|
الأدب العربي قسم يختص بنشر ما يكتبه كبار الشعراء والأدباء قديمًا وحديثًا |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
|||
|
|||
![]() التعبير الشائع الساخر “المخرج عاوز كده” قد تكون فيه فكاهة، أو مبالغة، إلا مع مخرج هوليوود “جون فورد”، ففى عام 1937 تقدم شاب قوي وسيم يدعي “جون هال” إلى استديو مترو جولدوين، وسجّل اسمه للعمل كبديل عن بطل فيلم “عاصفة” فى المشاهد الخطرة وكان هذا الشاب يأمل فى شق طريق للشهرة بضربة حظ تدفعه للنجومية.
قبله جون فورد لأداء المهمة، لكن أحلامه الوردية تلاشت واستحالت إلى آلام جسام، وكسور فى العظام، فقد قرر المخرج أن تكون المتاعب والأهوال والتى يبدو بطل الفيلم فى بحار الجنوب وكأنه يصرخ ويكابد ويكاد يهلك منها، آلاما حقيقية واقعية. ألقي “هال” نفسه يصارع أمواج المحيط ، وهو متشبث بسمكة قرش حقيقية ضخمة مفترسة تحوم حوله، وفى مشهد آخر كان على “هال” أن يأخذ مكان البطل فى صراع عنيف، حقيقي أيضا، مع مقاتلين محليين شرسين. وفى مشهد ثالث صدع بالأمر، وانطلق يعدو هاربا فوق أرض موحلة، يسقط مرارا وينهض، ومطاردوه يلاحقونه بطلقات بنادقهم، وأصر السيد المخرج على أن تكون طلقات الرصاص حقيقية. وكل ذلك يهون إزاء المحنة الأشد، حين وصل المسكين “هال” إلى مشهد ال***** بعد أن وقع فى قبضة المطاردين، فقد أصدر المخرج العظيم أمرا لا رجعة ولا هوادة فيه أن يضرب “هال” فى أثناء التصوير بالسياط فوق ظهره العاري، حتى يسيل منه الدم، ومكث هذا الحالم البائس بضع ليال بعدها لا يستطيع النوم إلا على بطنه. إلا أن الفاجعة المؤلمة بعد كل ذلك، أن الرقابة حذفت جميع اللقطات التى يبدو فيها إفراط الآلام الموجعة، وأهوال الصراعات المفزعة، وضربات السياط المبرحة، وحذف معها “جون هال” من ذهنه إلى الأبد أحلام الشهرة.
__________________
Im faded |
#2
|
|||
|
|||
![]() إحدى المدارس الأدبية المهمة فى الأدب العربى الحديث والمعاصر، أسسها الشاعر الكبير أحمد زكى أبو شادى الذى ولد فى عام 1892م، وضمت شعراء الوجدان فى مصر والوطن العربى، ومن روادها: إبراهيم ناجى، وعلى محمود طه، وعلى العنانى، وكامل كيلانى، ومحمود عماد، وجميلة العلايلى، وصلاح أحمد إبراهيم. إنها مدرسة “أبولو”، التى سميت بهذا الاسم لاتساع مجالات ثقافة أعضائها وإبداعهم كما اتسمت بسمات “إله الشمس عند الإغريق” التى تتصل بالتنمية الحضارية ومحبة الفلسفة وإقرار المبادئ الدينية والخلقية، وكان الاتجاه الرئيسى لهذه المدرسة هو الاتجاه الرومانسى. فقد شهد الثلث الأول من القرن العشرين ميلاد حركات أدبية جديدة فى بعض البلاد العربية، وفى المهجر هدفت إلى الارتقاء بمستوى الأدب العربى، لاسيما الشعر، وتخليصه من قيود الصنعة والتقليد والمحاكاة التى انتكس فيها طوال القرون الوسطى، وتوجيهه للتعبير عن مشاهد الطبيعة وصور الحياة والعواطف الإنسانية فى لغة جميلة وتعبير حى مؤثر يزخر بالخيال البديع والصور الأدبية المبتكرة. وجد هؤلاء الرومانسيون على اختلاف إبداعهم فى صورة الحب الحزين والمحروم الذى ينتهى إما بفراق وإما بموت معادل موضوعى، ليأسهم فى الحياة وعجزهم الاقتصادى وعجزهم عن التصدى للواقع. وكانت صورة الإنسان فى أدبهم فردا سلبيا حزينا، وهذا ما نجده واضحا فى أشعار إبراهيم ناجى وعلى محمود طه وروايات محمد عبد الحليم عبد الله ومحمد فريد أبو حديد ويوسف السباعى، ويرجع ازدهار المسرح والرواية فى هذه المرحلة يدل على الرغبة الواعية فى الهروب من الواقع. وكانت هذه المدرسة أقل إثارة للجدل من مدرسة الديوان، ولاحقا أغلقت المجلة الناطقة باسم المدرسة والتى كان اسمها “أبولو” بسبب خلافات متكررة مع الأديب الكبير عباس محمود العقاد.
