اهلا وسهلا بك فى بوابة الثانوية العامة ... سجل الان

العودة   بوابة الثانوية العامة المصرية > قصر الثقافة > الأدب العربي

الأدب العربي قسم يختص بنشر ما يكتبه كبار الشعراء والأدباء قديمًا وحديثًا

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 04-08-2014, 05:13 PM
Asmaa Soliman Asmaa Soliman غير متواجد حالياً
عضو مجتهد
 
تاريخ التسجيل: Oct 2010
العمر: 32
المشاركات: 75
معدل تقييم المستوى: 15
Asmaa Soliman is on a distinguished road
افتراضي

انا قرأت الرواية قبل كده
بس رائعة

وبتحيى قضية المعظم ناسيها

جزيت خيرا

اقتراح ممكن بعد ما تخلصها تكتب معلومات عن الشيشان تأكيدا للمعلومات اللى وردت فى الرواية

بوركت
__________________
تستطيع إستخدام الرسائل الخاصة عندما تكون لديك أكثر من 100 مشاركة

عذرا لأى شخص بعتلى رسايل خاصة مش بعرف ارد
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 04-08-2014, 08:40 PM
الصورة الرمزية مسلمة متفائلة
مسلمة متفائلة مسلمة متفائلة غير متواجد حالياً
طالبة بالأزهر الشريف
 
تاريخ التسجيل: Sep 2007
المشاركات: 6,603
معدل تقييم المستوى: 24
مسلمة متفائلة is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة asmaa soliman مشاهدة المشاركة
انا قرأت الرواية قبل كده
بس رائعة

وبتحيى قضية المعظم ناسيها

جزيت خيرا

اقتراح ممكن بعد ما تخلصها تكتب معلومات عن الشيشان تأكيدا للمعلومات اللى وردت فى الرواية

بوركت
صحيح .. وده الشيء اللي جذبني فيها
إن الناس ناسية الشيشان أصلًا، ومعلومات معظمنا مايعرفهاش

المعلومات صحيحة .. على موقع قصة الإسلام لـ د. راغب السرجاني
هبقى انزلها في النهاية إن شاء الله

سعدت بمرورك أختي وباقتراحك
جزانا الله وإياكِ كل خير ، وفيكِ بارك الله
__________________

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 04-08-2014, 08:53 PM
الصورة الرمزية مسلمة متفائلة
مسلمة متفائلة مسلمة متفائلة غير متواجد حالياً
طالبة بالأزهر الشريف
 
تاريخ التسجيل: Sep 2007
المشاركات: 6,603
معدل تقييم المستوى: 24
مسلمة متفائلة is on a distinguished road
افتراضي

تابع (4)

فى الأيام التاليه ...................

استقر الحال بعمر فى بيت خاله ولم تدخر العائلة جهدا للإشعاره بأنه فى وطنه
كان الجميع يتعامل معه بلطف وحنان من أول السيدة الطيبة زوجة محمد التى كانت تمرضه وترعاه ...ومالك الظريف الذى كان يحاول التخفيف عنه بكل وسيلة, الى زهرة الرقيقة التى كانت تسأل عنه من وقت لآخر...
حتى الصغير خالد ..كان يحبه
لكن عمر كان لديه شعور دائم بالغضب والتمرد تزداد حدته ويظهر جليا كلما رأى خاله محمد أو احتك به

دخل عمر حجرة المعيشه بخطوات ملوله بطيئه ..فوجد العائلة كلها هناك..

الأب والأم والصغيران يشاهدون التلفاز, ومالك يجلس الى منضدة فى أحد أركان الحجرة يستذكر دروسه, وزهرة تجلس فى الركن الآخر تقرأ
اتجه عمر الى المنضدة التى يجلس اليها مالك وجلس على مقعد أمامه

مالك : مرحبا عمر ...سأنهى دروسى وأخلو اليك حالا...

كيف حال أنفك؟؟

عمر بغيظ : اسأل أبوك...ياااااااااسااااااتر ...ايه ده ؟؟

(لايجوز قول يا ساتر لأنها ليست اسمًا من أسماء الله عز وجل والصحيح أن نقول يا ستير)
تصدق بالله ...
أنا كلت علق بعدد شعر راسى, وانضربت كتير وقليل ...
الا أبوك ..ده عليه ايد.. مرزبه!
شايلها ازاى ده ؟

يبتسم مالك وهو يقول بمرحه المعتاد : أبى مجاهد, ويجيد فنون القتال


يزفر عمر بضيق وملل : اف ..ايه ده ...

