اهلا وسهلا بك فى بوابة الثانوية العامة ... سجل الان

العودة   بوابة الثانوية العامة المصرية > مسك الكلام فى الاسلام > محمد نبينا .. للخير ينادينا

محمد نبينا .. للخير ينادينا سيرة الحبيب المصطفى بكل لغات العالم

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 03-03-2014, 06:28 AM
abomokhtar abomokhtar غير متواجد حالياً
مشرف سوبر ركن مسك الكلام فى الاسلام
 
تاريخ التسجيل: Jan 2008
المشاركات: 11,696
معدل تقييم المستوى: 28
abomokhtar is just really nice
New نماذج عملية من الحوافز النبوية


إن من الأساليب التربوية النافعة التي يمكن للمربين من الآباء والمعلمين الاستفادة منها ما يمكن أن نعبر عنها بالحوافز (الثواب) وهي المشجعات والمرغبات والمستحثات التي تدفع المتربي إلى مزيد من الرضا والقناعة وبالتالي الجد والبذل والعطاء وهذه الحوافز تتنوع بين مادية وأخرى معنوية ونفسية وكذلك أخروية غيبية، ولعلي هنا أعرض بشي من الاختصار جملة من النماذج التي استخدم فيها النبي صلى الله عليه وسلم نوعاَ من هذه الحوافز وهي الحوافز المعنوية، لتكون لنا نبراساَ نهتدي به عند ممارسة عملية التربية والتعليم.

النموذج الأول:

في موقف تربوي رائع يستخدم صلى الله عليه وسلم نوعاً آخر من الحوافز يتمثل في منح الأوسمة والثناء على بعض الصحابة في جوانب التميز لديهم في إحدى الغزوات. قال صلى الله عليه وسلم: «كان خير فرساننا اليوم أبو قتادة، وخير رجالتنا سلمة» (رواه مسلم).

“وهذا الحديث فيه استحباب الثناء على الشجعان وسائر أهل الفضائل؛ لاسيما عند صنيعهم الجميل؛ لما فيه من الترغيب لهم ولغيرهم في الإكثار من ذلك الجميل، وهذا كله في حق من يأمن الفتنة عليه بإعجاب ونحوه".

وقد امتدح النبي صلى الله عليه وسلم بعض صحابته وأثنى عليهم فقال صلى الله عليه وسلم: «نِعم الرجل أبو بكر، نعم الرجل عمر، نعم الرجل أبو عبيدة بن الجراح، نعم الرجل أسيد بن حضير، نعم الرجل ثابت بن قيس بن شماس، نعم الرجل معاذ بن جبل، نعم الرجل معاذ بن عمرو بن الجموح» (رواه الترمذي).

فالمدح والثناء من أساليب الحفز التربوية النافعة إذا كان وفق الضوابط الشرعية، وكان لغرض التربية والحفز، وأما غير ذلك فقد ورد النهي عنه في أحاديث كثيرة، وقد ذكر أهل العلم وبينوا المدح المحمود من غيره من خلال الجمع بين الأحاديث في ذلك.

قال الإمام النووي: "قال العلماء وطريق الجمع بينها أن النهي محمول على المجازفة في المدح والزيادة في الأوصاف، أو على من يخاف عليه فتنة من إعجاب ونحوه إذا سمع المدح، وأما من لا يخاف عليه ذلك لكمال تقواه ورسوخ عقله ومعرفته فلا نهي في مدحه في وجهه إذا لم يكن فيه مجازفة، بل إن كان يحصل بذلك مصلحة كتنشيطه للخير وازدياده منه أو الدوام عليه والاقتداء به كان مستحباً والله أعلم".

النموذج الثاني:

ومن صور المكافأة بالثناء الحسن والمدح، استخدام عبارات التشجيع مثل: أحسنت، بارك الله فيك، ونحو ذلك. وقد طبقها صلى الله عليه وسلم في نموذج عملي فريد.

فعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بالبطحاء فقال: «أحججت؟» قلت: نعم، قال: «بما أهللت؟» قلت: لبيك بإهلال كإهلال النبي صلى الله عليه وسلم، قال: «أحسنت» (رواه البخاري).

إن على المربي استخدام الثناء بالعبارات الحسنة الجميلة إذا رأى من المتربي أي بادرة حسنة في سلوكه أو في اجتهاده فيقول له أحسنت، بارك الله فيك، أو نعم الابن فلان، فمثل هذه الكلمات اللطيفة تشجعه، وتقوي روحه المعنوية، وتترك في نفسه أحسن الأثر، مما يجعله يحب والديه ومعلميه ومدرسته، ويتفتح ذهنه للتدريس، ويكون في نفس الوقت مشجعاً رفاقه أن يقتدوا به في أدبه وسلوكه واجتهاده؛ لينالوا الثناء والتشجيع.