__________________
Im faded |
#3
|
|||
|
|||
![]() حكم الإمبراطور كاراكالا مصر عام 215 ق.م، ولكن قصر قامته جعلته محل استهزاء للجميع وخاصة الشباب الصغير السن. وقعت حادثة شهيرة حينما جمع “الإمبراطور كاراكالا” هؤلاء الشباب باستاد الإسكندرية ثم أطلق عليهم جنوده ليأخذوا له بالثأر، ففر الشباب هاربين حتى وصلوا إلى مكان مغلق، فأغلقت عليهم أبواب المكان وتم ***هم بالكامل لكى يكونوا عبرة لأهالى الإسكندرية. وكان يرى الجميع أن كاراكالا يحاول التشبه بالإسكندر الأكبر والبطل “أخيليوس” بطل الإلياذة الشهيرة، كما أن الجميع كان يعيره بسبب أنه *** أخاه المسمى بـ”جيتا”، وإزاء ذلك انفجر الإمبراطور كالبركان ف*** وجهاء الإسكندرية وأطلق سراح قواته للنهب والسلب والتخريب فى المدينة وراح ضحية هذا العمل الذى استمر عدة أيام عدد كبير من أهل الإسكندرية التى حل الخراب بشطر كبير منها. كما أمر كاراكالا بطرد الفلاحين المصريين من مدينة الإسكندرية وإعادتهم إلى الأقاليم التى جاءوا منها، واستثنى من هذا القرار التجار والباعة والحمالين والزوار الذين يأتون لقضاء مصالحهم أو أبناء الفلاحين الذين يحضرون للدراسة والتعليم فى المدينة. وعقابا للمدينة أمر الإمبراطور كاركالا بإلغاء الاحتفالات والحفلات وإنهاء الولائم الجماعية للنوادى الخاصة، بل أمر بإقامة نقاط حراسة لمراقبة المواطنين ومنعهم من ارتكاب أى عمل أحمق مثل التجمهر، وإرهابهم بشتى الطرق من جانب السلطة الرومانية.
