اهلا وسهلا بك فى بوابة الثانوية العامة ... سجل الان

العودة   بوابة الثانوية العامة المصرية > القسم الإداري > أرشيف المنتدى

أرشيف المنتدى هنا نقل الموضوعات المكررة والروابط التى لا تعمل

 
 
أدوات الموضوع ابحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 06-09-2014, 02:27 AM
الصورة الرمزية مستر محمد سلام
مستر محمد سلام مستر محمد سلام غير متواجد حالياً
مــٌــعلــم
 
تاريخ التسجيل: Dec 2011
العمر: 41
المشاركات: 7,493
معدل تقييم المستوى: 21
مستر محمد سلام is on a distinguished road
افتراضي

جزاكِ اللهُ خيراً
  #2  
قديم 08-09-2014, 08:43 PM
الصورة الرمزية مسلمة متفائلة
مسلمة متفائلة مسلمة متفائلة غير متواجد حالياً
طالبة بالأزهر الشريف
 
تاريخ التسجيل: Sep 2007
المشاركات: 6,603
معدل تقييم المستوى: 25
مسلمة متفائلة is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مستر محمد سلام مشاهدة المشاركة
جزاكِ اللهُ خيراً
وإيّاكم بارك الله فيكم على المرور
__________________

  #3  
قديم 08-09-2014, 08:48 PM
الصورة الرمزية مسلمة متفائلة
مسلمة متفائلة مسلمة متفائلة غير متواجد حالياً
طالبة بالأزهر الشريف
 
تاريخ التسجيل: Sep 2007
المشاركات: 6,603
معدل تقييم المستوى: 25
مسلمة متفائلة is on a distinguished road
افتراضي

الحلقة الحادية عشر :




نزل درجات السلم بحزن ووقف امام المنزل وهو يقول بضيق :

- حتي دي كمان عملتها يا فاروق ، أكتر وقت كانوا محتاجيني فيه لاقوك إنت بدالي ، حقيقي انا مستحقش اني أكون " صديق " أصلا

نظر أمامه فإذا به يراه مره آخري ، ألتفت للجانب الآخر سريعا وأخذ يفكر ماذا يفعل ؟ هل يذهب ويحدثه ام يرحل بهدوء ؟

ولكنه سرعان ما شعر بالحزن عندما تذكر كلمات فاروق الآخيره :

" ممكن بقي مشوفش وشك قدامي تــــاني ؟ ولا دي كمان صعبه ؟ وعلي فكره عمري ما هسامحك ولا هعفيك من المسئولية "

تنهد بحزن وألقي علي فاروق نظره آخيره قبل الرحيل ولكن من سوء حظه ان فاروق شاهده ولكنه نظر إليه بعدم إهتمام وذهب بعيدا .. شعر إسلام بالإحراج وأسرع الخطي كي يختفي من هذا الشارع حتي لا يراه ثانيه ..

عـــاد إلي منزله في صمت ودخل غرفته وإستلقي علي فراشه ونظر للسقف كــالعاده وأخذ يتذكر أيامه مع محمد

_____________

وفي صباح اليوم التالي ذهبت سلمي للجامعه وهي ترتدي الجيب كما وعدت حفصه وأيضا كانت علي وضوء لكي تصلي الظهر هناك كما اتفقا

تقدمت سلمي من صديقاتيها وقالت بفرحه :

- يا عيــال إيه رأيكم فـ الطقم ده حلو ؟

اومأت هند برأسها موافقه وقالت بإبتسامه :

- حـلو يا سلمي الف مبروووك عليكي

ثم تابعت فاطمه :

- حلو أسلمي ،، بس الجيبه دي مش بتشنكلك ؟!

نظرت إليهما سلمي بسعاده وقالت :

- لأ ده مش طقم جديد ،، هو كان عندي بس مكنتش بلبسه يعني

ثم نظرت لفاطمه وقالت بمزاح :

- لأ مش بتشنكلني ياختي

وكادت أن تخرج لسانها لولا انها تذكرت انها في الجامعه ومن الممكن أن يلحظها أحد

جلسن يتحدثن قليلا حتي أذن الظهر ، نهضت سلمي من مكانها وقالت بحماس :

- يا بنات أنا رايحه أصلي ، هتيجوا معايا ؟

قالت هند بإحراج وتردد :

- مش هينفع علشان مش متوضيه ، هصليه لما أروح بقي إن شاء الله

لم تنظر سلمي لـ فاطمه لأنها كانت متوقعه إجابتها ، فلم تهتم وذهبت بمفردها لأداء الصلاة وقبل أن تغادر قالت بسعاده :

- هصلي وأجي علطووول يا عيـــال ، اوعي تتحركوا من هنا

أومأن برأسهن موافقتان ، ذهبت سلمي وجلسا للتحدث فقالت فاطمه بتعجب :

- مش حاسه إن سلمي متغيره شويه اليومين دول ؟!

نظرت لها بعدم إهتمام وقالت :

- عادي

شعرت فاطمه بالإنزعاج من الرد الغير مبالي فقالت بغضب :

- يعني إيه عادي يا هند ؟!! هي مش صحبتك برضو ولا إيه ؟ يعني لازم تهتمي لأمورها

تعجبت هند قائله :

- طيب وهو انا عملت إيه يدل علي إني مش مهتمه بيها ؟! البنت حبت تحسن من نفسها شويه إيه المشكله ؟ ربنا يهديها

تنفست فاطمه مرارا وقالت بضيق :

- يعني إنتي مش حاسه انها بقت غريبه اليومين دول ومش قريبه مننا زي الاول ؟

أومأت رأسها نفيا وقالت موضحه :

- كل الحكاية يا ستي إنها بقي ليها إهتمامات تانيه ، وكل ما تكلمنا في الحاجات بتاعتها دي إحنا ناخد الموضوع بهزار وتريقه ، فبقت تعمل اللي هي عاوزاه حتي لو إحنا مش موافقين

قالت فاطمه بعدم إقتناع :

- يعني إنتي شايفه أن ده عادي ؟

هند بإبتسامه :

- اه طبعــا عادي ، دي حياتها وهي حره فيها ، زي ما إحنا بنعمل اللي إحنا عاوزينه هي كمان من حقها تعيش حياتها براحتها ، وسواء انا مع التغيير ده او لأ برضو ميحقليش اني اتدخل في حياتها الشخصيه

كادت فاطمه ان تتحدث لولا ان قاطعتها هند وتابعت :

- كمان يا ستي متقلقيش سلمي بتحبنا جـــدا ومستحيل تتغير علينا

تنهدت فاطمه بعدم رضا وقالت :

- جــايز !

