ليلة سقوط السياسة المصرية

[أ/رضا عطيه]

حين ترى المظاهرات فى كل مكان تسىء لمصر وللصهاينة على حد سواء

فحتما ولابد تعود بالذاكرة وتقول الحقيقة (هذا ماوضعنا فيه تضحيات جمال عبد الناصر )

حين ترى الجحود والحقد بات ظاهرا على مصر وشعبها وجيشها من بعض العرب والدول الإسلامية

فعليك أن تتأكد بأن من وراء هذا كله هو (طموحات جمال عبد الناصر )

حين تدخل كل بيت مصرى وتجد من كل عائلة شهيد فى فلسطين أو اليمن أو العراق أو سوريا أو الجزائر أوالكويت أو السعودية

فعليك أن تكون صادقا مع نفسك وتعلن أن السبب (عروبة جمال عبد الناصر )

حين تتجول فى مصر وترى شوارع وقرى ومدن محرومة من أبسط حقوقه الحياتية

وتتأمل من وراء كل هذا ستجده (تضحيات وعروبة شعب جمال عبد الناصر )

فجمال عبد الناصر هو شخصية العرب الأولى والمحبوب لديهم وهو من وهب مصر للعرب والمسلمين والأفارقة

فساعد فى تحرير من تحرر
ثم نالت مصر وحدها جزاء أفعاله وتحدياته للقوى العظمى ونال شعبها الفقر والجهل وشماتة اللائمين

جمال عبد الناصر والسادات سياسات اليوم فى المنطقة وردود بعض الدول العربية والإسلامية بنكران مال لمصر من أياد بيضاء تؤكد أنه كان حالما

وأضاعا عمرا مديدا من حياة مصر فى وهم الوحدة العربية وتقارب الأمة الإسلامية وترابط دول الوسط الحيادية

والدفاع عن أوطان لقيام دولة لأهلها و نصف أهلها لايريدون عودته وإقامته ويسعون لذلك حتى الساعة

فباكستان الدولة النووية تخرج بها مظاهرات تطالب بتدخل الجيش المصرى وإلا سيكون عميل

وإيران التى تبغض كل ماهو عربى تفعل كذلك وأن لنا الزمن العفن أن نرى خومينها يصف مصر بصفات قذرة

وتركيا الإسلامية منتظرة الخلافة فى الظاهر حاضنة لغزة وفى الباطن هى من تبحث لخروج أمن لاسرائيل بعد توغلها فى مستنقع غزة

أما الدول العربية فحدث ولاحرج

جيوشهم لبلادهم إلا مصر فيريدون جيشها جوال كما كان فى زمن عبد الناصر والسادات ومبارك

من يحزنه رؤيا مساكين الصومال وفلسطين وسوريا والعراق وليبيا فليذهب فى رحلة لأى منطقة عشوائية فى مصر ويأتينا بالمقارنة

من يحزنه ماحدث لعبد الناصر عقابا له على مساعدته لبلده وعروبته وقارته فلم يلومنا اليوم على إعادتنا لبعض حقوقنا الذاتية لبناء بلدنا -- أم يريدون دفعنا لتكرار التجربة المريرة ليعود ويشمت ويتشفى فينا ألأم خلق الله

تخلفنا عصور بسبب قيامنا بدور الكبير والمصلح والمخلص والموحد -- تخلفنا وتقدم الأخرون وصاروا لشهدائنا فى بلدانهم ناكرين وكارهين

حين حاولت اليابان العيش فى منطقة وهمية تجمع بعض البلدان فى تنظيم واحد وقدمت كل ثرائها وثرواتها لهم ضربت بالنووى

وحين قدمت ذاتها على جيرانها نمت وتقدمت فأعاد الخير عليها وكل من حولها

بعد كل هذا الجحود لم قدمته مصر للعرب وللدول الإسلامية والتى نراه بأم أعييننا كل يوم على الشاشات

جاء الوقت علينا كشعب حُرم من كل تطور بسبب أناس يقدموننا كل يوم للتهلكة

أن نصلح من حالنا أولا فيعم الخير علينا وعلى كل من حولنا

ولا ننطلق وراء دعوات الناصريين الجدد والناصريين الحداثى والناصريين وقت اللزوم فيعود التاريخ كما كان ويتطلب منا عصور أخرى لنعود للحياة ثم تختطف بدعوات التعاطف الوقتية

الناصرية أية برقت فى وجدان كل الأمم ولكن الحقيقة الأن أن هناك تغيير فى ذات الأمم وأهدافها

فلنتغير معها حسب أهدافها ومصالحنا وإلا عدنا لمواقعنا قرون وأكثر

فمن يحارب فى بلدان العرب الأن عقول أتتنا من العصور الوسطى فمن ستغلبه العاطفه ويترك موقعه تضامنا مع غيره سيفتك به لأن زمام هذه العقول فى أيدى من يكرهون لك الوجود


فلتنتظرنا العروبة إن شاءت حتى نبنى أنفسنا وإلا هلكنا جميعا وهذا مايهدف إليه أقزام وخوارج وتجار هذا العصر