا النوع من التفسير تمكُّنها اللغوي، واطِّلاعها على أدب العرب شعرًا ونثرًا، مع ما عُرفت به من بلاغة وفصاحة، ونصاعة بيان، ومن ذلك تفسيرها لقوله تعالى:(وَٱلۡمُطَلَّقَٰتُ يَتَرَبَّصۡنَ بِأَنفُسِهِنَّ ثلثَةَٰ قروُء)(البقرة: 228).فقد فَسَّرت القروء هنا بالأطهار، وليس بالحيض، مع كون لفظة قرء من الأضداد، فقد يُراد بها الطُّهر أو الحيض. |
العلامات المرجعية |
|
|