وبعد 10 دقائق تقريبا عادت سلمي وعلي وجهها ملامح السعاده فقالت لهما بحماس :

- جيـــت

أطلقت هند ضحكة عاليه وقالت ساخره :

- أراجـــــل ! جيتي والله ؟ مش معقوووله

ضربتها سلمي علي كتفها وقالت بمزاح :

- بس يا به

إبتسمت فاطمه لهذا المشهد وقالت :

- إيه سر السعاده دي كلها يا حجه سلمي ، فرحينا معاكي

تنهدت سلمي بـ راحه وقالت بسعاده :

- حاسه اني مرتاحه وانا مصليه الفرض اللي عليا فـ وقته ، دلوقتي بقي هعمل كل اللي انا عاوزاه فـ الجامعه من غير تأنيب ضمير

ابتسمت هند ولم تتحدث وكذلك فاطمه

__________________________

مر إسبوع كـــامل وإسلام علي نفس الحاله ، لا يخرج من غرفته إلا إذا ذهب لشراء طلبات المنزل ويدخل مره آخري ويغلق الباب خلفه ، لم يذهب إلي الجامعه منذ وفاة صديقه محمد لانه لا يستطيع ان يذهب هناك بدونه ، لا يستطيع تحمل مشاهدة كل الأماكن الذي كان يجلس بها محمد معه ، لا يستطيع رؤية الطاولة التي كان يفضلها محمد منذ أول يوم في الجامعه وكان يجلس بها كل يوم بلا إستثناء ، لا يستطيع رؤية صديق آخر يجلس بجواره في المدرج ، لا يستطيع تخيل أي شئ بدون محمد لذلك إكتفي بوجوده فـ المنزل مع أحلامه

كادت والدته ان ينفطر قلبها علي ولدها الوحيد وعلي الحاله التي تراه عليها منذ وفاة صديقه ولكنها لم تكن تستطع التحدث إليه لأنها تعلم مكانه محمد في قلبه ، قررت ان تستجمع شجاعتها وطرقت عليه الباب بخفه فسمعته يقول بصوت خفيض :

- نعم ، عاوزه حاجه يا هند ؟

فتحت باب الغرفه وأطلت برأسها مبتسمه وقالت :

- دي انا يا حبيبي ، ينفع ادخل

نهض إسلام من فراشه وجلس علي حافته وقال محاولا تصنع الإبتسامه :

- طبعا يا أمي اتفضلي

جلست بجواره علي حافة الفراش ومسحت علي شعره بحنان ونظرت له بعينين لامعتين وقالت :

- هتفضل علي الحال ده كتير يا إسلام ؟

تنهد بحزن وقال في تأثر :

- مكنتش أعرف إني بحبه اووووي كده يا امي ، عمري ما كنت اتخيل انه ممكن يختفي من حياتي فجأة كده ، ده انا كنت حاسس انه كل حــاجه ليـــا في الدنيا ، كان الأب والاخ والصديق وكل حــاجه ، لحد دلوقتي مش مصدق اني مش هشوفه تاني ، خلاص مبقيتش حاسس إن حياتي ليها معني وبقيت كاره كـــل حـــــــاجه

ثم تنهد مره آخري قائلا :

- الحمد لله

تحركت دمعه في عينها ولكنها حاولت الإحتفاظ بها كي لا تزيد من ألم ابنها وربتت علي كتفه قائله :

- لو الحزن ده يابني هيرجع اللي راح كنت هقولك احزن وعيط وكسر الدنيــــا كلهـــا ، بس خلاص ده قدر ربنا وإحنا لازم نرضي بيه

ثم نظرت إليه بإبتسامه رضا وقالت :

- فاكر يا إسلام لما أبوك مات ؟ كنت إنت ساعتها في 2 ثانوي وهند في 3 إعدادي ، ساعتها انا حسيت اني اتكسرت بمعني الكلمة ومبقاش ليا ظهر ولا سند خلاص ، حسيت اني خايفه من مسئوليتكم واني مش هقدر أشيلها لوحدي ..

بس لما قعدت أفكر مع نفسي لقيت ان ربنا رحيم اوووي ومفيش حاجه بتحصلنا غير لما يكون لينا الخير فيها وكمان طالما ربنا كتب الحاجه دي يبقي إحنا لازم نرضي ونصبر ، ماهي الجنه مش ببلاش برضو

ثم مسحت علي شعره مره آخري وقالت بسعاده :

- وأديك أهو كبرت وبقيت مهندس اد الدنيـــا وأختك الحمد لله دخلت تربيه إنجليزي وعرفت اربيكم لوحدي اهو ، قصدي ربنا ساعدني واعطاني القوه والصبر واتحملت كل حاجه علشان أشوفكم كده وعلشان أحقق اللي ابوك كان بيحلم بيه دايما

علشان كده يابني الحياه مبتقفش علي حد ، ولو الميت ده غالي علينا فعلــا يبقي نعمل اللي يفيده فـ قبره مش نقعد نزعل ونعيط وخلاص

نهضت الأم من مكانها وهمت بالخروج لكي تفسح له المجال للتفكير في كل ماقيل وإعاده ترتيب حياته مره آخري

جلس إسلام يفكر في كلام والدته وكلماتها الأخيره تتردد علي اذنيه مره تلو الآخري :

" لو الميت ده غالي علينا فعلــا يبقي نعمل اللي يفيده فـ قبره مش نقعد نزعل ونعيط وخلاص "

أخذ نفس عميق وهو يسمح علي شعره عده مرات وتنهد قائلا للفراغ :

- يعني إنت ممكن تكون محتاجلي دلوقتي يا محمد ؟ حاضر يا محمد هحاول أعمل كل اللي انت نفسك فيه بس إنت إدعيلي

انتبه لما يقول فضحك بسخريه قائلا :

- قصدي انا اللي هدعيلك !