معندكوش هنا حاجه نتسلى بيها؟

مالك بمرح : اطلب أى شئ تريده


عمر بصوت خافت : معاك سيجاره ؟


مالك بدهشه : ماذا؟؟


عمر : سيجاره


مالك يبلع ريقه ويقول بصوت منخفض هو الآخر : لا...لا أحد هنا يدخن السجائر


عمر بتأفف : طب مفيش كوتشينه؟؟


مالك : ماذا قلت ؟؟...

لا أستطيع فهم أغلب كلماتك

عمر بضيق : يابنى هو أنا بتكلم عبرى؟؟

كوتشينه يابنى ..كوتشينه...ورق ...ورق..

مالك يهز رأسه بفهم : نعم ...فهمت ..

لا ...لاأحد هنا يلعب الورق

عمر : ياساتر ...انتوا عايشين ازاى!

(لايجوز قول يا ساتر لأنها ليست اسمًا من أسماء الله عز وجل والصحيح أن نقول يا ستير)

مالك يبتسم : انتظر حتى أنهى ما فى يدى وسأجد ما يسلينا
يسند عمر مرفقه الى المنضدة ويريح خده على كف يده ويتثاءب بكسل ملول حتى تقع عينه على زهرة وهى تنهض من مكانها وتتجه الى المكتبة الكبيرة فى آخر الحجرة لتبحث عن كتاب
تطاردها عيناه ويستدير وجهه خلفها

فجأه ينهض مالك ويرتكز بمرفقيه الى المنضدة ويميل بجزعه ويقترب من عمر ويمسك وجهه بين أصابعه وينظر فى عينيه مباشرة وهو يقول بابتسامة مفتعلة : كن حذرا ..بعض أنواع التسليه قد تكون خطيرة ومؤلمة للغاية


يشيح عمر بيده : خلاص ياعم آسف, انت هاتعلق لى المشنقة؟


مالك ببساطه : فقط أحببت أن أنبهك ..فزهرة ليست فتاة عادية

ستفهم ذلك فيما بعد

عمر بلهجة معتذرة : ماشى يا عم.مسموح بالكلام ولا ده كمان ممنوع؟؟


يعود مالك الى مرحه : ولم لا ..انها أختك كما هى أختى


ينهض عمر ببطء وينظر حوله ثم يتجه الى المنضدة التى تجلس اليها زهرة التى شعرت به فرفعت عينيها من الكتاب وهى تقول بود وابتسامة هادئة على شفتيها : مرحبا عمر ...كيف حالك؟


عمر يجلس الى المنضدة وينظر للكتاب الذى بين يديها: الحمد لله....

ايه ده؟؟...كل ده كتااااااااب؟
انتى بتذاكرى ولا حد بينتقم منك؟؟

تبسمت ضاحكة : لا لقد أنهيت دروسى منذ قليل


عمر بدهشة : : أمال بتعملى ايه بالكتاب ده؟؟


زهرة : هذا كتاب تاريخ .....


عمر بعجب : بتقرى ده كله؟؟


زهرة : لا....بل أحفظه


عمر بذهول : ليه ؟؟ مين اللى بيعذبك كده؟؟

يشير بابهامه خلفه بتساؤل دون أن يتكلم

زهرة ضاحكة : لا ...ليس هو ...

بل أنا التى أريد ذلك ....أريد أن أشارك فى حفظ تاريخ هذا البلد

عمر ببلاهه : مش فاهم ؟؟ يعنى ايه تحفظى كتاب عشروميت صفحه؟..

ايه اللى يزنقك على كده ؟؟

زهرة بهدوء : لقد قاربت على الإنتهاء من حفظ ربعه

الأمر ليس صعبا كما تتصور ....
هذا ان أردت أن تفعله

عمر : : ماشى....لكن مش هو مكتوب فى الكتاب؟ والكتاب فى المكتبة؟

بتحفظيه ليه؟؟

زهرة : حتى أساعد فى انقاذه عندما يتكرر ما حدث فى الماضى

.................................................. ..

انهم يحرقونها........

قال القائد بألم شديد وهو ينظر هناك بعيدا من خلال المنظار المكبر

ترك المنظار وجلس مستندا الى صخرة وارتسم على وجهه الغضب ممزوجا بالألم وردد ثانية : انهم يحرقونها....يحرقونها...


أحمد بغضب : أصبحوا كالكلاب المسعورة منذ اختطفنا جنرالهم


جوهر : هزيمتهم الفادحة فى معركة دبيورت أشعلت جنونهم لقد قــتل منهم أكثر من 800 خلاف الآليات والأسلحه التى غنمناها منهم لهذا يصبون حقدهم وغضبهم على جروزنى


القائد : سيدمرونها عن آخرها ان لم نتصرف بسرعه

يحرقونها أو يدمرونها ....انها لا تهمهم فى شئ

جوهر بهدوء : سوف يتوقفون قريبا ...


