|
الأدب العربي قسم يختص بنشر ما يكتبه كبار الشعراء والأدباء قديمًا وحديثًا |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#40
|
|||
|
|||
![]() عاشــت الأرملة الفقيرة مع طفلها الصغير حياة متواضعـة ،في ظروف صعبة . . ...
إلا أن هذه الأسرة الصغيرة كانت تتميز بنعمة الرضا و تملك القناعة التي هي كنز لا يفنى، لـكن أكثر ما كان يزعـج الأم هـو سـقـوط الأمطار في فصل الشتاء...!!! فالغرفة عبارة عن أربعة جدران , و بها باب خشبي , غير أنه ليس لها سقف ! . . و كان قد مر على الطفل أربع سنوات منـذ ولادته... لـم تتـعرض المدينة خلالها إلا لزخات قليلة و ضعيفة من المطر , إلا أنــه ذات يوم تجمعت الغيوم و امتلأت سماء المدينة بالسحب الداكنة . . . . . و مع ساعات الليل الأولى هطل المطر بغزارة على المدينة كلها ، فاحتمى الجميع في منازلهم ، أمـا الأرمـلـة و الـطـفـل فكان عليهم مواجهة موقـف عصيب ! !! نظر الطفل إلى أمه نظرة حائرة و اندسّ في أحضـانـها ،، لكن جسد الأم مع ثيابها كان غارقًا في البلل . . أسرعت الأم إلى باب الغرفة فخلعته و أسندته مائلاً على أحد جدران الغرفة ، وخبـأت طفلها تحت الباب المسند على الجدار لتحـجـب عنه سيل المـطر المنهمر.... فـنـظر الطفل إلى أمـه في سعادة بريئة و قـد عـلت عـلى وجهه ابتسامة الرضا... و قال لأمه:"ماذا يا ترى يفعل الناس الفقراء الذين لـيس عندهم باب حين يسقط عليهم المطر ؟!! " لقد أحـس الطفل الصغير في هـذه اللحظة أنـه ينتمي إلى طبقة الأثرياء . . ففي بيتهم باب !!!!!! ما أجمل الرضا بالحال . . .و بالقضاء والقدر ،، إنـه مصدر السعادة و هـدوء البال ووقـايـة مـن أمـراض التمرد و الحقد ، "اللهم إنا نسألك رضاك و الجنة.. و نعوذ بك من سخطك و النار ” اللهم آمين... مـاذا لو أن أحدنا كان فى مكان هذه الأم الفقيرة الشـاكـرة الصابرة والمحتسبة ، وهذا الابن الصغير الشاكر ،،
__________________
إن طالت أو قصُرت ، إن زانت أو شانت ؛ هي دُنيا وستنتهي .. ![]() |
العلامات المرجعية |
|
|