____________________

مر الإسبوع علي سلمي وقد صلت الظهر في مسجد الجامعه في كل يوم من أيام هذا الإسبوع كما انها لم ترتدي البنطال في أي يوم من أيام هذا الاسبوع أيضا كما وعدت حفصه

وحان الوقت المنتظر ، تقرير نهاية الإسبوع .. جلست سلمي علي حاسبها وبعثت برسالة لحفصه :

- إنتي موجوده ؟

- أيــون بس عامله اوف لاين كالعاده

- هههههههه اه منا إتعودت علي كده ، المهم جيبالك التقرير بتاع الإسبوع

- ههههههههههههههه ماشي قولي

أرسلت سلمي وجه ضاحك بأسنان ناصعه البياض وتابعته بكلمه :

- لبست وصليت

تعجبت حفصه وقالت :

- ده اللي هو إزاي يعني ؟!

- إيــــه يا بنتي إنتي نسيتي ولا إيه ؟

- معلش يا بنتي العيال وأبوهم مطلعين عيني

إتسعت عينا سلمي وقالت بتعجب :

- إيــــه ده هو إنتي متجوزة وعندك عيال كمان ؟ صحيح انا إزاي متعرفتش عليكي ده كله

أطلقت حفصه ضحكه عاليــه وقالت :

- بهزر معاكي يا بنتي ، انا لسه مخطوبه ، المهم بقي إيه حكاية لبست وصليت دي ؟ معلش نسيت انا اسفه

مطت سلمي شفتاها وقالت بلوم :

- مش إنتي قولتيلي من إسبوع اني ألبس جيبات وأصلي الظهر فـ مسجد الكلية وانا وعدتك اني هحاول أعمل كده ؟ اهو جيت أقولك الأخبار بس باين عليكي نسيتي

أحست حفصه بالإحراج فقالت محاوله إمتصاص حزن سلمي :

- اااه صحيح ، قوليلي بقي عملتي إيه ؟ معلش والله مشغوله شويه اليومين دول فنسيت ، معلث معلث

- كنت بقولك يا ستي إني طول الإسبوع التزمت بالصلاة فـ مسجد الكلية وكمان ملبستش بنطلون خــالص ، أقولك كمان علي سر خطيــــر ؟

قالت حفصه بحماس :

- قولي قولي

تنهدت سلمي بسعاده وقالت :

- انا قررت اني مش هسيب أي صلاة في الجامعه تاني وكمان قررت أبطل بنطلونات خـــالص بقي واللي يحصل يحصل ، وبإذن الله أكون أد القرار ده .. عموما هو كده كده الإمتحانات قربت وبعدين السنه هتخلص وعلي السنه الجديده هجيب لبس جديد إن شاء الله ،، فهحاول بقي أقضي الكام إسبوع دول بالجيبتين اللي عندي لحد ما اجيب جديد بإذن الله

ثم نظرت للسماء عبر نافذة غرفتها المفتوحه وقالت بحماس :

- مش مهم أي حـــاجه ، المهم إنك ترضي عني يا ربي

كادت حفصه ان تقفز من الفرحه وقالت بسعاده بالغه :

- الف مبرووووك يا سلمي ، قرار في محله وفي وقته المناسب , فرحتيني واللــــه وشيلتني عني شويه من همومي ، ربنا يثبتك يا حبيبتي ويرضي عنك

- هموم إيه خير ؟ وكمان انا متعرفتش عليكي فعلا ومعرفش إنتي أد إيه لحد دلوقتي تصوري ؟

- ههههههههههه بس انا عارفه انتي اد إيه بقي عموما يا ستي انا في سنه رابعه كلية سياسه وإقتصاد ومخطوبه وبإذن الله فرحي بعد الإمتحانات علطول ، هـــــانت ^^

- ماشاء الله والف الف مبروووووك ربنا يسعدك ، اومال مهمومه ليه بس ؟

- مفيش يا ستي خطيبي مُصر اننا نسافر نشتغل برا وانا مش عايزه وفي شويه مشاكل كده ، ربنا يلهمنا الصواب ويفعل لنا الصالح ، متشغليش بالك إنتي وخدي بالك من نفسك بس

- يـــارب يفك كربك يا حفصه ويتمملك علي خير بإذن الله

- آمين يـــارب

___________________

أنهت سلمي المحادثه مع حفصه وأغلقت حاسبها ، ذهبت لدولابها وقامت بفتحه وإنتقاء بعض الملابس منه لإعاده ترتيبها وإخراج الغير مناسب منها فأخذت تفكر بصوت مرتفع :

- امممم إنت مش هينفع تتلبس برا تاني ، أخرك في البيت ياحــلو ، في بنطلون محترم يرضي علي نفسه إنه يكون ضيق كده ؟ هــــــــاه ؟!!