القائد بغضب : لا لن يتوقفوا الا عندما ترتوى نزعتهم الساديه لن أقف مكتوف الأيدى وأتركها تحترق

لن أتركهم يدمرونها
أبلغ بقية الكتيبة بالإستعداد ...
ارتسمت فى عينيه نظره مرعبه وهو يكمل :
سيكون الرد مزلزلا

.................................................. ...........

مش فاااااهم ...قالها عمر بضجر شديد

مالى أنا ومال ايفان الرهيب والشيخ منصور ولا شامل ده كمان

تنهدت زهرة وفكرت قليلا ثم قالت : حسنا سأحاول أن أشرح لك بطريقه مختلفة

نحّت الكتاب جانبا وأحضرت من المكتبه رقعة شطرنج رصت عليها القطع بطريقة معينه وعمر يراقبها باهتمام شديد, وبعد قليل انضم اليهما مالك بعد أن أنهى ما فى يده وأخذ يستمع لزهرة بشغف

زهرة : القطع البيضاء الكثيرة تمثل روسيا ..والسوداء تمثل المقاومة الشيشانية وهى على الرغم من قلتها العدديه أمام الأسلحه والإمكانيات الروسية الا أنها لم تهدأ أبدا فى أى فترة من الفترات على مدار التاريخ


قدمت قطعة سوداء للأمام وهى تقول : الشيخ منصور أوشورما وحد العشائر الشيشانيه

(جمعت بيديها القطع السوداء كلها معا)
وأعلن الجهاد ضد الروس...لكنه هزم فى معركة نهر السونجا واعتقل ومات فى السجن عام 1793

(أسقطت القطعه السوداء ثم أزاحتها من الرقعه وقدمت قطعه أخرى)

ثم ظهر الإمام شامل وأسس دولة اسلامية فى الشيشان وداغستان معا (رسمت دائره وهميه بإصبعها حول القطع السوداء)
وهو من أعظم العلماء المسلمين المجاهدين الذين نعتز بتاريخهم
ألتفت حوله قبائل الشراكسة والشيشان , وكل علماء القوقاز والتركستان ,وقاد حرب أستنزاف فى شعاب المنطقة ووديانها وجبالها أستمرت ثلاثين سنة وإستنزفت قوا إثنين من القياصرة هما نيقولا الأول (1825 –1855 م)(وألكسندر الثانى 1855 –1881م)

لكنها انتهت بهزيمة المقاومة عام 1864 م ووقع الشيخ المجاهد فى الأسر

(أسقطت القطعه الثانيه وازاحتها خارج الرقعة)

عمر بدهشة : ومات فى السجن ؟؟


زهرة بجدية : لا...بل أعدم ....

وتعتبر هذة الثورة الإسلامية أعظم ثورة فى تاريخ صراعنا مع روسيا القيصرية
لكنها للأسف لم تمتد طويلا فالصراع دائما كان بين شعب ضعيف الإمكانيات وإمبراطورية تملك إمكانيات كبيرة وتتلقى الدعم من القوى المجاورة ..

وبعدها بخمس سنوات فقط قام الروس بقـتـل 4000 شيشانى فى منطقة سالى محاولين اخماد الإنتفاضه ...

لكن الإنتفاضه لم تهدأ أبدا

وعندما ظهر الحاج أذن(قدمت قطعه جديدة) لم تمض ثمانى سنوات حتى أعلن امارة شمال القوقاز


ولكن فى عام 1925 تم سحق الإنتفاضة وأعلنوا الحرب على الشيشان واتهموهم بالإرهاب والتمرد


عمر بسخريه مريره : بقى كل ده وماكانوش لسه أعلنوا الحرب؟؟!!


