اهلا وسهلا بك فى بوابة الثانوية العامة ... سجل الان

العودة   بوابة الثانوية العامة المصرية > مسك الكلام فى الاسلام > حي على الفلاح

حي على الفلاح موضوعات وحوارات ومقالات إسلامية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #2  
قديم 16-05-2014, 10:31 AM
فكري ابراهيم فكري ابراهيم غير متواجد حالياً
مــٌــعلــم
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 2,936
معدل تقييم المستوى: 19
فكري ابراهيم is a jewel in the rough
افتراضي لوم نفسك لا يعني عدم المطالبة بحقك


لوم نفسك لا يعني عدم المطالبة بحقك
لا أنفي أن تطالب بحقك، لا، هذا موضوع ثانٍ. ﴿ وَالَّذِينَ إِذَا أَصَابَهُمُ الْبَغْيُ هُمْ يَنْتَصِرُونَ﴾
( سورة الشورى )
تطالب بحقك، هل أسمح لإنسان أن يقود مركبة بشكل طائش، وأن يرتكب حادثًا وأن أقول: هذا ترتيب الله ؟ لا، أحاسبه، وأضعه في السجن تأديباً له، هذا موضوع آخر ، أنا أتحدث عن التوحيد، لئلا تحقد على أحد، هذا الذي أوقع بك أذىً سمح الله له أن يفعل ذلك، ولولا هذا الذي وقع بك له حكمة بالغة قد تكشفها بعد حين لما وقع، لذلك عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:
(( لِكُلِّ شَيْءٍ حَقِيقَةٌ، وَمَا بَلَغَ عَبْدٌ حَقِيقَةَ الْإِيمَانِ حَتَّى يَعْلَمَ أَنَّ مَا أَصَابَهُ لَمْ يَكُنْ لِيُخْطِئَهُ، وَمَا أَخْطَأَهُ لَمْ يَكُنْ لِيُصِيبَهُ ))
[ أخرجه أحمد في مسنده والطبراني في الكبير عن أبي الدرداء رضي الله عنه ]
أنا أخشى أن يفهم من كلامي هذا أنه إذا دخل إلى بيت إنسانٍ سارقٌ يقول: هكذا ترتيب الله، ماذا نفعل ؟ سمح الله له، وتقف أنت مستسلمًا كما يفعل المسلمون اليوم، ينتظرون رد الفعل، هم لا يفعلون شيئاً، ينتظرون ماذا يفعل بهم، بين أن تفعل، وبين أن يفعل بك فرق كبير.
أوضحُ مثلٍ حديث الإفك:
﴿ إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ لَا تَحْسَبُوهُ شَرّاً لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ﴾
( سورة النور الآية: 11 )
أن تُتّهم السيدة الأولى، السيدة عائشة بالزنى ؟‍ خير، هكذا قال الله، لأن الله عز وجل امتحن المؤمنين، الذي ينطوي على إيمان ضعيف، أو الذي يقترب من النفاق روّج الخبر وفرح به، وفضح نبيهم، وأما المؤمن فظن في نفسه خيراً، واللهُ فَرَز المؤمنين، أنت قد تقول: إن الذي روج الخبر لا ذنب له إنسان لأن الله شاء أن يفتضح هذا الأمر.
﴿ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ﴾
( سورة النور )
ردققوا في هذه الكلمة: التوحيد لا يعفي من المسؤولية، حديثي فقط من أجل ألا تحقد، من أجل ألا تنقم على أحد، من أجل ألا تسحق، لكن الخطأ خطأ، ومحاسب عليه.
أضرب مثلًا آخر: لو جاء مريض في حالة إسعاف، والطبيب المناوب يدير حديثًا آثمًا مع ممرضة، قال لهم: دعوه قليلاً، فمات، لو أن الطبيب قال: سبحان الله ! مات بأجله، هذا إنسان كاذب، يحاسب كقاتل، لأنه قصر، كان من الممكن أن يسعفه.
تقول: هكذا ترتيب الله عز وجل، وترتيب سيدك، وماذا بيدنا، وما بيدنا شيء، هذا كله كلام زعبرة وتلبسة، أنت حينما تؤمن أن الذي وقع أراده الله هذا لا يعفيك من المسؤولية، تحاسب، لكن التوحيد من أجل ألا تحقد، من أجل ألا تندب حظك، من أجل ألا تتهم الله بالظلم، دقق:
﴿ فَاعْلَمْ﴾
ما قال: فقل:
﴿ فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ﴾
( سورة محمد الآية: 19 )