وألقت به علي الفراش ونظرت لأخيه القابع في الدولاب وأخرجته :

- أما إنت بقي بصراحه خساره أبوظك في البيت ، خليك بقي ما اتجوز أهو تنفع برضو

ثم أطلقت ضحكه عاليه وهي تخرج الثالت وقالت :

- ههههههههاي بس إنت بقي حكايتك حكاية ، بقولك إيه إنت اخرك تبقي قماشه للمطبخ أصلا ، انا أعرف يا اخويا كنت بلبسك إزاي ؟!! تعالي جبت اخواتك يا حلــــو

وأخذت تنظر إلي بعض البديهات والفيستات وتلقي بهم علي الفراش أيضا ، ثم نظرت للدولاب فجأة قائله :

- هههههههههه يا حلاوه ، ده الدولاب بقي أبيض

تنهدت بعمق وقالت في حسم :

- سلمي وبعديــــن ، إحنا قولنا رضا ربنا أهم يعني رضا ربنا اهم ، هلبس اللي هينفع عندي ويرضي ربنا وبعد الإمتحانات أجيب جديد إن شاء الله ، فهمتي يا أنا ؟

دخلت ولاء الغرفه فجأة فصدمت من هذه الفوضي فقالت بصراخ :

- أيـــــــه يا سلمي ده حرام عليكي بهدلتي الاوضه وانا لسه مرتباها ، رجعي كل حاجه مكانها بقي اوووف

إبتسمت سلمي بهدوء وقالت :

- ماشي يا حجة حـــاضر ، إصبري عليا بس

ولاء :

- طلعتي الهدوم دي كلها ليه كده ؟

سلمي ببراءة مصطنعه :

- هرميهم

رفعت ولاء حاجبها وقالت في حنق :

- إزاي يعني ؟!

- يعني خلاص قررت مش هلبس ضيق تاني ، والهدوم دي كلها مترضيش ربنا وانا مش هلبسها تاني

قالت ولاء بتأفف :
- وهو اللي يرضي ربنا يعني إنك ترمي الهدوم دي وإحنا دافعين فيها فلوس

- متخافيش يا ولاء مش هرميهم في الزباله أكيد !! أنا بس هلبسهم في مكانهم المناسب وبعدين بقي انا اخدت قرار ومش عاوزه أرجع فيه ، يأما تساعديني يأما متعترضيش علي الحاجات الصح اللي بعملها

ثم ارتمت علي الفراش وقالت بضجر :

- مش كل ما أعمل حاجه صح تقعدوا تأنبوا فيا وتتريقوا عليــــا ،، انا زهقــــــــــــــت

شعرت ولاء بالغضب من كلماتها فقالت وهي تغادر الغرفه :

- إنتي حره !

تنهدت سلمي بحزن وقالت بهمس :

- حتي إنتي يا ولاء ! يلــا إمري لله هكمل طريقي لوحدي ، ربنا يخليكي ليــــا يا حفصه وتفضلي تشجعيني دايما

_____________________

جلس إسلام يفكر في كلام والدته لساعات حتي أخذ قرار مـــا ، بدل ملابسه ونزل من منزله متجها إلي منزل فاروق ، إقترب من باب شقة فاروق ولكنه لم يستطع الطرق علي الباب بسهوله ،

أخذت يده تقترب من الباب وتبتعد مره آخري وتكرر هذا الوضع اكثر من مره حتي إستجمع شجاعته وقام بطرق الباب طرقات خفيفه ، سمع فاروق يقترب من الباب شيئا فشيئا وهو يقول :

- ميــــن ؟

تنحنح إسلام وإستجمع قواه وقال بصوت خفيض :

- أنا إسلام يا فاروق

ثم نزل من علي السلم بضع درجات ، قام فاروق بفتح باب منزله ونظر لإسلام متعجبا ولم يتحدث

إبتلع إسلام ريقه وقال بصوت متقطع :

- إزيك يا فاروق ؟

لم يلتفت له فاروق ورد بسرعه :

- الحمد لله

ساد الصمت للحظات حتي قطعه إسلام مره آخري

- كنت عاوز منك طلب يا فاروق

لم ينظر له فاروق ولم يتحدث فأكمل إسلام بتوتر :

- فاروق ممكن تساعدني أكون زي ما محمد كان عاوز ؟ عاوز اقرب من ربنا وأبقي عايش صح زي ما كان دايما بيقولي بس مش عارف أعمل إيه وأبدأ منين ؟

لم يتأثر فاروق ورد بصلابه :

- إسلام هو انا مش هقولتلك إني مش عاوز أشوفك تاني ؟

صُدم إسلام من هذا الرد القاسي وشعر وكأن شخص ما سكب عليه أكوابا من المياه المثلجه في ليالي الشتاء البارده فما كان منه إلا ان ينظر إلي فاروق بتعجب ولا يتحدث

احس فاروق بصعوبه كلماته فقال مفسرا :

- بص يا إسلام انا مش قادر انسي المنظر اللي انا شوفته يوم وفاة محمد ومش قادر أسامحك ولا انسي انك كنت السبب الأساسي في بعده عن ربنا وموته علي الحاله دي علشان كده مش عايز أشوفك تاني وده أفضل ليا وليك

وقال مؤكدا :

- بجد

كانت كلمات فاروق حاده للغايه مما جعل إسلام يرجع للخلف بضع خطوات مستعدا للنزول وهو يقول بحزن عميق :

- ماشي يا فاروق شكرا

وتنهد قائلا بحزن اكبر :

- بس ما تنساش اني جيت في يوم وطلبت منك انك تاخد بإيدي للجنه وانت رفضت تساعدني ، يعني إنت دلوقتي عملت زي ما انا عملت مع محمد بالظبط ، مش فارقه كتير

ألتف بوجهه إلي درجات السلم وأخذ ينزلها ببطء وهو يقول :

- بعد إذنك يا صاحب صاحبي

كــــان يتوقع ان يعود إليه فاروق ويعتذر ولكنه وجده دخل إلي منزلة وأغلق الباب وراءه وكأن شيئا لم يكن !
-----------------------------------------------------

هل فاروق علي حق ؟

هل حزنه علي محمد يكون سبب مقنع يخليه يعمل كده ؟

طيب وبعد الصدمه اللي إسلام أخدها دي هل هيقدر يكمل طريقه ؟ ولا هيجيله حاله إحباط ؟