زهرة : عام, 1944م أسس ستالين جمهورية الشيشان ذات الحكم الذاتى

ولكنه فى عام 1945 غدر بهم, وقامت قواته بابعاد ونفى قرابة مليون مسلم من ست جـنـسيات مختلفه الى سيبريا وكان نصفهم من الشيشان وداغستان

عمر بدهشة شديدة : ياااااااربنا!! مليون!!ونقلوهم ازاى دول؟


تغيرت لهجة زهرة وظهر الحزن عميقا فى صوتها :

كانوا ...كانوا يقومون بشحن المواطنين داخل عربات الشحن بالسكك الحديديه كالبهائم....
لم يرحموا المرضى ولا العجزه كبار السن
وترك المبعدون خلفهم كل ما يملكون من متاع وأغراض وأراض لتكون غنيمه للمستوطنين الروس القادمين الى الشيشان
ليس هذا وحسب... لقد مات نصف عدد المبعدين فى الطريق من وباء التيفوس نتيجة الإزدحام الرهيب فى عربات الشحن ..
كما مات آخرون فى معسكرات العمل فى كازاخستان
تلك الفترة كانت من أشد الفترات التى مرت علينا قسوة

نظر عمر حوله فوجد العائلة كلها قد التفت حول المائدة تستمع لزهرة وهى تحكى بأسلوبها الجذاب الشيق : وعاد الشيشانيون الى بلدهم عام 1957 ليجدوا أرضهم أصبحت ملكا لسكان جدد شكلوا ربع عدد سكان الشيشان .


تنهد عمر بعمق وهز رأسه غير مصدق : علشان كده بتحفظى التاريخ؟


زهرة : ليس هذا فحسب ..أنا أريد أن أكون من حراس التاريخ
الروس يحاولون باستماته طمس تاريخنا ومحو هويتنا( ففى حرب القوقاز الأولى قاموا بإلقاء كل المخطوطات فى بحيرة (كازن ـ ام) لكن الإمام شامل الكبير أمر كل كبار رجال العشائر بإعادة كتابة التاريخ وكل ما حدث حتى يورث للأجيال
ثم حاولوها ثانية أثناء حملة الإبعاد لكننا أنقذنا مخطوطاتنا بأعجوبه
ولن يكفوا عن ذلك ...سوف يعودون مرة بعد مرة ..لهذا لابد أن نستعد لهم...علينا أن نحافظ على تاريخنا بأرواحنا فهو الكنز الثمين الذى نورثه لأبناءنا وأحفادنا من بعدنا.ولن ندعهم يسلبونه منهم

أسند عمر ظهره الى المقعد وهو يتأمل رقعة الشطرنج بتفكير : رموا الكتب فى البحر ؟؟ الروس ولا التتار؟؟


ابتسمت زهرة وقالت : أظنك الآن قد بدأت تفهم

.................................................. ..
يتبع.............................
__________________

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 06-08-2014, 02:17 AM
الصورة الرمزية مسلمة متفائلة
مسلمة متفائلة مسلمة متفائلة غير متواجد حالياً
طالبة بالأزهر الشريف
 
تاريخ التسجيل: Sep 2007
المشاركات: 6,603
معدل تقييم المستوى: 24
مسلمة متفائلة is on a distinguished road
افتراضي

(5)

فى صباح يوم مشرق جميل خرج عمر الى الفناء على صوت مالك الشجى وهو يغنى وهو يقطع الأخشاب

في ليلة مولد الذئــــب خرجــنا إلي الدنـــــيا
وعند زئير الأسد في الصباح سمونا بأسمائنا


وعندما شاهده مالك, قطع أغنيته وحياه بحرارة..

اقترب منه عمر وقال : بتعمل ايه؟؟

مالك : أقطع الأخشاب واجهزها لأضعها فى المخزن للشتاء القادم

عمر بدهشه : ليه يابنى كده ...انت غاوى شقا؟؟
ماانتوا عندكوا ولا 60 دفايه جوه, اللى بالكهربا واللى بالغاز


مالك : اننا نفعل هذا كل عام، تحسبا لأى هجوم مباغت من الروس

عمر : يادى النيله..
أنا كان ايه اللى رمانى الرميه السوده دى

مالك يضحك من كلماته ويقول ببساطة : ان أول ما يقذفونه, هو شبكات الغاز والكهرباء والماء ليصيبوا الحياه فى البلاد بالشلل
ويتركونا نعانى من البرد ونقص الماء والكهرباء

عمر بضيق: ياساتر ....عاوزين يعذبوكوا!