__________________
Im faded |
#4
|
|||
|
|||
![]() عندما يتحدث التاريخ عن الحكام الأشد قسوة على مر العصور، فإنه سوف يقف طويلاً عند الإمبراطور الرومانى نيرون، والذى تولى العرش بعد أن *** أمه، أجرينا الصغرى، والتى كانت تخلصت لتوها من زوجها الإمبراطور كلوديوس، ويبدو أن ابنها ورث عنها هذه النزعة الدموية. ويروى مجدى كامل فى كتابه “نوادر الحكام” أن نيرون أحاطت به، منذ طفولته، جميع مظاهر الفساد والفجور، ورأى أمه تتزوج اثنين بعد أبيه، وتتآمر على *** شقيقها ولا تتوقف عن تدبير الدسائس وشراء الضمائر. وفى عام 53 ميلادية، حققت “أجريينا” حلمها الثانى، وهو تزويج نيرون الذى لم يتجاوز السادسة عشرة من عمره، من “أوكتافيا” ابنه الإمبراطور كلوديوس، من زوجته الأولى، حتى يصبح ابنها ولياً للعهد، بدلاً من الإمبراطور الشرعى بريتا نيكوس، ابن زوجها كلوديوس. وقبل أن يكتشف الإمبراطور أن ابنه بريتا صار ولياً للعهد، وأن نيرون هو الإمبراطور القادم، قامت أجريينا ب*** زوجها كلوديوس، ودبرت مؤامرة بمجلس الشيوخ وبمساندة الحرس الإمبراطورى، لتنصيب نيرون إمبراطوراً، وهو فى السابعة عشرة. وفى أولى حفلاته الصاخبة لم يتورع عن ضرب أمه بسيفه، حتى هوت جثة هامدة، عند قدميه، والدماء تنزف منها. ويروى مجدى كامل، أن “أجريينا” عندما رأت نيرون يندفع نحوها، والسيف بيده والشر يطل من عينيه، صرخت فيه قائلة “هيا.. أبقر هذه البطن التى حملت الوحش”. ولم يكتف نيرون ب*** أمه، فاتبع ذلك ب*** بريتا نيكوس إبن كلوديوس بواسطة السم.
__________________
Im faded |
#5
|
|||
|
|||
![]() لم يكن الإمبراطور الرومانى الطاغية “لوسيوس نيرون”، إمبراطورا عاديا كباقى أباطرة الإمبراطورية الرومانية القوية فى تلك الفترة، بل كان أكثرهم بشاعة ودموية فى التعامل مع خصومه حتى وإن كانوا أقرب الناس إلى قلبه. فعلى الرغم من النشأة التى نشأها ذلك المُستبد وسط فلاسفة اليونان، والدور الذى قام به الفيلسوف “سينكا” فى غرس قيم البساطة والصبر على الشدائد، إلا أن والدته لعبت دورا مهما فى خلق طاغية مصاب بجنون العظمة وعاشق للدماء. وتأتى الرياح بما لا تشتهى السُفن، فالدور الذى لعبته أمه لوضعه على كرسى العرش وهو لم يُكمل ربيعه الستة عشر، انقلب ضدها، فبعد أن وصل الصبى الدموى إلى الحكم، أصيب بجنون العظمة، وأزعجه تدخل أمه المُفرط فى الحكم، مما دفعه إلى إصدار أوامر لحراسه ب***ها وهى تلعنه، وامتد الأمر إلى *** زوجته “أوكتافيا” بعد خلاف نشب بينهما بسبب نقدها لأحد أعماله الفنية، باعتباره توغل فى عالم التمثيل المسرحى آنذاك، وغيرهما من ضحايا تجبره. فشل “نيرون” فى حياته السياسية والعسكرية، وسيطرت عليه فكرة أنه كان بارعا فى الغناء والتمثيل، فكان يخرج إلى اليونان ويطوف مدنها لحصد الجوائز فى مجالى التمثيل والغناء، ولن يجرؤ حكام لجان التمثيل أو الغناء على منعه من الحصول على الجوائز وإلا ***هم. فكان يسير فى جيش من الممثلين والمغنيين يحملون أوسمته وجوائزه ويدخل بها إلى روما دخول الجيش المظفر العائد من ميدان المعركة، وكان ينظر للمثلين والمغنيين نظره دونيه باعتبارهم مهرجين يقومون بهذه الأعمال من أجل جنى المال.