طيب وسلمي هتقدر تكمل طريقها فعلا ؟ ولا الصعوبات هتكون أقوي منها ؟

هنعرف كل ده في الحلقات الجايه إن شاء الله


__________________

  #4  
قديم 08-09-2014, 08:50 PM
الصورة الرمزية مسلمة متفائلة
مسلمة متفائلة مسلمة متفائلة غير متواجد حالياً
طالبة بالأزهر الشريف
 
تاريخ التسجيل: Sep 2007
المشاركات: 6,603
معدل تقييم المستوى: 25
مسلمة متفائلة is on a distinguished road
افتراضي

الحلقة الثانية عشر :




عـــاد إسلام إلي منزله والحزن يملأ قلبه ، دخل غرفته وجلس علي حافة الفراش لبعض الوقت ، لم يكن يتوقع هذا الرد القاسي من فاروق ، كان يعتقد انه سيجد الحل عنده ، كان يتوقع ان يستطيع فاروق ان يريح قلبه ويساعده علي التخلص من مرارة الذنب التي تلاحقه ولكن حدث العكس تماما ، بل ان حزنه إزداد أكثر وأكثر .

نهض من فراشه محاولا تغيير حالته ، ذهب إلي الحاسب الخاص به وقام بفتح حسابه علي موقع الفيس بوك ، وجد العديد من رسائل ومنشورات التعزيه ، ووجد أيضا 37 رسالة من ســـاره

لم يستطع أن يقرأهم لأن حالته لم تكن تسمح بذلك ، ولكن بعث لها رسالة لتطمئن عليه :

- ازيك يا ساره ؟ معلش مكنتش بفتح الأيام اللي فاتت دي علشان صديق عمري توفي ونفسيتي تعبانه ومش قادر أكلم حد ، انا قولت أطمنك بس ، متقلقيش عليا وإدعيلي

كـانت سارة تجلس علي حاسبها في هذا الوقت ، وعندما وجدت رسالة من إسلام كادت ان تقفز من الفرحه وقالت بلهفه :

- أخيييرا يا إسلام رديت ، قلقتني عليك اوووي ، ربنا يرحم صاحبك ، شد حيلك وطمني عليك

- انا الحمد لله كويس ..

- طيب صاحبك ده مات إزاي وحصل إيه طمني ؟

- معلش مش قادر أتكلم دلوقتي خالص ، انا قولت بس أطمنك عليا ، مع السلامه

وقبل ان تتحدث مره آخري وجدته قد أغلق الموقع ، تنهدت بغضب وأغلقت حاسبها أيضا

_______________

وفي صباح اليوم التالي دخلت والده إسلام لإيقاظه من النوم فوجدته مستيقظا ، تبسمت بحنان وقالت :

- مش ناوي تروح الجامعه برضو يا إسلام ؟

تنهد بعدم إهتمام :

- مش مهم !

جذبته والدته من قميصه بشده وقالت بحزم :

- لأ هتروح

ثم أخذت تصرخ في وجهه قائله :

- فــوق لنفسك كده وقوم يلـــا شوف مستقبلك الإمتحانات قربت ، هتضيع نفسك بإيديك وفي الآخر صاحبك مش هيستفاد حاجه برضو

ضحك إسلام بسخريه وقال :

- مستقبلي !! طيب ماهو محمد مستقبله ضاع برضو ؟!

تنهدت وقالت بصوت حاد :

- صاحبك مستقبله مضاعش ولا حاجه ، ده قدره ومكتوب عند ربنا ، وانا قولتلك قبل كده لو عايز تساعده بجد تعمل إيه وانت مسمعتش الكلام ، يبقي بلاش بقي تعيش دور الحزين وتناملي في السرير بالإيام زي الولايا

شعر إسلام بالغضب الشديد ولكنه حاول انتقاء كلماته لانه يتحدث مع والدته فقال :

- يعني إنتي شايفه اني بعيش الدور ؟ شايفه ان فرحان في موته وعامل نفسي زعلان يعني ؟ ماشي يا امي شكرا

تنفست بعمق وهدأت قليلا وقالت :

- انا عارفه انك زعلان عليه فعلا وان محمد مكانش أي صاحب ، محمد كان زي ابني برضو ، كان يعتبر اخوك وانا عارفه ده كله ، بس اللي انت بتعمله فـ نفسك ده مش هيرجع حاجه

ثم نظرت له بإبتسامه وقالت :

- طول عمركم كنتوا بتتمنوا تكونوا مهندسين أد الدنيــا صح ؟ صاحبك مات بس انت لسه عايش يبقي المفروض تحققله حلمه وتبقي انت المهندس اللي بيشتغل بضمير ويخدم بلده فعلا زي ما كنتوا بتتمنوا

ظهرت ملامح الحزن علي وجهه وقال بتأثر :

وصاحبي برضو كان بيتمني اننا نكون أحسن من كده ، كان بيتمني اننا نقرب من ربنا شويه ونعيش عدل بدل الإستهتار اللي كنا فيه ده ، ومات قبل ما يلحق يعمل حاجه

ثم قال بإستنكار :

- أحققله حلمه ده كمان إزاي بقي ؟!!

ابتسمت قائله :

- تحققله حلمه إنك تكون أنسان بجد بيتقي ربنا ، تعمل بنصايحه اللي كان دايما بيقولهالك علشان الثواب يوصله ، تدعيله ، تطلع صدقه عنه ، تعمله أي حاجه تنفعه وهو ميت , فهمت ؟

حاول الإبتسام ولكنه لم يستطلع فقال :

- فهمت

أمسكته من كفيه وقالت بحماس :

- طيب يلـــا

نظر لما متعجبا وقال :

- يلا فين ؟!!