(لايجوز قول يا ساتر لأنها ليست اسمًا من أسماء الله عز وجل والصحيح أن نقول يا ستير)

قال مالك بمنتهى الثقة وعلى وجهه ابتسامة واسعة:
لا.................
بل يريدون ابادتنا

لم يعلق عمر ...لكن أثر الصدمة ظهر واضحا على وجهه

مالك بمرح : تريد أن تجرب ؟

اقترب عمر منه وامسك بآلة تقطيع الأخشاب وحاول أن يقلد مالك لكنه لم يكن بمثل مهارته ..فأخفق مرتين

ضحك مالك بمرح وبدأ يعلمه كيف يقطع الأخشاب وقضيا وقت ممتع معا يحوطهما الود والمرح الذى كان يضفيه مالك بشخصيته المرحه اللذيذة

وبعد أن انتهيا ..إتجه مالك الى المخزن ليضع فيه الأخشاب ...
أما عمر فقد جلس فى الفناء يتأمل الباب الخارجى ورأسه يمتلئ بأفكار كثيرة

(أعلم تماما ما يدور برأسك..)
انتفض عمر عندما سمع الصوت الآتى من خلفه

محمد : مهما حاولت ..لن تستطيع الهرب
تقدم محمد وجلس بجانبه

عمر بضيق ساخر: ماكنتش عارف انى معتقل هنا

محمد بهدوء : على العكس ..أنت حر تماما, وتستطيع الذهاب الى أى مكان فى أى وقت ...
ولكن....
خذ حذرك ..فالجو متوتر جدا هذه الأيام ولن يسرنى أن يعتقد الناس أن أحد أفراد عائلتى خائن أو جبان
ولن أستطيع الدفاع عنك اذا ما قرروا شنقك

جحظت عينا عمر ووضع يده حول عنقه وهو يبتلع ريقه بصعوبه
أكمل محمد بهدوء وهو يمد يده اليه بمفاتيح السيارة : اذا أردت الخروج فمن الأفضل أن تأخذ السيارة..هل تجيد القياده؟

أطبق عمر يده على المفاتيح وهو يهز رأسه بالإيجاب, وعيناه تتأملان محمد بمزيج من الدهشة والتحدى فى آن واحد

قال محمد وهو ينهض : احرص على ألا يضيع منك الطريق
تركه ودخل الى المنزل

وظل عمر جالس يفكر فى كلماته لبعض الوقت
ثم نهض واتجه الى السيارة وفتح بابها

عــــمـــــــر...
التفت خلفه فوجد مالك وزهرة قادمان من المنزل

مالك : هل ستخرج بالسياة ؟

هز رأسه بالإيجاب, فأكمل مالك : هلا أوصلتنا فى طريقك الى السوق ؟ تحتاج أمى لبعض المشتروات

وصلت السيارة الى السوق ونزل منها مالك وزهرة

مالك : يمكنك الذهاب الى غايتك, سنتدبر نحن أمر العودة

عمر : أنا ماكنتش رايح فى حته, هالف شويه أتفرج على السوق ونتقابل عند العربيه

افترق الثلاثه ...وسار عمر متمهلا واقترب من أحد البائعين يلتف حوله الناس, وأخذ يتأمل البضائع المعروضة لكنه مال على البضائع فأسقط بعضها وأخذ يلملم ما سقط بسرعه وارتباك وهو يعتذر للبائع الذى وقف بجواره يلملم بضاعته وهو لا يفهم شيئا مما يقوله عمر

سار عمر فى طريقه وعندما ابتعد عن البائع, وضع يده فى جيبه واطمأن على ما فيه وهو يبتسم بخبث : حلو...كلها 6 ,7 محافظ متختخه زى دى, ونرجع على بلدنا...آل عمر ديساروف آل
سار يصفر ويدندن :
وانا كل ماجول التوبه يا بويا..ترمينى الماجادير ياعين

عـــــــــمـــــــــــروف..
التفت خلفه, فوجد زهرة تناديه من بعيد
وعندما اقتربت منه, قالت ببساطة وهى تبتسم: أعطنى الحافظة التى وجدتها

عمر بارتباك : نعم؟؟أنهى حا ..حافظه؟

زهرة : لقد رأيتك وانت تلتقطها........
من الأرض
قالت الكلمه الأخيره بلهجه ذات مغذى خاص

نظر اليها لحظات بصمت ثم ضحك بمرح مفتعل وقال : آآآآآآه
شوف ازاى..دانا كنت لسه هادورعلى صاحبها علشان أرجعهاله

قالت ببساطه وهى تبتسم : دع لى هذه المهمة
سأقوم أنا بها حتى لا تقع فى مأزق
نظر اليها بدهشة واستنكار

فأكملت مفسرة : اللغة ...لن تستطيع التفاهم معهم
هز رأسه ساهما كما لو كان غير مقتنع بتبريرها وأعطاها الحافظة

فذهبت لتعيدها وعندما عادت اليه قالت : عمر ...ما رأيك أن أعلمك لغتنا حتى يكون سهل عليك أن تتفاهم مع من لا يتكلمون العربية

رد عمر بحماس وقد وجدها فرصة مثالية للإقتراب من تلك المخلوقة الملائكية الجميلة للغاية : مااااشى ...بس فيه حاجه أنا مستعجب لها !!
انتوا ازاى بتتكلموا عربى كده؟