__________________
Im faded |
#6
|
|||
|
|||
![]() صاحب التطور الذى وصل إليه المسرح فى أوائل القرن الماضى، واستطاع أن يقدم مجموعة من الأغنيات التى اعتُبرت نقلة نوعية فى عالم الغناء فى وقته. إنه سلامة حجازى (1852 – 1917) رائد المسرح الغنائى فى مصر، الذى مثل مرحلة لها أهميتها فى تطور فن الغناء فى مصر من أسلوب غناء النوبة (الوصلة) مع التخت فى ليالى السمر والطرب، إلى الغناء المسرحى. ويختلف طابع الغناء العربى التقليدى فى “الوصلة الغنائية” الطويلة، اختلافًا كبيرًا عن طابع الغناء المسرحى، فالغناء المسرحى لا يمكن أن يعتمد على مجرد التطريب، ويكتفى بالحركات والحليات الغنائية التى كانت عماد فن الطرب فى حفلات الغناء المنزلية. ولأول مرة اتجه الغناء العربى إلى البحث عن التعبير النفسى، ولذلك يعتبر غناء سلامة حجازى المسرحى نقطة البداية فى سبيل تحرير الغناء العربى من قيود الصنعة الغنائية الصوتية القائمة على التطريب والتكرار المزخرف، بل هو نقطة تحول فى الموسيقى العربية بصفة عامة. ولولا قدراته الصوتية البارعة وصوته المعبر متسع المدى، لما أمكنه أن يستنبط لنفسه أسلوبًا للغناء المسرحى ملائمًا لمتطلبات المسرح.
__________________
Im faded |
#7
|
|||
|
|||
![]() واحد من أعظم شعراء العرب، وأكثرهم تمكنا باللغة العربية وأعلمهم بقواعدها ومفرداتها، وله مكانة سامية لم تتح مثلها لغيره من قارضى الضاد، احتار الكثير من الباحثين على مر العصور حول مسألة ادعائه النبوة. إنه أبو الطيب المتنبى، أشعر العرب عبر تاريخهم فى طوله وعرضه، وظل شعره إلى اليوم مصدر إلهام ووحى للشعراء والأدباء. مسألة إدعائه النبوة بها اختلاف فى وجهات نظر الباحثين، والواقع أن المتنبى عاش حياة كريمة بين العرب المسلمين، وتجول فى البلاد بكل عزة وكرامة ولم يبرح أرضا إلا بإرادته التى تملى عليه ما يناسب إحساسه بذاته ومكانته، كما حظى شعره بشهرة عريضة، وقد نزل على الولاة والأمراء فمدحهم وأكرموه وأجزلوا له العطاء، بينما أقام فترة لدى والى مصر “كافور الإخشيدى”، والذى لم يكرمه ولم يحفظ له قدره، فرحل عن مصر وهجاه بقصيدة صعبة للغاية، جاء فيها: لا تشترى العبد إلا والعصا معه.. إن العبيد لأنجاس مناكيدُ، نظرًا لأن كافور كان عبدًا مملوكًا قبل أن يتمكن من الاستيلاء على حكم مصر. هل كان يمكن أن تكون هذه حياة رجل اتهم بادعاء النبوة ؟ هل كان العرب يقبلون بينهم رجلا يكذب على الله ويرفع نفسه إلى مكانة مساوية لمكانة نبيهم الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، ذلك فضلا عن الترحيب به والعمل على إرضائه واستبقائه. وكانت القبائل تلقى بأبنائها فى لظى الحرب من أجل نصرة أى رجل علوى أو حتى يدعى العلوية، وذلك غيرة منهم على آل البيت، فما بالنا بغيرتهم على نبيهم نفسه، ودينهم الذى أقام لهم هذه الدولة التى يموتون من أجل الحفاظ عليها وإعادتها إلى ما كانت عليه من قوة وسيطرة. إن العرب الذين تركوا أشعارا كثيرة لوجود أسماء الأصنام فيها، ما كانوا ليحافظوا على شعر رجل ادعى النبوة وحاول محاكاة قرآنهم، كما تنسب ذلك له بعض الروايات حتى يصل إلى أيدينا محققا مشروحا، حاملا سيرة صاحبه. ويُروى عن المتنبى أنه مات بسبب بيت من شعره، حينما خرج عليه بعض قطاع الطريق ففر هاربًا، فناداه غلامه عاتبًا عليه هروبه وهو القائل: الخيل والليل والبيداء تعرفنى، والسيف والرمح والقرطاس والقلم، فعاد وقاتل حتى تمّ ***ه.
__________________
Im faded |
![]() |
العلامات المرجعية |
|
|