كل شيء بيده، وإن جاءني شيء لا يعجبني، جاءني قضاء مكروه، قال:
﴿ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ﴾
( سورة محمد الآية: 19 )
ما علاقة القسم الثاني بالقسم الأول ؟ ﴿ فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ﴾
، كل شيء وقع أراده الله، يا رب، لماذا أوقعت بنا هذا المصاب ؟ قال له: ﴿ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ ﴾
، لولا أنك فعلت شيئاً يستوجب هذا لما وقع، هذه الحقيقة المرة، لكن من السهل جداً أن تقول: استعمار، والموساد ، والغرب، وطغيان، القضية سهلة جداً، أنت مرتاح، لا تقدم ولا تؤخر، والأخطاء كلها أنت مصرٌّ عليها، وتتهم الطغاة في العالم، لا، الله عز وجل بيده كل شيء، ﴿ أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ ﴾
الإيمان بالقضاء والقدر لا يلغي السعي
الفكرة في هذا الدرس: أنه إذا أصابك بغي فينبغي أن تنتصر، ﴿ وَالَّذِينَ إِذَا أَصَابَهُمُ الْبَغْيُ هُمْ يَنْتَصِرُونَ ﴾
، ولكن ينبغي ألا تحقد، لا تحقد، هذا الذي أوقع الأذى بك سمح الله له لحكمة بالغةٍ بَالغةٍ بالغة، إذا كشفت لك ذبت لله محبة وشكراً.
كم من إنسان سُلِّط على إنسان، فكان هذا التسليط سبب هدايته، وسبب توبته، أخشى ما أخشاه أن يفهم الدرس خطأ، أن نستسلم، أن نقعد، أن ننتظر ماذا يفعل بنا، الحياة فيها فعل، وفيها رد فعل، الإنسان الموفق يفعل، ويضع الآخرين في موقف حرج ، يتصرفون بحسب ما خطط، أما إذا قصر واستسلم، ومال إلى الراحة، ينتظر ما يفعل به ، الآخرون يخططون له، وهو ينتظر ماذا سيفعلون ؟ هذه مشكلة كبيرة جداً، البطل هو الذي يفعل، ويوقع الآخرين في حرج، الآخرون مكلفون برد فعل لفعله، أما إذا ترك المبادرة، واستسلم، ينتظر ما يفعل به، وهذه مشكلة كبيرة، في النهاية إما أن تخطط، وإما أن يخطط لك، إما أن تخطط، وإما أن تكون رقماً لا معنى له في خطة عدوك.
إذاً الإيمان بالقضاء والقدر لا يلغي السعي، والإيمان بالقضاء والقدر لا يلغي المسؤولية، والإيمان بالقضاء والقدر لا يعني أن تستلم.
أوضح شيءٍ لص دخل بيتًا، هل تقول: دخل بمشيئة الله، لا إله إلا الله، لكن أن تنهض، وتقبض عليه، وتسلمه للشرطة، ما كل قضاء نستسلم له، أما المرض ما بيدنا شيء، الأطباء قالوا: مرض عضال، أنا أستسلم، ماذا أفعل، أما عدو اقتحم بلادي أستسلم ؟ ممكن أن أصحح هذا الخطأ، لا أصحح ؟ هذا كلام مرفوض.
الناجحين في ابتلاء القوة والغنى قلة، وأن الناجحين في ابتلاء الضعف والفقر كثرة
الملخص: لا بد من أن نبتلى، شئنا أم أبينا، وقد نبتلى بالغنى، وقد نبتلى بالقوة، لكن الملاحظة أن الناجحين في ابتلاء القوة والغنى قلة، وأن الناجحين في ابتلاء الضعف والفقر كثرة، فلما سئل النبي عليه الصلاة والسلام، وخُيِّر: أتحب أن تكون نبيا ملكاً أم نبياً عبداً ؟ قال: بل نبياً عبداً، أجوع يوماً فأذكره، وأشبع يرماً فأشكره.
امتحان الفقر والضعف قد يكون أسلم من امتحان القوة، الغني يطغى أحياناً، والدليل:
﴿ كَلَّا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَيَطْغَى (6) أَنْ رَآَهُ اسْتَغْنَى﴾
( سورة العلق )
حينما يغتني الإنسان ينسى الله عز وجل، وهذا شيء ـ واللهِ ـ ملاحظ، في البلاد الغنية جداً أهلها استغنوا عن الله عز وجل، استغنوا عن طاعته، والبلاد التي تعاني ما تعاني لعل هؤلاء في العناية المشددة، الضغوط التي عليهم لعلها تدفعهم لباب الله عز وجل ، الضغوط التي لا تحتمل لعلها تدفعنا جميعاً إلى الصلح مع الله، لذلك: ﴿ وَإِنْ كُنَّا لَمُبْتَلِينَ ﴾
أختم هذا الكلام بقول الإمام الشافعي مرةً أخرى: " يا إمام، أندعو الله بالابتلاء أم بالتمكين ؟ فقال: لن تمكن قبل أن تبتلى ".
وطن نفسك أن هناك امتحانًا، وقد يكون الامتحان صعبًا، والبطولة ليست ألا تبتلى، البطولة أن تنجح فيما تبتلى، لست بطلاً إن لم تبتلَ، لكنك بطل إذا ابتليت، ونجحت في الابتلاء،

يتبع
__________________
فكري إبراهيم الكفافي
مدير التعليم الابتدائي
بإدارة الجمالية التعليمية
دقهلية

أمين اللجنة النقابية للمعلمين
رد مع اقتباس
 

العلامات المرجعية


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 02:41 AM.