زهرة وهى تسير بجواره : لا تتعجب ..لقد دخل الإسلام الشيشان قبل ألف عام عن طريق التجار العرب ونحن ...أهل هذه البلاد مستمسكون بإسلامنا

القوقازيون عامة فى مختلف الجمهوريات قوم يعتزون بسمتهم القوقازي...زيهم .عادتهم . لغتهم . الإنتماء إلى أرضهم , وحبهم الشديد للإسلام ,لكن وقوعهم تحت الإحتلال أكثر من أربعة قرون ونصف غيبهم كثيرا عن الإسلام , فى الوقت الذى نفذ فية المحتلون الروس فى العهد القيصرى والعهد الشيوعى خطة محكمة لمسخ هويتهم , وتذويبها وزرع العادات والأخلاق الذميمة فى الشباب , ومحاولة تفتيت وحدتهم بإشعال الفتن بينهم , واستغلوا تعددهم العرقى الذى يصل إلى 72 قومية
فهم أشبة بالقبائل و يتحدثون أكثر من احدى عشرة لغة ..
لكن الروس لم يتمكنوا من تحقيق ما أرادوا

فنحن نحاول قدر ما نستطيع الحفاظ على تقاليدنا وعاداتنا القوميه ولغتنا العربية ولهذا نسعى دائما الى غرس العادات والتقاليد الإسلامية فى نفوس أبناءنا ليشبوا رجالا ويحافظوا على هويتهم...

وهذا ما جعلنا نستطيع الصمود والمقاومه فى عصر ايفان الرهيب ..أول قياصرة روسيا

تنهدت بحسره وقالت : لقد مر علينا وقت كنا فيه لا نتكلم ولا نكتب الا العربيه....وذلك عندما أعلن الحاج أذن امارة شمال القوقاز و جعل اللغة العربيه هى اللغه الرسميه ..وتوعد بالعقاب كل من ينسى اللغة العربية

ونحن نسعى باستمرار لبناء المدارس التى تعلم الدين واللغة العربية...
ولا تنس أن ابى تعلم فى الأزهر..

عمر بدهشة : يانهار أبيض ...ايه ده؟ دانتى موسوعه

زهرة باسمة : ظننتك ستشعر بالملل من حكاياتى ..
ففى بعض الأحيان أثرثر كالمذياع ..أظن ان هذا بسبب محاولاتى لحفظ كتب التاريخ فقد انطبع أسلوب الكتب حتى فى طريقة كلامى

عمر : بالعكس داأنت بتشرحى وتبسطى المعلومه ولا أجدعها مدرس تاريخ

زهرة : حقا, أتمنى أن أصبح معلمة للتاريخ فى مدرسة اسلامية

صمت عمر قليلا ثم عاد يسأل : بس فيه ناس كتير هنا مابيتكلموش عربى

زهرة : بالطبع ..نحن نحاول باستماته الحفاظ على اللغة العربيه جيل بعد جيل ولكن هذا لا يعنى أننا نفلح دائما......
ففى بعض الفترات ...يكون الإحتلال طاغيا ....وأول ما يفعله هو محاولة القضاء على الدين والهويه وأول خطوه لذلك هى القضاء على اللغة العربيه

تماما كما حدث ايام حملات الإبعاد....فعندما عاد المبعدون الى بلدهم ...وجدوا الروس قد أغلقوا 800 مسجد وأكثر من 400 مدرسه لتعليم الدين واللغة العربية ..وبعض المساجد حولوها الى مراقص يشربون فيها الخمر

وفرضوا اللغة الروسية كلغه رسميه للبلاد وجرموا أستخدام اللغة العربية و التعليم الإسلامى, بل وإقتناء المصاحف فضلا عن تجريم ممارسة الشعائر..واقتناء الكتب الإسلاميه
فمن كان يضبط لديه مصحف, كانوا يسجنونه

عمر بصدمه : ياخبر أبيض!! حتى المصحف؟
وطبعا ماكنتيش تقدرى تلبسى الحجاب

قالت مبتسمة : لم أكن وقتها قد ولدت بعد, لقد تحسنت الأحوال كثيرا عن الماضى

رفع حاجبيه, وهز رأسه كمن فهم أخيرا : آآآآه
طب وايه اللى حصل بعد كده؟

أضاء وجهها الجميل ابتسامة أمل : أتدرى.. ان ما حدث كان له أكبر الأثر فى تقوية الوازع الدينى لدى الناس...وعادوا لإستكمال التعليم الدينى بشكل أقوى عن طريق الحلقات والدروس الخاصه وفى الخفاء

