اهلا وسهلا بك فى بوابة الثانوية العامة ... سجل الان

العودة   بوابة الثانوية العامة المصرية > القسم الإداري > أرشيف المنتدى

أرشيف المنتدى هنا نقل الموضوعات المكررة والروابط التى لا تعمل

 
 
أدوات الموضوع ابحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 18-09-2014, 02:57 AM
الصورة الرمزية مسلمة متفائلة
مسلمة متفائلة مسلمة متفائلة غير متواجد حالياً
طالبة بالأزهر الشريف
 
تاريخ التسجيل: Sep 2007
المشاركات: 6,603
معدل تقييم المستوى: 25
مسلمة متفائلة is on a distinguished road
افتراضي

الحلقة العشرون :




أمسكت هند بهاتفها بسرعه وضغطت علي الازرار وفي خلال لحظات وجدها تقول :


- سلمي إسلام اخويا عاوز يتقدملك !

نظر لها في ذهول , إتسعت عيناه وضغط علي أسنانه بشده حتي كاد أن يحطمها وأمسكها من يدها بعصبيه وقال بصوت خفيض حتي لا تسمعه سلمي :

- يا بت إنتي مجنونه !! إقفلي بسرعه ولا إعملي أي حاجه

إرتفع صوتها أكثر وهي تقول :

- أيــوه والله يا بنتي إسلام أخويا شافك وعاوز يتقدملك

ضغط علي يدها أكثر حتي كاد إن يعتصرها ونظر لها والشرر يتطاير من عينيه ، أبعدت الهاتف عنها قليلا وقالت هامسه :

- في حاجات ماينفعش فيها غير الجنان

نظر لها نظرة أخافتها وقال بغضب :

- إتصرفي بسرعه يــا هند وإلا ..

قاطعته قائله بهمس :

- يا واد إصبر بس

إنتشل الهاتف من يدها بسرعه وهم أن يغلقه لولا ما رآه ، نظر لها بحده وقال :

- يعني إيه ده بقي إن شاء الله ؟!!

أخذت الهاتف من يده ونظرت له ببراءة وقالت :

- تصدق لسه مدوستش علي زرار الإتصال هيهيهيهيهيهي

أرتمي علي الفراش بقوه وقال بغضب :

- إنتي غبية صح ؟!!

جلست بجواره وربتت علي كتفه بإستفزاز وقالت :

- بنتعلم منك يا باشا

أخذ يحول نظرة ما بين النافذة وبينها فإنتبهت لذلك وسألته عن السبب فأجاب :

- كان زماننا دلوقتي سامعين ناس عماله تصوت تحت !

نظرت لها متعجبه وقالت :

- إشمعني ؟!!

رفع حاجبه وقال بمكر :

- علشان كان هيبقي في جثه مرميه تحت الشباك دلوقتي ، بس الحمد لله لحقت نفسها

عادت للخلف قليلا ونظرت له بخوف مصطنع وقالت :

- يعني رخم ومجنون وكمان قتال ***ه ؟!!

ثم أردفت قائله بمرح :

- الله يعينك يا سلمي يا بنتي

إتسعت إبتسامته وهو يقول :

- الله يعينها فعلا !

____________________

كانت سلمي تشاهد أحد البرامج الدينيه لداعية شاب عندما أتتها ولاء ونظرت لها بتعجب وقالت :

- إيه يا بنتي اللي إنت عاملاه ده ؟!!

أجابتها بكل براءة :

- بغض بصري !

مطت شفتاها للأمام وقالت بإستنكار :

- يعني حطالي ورقة بتاع لوحه ورسمالي عليها ولد كرتون ضحكته لحد ودانه ولزقاها علي وش الراجل وتقوليلي بغض بصري ؟!! ده اللي هو إزاي يعني ؟!!

إرتفعت ضحكات سلمي وهي تنظر لولاء بتعبيرات وجهها الغاضبه وحركات يدها السريعه وقالت :

- عادي يا ولاء أهو تغيير ، بدل ما أنا علطول بتفرج علي الديكور او علي التيشرتات بتاعتهم

زفرت بضيق وقالت :

- ويعني فيها إيه لما تبصي للراجل وهو بيتكلم ؟ هو هياكلك ؟!!

إلتفت لها بكامل جسدها وقالت بجديه :

- لا يا ولاء مش هياكلني ، بس غض البصر فرض علينا لان ربنا سبحانه وتعالي قال " وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ " وانتي عارفه اني من النوع اللي مش بعرف أركز غير لو بصيت في وش اللي بيتكلم علشان كده بقي بحاول أعمل أي حاجه تساعدني علي غض البصر ، وبإذن الله مع الوقت أتعود ع التركيز وانا باصه في الأرض ، إدعيلي إنتي بس

قالت ولاء بتعجب :

- طيب بس ده شيخ يعني مفيهاش حاجه !!

تبسمت قائله بهدوء :

- يعني يا ولاء هو الشيخ ده مش راجل ؟!! أي راجل مهما كانت وظيفته او درجه قربه من ربنا لازم نغض بصرنا عنه ، وحتي روحي إسألي بنفسك البنات عن رأيهم في الدعاه وخصوصا الدعاه الشباب هتلاقيهم عمالين يقولولك فظـيع وهييييح ووسيم ومعرفش إيه !! رغم انه شيخ أهو لكن برضو في الأول وفي الآخر هو راجل وماينفعش نفضل نبص عليه كده

- ماشي يا سلمي براحتك ، بس إنتي كده مش بتزهقي يعني ؟

أومأت برأسها نفيا وقالت :

- لأ بالعكس والله ده انا بكون مرتاحه جـــدا ، وكمان لما أكون مش ببص علي شباب خالص أكيـد ربنا هيجازيني خيـر ويحلي في عيني زوجي المستقبلي حتي لو هو شكله عـــادي ، واثقه في كرمه بقي

تركتها ولاء وغادرت بينما دفنت هي رأسها بين كفيها وأخذت تدعو الله قائله :

- يــــارب إحفظني وإرضي عني وقربني منك أكتر ، يــارب قويني وساعدني علي غض البصر وإحفظلي قلبي وإبعد عني أي فتنه ، يـــارب جنبني الفتن ماظهر منها وما بطن ، يــــارب عوضني عن كل لحظه حزن عيشتها وإرضي عني وارزقني باللي يساعدني وياخد بإيدي للجنه .

___________________

وبعد ثلاث أسابيع :

طرقت هند باب غرفة أخيها ودخلت وهي تقول بحيره :

- يا إسلام إنت مش هتروح تتقدم لسلمي بقي ولا إيه ؟ يابني ده الدراسه خلاص قربت جـدا ، يأما تروح اليومين دول يأما بقي تستني لما نتخرج ونكون فاضيين

نهض من علي الفراش بتثاقل وقال بحيره أكبر :

- والله يا هند كنت لسه بفكر في الموضوع ده دلوقتي

نظرت له بتعجب وقالت :

- طيب ومستني إيه ؟

تنهد بتوتر وقال :

- هروح أقولهم إيه يا هند ولا اتقدم بإيه ؟ إنتي من ساعة ما قولتيلي ان باباها عاوز يجوزها لواحد معاه فلوس وانا قلقان ، وزي ما انتي عارفه الفلوس اللي بابا الله يرحمه سايبهالي مش هتكفي جهازي كله والمرتب بتاعي برضو صغير ومش هيعمل حاجه

- طيب يا إسلام ما تروح وتشوف واللي فيه الخير يقدمه ربنا

صمت قليلا ثم نظر لها بتساؤل وقال :

- تفتكري ممكن باباها يوافق عليا ويخفف عني طلباته شويه ؟ وهل هي اصلا هتوافق تتنازل عن شبكه كبيره وفرح مش عارف فين والكلام ده ؟

ربتت علي كتفه مطمئته إياه وقالت :

- بالنسبه لسلمي متقلقش هي مش بتفكر في الحاجات دي خالص وأكيد هتوافق عليك لو لقت انك فعلا الشاب اللي هي بتتمناه

ثم نظرت له بحيره وقالت :

- أما بقي باباها فبصراحه معرفش ، بس إحساسي بيقولي إنه هيعصرك

ضربها علي ذراعها بخفه وقال :

- لأ انا كده إتطمنت ، مش عارف من غيرك كنت هعمل إيه بس ؟

قالت بلهفه :

- هاه أروح أفاتحها في الموضوع بقي ولا إيه ؟

أومأ برأسه نفيا وقال :

- لأ إستني شويه هفكر تاني وأخد رأي واحد صاحبي في الموضوع وأشوف

غادرت الغرفه وإستلقي هو علي الفراش وأخد يفكر في الآمر مرة آخري

_______________

وفي المساء إتصل إسلام بفاروق ليقابله ويأخذ رأيه في الأمر وذلك لانه دائما يحب سماع أراء فاروق ويثق بها :

صافحه فاروق وسأله عن أحواله فقال :

