|
محمد ﷺ نبينا .. للخير ينادينا سيرة سيد البشر بكل لغات العالم |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#16
|
||||
|
||||
![]() شر الرعاء الحطمة
عن الحَسَن أَنَّ عَائِذَ بْنَ عَمْرٍو وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ, دَخَلَ عَلَى عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ زِيَادٍ, فَقَالَ: أَيْ بُنَيَّ! إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: إِنَّ شَرَّ الرِّعَاءِ الْحُطَمَةُ, فَإِيَّاكَ أَنْ تَكُونَ مِنْهُمْ, فَقَالَ لَهُ: اجْلِسْ فَإِنَّمَا أَنْتَ مِنْ نُخَالَةِ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فَقَالَ: وَهَلْ كَانَتْ لَهُمْ نُخَالَةٌ؟ إِنَّمَا كَانَت النُّخَالَةُ بَعْدَهُمْ, وَفِي غَيْرِهِمْ (1). مفردات الحديث(2): ( الرعاء): مفردها راعي، والمراد هنا: الأمراء. (الحطمة): الطماع؛ شديد الغلظة، قاسي القلب. (النخالة): استعارة من نخالة الدَّقيق, وهي قُشوره, وَالنُّخَالَة وَالْحُقَالَة وَالْحُثَالَة بمعنى واحد. شرح الحديث: قال النووي –رحمه الله-: ( إِنَّمَا أَنْتَ مِنْ نُخَالَتهمْ): يَعْنِي: لَسْت مِنْ فُضَلَائِهِمْ وَعُلَمَائِهِمْ وَأَهْل الْمَرَاتِب مِنْهُمْ، بَلْ مِنْ سَقْطهمْ. (وَهَلْ كَانَتْ لَهُمْ نُخَالَة ؟ إِنَّمَا كَانَت النُّخَالَة بَعْدَهُمْ وَفِي غَيْرهمْ): هَذَا مِنْ جَزْل الْكَلَام وَفَصِيحه وَصِدْقه الَّذِي يَنْقَاد لَهُ كُلّ مُسْلِم, فَإِنَّ الصَّحَابَة - رَضِيَ اللَّه عَنْهُمْ - كُلّهمْ هُمْ صَفْوَة النَّاس وِسَادَات الْأُمَّة, وَأَفْضَل مِمَّنْ بَعْدهمْ, وَكُلّهمْ عُدُول, قُدْوَة لَا نُخَالَة فِيهِمْ, وَإِنَّمَا جَاءَ التَّخْلِيط مِمَّنْ بَعْدهمْ, وَفِيمَنْ بَعْدهمْ كَانَت النُّخَالَة. ( إِنَّ شَرّ الرِّعَاء الْحُطَمَة): قَالُوا: هُوَ الْعَنِيف فِي رَعِيَّته لَا يَرْفُق بِهَا فِي سُوقهَا وَمَرْعَاهَا, بَلْ يَحْطِمهَا فِي ذَلِكَ وَفِي سَقْيهَا وَغَيْره, وَيَزْحَم بَعْضهَا بِبَعْضٍ بِحَيْثُ يُؤْذِيهَا وَيَحْطِمهَا(3). المثل الذي ضرب به في الحديث: هذا من أمثال المصطفى صلى الله عليه وسلم، ضربه مثلاً لوالي السوء، حيث استعار للوالي الرعي، وأتبعه بما يلائم المستعار منه من صفة الحطم(4). ------------------ (1) صحيح مسلم، برقم: (1830). (2) ينظر: شرح صحيح مسلم للنووي، ( المجلد الرابع)، 12/ 216. (3) ينظر: شرح صحيح مسلم للنووي، ( المجلد الرابع)، 12/ 216. (4) ينظر: شرح صحيح مسلم للنووي، ( المجلد الرابع)، 12/ 216. فيض القدير 2/ 454. |
العلامات المرجعية |
|
|