من مشاهد الإيمان في شهر رمضان
الشيخ عادل يوسف العزازي
ما الذي يعين على محاسبة النفس؟
يُعينه على هذه المحاسبة أمور: 1- معرفته أنه كلما اجتهد في المحاسبة اليوم استراح منها غدًا، إذ صار الحساب إلى غيره، وكلما أهملها اليوم اشتدَّ عليه الحساب غدًا. قال عمر بن الخطاب: "حاسبوا أنفسَكم قبل أن تُحاسبوا، وزِنوا أعمالكم قبل أن توزنوا، وتهيؤوا للعرض الأكبر، يومئذ تُعرَضون لا تخفى منكم خافية". وقال الحسن البصري: "المؤمن قوَّامٌ على نفسه يُحاسِب نفسه لله - عز وجل - وإنما خفَّ الحساب يوم القيامة على قوم حاسبوا أنفسهم في الدنيا، وإنما شقَّ الحساب يوم القيامة على قوم أخذوا هذا الأمر من غير محاسبة. 2- ويُعينه عليها أيضًا معرفته أن ربْح هذه التجارة سُكنى الفردوس والنظر إلى وجه الله - سبحانه - وخسارتها دخول النار والحجاب عن الرب تعالى، فإذا تيقَّن هذا هان عليه الحساب. قال إبراهيم التيمي: مثلتُ نفسي في الجنة آكل مِن ثمارها وأشرب من أنهارها، وأُعانق أبكارها، ثم مثلت نفسي في النار آكل من زقومها، وأشرب من صديدها، وأُعالِج سلاسلها وأغلالها، فقلتُ لنفسي: أي نفس، أي شيء تريدين؟ قالت: أريد أن أُرَدَّ إلى الدنيا، فأعمل صالحًا قال: قلت: فأنت في الأمنين فاعملي. 3- ويُعينه على ذلك أيضًا سماعُ سير الصالحين ومحاسبتهم لأنفسهم؛ ففي سيرتهم ما يُعين على شحْذ الهمَّة بالسير في رِكابهم حتى يلحق بهم.