- الحمد لله أديني مطحون أهو في الشركه دي ربنا يقدرني ، بس إنت عارف ؟ رغم إني كتير جـــدا بحس ان انا الوحيد اللي براعي ربنا في شغلي والباقي نايميين ومقضينها أكل وهزار وشاي ومعرفش إيه ، لكن برضو ببقي مرتــاح جـــدا لما باخد المرتب وبحس إن هو حلال وإني أستحقه فعلا

نظر له فاروق نظره إعجاب ثم تنهد بحسره قائلا :

- هو ده الحال في معظم الوظايف للأسف ، المهم بس الواحد يراعي ربنا في شغله وميبصش للتانيين ويقول إشمعني لأن كل واحد فينا يوم القيامه هيتحاسب علي نفسه وبس

أومأ برأسه مؤيدا ثم تذكر فجأة موقف ما جعله يقفز في سعاده كالأطفال وهو يقول :

- عارف يا فاروق ؟ حصلت حاجه تحفه اوووي في شغلي الإسبوع ده

نظر له فاروق بلهفه وقال :

- خيــــر ؟

تنهد بأريحيه وقال :

- فاكر لما قولتي أبقي أسيب الشغل وقت الصلاة وأروح أصلي وأرجع ؟ رغم ان سعات المدير كان بيضايقني ومش بيوافق إلا اني برضو كنت بصر علي رأيي وأروح ، الإسبوع ده بقي لقيت اتنين صحابي في الشغل بقوا ييجوا يصلوا معايا وبيقولولي انهم كان نفسهم يعملوا كده من زمان مع المدير بس مكانوش بيقدروا

أمسك فاروق كفه وربت عليه بخفه وقال :

- والله انا فخور بيك يا إسلام

إستمع إسلام إلي هذه الكلمات وهو في سعاده بالغه وقال مازحا :

- عارف بيقولولي إيه كمان ؟ بيقولولي إنت ناقصلك لحيه وتبقي شيخ علي حق ، رغم اني مبعملش حاجه غير اني بعاملهم بما يرضي الله وبصلي وبتقي ربنا في شغلي ، سبحان الله ميعرفوش انا كنت إيه في الأول ، اللهم لك الحمد .

نظر له فاروق بدهشه وقال :

- تصدق بالله ؟ انا كنت لسه بفكر في موضوع اللحيه ده ، من زمان اوووي وانا نفسي أعفي لحيتي بس مش عارف إيه اللي كان مأخرني لكن من يومين كده كلمت نهي وإتفقنا إننا نقرأ أكتر عن اللحيه والنقاب وبعدين نقرر ، بس كلامك ده حمسني ، بشرة خير إن شاء الله

تبسم له إسلام قائلا :

- ربنا يوفقك يـــافاروق

نظر له فاروق بحماس وقال :

- طيب بقولك إيه يا إسلام ؟ ما تيجي نعفي لحيتنا إحنا الإثنين وأهو نكون بنساعد بعض علي رضا ربنا وناخد الثواب سوا

قال إسلام بتعجب :

- لأ يابني لحية إيه دلوقتي ، صعب اوووي وانا مش أدها أصلا

- ماشي براحتك يا سيدي ، علي العموم إقرا عنها برضو وشوف جايز تغير رأيك

- إن شاء الله

وفجأة تذكر إسلام الموضوع الاساسي الذي أحضر فاروق لأجله فقال :

- بقولك إيه يا فاروق ، فاكر البنت اللي قولتلك إني عاوز أتقدملها دي ، إيه رأيك أروح دلوقتي وانا مش جاهز ولا إستني ولا أعمل إيه ؟ انا خايف تروح مني

نظر له بترقب وقال :

- إنت مش جاهز خالص يعني ولا إيه نظامك ؟

أجابه بالنفي قائلا :

- لأ الحمد لله بابا الله يرحمه سايبلي مبلغ كويس بس مش هيكفي برضو ، وكمان سمعت ان والدها عاوز حد غني يعني فـ قلقت بصراحه

نظر له فاروق بحماس ممزوج بالسعاده وخلاص :

- خلاص يا عم روح طبعــا وبإذن الله ربنا يقدم اللي فيه الخير ، يعني ممكن يوافقوا علي إمكانياتك وممكن إنت تطول الخطوبه شويه لحد ما تجهز نفسك وطبعا ساعتها مرتبك كله هيتحوش للجهاز وممكن ربنا يرزقك بمكافئة او تثبيت او أي حاجه تزودلك المرتب شويه متقلقش .

رجع إسلام بذاكرته قليلا ثم قفز من مكانه في سعاده وقال :

- تصدق فعلا كانوا بيقولوا إنهم كل سنه في شهر 6 بيثبتوا واحد من اللي شغالين جداد ، وده طبعا بيكون علي حسب الكفاءة والضمير وكده ، وإحساسي بيقولي اني انا اللي هتثبت علشان انا أكتر واحد بشتغل في الموظفين الجداد ، احم احم ده بفضل ربنا طبعـــا

ربت علي كتفه عدة مرات وقال :

- خلاص يبقي إنت تروح تتقدم فـــورا وربنا ييسرلك الأمور

ثم قال مؤكدا :

- وبعدين يا عم لو ليك نصيب فيها محدش هيقدر يمنعكم عن بعض ، كل دي حجج البشر بيعملوها لكن اللي ربنا كاتبه هيحصل مهما كان ، إتطمن بقي

إبتسم إسلام بسعاده وقال :

- تصدق والله أحسن حاجه قولتها ، هي فعلا لو من نصيبي محدش هيقدر يمنعها عني ، هروح بقي وربنا ييسر الأمور ، إدعيلي هاه

- حـــاضر

____________________

عاد إسلام إلي المنزل وذهب مباشره إلي غرفة هند وقال بحماس :

- يلا روحي قوليلها إني عاوز اتجوزها بقي

أخذت هند تضحك ضحكات متواصله أغضبته فقال :

- وهو انا قولت حاجه تضحك للدرجادي ؟

أشارت إلي الساعه المعلقه علي الحائط وقالت بتعجب :

- إنت شايف الساعه كام ؟

نظر للساعه وقال بعدم فهم :

- اه 10 فيها إيه يعني ؟

أخذت تضحك مرة آخري وهي تقول :

- وأنا اروح أبات عندها دلوقتي يعني ولا أعمل إيه ؟

نظر للساعه مره آخري فوجدها العاشرة مساءا بالفعل فضرب جبهته بيده وهو يقول :

- أوبـــس ، معلش مش مركز

نظرت له بمكر وقالت :

- اللي واخد عقلك بقي

أزاحها بتجاه الفراش وقال مازحا :

- نامي يا هند يا حبيبتي شطـــوره ، علشان بكره الصبح نخرج نروح عند طنط سلمي جارتنا

- ماشي هعديها مزاجي ، بكره بإذن الله أروحلها ونشوف

___________________

وبالفعل ذهبت هند في اليوم التالي إلي منزل سلمي ، جلست كل منهما تحدث الآخري عن الكثير من أمور الحياة ، كانت سلمي تتحدث بينما هند تفكر كيف تفاتحها في الآمر وأخيرا إستجمعت شجاعتها وقالت :

- سلمي هو إنتي ممكن تتخطبي دلوقتي ؟

نظرت لها سلمي متعجبه وقالت :

- إيه يا هند مانتي عارفه رأيي من زمان !!

تنحنحت قائله بحرج :

- طيب لو جالك واحد زي ما بتتمني بالظبط توافقي ؟

نظرت لها بتوتر وقالت :

- وده هيجيلي منين ده ؟ قولي يا هند اللي عندك علطول قلقتيني

تنهدت تنهيده قويه وحاولت ترتيب كلماتها وقالت :

- انا جايبالك عريس وفيه تقريبا كل المواصفات اللي إنتي عاوزاها ، هينفع ييجي دلوقتي ولا المبدأ مرفوض أصلا ؟

أسندت رأسها بداخل راحة يدها وقالت بقلق :

- طيب وهو مين العريس ده بقي ؟

أجابتها علي الفور :

- إسلام أخويا

إتسعت عينا سلمي وقالت بتعجب :

- إسلام أخوكي ؟!!

نظرت لها هند فشعرت بالتوتر وقالت بصوت هامس :

- اه وحش ولا إيه ؟

تنحنحت سلمي بإحراج وقالت :

- لأ والله مش قصدي ، علي عيني وعلي راسي طبعـــا ، بس يعني إنتي عارفه تفكيري كويس ومتهيألي إسلام أخوكي مش زي الشخص اللي في بالي خالص !!

تنهدت هند بأريحيه وقالت :

- لأ يا سلمي ده إسلام إتغير خــــالص ، ده حتي يا بنتي ....

وأخذت تقص عليها التغييرات التي طرأت علي أخيها ، شعرت سلمي بالسعاده وهي تستمع إلي كلمات هند ، ليس لأنها تتحدث عن إسلام بحد ذاته ولكنها دائما ما تفرح عندما تعلم ان هناك شخصا آخر عرف الله وإقترب منه أكثر .