عبد الرحمن علي الجهني

__________________
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 04-03-2014, 06:30 AM
abomokhtar abomokhtar غير متواجد حالياً
مشرف سوبر ركن مسك الكلام فى الاسلام
 
تاريخ التسجيل: Jan 2008
المشاركات: 11,696
معدل تقييم المستوى: 28
abomokhtar is just really nice
New نماذج عملية من الحوافز النبوية 2

  • النموذج الثالث: وفي صورة تربوية مشرقة، ونموذج عمل فريد، يمارس فيه النبي صلى الله عليه وسلم هذا الأسلوب التربوي النافع.
    فعن عبد الله بن الحارث رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصفَّ عبد الله وعبيد الله، وكثيراً من بني العباس ثم يقول: «من سبق إليّ فله كذا وكذا»، فيستبقون إليه فيقعون على ظهره وصدره فيقبلهم ويلتزمهم([1]).
    إن في هذا الحديث نموذج فريد للآباء والمربين في كيفية إيجاد الجو الأسري المناسب لممارسة مهمة التربية مع الأبناء من خلال استخدام هذه الأساليب والاستفادة من هذا الحديث المشتمل على نموذج فريد وتطبيق رائع.
  • النموذج الرابع: ومن أنواع الحوافز المعنوية ذات الأثر الإيجابي على نفوس الأبناء أو المتعلمين، والتي طبقها النبي صلى الله عليه وسلم كثيراً في معاملته لأصحابه رضي الله عنهم، وأحدثت أثراً كبيراً في نفوسهم هي الابتسامة.
    فعن جرير بن عبد الله البجلي رضي الله عنه قال: "ما حجبني رسول الله صلى الله عليه وسلم منذ أسلمت ولا رآني إلا تبسم في وجهي" متفق عليه([2]).
  • النموذج الخامس:وهاهو أحد الصحابة الكرام يروي حديثاً آخر يظهر فيه استخدام النبي صلى الله عليه وسلم للتحفيز عن طريق الاستغفار لأصحابه رضي الله عنهم مما دفعهم إلى المسارعة ومزيد من الاجتهاد.
    فعن سلمة بن الأكوع رضي الله عنه قال في حديث طويل عن النبي صلى الله عليه وسلم: "ثم خرجنا راجعين إلى المدينة فاستغفر رسول الله صلى الله عليه وسلم لمن رقى هذا الجبل الليلة كأنه طليعة للنبي صلى الله عليه وسلم، قال سلمة: فرقيت تلك الليلة مرتين أو ثلاثاً" رواه مسلم([3]).
  • النموذج السادس: ومن النماذج التي استخدم فيها النبي صلى الله عليه وسلم نوعاً من أنواع الحوافز المعنوية ما يمكن أن يعبر عنه بالحفز والمكافأة بالدعاء.
    فعن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل الخلاء فوضعت له وَضوءاً قال: من وضع هذا؟ فأخبر فقال: «اللهم فقهه في الدين» متفق عليه([4]).
    قال الحافظ ابن حجر: "قال التيمي: فيه استحباب المكافأة بالدعاء" ([5]).
    ومن ذلك الدعاء للابن وللتلميذ بالبركة والخير والتوفيق، ونحو ذلك مما يشعره بمحبة وتقدير والديه ومعلميه له وحرصهم عليه.


    ([1]) أحمد، مسند الإمام أحمد (3/335). وفي إسناده يزيد بن أبي زياد - وهو الهاشمي مولاهم الكوفي ضعيف، وعبد الله بن الحارث بن نوفل تابعي ولد في حياة النبي - صلى الله عليه وسلم- وروايته عنه مرسل. وأورده الحافظ ابن حجر في تهذيب التهذيب (8/421) ونسبه للبغوي عن داود بن عمر عن جرير، ثم قال: وهو مرسل جيد الإسناد!. (انظر: الموسوعة الحديثية، مسند الإمام أحمد، تحقيق عبد الله التركي وآخرون، توزيع وزارة الشئون الإسلامية والأوقاف بالسعودية).

    ([2]) البخاري، صحيح البخاري مع الفتح، كتاب ((الجهاد))، باب ((من لا يثبت على الخيل)) (6/187) ومسلم، صحيح مسلم بشرح النووي، كتاب ((فضائل الصحابة))، باب ((فضل جرير بن عبد الله)) (16/35).

    ([3]) مسلم، صحيح مسلم بشرح النووي، كتاب ((الجهاد والسير))، باب ((غزوة ذي قرد)) (12/177).

    ([4]) البخاري، صحيح البخاري مع الفتح، كتاب ((الوضوء))، باب ((وضع الماء عند الخلاء)) (1/294)، ومسلم، صحيح مسلم بشرح النووي، كتاب ((فضائل الصحابة))، باب ((فضل ابن عباس)) (16/37).

    ([5]) ابن حجر، فتح الباري شرح صحيح البخاري (1/295).
المصدر: عبد الرحمن علي الجهني
__________________
رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 11:34 PM.