قالت بإصرار :

- هتروح الجامعه دلوقتي

أفلت يديه منها بهدوء وقال :

- مش دلوقتي ، بعدين

إزداد إصرارها وصرخت به :

- انا قولت هتروح دلوقتي يعني هتروح دلوقتي ، مش هسمحلك تضيع تعبي وتعب أبوك كل السنين دي ، هتيجي علي أخر سنتين وتضيع ؟ لأ يا بابا إنســـــي ،، يلـــا قوم فز

- يا أمي خلاص سيبيني في حالي دلوقتي طيب وانا هروح الإسبوع الجاي

- لأ دلوقتي ، إخلص

- لا حول ولا قوة إلا بالله ، يا امي طيب بكره طيب ، انا مش طايق نفسي والله

- قولت هتقوم دلوقتي

تنهد بضيق وقال مستسلما :

- طيب

إرتدي ملابسه وذهب إلي الجامعه ، كانت الساعه الواحده ظهرا ولم يكن يعرف هل مازالت المحاضرات مستمره ام انتهت في ذلك اليوم ، أخذ يتجول في كليته حتي وجد بعض من أصدقائه يأتون إليه ويأخذونه بالأحضان ويقومون بمواساته ، أخذ يحدث نفسه بـ قرف :

- ال وفاكرينك أعز صديق ليه وجايين يواسوك كمان ؟!! والله إنت ما تستاهل تكون صاحب أصلا

أخذ شادي يربت علي كتفه بحنان ويقول :

- طبعا إنت عارف ان الإمتحانات قربت ، والإسبوع اللي فات ده أخدنا المقرر والملغي ، فأنا بإذن الله هقعد معاك في الوقت اللي يعجبك ونعلم سوا علي اللي هييجي في الإمتحانات ، وشد حيلك يا بطل وخليك قوي كده ، ربنا يريح قلبك

نظر له بإمتنان وقال :

- ربنا يخليك يا شادي ، ماشي بإذن الله بس بعدين علشان دلوقتي مش قادر

- اللي يريحك ، انا موجود وفي الخدمه دايما

- هو في محاضرات النهارده تاني ؟

- لأ أخر محاضره لسه خارجين منها حـــالا ، تعالي بكره بقي علي السكشن بتاع 9 الصبح علشان بعده هنطلع علي المكتبه نجيب منها شويه مذكرات مهمين كده

- ماشي يا شادي بإذن الله ، بعد إذنك

غادر إسلام الكلية وعاد للمنزل ، سألته والدته عما فعل فقص عليها ماحدث وذهب لغرفته لينام ثانيه

______________

وفي كلية التربيه خرجت سلمي مع صديقاتيها من أخر محاضرة لهن في ذلك اليوم ، جلست تتحدث معهما قليلا بخصوص ماحدث هذا الإسبوع ومايجب أن يفعلونه للخروج بأفضل نتيجه من إمتحانات آخر العام .

تنهدت سلمي قائله :

- وبكده يا حلوه إنتي وهي عرفنا كل المقرر علينا والمفروض بقي نذاكر ،، السؤال هنا بقي : هنذاكر الحاجات الغريبه دي إزاي ؟

إبتسمت هند بمرح وقالت :

- زي ما عملنا السنه اللي فاتت بالظبط ،، هنقعد نقرأ فـ الحاجات الغريبه دي ونحفظهم صم ونروح نكبهم فـ الإمتحان وخلاص

فقالت سلمي بضيق :

- بس انا مش مقتنعه بالحكايه دي يا هند ، يعني إحنا كده مش بنستفيد حاجه من كل اللي بناخده ده

هند :

- هو ده نظام التعليم في بلدنا يا سلمي ومفيش عندنا حل تاني

رفعت سلمي حاجبها وقالت بحماس :

- لأ أكييد في حل ، وانا بإذن الله هوصله

ثم جذبتهما من ذراعيهما وقالت :

- يلا نروح بقي يا عيال كده هنتأخر

______________

قرر إسلام مواصله الدراسه في الجامعه كي يجتاز فترة الإمتحانات بسلام ، كان كالآله يذهب ويعود بلا روح ، يستيقظ في الصباح الباكر ويذهب إلي الجامعه لحضور المحاضرات ويجلس مابين المحاضرات وحيدا لا يريد التحدث مع أحد ولا يريد ان يراه أحد ، يجلس في مكان لم يجمعه بمحمد كي لا تزيد جراحه ، يعود لمنزلة فيذهب للنوم .

يستيقظ ويظل جالسا أمام كتبه ومذكراته يذاكر بعض الوقت ويتذكر محمد وذكرياته في الوقت الآخر وظل هكذا حتي نهاية فترة الإمتحانات

أما عن سلمي فهي أيضا قد إنشغلت بمذاكرتها وإمتحاناتها وحفصه أيضا ولم يتحدثا مع بعضهما البعض إلا قليلا

____________

وإنتهت الإمتحانات وعاد كل إلي حياته ، أخذت سلمي تستعد لخطوتها القادمه في التغيير ، بينما إسلام كان يقضي معظم يومه في النوم هروبا من واقعه المؤلم وذكرياته مع محمد التي تلاحقه دائما وتجعله يكره ذاته ويكره كل يوم كان يقابل فيه إحسان محمد بإساءة حتي ضاع منه .