إنتظرتها سلمي حتي إنتهت من كلماتها وكادت ان تتحدث ولكنها لم تجد ما تقوله فصمتت ، فقالت لها هند :

- هاه إيه رأيك ؟

أجابتها بقلق :

- مش عارفه بصراحه

- طيب حتي قوليلي رأيك مثلا في شكله او في الكلام اللي سمعتيه او أي حاجه

شعرت بالإحراج فقالت بصوت خفيض :

- بصي الكلام اللي انا سمعته جميل طبعـا ويفرح أي حد ، وبالنسبه لشكله فأنا مشوفتهوش من زمان فمش مركزة في ملامحه يعني ، بس اصلا مش مهم عندي الشكل ، أهم حاجه من جواه عامل إيه

أخذت تحرك يدها بحماس وهي تقول :

- طب قولي بقي يلا يلا يلا

ضحكت بشده وهي تقول :

- أقول إيه بس ؟

- قولي إنك موافقه ، انا عارفه إنك موافقه يا اروبه بس مكسوفه ، وعموما يا ستي اقعدوا مع بعض وشوفوا هتتفقوا ولا لأ

نظرت لها سلمي بجديه وقالت :

- طيب إنتي متأكده من الكلام اللي قولتيه عليه ده ؟

ثم قالت بمرح :

- مش علشان أخوكي بقي وكده هـــاه بدل ما أعرف الحقيقه وأعورك

ضحكت بشده وهي تقول :

- لأ والله كل اللي قولته عليه حقيقي ، وأصلا انتوا من بعد ما بدأتوا تلتزموا وإنتوا شبه بعض جـــدا وانا بصراحه عاوزه أخلص منكم إنتوا الإثنين وارتاح

نظرت لها بقلق وقالت :

- طيب بصي هفكر وأقولك

نهضت هند من علي الفراش متجهه إلي باب الغرفه وهي تقول بجديه :

- خلاص قشطه هقوله إنك وافقتي ، إبقي عرفي باباكي بقي علشان ميتفاجئش لما إسلام يتصل بيه

قفزت سلمي من مكانها في فزع وقالت :

- يا هند إنتي بتهزري ؟!!

أطلقت ضحكات متواصله وهي تقول :

- إنتوا ما ينفعش معاكم إلا كده ، يلا أنا همشي بقي ماشي ، سلام عليكم

وقبل ان تستطيع الكلام وجدتها قد إختفت من أمامها فقفزت علي الفراش بخفه وسعاده وهي تقول :

- والله مجنـــونه

_________________

عادت هند إلي المنزل فوجدت إسلام في إنتظارها ، نظر لها بلهفه فلم تعره أي إهتمام فقال بحزن :

- رفضت صح ؟ انا كنت حاسس ، يلا كل شئ نصيب

وغادر المكان متجها إلي غرفته ، أسرعت الخطي وراءه وقالت بتعجب ممزوج بالمرح :

- ياعم هو انا هلاقيها منك ولا منها ، بطلوا جنان بقي جننتوني معــــــاكم وانا غلبانه أصلا

جلس علي حافة فراشه ونظر لها بيأس وقال :

- ماهي لو كانت وافقت كنتي هتقولي علطول ، خلاص بقي حصل خير

جذبته من مكانه وأوقفته أمامها مباشره وقالت :

- ركز معايا كده وبلاش شغل الأفلام ده هاه ، وإسمعني كويس

نظر لها بترقب وقلق ولم يتحدث

أمسكته من ذراعيه ونظرت في عينيه وهي تقول بصوت مرتفع :

- إسلـــــــام ســــلمــــــي وافــــقــــــت

لم تنتبه إلا عندما سقط أمامها علي الأرض فضربت علي قلبها بقوه وهي تقول بصراخ :

- إسـلــــــــــام

------------------------------------------------------------------

هو مات ولا إيه ؟

وإيه رأيكم في موقف هند كأخت وصديقه ؟



__________________

  #2  
قديم 21-09-2014, 07:47 AM
الصورة الرمزية مسلمة متفائلة
مسلمة متفائلة مسلمة متفائلة غير متواجد حالياً
طالبة بالأزهر الشريف
 
تاريخ التسجيل: Sep 2007
المشاركات: 6,603
معدل تقييم المستوى: 25
مسلمة متفائلة is on a distinguished road
افتراضي

الحلقه الواحده والعشرون :




أمسكت هند إسلام من ذراعيه ونظرت في عينيه وهي تقول بصوت مرتفع :


- إسلـــــــام ســــلمــــــي وافــــقــــــت

لم تنتبه إلا عندما سقط أمامها علي الأرض فضربت علي قلبها بقوه وهي تقول بصراخ :

- إسـلــــــــــام

حاولت تحريكه يمينا ويسارا ولكنها لم تستطع فهرولت إلي الخارج وهي تصرخ بأعلي صوتها مناديه والدتها .

وقبل أن تصل إلي غرفة والدتها سمعته يقول بمرح :

- بـت يا هند

عادت للغرفة ونظرت إليه بفزع وهو مازال مستلقيا علي الأرض وقالت بخوف :

- إسلام مالك ؟

نظر لها بتعجب مصطنع وقال :

- إيه ياختي عمرك ما شوفتي واحد ميت من الفرحه ولا إيه ؟!!

نظرت له بإندهاش وقالت :

- إنت بتهزر ؟ ولا إنت تعبان بجد ؟ ولا متفاجئ ولا إيه ؟!!

نهض من مكانه وجلس علي حافة الفراش محاولا التعديل من هيئة رابطه عنقه الغير موجوده أصلا ونظر لها بغرور وقال :

- يا بنتي أتفاجئ من إيه ؟ منا عارف إنها هتوافق أصلا ، هو انا في واحده تقدر ترفضني

عقدت ذراعيها أمام صدرها وقالت بعصبيه :

- يا إسلام إنت بتستعبط !! هو ده وقت هزار أصلا ؟ وبعدين هي مقالتليش إنها موافقه اوي يعني

إنتفض من مكانه وهو ينظر لها بخوف وقال :

- اومال إنتي بتقولي وافقت إزاي ؟

جلست بجواره ووضعت ساقا فوق الآخري وهي تقول بتعالي :

- ههههههاي شوف من شوية كان عاملي فيها رئيس الجمهورية ودلوقتي أخره فرخه مشلوله

وكزها في ذراعها بشده وهو يقول بصرامه :

- هند إخلصي وافقت ولا لا ؟!!

رفعت حاجبها وهي تنظر له بإستفزار ولم تتحدث ، وكزها مره آخري بعصبيه وقال :

- يا بت إخلصي

نظرت له بإبتسامه وقالت مازحه :

- خلاص حرام صعبت عليا هقولك وأمري لله ، بص هي طبعا كانت مكسوفه وكده ومقالتليش حاجه ، بس يعني مكانتش رافضه فأنا بقي أخدتها في دوكة وقولتلها هقول لإسلام إنك موافقه وطلعت أجري ، بس يا سيدي

نظر لها بإعجاب وقال مشجعا :

- جدعه يا هنود ، طالعه راجل من ظهر راجل

نظرت له بإستهزاء وقالت :

- هنشوف ياخويا الراجل ده هيكون شكله عامل إزاي لما عمو باباها يكلمك

نظر لها بثقه وقال :

- متقلقيش ، هستخبي تحت السرير بس

_______________________

أخذت سلمي تفكر في الامر في حيرة ، فكلام هند عن إسلام أسعدها بينما هي رافضه تماما لفكرة الخطوبه أثناء الدراسه ، ولكن ماذا إذا كان إسلام رجلا بحق ؟ ماذا لو كان هو الشاب الذي تتمناه ؟ هل ترفضه بسبب إنشغالها بالدراسه ؟ ام تقبل به وتجلس معه لتعرف عنه أكثر وبعدها تقرر ؟ تنهدت بعمق ثم تذكرت كلمات هند وإنها سوف تبلغ إسلام ان سلمي وافقت علي رؤيته بالفعل ، فطردت الافكار عن رأسها وحاولت التفكير في أمر آخر .

كيف ستخبر والدها ؟ هل سيوافق عليه ام انه اقتنع بوجهة نظر سلمي ولن يتدخل في حياتها قبل ان تتخرج ؟ أخذت تفكر كثيرا حتي إستجمعت شجاعتها وقررت الذهاب لإخبار والدها بالأمر كي يكون علي علم عندما يتصل به إسلام .

