#3
|
||||
|
||||
![]() ولاية عمرو بن العاص الثانية عاد عمرو بن العاص لولاية مصر سنة 34 هـ بعد أن تولي معاوية بن أبي سفيان الخلافة ، و أعطاه معاوية ولاية مصر مكافأة له علي وقوفه بجانبه في قتاله ضد علي بن أبي طالب . و أصبح لعمرو بن العاص ولاية مطلقة في مصر ، و سمح له معاوية أن يبقي علي خراج مصر بعد المصروفات و لا يرسل منه شيئاً إلي دمشق . و في عام 40 هـ ، اتفق ثلاثة من الخوارج علي قتـل علي بن أبي طالب و عمرو بن العاص و معاوية بن أبي سفيان . فنجح عبد الرحمن بن ملجم في قتـل علي بن أبي طالب و هو خارج إلي مسجد الكوفة لصلاة الفجر . أما يزيد الذي قصد عمرو بن العاص ليقتـله ، فقد قتـل خارجة بن حذافة ظناً منه انه عمرو ، لأن عمرو بن العاص اصابته وعكة فلم يخرج في تلك الليلة . فنجا عمرو من الموت ، كما نجا معاوية بن أبي سفيان. مكث عمرو بن العاص في ولايته الثانية لمصر حوالي 4 سنوات و توفي سنة 43 هـ / 663 م . و قيل أنه عندما شارف علي الموت جعل يذكر تحالفه مع معاوية بن أبي سفيان ضد علي بن أبي طالب و يبكي . فقال له ابنه عبد الله : أتبكي جزعاً من الموت ؟ فقال : لا و الله و لكن مما بعده . و جعل ابنه يذكره بصحبته رسول الله صلي الله عليه و سلم و فتوحه الشام ، فقال عمرو : تركت أفضل من ذلك : شهادة أن لا إله إلا الله ، إني كنت علي ثلاثة أطباق ليس منها طبقة إلا عرفت نفسي فيها : كنت أول شئ كافراً و كنت أشد الناس علي رسول الله صلي الله عليه و سلم ، فلو مت حينئذ لوجبت لي النار ، فلما بايعت رسول الله صلي الله عليه و سلم ، كنت أشد الناس منه حياءً ما ملأت عيني منه ، فلو مت حينئذ لقال الناس : هنيئاً لعمرو ، أسلم علي خير و مات علي خير أحواله ، ثم تلبست بعد ذلك بأشياء فلا أدري أعليٌ أم لي . فإذا مت فلا يُبكي عليٌ و لا تُتبعوني ناراً ، و شدوا عليٌ إزاري فإني مخاصَم ، فإذا أوليتموني فاقعدوا عندي قدر نحر جذور و تقطيعها استأنس بكم حتي أعلم ما اراجع به رسل ربي . “ توفي داهية العرب عمرو بن العاص في شوال من عام 43 هـ في مصر ، و لا يعرف حتي الآن أين دُفن . أما الضريح الموجود في الجهة الشرقية من مسجده، فإن المدفون فيه هو ابنه عبد الله بن عمرو وفقاً لبعض أقوال المؤرخين. |
العلامات المرجعية |
|
|