جلست سلمي تحدث حفصه ولأول مره بعد إنتهاء الإمتحانات وفقالت بحماس وسعاده :

- هيييييح بقي خلصت إمتحانات وفضيتلك يا حجه ، خلاص مبقاش في أي حاجه تشغلني من مواصله طريقي

إبتسمت حفصه وأجابت بنفس الطريقه :

- هييييح بقي وانا خلصت إمتحانات واتشغلتلك

تعجبت سلمي وقالت :

- يعني إيه ؟

- مش انا قولتلك يا بنتي إن فرحي بعد الإمتحانات ؟

- هو إتحدد خلاص ؟ طيب انتي كنت بتقولي حصل مشاكل مع خطيبك ، قوليلي وصلتوا لإيه ؟

إبتسمت حفصه بسعاده وقالت :

- اه يا ستي اتحدد ، بعد 3 أسابيع إن شاء الله

ثم تنهدت بحزن قائله :

- إضطريت اوافق اني أسافر مع خطيبي الإمارات ، انا مكنتش عاوزه أقولك علشان متزعليش وقلت أستني لما تخلصي إمتحانات بقي

شعرت سلمي بالسعاده البالغه وقالت بحماس :

- الف مليووووون مبرووووووك يا حفصه ، فرحت اوووووي والله ، وبعدين عادي يا ستي هبقي أكلمك وإنتي هناك ، ربنا يسعدك

لم تكن تريد ان تكسر فرحتها ولكن لابد ان تخبرها ولا يوجد حل آخر ، ترددت للحظات ثم كتبت :

- سلمي ... انا مش هيكون عندي نت هناك

انتفضت سلمي من مكانها وقالت بخوف :

- ليـــه يا حفصه ؟ يعني إيه ؟ انا كده مش هكلمك تاني ؟

- للأسف يا سلمي مش هينفع يكون عندنا نت في الاول كده لظروف ما عند خطيبي ، بس انا برضو واثقه فيكي وعارفه انك هتعرفي تكملي طريقك لوحدك

كادت ان تسقط دمعه من عين سلمي وقالت بحزن :

- يا حفصه انا إتعودت عليكي خلاص ، وانتي السبب في كل الخطوات اللي انا اخدتها في حياتي دي .. أعمل إيه من غيرك بس ؟

- بصي يا سلمي .. إسمعي الكلمتين اللي هقولهوملك دول وحطيهم حلقه فـ ودنك واوعي تنسيهم أبدا

" اللي معاه القرآن والدعاء مش هيكون محتاج لأي إنسان ، هما دول سلاحك اللي هتقوي بيهم نفسك "

تنهدت سلمي بحزن وكتبت :

- مش فاهمه ؟

- من خلال معرفتي بيكي الفتره دي لقيت إنك أنسانه بسم الله ما شاء الله قويه وقادره علي نفسك ، بس كنتي محتاجه حد يشجعك تكوني افضل وإنتي بالفعل بدأتي فـ الطريق ده ،، لكن مهما حصل ومهما كانت العواقب اوعي تقفي او توقفي تقدمك ده علي شخص ، يعني انا هروح .. لكن سلمي هتفضل موجوده ولازم تكمل طريقها ..
إبدأي إقرأي في الجروب من جديد وحددي خطواتك بنفسك ، لما تحسي انك تعبتي ومش قادره تكملي طريقك إستخدمي سلاحك .. معاكي الدعاء والقرآن

إفتحي المصحف وانتي بتقولي لـ ربنا يـــارب إبعتلي رسالة ،، إبدأي دوري كل يوم علي رسالة من ربنا ليكي لحد ما توصليلها ،، إدعي كتير اوووي ربنا يقويكي ويثبتك ،، اوعي يا سلمي تستسلمي للشيطان اووعي حد يضايقك بكلمتين ويخليكي ترجعي عن هدفك

معاكي قرآنك ودعاءك يا سلمي فاهماني ؟ معاكي سلاحك يا سلمي اوعي تتخلي عنه .

تسللت الدموع من عيني سلمي دون ان تشعر بهم ، كتبت كلمات الوداع لـ حفصه :

- حــاضر يا حفصه هحاول ، هتوحشيني

- يا بنتي انا معاكي أهو ، لسه فاضل 3 أسابيع متقلقيش إدعيلي بس ربنا يصلح حالي وييسرلي أموري . وبإذن الله اول ما الظروف تتظبط هفتح الفيس وأكلمك بس الله أعلم ده هيكون بعد أد إيه !

- بدعيلك دايما والله من غير ما تقولي

- آخر حاجه بقي يا بطـــــل زي ما كنتي بتبعتيلي كل خطواتك وانا موجوده ، إفضلي إعملي كده برضو حتي وانا مش موجوده .. ممكن ؟

- كنت هعمل كده أصلا من غير ما تقولي ، لأن حتي لو انتي مشيتي روحك هتفضل معايا .. ربنا يسعدك

- إمسحي دموعك يا بت .. هتضربي

وضعت سلمي يدها علي وجنتيها فوجدت نفسها تبكي بالفعل ، مسحت دموعها متعجبه وقالت :

- إنتي عرفتي منين ؟!!

- حسيت )

- ربنا يخليكي ليــا يـــارب

- ربنا يقربك منه أكتر ويجمعنا فـ الفردوس الأعلي اللهم آمين . معلش بقي هقوم دلوقتي علشان بجهز شويه حاجات كده ^^ أستودعك الله الذي لا تضيع ودائعه

- مع السلامه يا حفصه

______________________

ظل إسلام علي هذه الحاله التي لا تتغير ، يستيقظ من النوم لينام مره آخري ، لا يعرف ماذا يفعل ، لا يجد طعم للحياه بدون رفيق دربه ، لا يعرف ماذا يفعل محمد الآن في قبره ، هل هو سعيد ام حزين ؟ هل قبره روضه من رياض الجنه ام حفره من حفر النار ؟ هل طيبة قلبه وحبه لكل الناس سيكون سببا في دخوله الجنه ؟ ام ان الجنه أعدت لاناس يخافون الله بحق ويعيشون ويموتون علي طاعته ؟

تكاد رأسه تنفجر من كثره التفكير فيضطر للنوم ليخرج من هذا العالم الملئ بالألم إلي عالم آخر لا يشعر فيه بشئ .