ذهبت إلي غرفته وتركت بابها بخفه وقالت :

- بابا حضرتك صاحي ؟

أجابها من الداخل علي الفور :

- تعالي يا سلمي

دخلت وجلست بجوارة وقالت بهدوء :

- بابا في عريس عاوز يتقدملي وانا مش عارفه أعمل إيه ؟ حضرتك رأيك إيه ؟

نظر لها بتعجب وقال :

- مش إنتي قولتي مش هوافق علي حد قبل التخرج ؟ بس عموما يعني لو غيرتي رأيك انا معنديش مشكله طبعا ، بس هو مين العريس ده ؟

أجابته علي الفور :

- إسلام أخو هند صاحبتي

نظر لها بتفكير وقال :

- طيب وده مواصفاته إيه ؟

أخذت تتذكر كلمات هند وقالت مبتسمه :

- هو مهندس ومحترم وشايل مسئولية هند ومامته من زمان وشغال في شركة كده بس نسيت إسمها

نظر لها بإعجاب وقال :

- مهندس ، طيب حلو جــدا يعني هيعيشك في مستوي كويس

إبتلعت ريقها وقالت بتوتر :

- اه طبعا إن شاء الله

إبتسم لها قائلا :

- خلاص ماشي نشوفه واللي فيه الخير يقدمه ربنا

نظرت له بسعاده وقالت :

- هقول لهند بقي علشان تخليه يتصل بحضرتك

تبسم قائلا :

- ماشي

_____________________

وبعد ثلاثة أيام :

قالت هند وهي تتجه مسرعه إلي غرفة أخيها :

- إسلام سلمي إتصلت بيا وبتقولي انها بلغت باباها بالموضوع خلاص ، دلوقتي بقي المفروض تتصل بيه إنت وتحدد معاه ميعاد

نظر لها بسعاده وقال :

- قشــطه بقي

ثم نظر لها بحيره وقال :

- هما الناس بيقولوا إيه في الحاجات اللي زي دي ؟ يعني أتصل بيه أقوله ياعمي انا عاوز أتجوز بنتك ؟!!

أطلقت هند ضحكات متواصله وهي تقول :

- ياعم انا مالي قول اللي إنت عاوزه ، المهم تتكلم بس

ثم أمسكت بهاتفها وقامت بالإتصال بوالد سلمي وأعطته الهاتف علي الفور ، تفاجئ من سرعتها ونظر لها بفزع وقبل أن يستطيع التحدث سمع صوتا يقول :

- السلام عليكم

إبتلع ريقه قائلا بحرج :

- وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

صمت للحظات محاولا الحصول علي أي كلمة ولكنه لم يجد ، أخذ ينظر لهند بقلق ويحاول إستغاثتها لتخبره بأي شئ يقوله ولكنها لم تفعل فسمع الصوت مره آخري يقول :

- مين معايا ؟

قال بتوتر :

- انا إسلام يا عمي أخو هند صاحبة الأنسه سلمي بنت حضرتك

- أهلا يا إسلام إزيك ؟

- الحمد لله يا عمي بخير

ثم تنحنح قائلا :

- كنت حابب أحدد ميعاد مع حضرتك علشان أجي اتقدم للأنسة سلمي

قال بجديه :

- طيب يابني إحنا فاضيين بكره او الإسبوع الجاي اللي يريحك

- خلاص بإذن الله نيجي بكره ، ممكن علي الساعه 7 كده كويس ؟

- تمام كويس

- ماشي يا عمي بإذن الله قبل الميعاد هتصل بحضرتك ، سلام عليكم

- وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

أخذ يكرر الضغط علي زر الإغلاق للتأكد من ان والدها لن يسمعه بعد الآن ، إرتمي علي الفراش بإجهاد قائلا لهند :

- مكنتش أعرف ان الموضوع صعب اوي كده ، انا حاسس اني قربت أنصهر

نظرت له بإستعلاء وقالت :

- ههههاي وأخيـــرا بقي هعرف أفرح فيك ، قولتلي بقي إني راجل من ظهر راجل هاه ؟

قذفها بالوساده بمرح وقال :

- طيب الله يخليكي يا هند هاتيلي الحته اللي ع الحبل بقي ولمعيلي الجذمه وكده يعني ، ولو عندك شويه برفيوم من أي نوع ميضرش برضو

رفعت حاجبها قائله بغضب :

- ألمعلك الجذمه ؟ أهي دي أخرتها كمان !! انا خلاص دوري خلص لحد كده ، قابل بقي يا معلم

_________________

- يا سلمي تعالي عاوزك

قالها والدها بعدما تحدث مع إسلام وحدد معه ميعاد الرؤية الشرعيه ، جاءت علي الفور وقالت بإبتسامتها المعتاده :

- نعم يا بابا

نظر لها بجديه وقال :

- العريس هييجي بكره بعد المغرب إن شاء الله

نظرت لها بإنتباة وقالت :

- بكره بكره يعني ؟ اليوم اللي طالع ده ؟!!

أجابتها ضاحكا :

- أيوه بكره اليوم اللي طالع ده

عادت للخلف قليلا وقالت بحياء :

- ماشي يا بابا اللي تشوفه

تركته وعادت إلي غرفتها وهي تحدث نفسها بصوت مرتفع قائله بتعجب :

- بكره ؟ طب بكره إزاي ؟ أوام كده ؟!! إستر يـــــارب

سمعتها ولاء فقالت متعجبه :

- هو إيه اللي بكره ؟

تنهدت بسعاده وهي تقول :

- إسلام أخو هند جاي يتقدملي بكره

قفزت ولاء من مكانها وهي تقول بفرحه :

- إسلـــــام ؟ كويس جدااااا ، ده ولد شيك وروش جدا أصلا

ثم نظرت لسلمي بإستنكار وقالت :

بس إنتي اكيد مش هتوافقي عليه أصلا !!

تبسمت سلمي قائله :

- شيك وروش ؟ طب والله كويس ، وضيفي عليهم بقي كلمة ملتزم

نظرت لها بتعجب وقالت :

- ملتزم إزاي ؟!!

حاولت إستفزازها وقالت بسعاده :

- أيــوه يا بنتي ماهو من سنه وشوية كده بقي معقد زيي الحمد لله ، يعني دلوقتي شيك ومعقد في نفس ذات اللحظه ، والله حاجه تفرح

ثم نظرت لها متعجبه وقالت :

- بس صحيح إنتي إزاي عرفتي انه شيك وروش زي ما بتقولي ؟ ده انا نفسي صاحبة اخته اهو بس معرفش عنه حاجه

قالتها علي الفور :

- لأ ما انا كنت دايما بشوفه مع اصحابه في الشارع ، يلا ما علينا المهم انتي توافقي بس

تنهدت بحيره وقالت :

- قــــولي يـــارب

_______________________

وفي اليوم التالي :

إرتدت سلمي ملابسها وجلست علي الفراش بتوتر كعاده كل فتاة في ذلك الوقت ، سمعت جرس الباب فزادت ضربات قلبها بشده ، إقتربت من باب غرفتها وفتحت منه جزء صغير لتستطيع رؤية أي شئ ولكنها مع الأسف لم تري شيئا ، ولكن سمعته وهو يتحدث مع والدها ومن الواضح ان والدته فقط هي التي معه ، أخذ يحدث والدها عن عمله وأخلاقه وعائلته ووالده المتوفي وحياته وأشياء من هذا القبيل .

بعد عدة دقائق سمعت أصوات أقدام والدها تقترب من غرفتها فتبينت انه ات ليأخذها ، توترت أكثر حتي وجدت باب غرفتها يفتح من قبل والدها وهو يقول لها :

- يلا يا سلمي

مشيت خلفه علي إستحياء وجلست في المكان الذي أشار إليه والدها ، ظل الاب يتحدث عن إبنته ودراستها وأخلاقها ومعاملتها لهم وهي صامته تماما لا تتحدث ، تبتسم وفقط .

نظرت والدتها لوالدها نظرة ذات معني ، قام الأب وطلب من سلمي الجلوس مكانه وإستئذن هو للذهاب للداخل قليلا لكي يفعل شئ ما ، بينما نهضت والدة سلمي بصحبة والدة إسلام وجلسا في الغرفة المفتوحه علي الصالة في مواجهة إسلام وسلمي مباشره .

نظر لها مبتسما وقال :

- ازيك ؟

أجابت بخجل :

- الحمد لله

صمت قليلا وهو يفرك يده بالآخري في توتر ويحدث نفسه قائلا :

- فيــــــن الإسئلة اللي كنت محضرها !!

كاد أن يضرب رأسه بيده ليتذكر أي شئ ولكنه تذكر انها ستراه فأحس بالإحراج وحدث نفسه مره آخري قائلا :

- ياض مانت لسانك طويل علطــــول ، إشمعني دلوقتي ، يــــارب أي حاجه شكلي بقي وحش

ثم وجد نفسه يحدثها بدون تفكير :

- بتحبي الرغي ؟

نظرت له بتعجب ممزوح بالخجل وقالت :

- رغي ؟!!

إنتبه لما قال فتنحنح بإحراج قائلا :

- هكلمك عن نفسي يعني ، تحبي أختصر ولا أقولك كل حاجه ؟

ظلت تفكر للحظات وهي تقول لنفسها :

- طيب لو قولتله يقول كل حاجه عن نفسه ممكن يقول مدلوقه ، وفي نفس الوقت برضو انا عاوزه اعرف كل حاجه ، متهيألي ده حقي أصلا !