عمر بسخريه مريره : الدنيا دى غريبه قوى ....
ناس مش عاوزه تتعلم حتى لو سقوها العلام بالمعلقة ..وناس بتدفع حياتها وتتسجن علشان تتعلم

زهرة بفخر: ان تاريخ هذه البلاد غنى جدا بالجهاد والنضال من أجل الحفاظ على ديننا وحريتنا.......... وكانت..............
توقفت زهرة عن السير وظهر على وجهها تعبير غريب

عمر : ايه ؟؟فيه ايه؟؟ وقفتى ليه؟؟

قالت زهرة بارتباك : لا...أدرى..؟؟ أظن... أظننى ..أشعر بشئ ما؟

عمر بتوتر: ايه ؟؟حصل حاجه؟؟

نظرت فجأه الى السماء, وصرخت صرخه رهيبه :
احــــــــــــــــــــــــــــــــــــــذر

.................................................. .......

احــــــــــــــــــــذاااااااااااااااااار
انهم يضربون فوقنا مباشرة بالمروحيات

صاح جوهر وهو يجرى باحثا عن مكان يحتمى به من القصف الروسى الرهيب

هتف أحمد : أين القائد ؟؟؟...أنا لا أراه

هتف جوهر بدهشة : ماهذا ؟؟ ..ماذا يفعل ؟؟

هل فقد عقله...انه يسير فى منطقه مكشوفه تماما
عجبا ..ألا يخشى على حياته!!

أحمد وهو يلهث من الإنفعال : نصحناه كثيرا لكنه يرفض دوما تجنب القصف القريب ..وحتى اذا ما أصيب ...لا يظهر ألمه أبدا
لم أر أحد فى مثل تهوره

جوهر :انظر ؟؟ انه يواجه المروحيه بصدر عار ....ماذا يفعل ؟؟
لا ..لايمكن أن !!

صرخ بعـنـف : لاااااا ...سيقـتـلونه ..... سيـقـتلونه........

.................................................. ...............
يتبع......................
__________________

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 09-08-2014, 08:20 AM
الصورة الرمزية مسلمة متفائلة
مسلمة متفائلة مسلمة متفائلة غير متواجد حالياً
طالبة بالأزهر الشريف
 
تاريخ التسجيل: Sep 2007
المشاركات: 6,603
معدل تقييم المستوى: 24
مسلمة متفائلة is on a distinguished road
افتراضي

(6)
عندما صرخت زهرة...لم يتخيل عمر أبدا ما سيحدث بعدها
لقد سمع صوتا قويا مرعبا أصابه بالفزع .. وقف جامدا كالتمثال للحظات ..الا أن زهرة دفعته بيديها بقوة ليجرى ناجيا بحياته

فى اللحظات الأولى, لم يفهم ماذا حدث...
لكنه شاهد الناس يركضون مذعورين لا يعرفون الى أين يتجهون, منهم من يفر هربا بسيارته ومنهم من يختبئ يحسب أنه فى مكان آمن, وآخر يجمع بضاعته هربا من القصف, وفى لحظات خلا السوق من الناس...
وبينما عمر وزهره يركضان, سمعا صوتا ينادى عليهما

التفت عمر, فوجد مالك يجرى باتجاههما, وعندما وصل اليهما صرخ : بسرعة .....الى الملجأ...يجب أن نصل الى الملجأ

لكنه توقف عندما شاهد سيده عجوز كانت تبيع فى السوق ... تحاول أن تجمع بضاعتها وتجرها وراءها وهى تفر من السوق هربا من الموت ..الا أن قدميها الضعيفتان وكبر سنها يعوقها

التفت مالك الى زهرة وقال : خذى أنت عمر الى الملجأ, وأنا سأساعد تلك العجوز
انطلق يجرى ولم يدع لهما فرصة للإعتراض

قادت زهرة عمر الى الملجأ الآمن من القصف ..
جلس عمر بجانب الحائط وهو فى حالة ذهول مما يحدث حوله
لم يشعر بمثل هذا الرعب فى حياته من قبل
وكان كل دقيقة ينظر الى زهرة الجالسه فى ثبات وهى تتمتم بآيات القرآن والأدعيه وكأنه يحاول أن يستمد منها الأمان

بعد مدة ليست بالقليلة, هدأت الأصوات الرهيبة, وانتهى القصف..
وخرج عمر وزهره من الملجأ, ومع أول خطوة ...ارتد عمر للوراء بصدمه من هول ما رأى ....
البيوت والمحال مهدمة والقـتـلى والجرحى فى كل مكان....
تقدم عمر ببطء وهو ينظر حوله بذهول تام .....