ولكن والدته لا تتركه .. فهي تدخل عليه بين الحين والآخر وقلبها يعتصر ألما عليه ولكن ماذا تفعل ؟ لا يريد أن يفعل شيئا سوي النوم .. قررت ان تحاول معه مره آخري وهي تدعو الله ان يستجيب هذه المره

طرقت علي الباب طرقات خفيفه ودخلت .. وجدته مستيقظا وينظر إلي سقف الغرفه كعادته .. نظرت إليه بحنان وقالت :

- إنت صاحي يا إسلام ؟

إعتدل في جلسته وقال بإبتسامه خفيفه :

- اه صاحي

مسحت علي وجهه بحنان وقالت :

- عامل إيه يا حبيبي

رد بنفس الإبتسامه :

- الحمد لله

صوبت عينيها في عينيه وقالت :

- طيب ومحمد عامل إيه ؟

إزدادت ضربات قلبه عندنا سمع إسمه ونظر لها متعجبا ولم يتحدث

أعادت عليه السؤال مره آخري وقالت :

- بقولك محمد عامل إيه ؟

أجابها بنفس الدهشه :

- عامل إيه إزاي يعني ؟

قالت موضحه :

- تفتكر هو عامل إيه دلوقتي ؟

مط شفتاه بحزن وقال :

- مش عارف !

مسحت علي شعره بحنان وقالت :

- هو ممكن يكون محتاجلك دلوقتي يا إسلام .. لو عايز تساعده بجد يبقي حاول تغير من نفسك وتكون الإنسان اللي محمد كان عاوزه

- منـا روحت لفــ

ثم قطع كلامه فجأة وقال :

- منا مش عارف أعمل إيه ولا أبدأ منين وكمان مش لاقي حد يساعدني .. انا فعلا ندمت اني مسمعتش كلامه من الأول ، وخوفت اووي كنت أموت وانا علي الحاله دي .. كمان خايف يكون دلوقتي بيتعذب ومش لاقي حد يساعده ولا يعمل له حاجه ،، وكل شويه أتخيل لو كنت انا مكانه كنت هعمل إيه ؟!! مجرد التخيل نفسه صعب اوووي

ربتت علي كتفه وقالت بإبتسامه :

- يمكن كانت غلطتي اني محاولتش أغرس فيكم الدين من وانتوا صغيرين ، كان كل همي تكونوا مبسوطين ومتفوقين وأفتخر بيكم قدام الناس , يمكن انا غلطت يابني بس مش لازم انت كمان تكرر غلطي ، دور علي الصحبه الصالحه اللي تعينك وشوف طريقك وأمشي فيه صح ،، بلاش تبقي عايش كده وخلاص .. انا لما شوفت خوفك علي صاحبك وإحساسك بالمسئوليه إتجاهه قلت لازم أجي أكلمك ولازم انت تعمل أي حاجه تساعده وتساعد نفسك بيها

إبتسم لها بسعاده قائلا :

- انا اول مره أشوفك بتتكلمي كده يا امي

تحسست وجهه بحنان وقالت :

- لما شوفت موت محمد خفت انت كمان تضيع مني وربنا ميكونش راضي عنك ، لازم تلحق نفسك يا إسلام محدش ضامن عمره يابني

- طيب أبدأ منين يا أمي ؟ جايز لما أبدأ أحسن من نفسي شويه أحس اني ارتحت وبدأت أحقق وصيه محمد

عادت للخلف ونظرت إليه بتعجب وكأنها تذكرت شيئا :

- صحيح يا إسلام مش إنت كنت بتقول ان محمد عنده واحد صاحبه كده متدين ؟ ماتشوفه يابني يمكن ياخد بإيديك

شرد إسلام قليلا وهو يتذكر توبيخ فاروق له ، وتذكر أيضا عندما ذهب لمنزل فاروق ولكنه لم يعره أي إهتمام .. إنتشلته من شروده وهي تكرر كلامها فقال:

- لأ مش هينفع يا أمي .. قوليلي حل تاني

اخذت تفكر لثوان ومن ثم قفزت من مكانها بحماس قائله :

- انا إزاااي مجتش في بالي الفكره دي ، يابني الشباب الكويسين هتلاقيهم مواظبين علي الصلاة في الجامع ، حاول إنت كمان تصلي كل الصلوات في الجامع وبإذن الله أكيييد هتلاقي الصحبه الصالحه هناك

ثم نظرت إليه بعمق وقالت بصرامه :

- لأ مش حــاول ، ده انت لازم تعمل كده

اعجب إسلام بالفكره وقال بحماس :

- عندك حق .. أكييد هلاقي حد زي فاروق هناك

__________________

غادرت والدته الغرفه وقد اطمئن قلبه قليلا بعد حواره معها وأخذ يفكر في خطوته القادمه ولكن سرعان ما أحس بالملل فذهب لإحضار الحاسب الخاص به ووضعه علي الفراش ، فتح حسابه علي موقع الفيس بوك ونظر نظره سريعه علي قائمه أصدقاءه فوجد ساره متصله الآن

وجد نفسه سريعا يغلق الحاسب مره آخري ، لا يعرف لماذا ؟ هل هو أصبح لا يحبها ؟ ام إنه لا يرغب في مزيد من الذنوب ؟ والأرجح هو الحل الثاني .. أخذ يفكر قليلا هل سيفتحه مره آخري ام لا ولكن قطع تفكيره صوت طرقات الباب ..

أخد ينادي علي والدته وهند لكي تفتح إحداهما الباب ولكنهما لم يسمعانه فقرر أن يذهب ليفتح هو .. فتح بإبتسامته المعتاده ولكن سرعان ما تحولت هذه الإبتسامه إلي حاله من الذهول وقال بصوت مختنق :

- مــــحـــــمــــــــد !!
-----------------------------------------------------------

هو محمد رجع تــــــاني ولا إيه ؟

ولا هو مماتش أصلا ؟!!

طيب سلمي هتقدر تكمل طريقها إزاي من غير حفصه ؟

ولا حفصه هتلاقي طريقه تتواصل بيها معاها حتي بعد الجواز ؟

هنعرف ده كله في الحلقات الجايه إن شاء الله
__________________

 

العلامات المرجعية

الكلمات الدلالية (Tags)
أحمد, الحلال, سلمى, إسلام, هند


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 11:28 PM.