إجابته علي الفور :

- لا إتفضل قول كل حاجه تحب تقولها

نظر لها مبتسما وبدأ حديثه قائلا :

- إحنا عندنا 2 إسلام ، إسلام بتاع زمان وإسلام بتاع دلوقتي ..

انا عيشت أكتر من 20 سنه من حياتي كده بدون هدف ، كان هدفي الوحيد أكون عايش مبسوط ومتفوق وبس ، مكنتش اعرف انا مخلوق ليه ولا مهمتي في الدنيا دي إيه ولا أي حاجه ، كنت بمعني اصح مستهتر ومش بعمل حاجه مفيده ، يمكن الحاجه المفيده الوحيده اللي عملتها هي اني اتحملت مسئولية ماما وهند وكمان ده مكنش بمزاجي ده كان غضب عني لما بابا الله يرحمه مات .

أما بقي دلوقتي الموضوع مختلف ، يمكن إتأخرت شويه بس الحمد لله ربنا هداني ، من حوالي سنتين إلا شويه كده بدأت أقرب من ربنا وأصاحب صحبة صالحه ، بدأت أعرف انا عايش ليه ؟ عرفت ان هدفي الأساسي هو الجنه ، وإن كل حاجه بعملها في دنيتي دي المفروض توصلني للجنه ، مذاكرتي وشغلي ونومي وأكلي وجوازي وأولادي وأهلي وكــــل حاجه بعملها في حياتي لازم أعملها بس علشان أرضي ربنا ، عرفت يعني إيه بجد إحساس انك تستشعر قرب ربنا منك ، تحس بجد بكلمات القرآن بتلمس قلبك ، تحس إنك مش عايز حاجه من الدنيا دي غير رضا ربنا وبس ، أي نعم انا لسه في بداية الطريق لكن بحمد ربنا في كل وقت انه هداني قبل ما أموت وانا بعيد .

السبب بقي في تغييري من إسلام رقم 1 لإسلام رقم 2 هو حبيبي وصديق عمري محمد الله يرحمه

محمد ده كان كتله خيـر وحنان ماشيين علي الارض ، كان دايما بيوجهني للطريق الصح ودايما واقف جنبي في كل مشكله تقابلني ، كان بيحبني أكتر من نفسه وكان بيقولي كتيــر اوووي اننا لازم نقرب من ربنا قبل ما نموت بس أنا كنت مستهتر اوي ساعتها ومكنتش متخيل أبدا انه ممكن يروح مني كده بين يوم وليله .

وبس من ساعتها بقي بدأت أفوق لنفسي وأعرف انا عايش ليه وأقرب من ربنا وأفهم أكتر عن ديني وكده ، رغم ان هو مش معايا دلوقتي بس روحه عايشه جوايا أصلا وبإذن الله أي حاجه حلوه بعملها دلوقتي تكون في ميزان حسناته .

نظر لها بإبتسامه وهو يمسح علي عينيه ببطء حتي لا تخرج منها دمعة حائره ، تنهد بعمق وقال :

- هو ده بقي إسلام

أخذت سلمي تستمع إلي كلماته وهي ما بين السعاده والحزن والتأثر والفخر ، أحست بمشاعرها مختلطه تماما وما إن إنتهي حتي قالت بصوت خفيض :

- ربنا يرحمه

تبسم وهو يقول بأدب :

- ممكن انا بقي أسألك ؟

- إتفضل

صوب نظرة تجاهها وقال :

- مين هي سلمي ؟

إتسعت إبتسامتها وهي تقول :

- أرغي برضو ؟

إرتفعت ضحكاته وهو يقول بمرح :

- اه إرغي

تنهدت بعمق وهي تنظر للارض وبدأت حديثها قائله :

- سلمي برضو نفس نظام حضرتك كده ، يعني كانت عايشه حياتها كلها كده وخلاص ، كانت دايما بتحس إن ليها دور في الحياة بس هي مش عارفه إيه هو ، بتحس ان حياتها ناقصه حاجه معينه بس هي مش عارفاها ، من الأخر كنت عايشه وخلاص زي ناس كتير لحد ما ربنا رزقني ببنوته من علي الفيس إسمها حفصه عرفتني علي جروب كده شقلب حياتي كلها ، إتعلمت منه حاجات كتير جـــدا ، عرفت انا عايشه ليه وإيه هدفي في الحياة ، بدأت أغير من نفسي والحمد لله بطلت حاجات كتير كنت بعملها غلط ولسه بحاول أكمل طريقي أهو ، كمان غيرت تفكيري تماما وأهدافي ، دلوقتي بقيت أهدافي كلها متعلقه بالجنه وبقيت بعمل أي حاجه علشان أرضي ربنا وبس ، مش هنكر ان سعات بييجي عليا وقت ضعف كده ومش بكون عارفه أعمل أي حاجه ، ويمكن كمان الموضوع ده زاد بعد ما حفصه سابتني واتجوزت ، بس برضو الحمد لله ربنا مقويني وبيرجعني تاني للطريق المستقيم .

أحس إسلام بالسعاده وهو يستمع إلي كلماتها ، فكأنها تتحدث عنه هو وليس عن نفسها ، راوده سؤال كان لابد منه فقال بلهفه :

- لو ربنا رزقك بزوج كويس بس فقير هتوافقي ؟

همت بالتحدث ولكنه قاطعها مسرعا وقال :

- عاوزين نتفق علي حاجه الاول ، كل كلمة هنقولها هنا هنكون مقتنعين بيها 100% ماشي ، يعني مش عايزين نزوق الكلام والحاجات دي ، أكيد كل إنسان فينا مهما كان كويس برضو جواه حاجات وحشه ، علشان كده كل واحد فينا هيقول اللي بيفكر فيه بكل صدق حتي لو هيبان انه وحش في النقطه دي ماشي ؟ وطبعا علي الطرف التاني إنه يحسن الظن تمام ؟

إبتسمت له قائله :

- علي فكره أنا أكتر شخص بكرهه في حياتي اصلا الكذاب واللي بيخلف وعده

ثم أردفت قائله :

- علشان كده بقي انا اوعد حضرتك اني هتكلم بكل صدق ، مبدأيا كده علي حسب درجه الفقر ده ، وعلشان أكون صادقه مش هقدر أجزم اني هقدر أعيش في عشه فوق السطوح مثلا ، لكن لو شقه صغنونه كده حتي لو إيجار والمرتب صغير شويه مفيش مشكله ، وطبعا الشبكه والحاجات دي كلها مش فارقه معايا طالما الإنسان بيخاف ربنا فعلا وهياخد بإيدي للجنه .

أحب إسلام صراحتها ، فكان من الممكن ان تقول انها تقبل زوجها فقيرا وفقط ، ولكنها أرادت ان توضح له رأيها بالتفصيل كي يكون علي نور .

سألها مره آخري قائلا :

- لو قولتلك قوليلي صفات زوجك المستقبلي في جمله واحده وبعدين فسريها في جمله برضو هتقولي إيه ؟

أخذت تفكر قليلا ثم قالت :

- إجابتي هتكون " يكون حد بيخاف ربنا بجد وهدفه الجنه وبس "

والتفسير بقي " إنه لو خاف ربنا فعلا وعاش حياته كلها بيعمل لآخرته أكيد هيكون إنسان كويس بلاشك "

سألها ثانية :

- طيب والصفات اللي حباها تكون في شخصيته ؟

نظرت له في حيرة وقالت :

- يعني يكون راجل بجد ، مسئول ، صادق ، خلوق ،عارف يقول إيه وإمتي ، مش بيرجع في كلمته ، بيساعد أهل بيته .

مــ الآخر يكون حد قدوته النبي عليه الصلاة والسلام ، يحاول دايما يشوف سيدنا محمد كان بيتصرف إزاي ويعمل زيه

هم أن يسألها مرة آخري ولكنه سمع أذان العشاء فنهض من مكانه وقال بمرح :

- أنا هروح أصلي وآجي تاني علشان نكمل

ثم صوب نظره تجاهها وقال :

- ولا مجيش ؟

نظرت إلي الارض بخجل ولم تتحدث ، فقال مازحا :

- أجي تاني ولا أروح علي بيتنا بقي ؟

إنكمشت في نفسها أكثر وكادت ان تنصهر من الإحراج فأحس بها وقال :

- خلاص نكمل مره تانيه بإذن الله ، يلا السلام عليكم

نادي علي والدته ووقف عند الباب في إنتظار والد سلمي ليودعه قبل المغادره ، صافح كل منهما الآخر وهبط درجات السلم كالأطفال وهو يقول لوالدته بسعاده :

- والله حلوه حكاية الرؤية الشرعيه دي يا حجه ، ما تيجي نعمل كده كل يوم

ضربته علي كتفه بمرح وقالت :

- إمشي يا واد بدل ما حد يسمعنا ونتفضح

أوصلها إلي المنزل وذهب هو لأداء الصلاة ، وعندما عاد وجد هند تنتظره بلهفه فدخل غرفته ولم يعرها أي إهتمام فقالت بغضب :

- يا إسلام خلص وإحكيلي عملت إيه

رفع حاجبه قائلا بتعالي :

- عاوزه حاجه يا أنسه ؟

وكزته في ذراعه بشده وهي تقول :

- إسلام خلص بجد !