فجأه ............
انتفض بشدة واقشعر بدنه, وتسمر فى مكانه عندما وقعت عينه على جثة البائع الذى كان قد سرق حافظته منذ أقل من الساعه
كان الرجل ممددا على الأرض جثة هامدة ...وملقاة بجانبه حافظة نقوده التى ردتها اليه زهرة مفتوحه, والمال يخرج منها
لم يعرف ماذا يفعل ...لقد شل تفكيره وتجمدت مشاعره ...كان هذا الموقف من أقسى المواقف التى قابلها فى حياته

عـــــــمــــــــــــــــــر ..عــــــــــــمــــــــــــر..ساعدنى
افاق على صوت زهرة .. التفت اليها فوجدها منحنية على الأرض تحاول اسعاف صبى صغير ينزف بغزارة
حمل معها الصبى واتجها الى حيث تركا السيارة ...
تعجب عمر فالسيارة كانت سليمة على عكس ما كان يتوقع
اتجها بسرعه لمستشفى الأطفال ....

وهناك...
أخذ منهما الطفل أحد الأطباء, وكانت المستشفى كخلية نحل كبيرة
الكل يجرى ..
وبدأ الجرحى بالتوافد بكثرة, لدرجة أن الأسرة لم تكفى لكل المصابين, فاضطروا لوضع بعضهم على الأرض
وكان عمر من آن لآخر ينظر الى زهرة ويتعجب من قوة ثباتها و تماسكها فى مواجهة هذا الموقف الرهيب ...
لم تجزع, ولم تبكى

بل كانت تجرى فى أرجاء المستشفى تساعد الممرضات, وعندما طلب الأطباء متبرعين لنقل الدم...كانت أول المتبرعات, عندها هب عمر بدلا منها
كان هناك نقص كبير فى الأدوية والأطباء, وأعداد المصابين فى تزايد مستمر, حتى أن بعضهم كان يموت قبل أن يستطيع الأطباء اسعافه...

طلبت زهرة من عمر مرافقتها لشراء الأدوية التى طلبها الأطباء من خارج المستشفى
وفى السياره ..كان رأس عمر يدور فيه سؤال لا يستطيع الخروج على لسانه ......
أين مالك؟
هل..........؟

.................................................. ..........
الـــــــــــــلـــــــــــه أكـــــــــــــبـــــــــر
الــــــــــــلـــــــــــه أكــــــــــــــبـــــــــر

هتف المجاهدون بسعادة بالغة

والتفت جوهر الى أحمد وصرخ باعجاب :
فعلها الذئب.....فعلها البطل .....أسقطها بضربة واحدة

التف المجاهدون حول القائد الذى وقف ثابتا ووجهه خالى من أى تعبير والمجاهدون يهنئونه بسعادة وهو شارد كعادته لا يرد الا بكلمة واحدة ....الحمد لله

كان عقله يسترجع تفاصيل ما حدث...
عندما بدأ القصف الرهيب بالمروحيات والصواريخ
سار الى منطقه مكشوفة, وهو يحمل فوق كتفه مدفع من طراز r. B . G ...رآه قائد احدى المروحيات وحيدا, فظنه صيد سهل

مال بالمروحية مقتربا منه ...لكن الذئب لم يتحرك أبدا بل نزل على احدى ركبتيه وبمنتهى الصبر والثبات أخذ يضبط مدفعه على كتفه وقائد المروحية يقترب وهو يضحك من ذلك المجنون المتهور الذى يواجه مروحية وهو راكع على احدى ركبتيه...
فهو حتما لن يستطيع اصابة مروحية حربية تناور فى الهواء
صوب الطيار سلاحها الى الذئب وهم بالضغط على الزر ....

لكن الذئب كان الأسبق .....
أطلق مدفعه بمنتهى الثقة والثبات وفجر الطائرة الى قطع صغيرة أمام أعين الجميع
مما جعل باقى المروحيات تهرب ظنا منهم أنه كمين
افاق القائد من شروده على أصوات زملائه وهم يهنئونه
ولكنه أنهى الموقف بجملة واحده : وما رميت اذ رميت ولكن الله رمى
استعدوا ..
لقد كشف العدو موقعنا, وسنضطر الى تغييره

.................................................. ...............
يتبع......................
__________________

رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية

الكلمات الدلالية (Tags)
رواية الشيشان, روسيا, شامل, عودة الذئب, إيفان الرهيب


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 04:57 PM.