جلس علي حافة الفراش وهو ينظر لها بسعاده قائله :

- هييييح ماشي ، مبدأيا كده يا ستي أول ما قعدت قدامها حسيت اني معاق مكنتش عارف انطق ولا كلمة وكل الاسئله اللي كانت في دماغي طارت والحمد لله ، روحت بقي قعدت أحكيلها عن نفسي وهي كمان حكتلي عن نفسها وكده وبس

رفعت حاجبها قائله بإستنكار :

- يـــاراجل !! هو ده بس اللي حصل

ضربها علي كتفها بطرف يده وقال بخجل مصطنع :

- ما تكسفينيش بقي يا هند الله

ضحكت قائله :

- أهم حاجه بس عملت فيها مؤدب ولا عرفتها إنك مجنون ؟

- والله يا بنتي أنا حاولت أعمل مؤدب علي قد ما اقدر بس اللي فيه طبع بقي ، عموما متقلقيش انا هعرفها اني لاسع حبتين او هخليكي تقوليلها ، إحنا أتفقنا ع الصراحه فـ كل حاجه .

ثم نظر لها مستنكرا وقال :

- وبعدين هو حد لاقي واحد كيوت زيي كده اليومين دول ؟

كادت ان تضحك ولكنها تذكرت شيئا هاما فجأة وقالت :

- صحيح إتفقت مع باباها إنك هتبلغه برأيك إمتي ؟

ضرب رأسه بشده وهو يقول بدهشه :

- أوبــــس ، تصدقي نسيت !

---------------------------------------------------------------------------------


__________________

  #3  
قديم 21-09-2014, 07:49 AM
الصورة الرمزية مسلمة متفائلة
مسلمة متفائلة مسلمة متفائلة غير متواجد حالياً
طالبة بالأزهر الشريف
 
تاريخ التسجيل: Sep 2007
المشاركات: 6,603
معدل تقييم المستوى: 25
مسلمة متفائلة is on a distinguished road
افتراضي

الحلقه الثانية والعشرون :







عادت سلمي إلي غرفتها وهي في غاية السعاده ، فكلمات إسلام جعلتها تشعر وكأنه الشخص الذي تبحث عنه طيلة حياتها ، يفكر مثلها وأهدافه وصفاته قريبه منها وأيضا بدأ إلتزامه في نفس الفترة التي بدأت فيها هي ، كانت تشعر وكأنها تجلس أمام نفسها وليس امام شخص آخر ، كل هذا جعلها تشعر بالراحه المبدئية تجاهه ، قطعتها ولاء من تفكيرها عندما دخلت عليها قائله بمرح :

- هاه عملتي إيه يا عروثه

إرتمت سلمي علي الكرسي المجاور لها وقالت بسعاده :

- عملت كل خيــر

نظرت لها بلهفه وقالت :

- هاه يعني وافقتي ولا لأ

رفعت حاجبها قائله بتعجب :

- أوافق علي إيه يا بنتي ؟ هو أنا لحقت ؟!! مش لما أصلي إستخاره الأول وافكر وكده

جلست بجوارها قائله بهمس :

- طيب هتبلغيهم برأيك إمتي ؟

إنتبهت سلمي فجأة وقالت :

- تصدقي بابا مقالش حاجه عن الموضوع ده ، ولا إسلام كمان !

أطلقت ضحكات متواصله وهي تقول :

- الواد إتلبخ يا عيني ، يلا ما علينا ، المهم يعني هتعرفوا رأي بعض إزاي ؟

أجابة سلمي بإبتسامتها المعتاده :

- أولا متقوليش واد علشان كده عيب ، ثانيا عادي أكيد هند هتتصل بيا في أي وقت وتقولي رأيه وبعدها بقي أنا أقول رأيي

ضحكت ولاء بمرح وقالت :

- عيب ؟!! وماله

ثم إلتفت لها بإنتباه وقالت :

- طيب قوليلي حسيتي إنك عجبتيه يعني ؟ تلقاه يا عيني إتصدم لما شافك وكأنك لسه صاحيه من النوم كده

زفرت سلمي بضيق وقالت :

- ولاء إحنا مش إتكلمنا في الموضوع ده قبل كده ؟ وقولتلك ساعتها رأيي وهفضل متمسكه بيه ، وبرضو مش هحط نقطه ميك اب واحده علي وشي وهطلع بطبيعتي جــــدا ، لو عجبه كده تمام معجبهوش يبقي خلاص ده نصيب ، أكيد يعني مش هفرح لما أكب وشي في جردل ميك اب والولد يا عيني يعجبه الشكل وبعد الجواز يشوفني علي الطبيعه ويتصدم !!

انا بحب شكلي كده وواثقه في نفسي الحمد لله ، واللي مكتوبلي هيتجوزني علي شكلي ده ومن غير ما أضطر إني أخدعه او اظهر بشكل غير شكلي ، وساعتها يا ستي لما نتجوز هيبقي يشوف شكلي بالميك اب براحته .

تنهدت ولاء بملل وقالت :

- ماشي يا ستي براحتك ، بس ده الطبيعي يعني !!

أومأت برأسها نفيا وقالت :

- الطبيعي فعلا إنك تكوني علي طبيعتك تماما ، علشان لما يتجوز يشوف الأحلي مش الأوحش ، فهماني ؟ وبعدين أبسط حقوقه يعني إنه يبقي عارف شكلك الحقيقي ، صح ولا إيه ؟

- ماشي

_____________________

وفي اليوم التالي :

ظل إسلام يدور في غرفته في حيرة ، فهو لم يستطع التحدث مع سلمي إلا قليلا ولم يعرف عنها سوي القليل ، ذهب لغرفة والدته وطرق الباب بخفه قائلا :

- ماما إنتي صاحيه ؟

نهضت من فراشها بتثاقل وقامت بفتح الباب وقالت بحنان :

- أيوه صاحية تعالي

دخل الغرفه وجلس بجوارها وقال بجديه :

- ماما هو إحنا ينفع نروح لسلمي تاني ؟ علشان إمبارح ملحقتش أتكلم معايا كتير يعني ولسه معرفش حاجه عنها برضو .

إبتسمت قائله بحنان :

- يعني إنت لسه مش عارف تحدد إذا كنت موافق ولا رافض يعني ؟

تنهد قائلا بسعاده :

- هو انا غالبا يعني موافق ، بس برضو حابب أعرف عنها أكتر وكده ، ينفع نروح مره كمان ولا خلاص كده ولازم أقول رأيي ؟

ربتت علي كتفه قائله بإبتسامه :

- اه ينفع عادي ، خلي اختك تكلمها وتشوف رأيها إيه في الموضوع ده ، بس خد بالك خليها تجس نبضها الاول وتشوف مايله للقبول ولا للرفض ، علشان لو هي رفضت هيكون شكلك وحش لو عرفت إنك عاوز تروح تشوفها تاني ..

نهض من مكانه وهو يقول بحماس :

- متقلقيش يا كبيره ، هروح بقي أشوف البت هند

وقبل إن يغادر الغرفه وجد هند بإنتظاره وهي تقول بمرح :

- تم سماع كل شئ بنجاح ، والآن سوف يصل هذا الكلام إلي الأخت سلمي ويقال لها إنك موافق وبتستعبط نيهاهاهاهاهاها

أمسكها من شعراتها وهو يرفع حاجبه قائلا بمرح :

- إبقي إعمليها كده وانا هوريكي ، فاكرة الجثه اللي كانت هتكون تحت الشباك هاه ؟

أفلتت شعرها من يده وإبتلعت ريقها قائله بخوف مصطنع :

- تمام يا فندم جاري الإتصال حالا

عادت لغرفتها وإسلام خلفها وأمسكت بهاتفها وقامت بالإتصال بسلمي قائله :

- السلام عليكم

- وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ، أخيـــرا بطلتي ألــو دي

- بطلت ياختي بطلت ، المهم عاوزه أعرف رأيك في الموضوع

نظرت سلمي للمرآه وهي متعجبه وقالت :

- رأيي في إيه يا بنتي هو انا لحقت ؟ ده انا كمان لسه مصليتش إستخاره والله

نظرت هند لإسلام بسعاده وهي تقول بصوت مرتفع :

- إيــــه ؟ بتقولي موافقه ، يا ألف نهار أبيض يا ألف نهار مبروك

إنتابتها حاله من الذهول وقالت بصراخ :

- موافقه إيه يا هند إنتي بتستعبطي ؟

ثم نظرت للجانب الآخر وقالت بتساؤل :

- وكمان بتعلي صورتك كده ليه ؟ اوعي يكون في حد جنبك يا هند !

غمزت هند لإسلام وهي تقول ببراءة :

- لأ مفيش حد جنبي ده إسلام بس

زفرت سلمي بضيق وقالت بصوت هامس :

- هنــــــد إنتي بتهرجي ؟!! في حد يعمل كده ؟!! إتفضلي صلحي اللي عملتيه ده بقي علشان خليتي شكلي وحش حرام عليكي

أطلقت هند ضحكات عاليه وقالت :

- يا ستي مش بهرج ولا حاجه

ثم نظرت لإسلام وقالت :

- ما قالتش إنها موافقه ياعم ، انا اللي بستعبط

ثم عادت لسلمي مرة آخري وهي تقول :

- المهم كنا عاوزين نيجي مره كمان ينفع ولا إيه ؟

تنهدت بحيره وقالت :

- مش عارفه ، قولوا لبابا وشوفوا رأيه إيه ؟

قالت بسرعه هائله :

- قشـطه ، يعني موافقه إننا نيجي تاني ، ماشي هقول لإسلام يكلم باباكي ، يلا سلام

وأغلقت الهاتف بسرعه .

نظر لها إسلام بتعجب وقال :

- ليه اللفه دي كلها ؟ ما كنتي قولتي اللي إحنا عاوزينه وخلاص !!

صوبت نظرها تجاهه وهي تقول بجديه :

- كان لازم أجننها شويه علشان أحس من طريقة كلامها إذا كانت موافقه ولا لأ ، ولما حسيت انها ممكن تكون موافقه قولتلها إننا جايين وقفلت بسرعه علشان متتحرجش .

ثم نظرت له بثقه وقالت :

- في حاجات كده يا إسلام لازم تستخدم فيها ذكائك ، ومن الذكاء إنك تستعبط في بعض المواقف علشان متحرجش اللي قدامك وبرضو توصل للي إنت عاوزه .

نظر لها إسلام بفخر وقال بمرح :

- تصدقي إنتي برنصه

نظرت له بتعالي وقالت :

- عارفه عارفه

_____________________

إتصل إسلام بوالد سلمي وطلب منه الحضور لعمل رؤية شرعيه ثانيه قبل إخبارهم بقراره ، وافق الاب علي ذلك وتم تحديد الميعاد في الإسبوع القادم ، كانت سلمي أيضا سعيده بهذا القرار ، فهي لم تعرف شيئا عن إسلام سوي انه تحول من شخص غير ملتزم إلي شخص أكثر جديه وإلتزاما ليس إلا ، لا تعرف شيئا يذكر عن حياته ولا عمله ولا قراراته ولا مسئولياته ولا أراءه في بعض الأمور ولا أي شئ آخر سوي ما قاله هو وما قالته هند عنه .

مر الإسبوع ببطء شديد ولكنه إنتهي أخيرا وجاء يوم المقابله ، عاد إسلام من صلاة العصر وما إن دخل المنزل حتي سمع رنين هاتفه المحمول ، أجاب فإذا به فاروق فقال مبتسما :

- يا رااااجل إنت لسه فاكرني ؟!! أخص عليك بتصل بيك طول الإسبوع وإنت مش بترد عليا !

ضحك قليلا وقال علي الفور :

- انا تحت البيت

أسرع إسلام الخطي نحو الشرفه وأطل منها فلم يري شيئا فقال متعجبا :

- إنت فين ؟

قال فاروق مازحا :

- يا عم إنزل بس وهتشوفني

هبط درجات السلم علي عجل ووقف أمام الباب فلم يري شيئا ، ولكن سرعان ما ظهر فاروق أمامه قائلا بمرح :

- تـاتـاتـاتـــــــاه ، إيه رأيك بقي في المفاجئه دي ؟ شكلي كيوت صح ؟

عاد إسلام للخلف وهو ينظر له في ذهول ثم قال مداعبا إياه :

- عملتها برضو يا مجنون ، يعني مش طولت دقنك بس ، لا كمان جلبيه بيضا وحركات

أطلق فاروق ضحكات عاليه متواصله وقال :

- طولت دقني !! إسمها أعفيت لحيتي يا عم الحاج ، هفضل أعلم فيك لحد إمتي بس ؟!!

جذبه إسلام من لحيته وقال بمرح :

- والله حلوه ، أهو الواحد يلاقي حاجه يشدك منها برضو

ثم أخذ يلعب في شعره ليستفزه وقال :

- والشعر الحلو ده بقي مش هيتغطي ولا إيه ؟ لأ ومسرح وحاطط كريم وحركات ، مش لايق علي فكرة

أبعد يده بخفه ورفع حاجبه قائلا بإبتسامه :

- لأ حلو كده وعاجبني ، عقبالك بقي يا أخ

أخذ يحرك رأسه يمينا ويسارا عدة مرات وهو يقول برفض :

- لا يابني بعيده اووي وصعبه كمان ، خليني ماشي واحده واحده كده

تنهد فاروق بسعاده وقال :

- بس عارف ؟ بقيت مرتاح اووووي دلوقتي لما أعفيتها وحسيت كده إني مسئول وقدوه وبحاول دايما أكون مثال للملتزم اللي بجد من الداخل والخارج ، كمان والله اللحيه هي اللي بتربيك مش إنت اللي بتربيها ، لإنك لو فكرت تعمل أي حاجه حرام بتلاقي نفسك تلقائي بتقول أنا ملتحي ما ينفعش أعمل كذا ، فبتساعدك بقي علي إنك تكون أفضل .

كمان بصراحه لما قريت حديث الرسول صلي الله عليه وسلم :

" قصوا الشوارب وأعفوا اللحى ، خالفوا المشركين" رواه البخاري ومسلم

وان جمهور العلماء إتفقوا علي وجوب إعفاء اللحيه وحرمة حلقها ومفيش بس غير المذهب المعتمد عند الشافعيه اللي بيقول بكراهية حلقها لا حرمتها . بصراحه انا قلقت وقولت أتقي الشبهات بقي

وكمان ربنا سبحانه وتعالي لما قال في القرآن :

" وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا "

" لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ "

قلت لأ يا واد يا فاروق إنت مش هينفع تستني أكتر من كده ، قومت بقي يا سيدي أخدت قراري إني أعفي لحيتي إبتغاء مرضاة الله وإتباع سنه النبي عليه الصلاة والسلام وكمان الحمد لله عمو والد نهي شجعني وهي كمان ، وأديني بقيت ملتحي أهو وهي كمان لبست النقاب من يومين ، هيييح بقي الحمد لله ع الراحه اللي انا فيها دلوقتي .

نظر له إسلام بتعجب وقال :

- هي كمان لبست النقاب ؟

أجابه مبتسما :

- اه الحمد لله ، رغم إني مش هينفع أشوفها تاني بس برضو انا مبسوط من القرار ده ، وبإذن الله نحاول نظبط الإتفاقات بتاع الجواز علطول ونقرب كتب الكتاب شويه بقي

رفع حاجبه قائلا بحزن :

- مش هينفع تشوفها كمان ؟! ليه ؟

تنهد بأريحيه وقال :

- بص يا سيدي " الخطوبه ماهي إلا وعد بالزواج " يعني انا بالنسبه لها راجل غريب والحكم اللي هيمشي علي أي راجل غريب لازم يمشي عليا انا كمان ، الفرق بس إنه يجوز ليا أروح عندهم واتكلم معاها علشان نقرب أفكارنا ونتفق علي حياتنا وكده ، لكن طبعا يكون الكلام ده بدون خلوه وفي وجود محرم يعني . والله أعلم طبعا

نظر له بحزن وقال :

- الواحد حاسس إنه مش عارف أي حاجه في الدين والله ، وخصوصا بقي اني تقريبا كده والله أعلم داخل علي خطوبه ولازم أقرأ في الضوابط بتاع الخطوبه وكده

قفز فاروق من مكانه في سعاده وقال :

- خطـــوبه ؟!! إمتي ده وحصل إزاي ؟

نظر له بتعالي وقال :

- ماهو يا استاذ لو كنت بترد علي التليفون كنت عرفت إني اتقدمت للبنت اللي قولتلك عليها دي وروحتلها مره وبإذن الله النهارده رايح تاني ربنا ييسر بقي ، إدعيلي يا شيخنا

ربت علي كتفه بحنان وقال :

- ربنا يتمم لكم علي خيـــر يا إسلام لو فيكم الخير لبعض ، وبعدين ياعم منا كنت عاوز أعملهالك مفاجئه

ثم نظر له ضاحكا وقال :

- مش كفايه ياخويا إني مستحملتش أستني لحد ما اللحيه تطول ع الآخر وجيت أقولك علطول أهو

إبتسم قائلا بمرح :

- ماشي يا عم كتر خيرك

أمسكه من يده وقال بإبتسامته المعتاده :

- هروح انا بقي يا عريس علشان تلحق تحضر نفسك ، ربنا يوفقك ويتمملك علي خيــر

- ماشي يا فاروق ، يلا السلام عليكم

- وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

__________________________

وبعد صلاة المغرب أعد إسلام نفسه لزيارة سلمي للمره الثانيه ، إرتدي أفضل مالديه هو ووالدته وذهب إليها ، دخل منزلها وجلس مع والدها قليلا ثم خرجت هي بخمارها وحيائها المعتاد .

جلست أمامه وبدأ حديثه معها قائلا :

- انا قولت بقي أجي مره كمان علشان ملحقناش نتكلم المره اللي فاتت يعني

إبتسمت بخجل وقالت :

- اها

نظر لها بجديه وقال :

إحنا إتفقنا إننا هنتكلم بكل صراحه صح ؟ وبناء عليه فأنا أحب أعرف عن شخصيتك أكتر ، يعني إيه الحاجات اللي بتضايقك ؟ إيه اللي ممكن تستحمليه ؟ طباعك وإيجابياتك وسلبياتك وكده يعني ، وطبعا ده بس علشان أفهمك أكتر وأعرف هل ممكن يكون في توافق في تفكيرنا وشخصياتنا ولا لأ

ثم تنحنح قائلا بحرج :

- معلش انا صريح شويه ، بس بصراحه بشوف إن الحاجات دي مهمه جــدا ، لأن ممكن اتنين يكونوا ملتزمين جــدا وكويسين بس شخصياتهم غير بعض وميعرفوش يتفاهموا ويحصل بينهم مشاكل كتير بسبب الموضوع ده

ثم إبتسم قائلا :

- يلا معاكي المايك

نظرت للارض بخجل وقالت :

- مبدأيا كده انا متفائله جــدا وقويه إلي حد ما ، يعني مش عندي حاجه إسمها مستحيل وبحاول دايما أدوس علي نفسي علشان أعمل الصح ، مش بيهمني حد طالما انا بعمل اللي يرضي ربنا ، كتير اووي بتناقش وبختلف مع الناس بس دايما الحمد لله محافظة علي هدوئي ومش بتخانق مع حد لو الحوار إشتد او كده ، وده طبعا مش حاجه من عندي ولكنه فضل من عند ربنا إن طبيعتي مش بعرف اتخانق أصلا , ده طبعا ميمنعش إني ممكن أنفجر كده كام مره بس في الغالب يعني هاديه .

في حاجه مهمه بقي في شخصيتي لازم زوجي المستقبلي يبقي فاهمها لأنها هيتوقف عليها حياتنا كلها أصلا ، انا مش عارفه هي حاجه حلوه ولا وحشه بس برضو لازم أقولها لانها مهمه جدا بالنسبالي .

وهي إني من النوع اللي مش بيعرف يتخانق اوي لكن بيشيل جواه ، يعني دايما لما حد يتكلم عليا وحش او يظلمني او يطلعني غلطانه في حاجه او كده بحاول مره واتنين وتلاته وعشره إني أوضح وجهة نظري ، لو لقيت إستجابه يبقي تمام ، ولو لقيت الإسلوب برضو فضل حاد فأنا مش بعرف أتكلم وبنسحب في هدوء .

طيب انا بقول الكلام ده ليه دلوقتي ؟

لأن الموضوع ده لو حصل من زوجي المستقبلي تبقي مصيبه ، لان غالبا المشكله دي بتتكرر في كل البيوت وبصراحه انا مش هسمح إن يحصل كده في بيتي علشان كده كان لازم اعمل زووم عليها .

ثم قالت مفسره :

- يعني تلاقي الاتنين مختلفين في نقطه معينه وبيتخانقوا جامد وكل واحد بيحاول يطلع نفسه هو اللي صح ولما ميلاقوش حل كل واحد فيهم يشيل جواه من التاني ومع الوقت بيبدأوا يبعدوا عن بعض ومهما يحاولوا يرجعوا زي الاول مش بيقدروا .

معلش لو إتكلمت كتير في الموضوع ده ، بس من كتر المشاكل اللي الواحد بيسمع عنها وبيقرأها كان لازم أوضح النقطه دي جـــدا ، ومش عارفه بقي ده وقتها أصلا ولا لا .

نظر لها بتفهم وقال :

- لأ طبعا إنتي عندك حق والنقطه دي مهمه جــدا ولازم الواحد يكون واخد باله منها ، يعني انا مبسوط إنك قولتيلي أصلا .

ثم نظر لها بجديه وقال :

- بالنسبالي بقي فأنا مجنون شويتين تلاته خمسه كده ، يعني حد علطول بيتنطط ومش بيقعد في مكان أبدا ، وده طبعا مع الناس اللي أعرفهم لكن في الشغل وكده ببقي جد وعلي اد الهزار الخفيف مع زمايلي الرجاله وخلاص لان سعات بيكون معانا ستات وطبعا مش هينفع أتكلم معاهم ونضحك والحاجات دي !

في حاجه بقي وحشه في شخصيتي وهي إني سعات بتعصب شوية ، وساعتها مش بكون طايق حد يناقشني في حاجه ولا يكلمني أصلا ، لكن لما بهدأ برجع تاني أتناقش وأعتذر وكده .

وعارف إن دي مش من صفات الملتزم وعلشان كده بحاول الفترة دي أقلل الموضوع ده بل إني بحاول أقضي عليه تماما أصلا علشان أكون مثال كويس للشاب الملتزم وبإذن الله أنا متأكد إن ربنا هيقدرني ويقويني وأتغلب علي النقطه دي .

نظرت له بحزن وقالت بصوت خفيض :

- ولما بتتعصب بقي ممكن تضرب حد او تشتم او كده ؟!

وقبل أن يجيب قالت بسرعه :

- إحنا إتفقنا ان ربنا شايفنا ومش هنقول غير الحق هاه

أجابها علي الفور :

- لأ طبعا مش للدرجادي ، انا أخري خالص صوتي يعلي شويه وبعدين أنزل علي مفــيش ، بس والله دايما بتناقش وبحب أتفاهم في كل حاجه ومدخلش في نقاشات حاده أصلا ، يعني في العادي انا بهزر وبضحك وكده وممكن تسألي هند بنفسك ، لكن بس حبيت أوضح لك النقطه دي علشان مكونش بضحك عليكي وأبين إني كويس علطول .

قالت بضيق :

- بس وقت العصبيه ده ممكن الإنسان يقول كلام جارح ويفضل محفور جوا الطرف التاني العمر كله

أومأ برأسه نفيا وقال :

- ولا بعرف أقول كلام جارح كمان ، أنا أخري خالص أقعد ازعق شويه لما اتضايق وخلاص

ثم نظر لها بجديه وقال :

- وانا زي ما قولتلك انا الأيام دي بشتغل علي نفسي في الموضوع ده وبإذن الله مش هستريح إلا لما ينتهي خالص ، أوعدك اني هحاول أقلله جدا في الفترة الجايه

ثم نظر لها بثقه وقال :

- وإسلام لما بيوعد مش بيخلف وعده أبــــــــدا

أجابت مبتسمه :

- تمام

ثم سألته قائله :

- شايف إنك ممكن تعرفي تربي أولاد ؟ يعني هتكون قدوة صالحه لأولادك ؟

تنهد بحيره وقال :

- اللي شايفه إني لازم أكون قدوه ولازم أكون بعرف أربي كويس ، يعني حاليا لسه مبقيتش كده لكن شغال علي نفسي الفترة دي وبحاول أعرف عن ديني أكتر وأواظب علي فروضي وعلي بعض السنن علشان ولادي يبقوا شايفينني قدامهم مثال للأب اللي بجد ، وطبعا هيقلدوني في كل حاجه فلازم أكون جاهز للمرحله دي .

وخصوصا لأن الرسول صلي الله عليه وسلم قال :

" كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته " رواة البخاري

فالموضوع مش فيه مجال للتفكير ، يأما أبقي أب بجد وأد المسئولية يأما بلاش من الجواز خالص ، لأني هتحاسب علي ولادي والموضوع مش سهل . بس كده

نظرت له سلمي بإعجاب وقالت :

- صح كده ، يأما نبقي أد المسئوليه يأما بلاش

هم أن يسألها هو الآخر ولكنه سمع آذان العشاء مره آخري فقال :

- العشاء بقي ، هروح أصلي

وقبل أن يغادر نظر لها وقال بمرح :

- بس المرادي راجع تاني علشان نكمل ، يلا السلام عليكم

-----------------------------------------------------------------------


رأيكم في الحلقه يهمني طبعـــا ، وكمان المقابله اللي حصلت بين سلمي وإسلام شايفيها ماشيه صح ولا المفروض تمشي بشكل تاني ؟
__________________

 

العلامات المرجعية

الكلمات الدلالية (Tags)
أحمد, الحلال, سلمى, إسلام, هند


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 11:10 AM.