|
قضايا سياسية وأخبار مصرية وعربية وعالمية منتدى يختص بعرض كافة الأخبار السياسية والإقتصادية والرياضية في جميع أنحاء العالم |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#11
|
||||
|
||||
![]() ايه اللي ممكن يعمله الدبلوماسيين اكتر من كده؟ عندنا قصتين من فرنسا وأمريكا: - سنة ٢٠١١، مجموعة من الدبلوماسيين الفرنسيين من مختلف الفئات العمرية و التوجهات السياسية، قرروا يعترضوا علي السياسة الخارجية للرئيس الفرنسي السابق ساركوزي و سموا نفسهم مجموعة مارلي، نسبة إلي القهوة اللي اتجمعوا فيها أول مرة علشان يفكروا في طريقة للاعتراض على توجهات الرئيس بالنسبة للشؤون الخارجية. قرر أعضاء مجموعة مارلي عدم الافصاح عن أسمائهم و قاموا بنشر رسالة تنتقد الخارجية الفرنسية و سياسة أوروبا الخارجية في جريدة لوموند الفرنسية. الرسالة بتوضح إن أوروبا أصبحت ضعيفة قدام العالم، و إن فرنسا لم يعد لها أي تأثير علي العالم علي الرغم من ما تملكه من أسلحة و قوة نووية، بسبب اتباعها لسياسات الولايات المتحدة الأمريكية وافتقادها للرؤية السياسية و المناورة الدبلوماسية. رسالة مجموعة مارلي وصفت السياسة الخارجية الفرنسية بالاندفاعية وعدم الاحترافية، و بغير المتسقة والمرتجلة، خاصة فيما يتعلق بالشرق الأوسط و أفريقيا، ده غير إنهم اتهموا ساركوزي بعدم احترامه لإدارات الدولة بالإضافة لتحميل تلك الإدارات مسؤولية نكساته السياسية. في آخر الرسالة عرضت مجموعة مارلي طلباتها، و اللي بتتلخص في إنهم عايزين يكونوا في خدمة سياسة ناضجة و مستقرة، و طالبوا بتحديد الأهداف السياسية الخاصة ببعض المواضيع مثل حدود أوروبا المستقبلية، السياسة تجاه الوطن العربي المنتفض أثناء الثورات العربية، أفغانستان و أفريقيا. و أخيرا، طالبوا بتطبيق بعض القيم زي الديمقراطية، التضامن و احترام اختلاف الثقافات، وأكدوا إنهم مستعدين يقدموا كل خبرتهم و إخلاصهم. - في أمريكا وأثناء قرار بوش بشن حرب على العراق، في يوم ٢٧ فبراير ٢٠٠٣، استقال ٣ موظفين من الخارجية الأمريكية في حادثة لم يسبق لها مثيل، هم John H. Brown, John Brady Kiesling و Mary A. Wright ، وذلك اعتراضا علي قرار جورج بوش بغزو العراق. و علي الرغم من ان الموظفين الثلاثة يعتبروا من النخبة إلا ان قرار استقالتهم كان مبني علي مبدأ. John Kiesling مثلا، كان مستشار سياسي في السفارة الأمريكية في أثينا ورئيس للقسم السياسي، John Kiesling كان مسؤول بشكل أساسي عن الإبلاغ عن الأوضاع السياسية في اليونان. John Kiesling كان علي درجة مرتفعة من الثقافة و يتحدث اليونانية والأرمينية والألمانية والإيطالية والإسبانية، ومستواه مقبول في العربية، التركية والعبرية، و للأسف لم يحصل علي معاش لإنه تقاعد في سن ٤٥ سنة و دي تضحية كبيرة جدا بالنسبة لموظف في الخارجية. أما John Brown فمعاه دكتوره من جامعة برينستون و خدم في بلدان كتير، و أخيرا، Mary A. Wright، بالإضافة إلي خدمتها في بلدان كثيرة، حصلت علي جائزة وزارة الخارجية الأمريكية للبطولة. كلهم استقالوا بسبب ان الرئي بوش فشل في شرح قيام الجيش الأمريكي بشن حرب علي العراق. Kiesling وصف وزير الدفاع الامريكي Donald Rumsfeld بإنه بيتصرف من وحي خياله، و أرجع السبب لأحداث ١١ سبتمبر اللي غيرت من السلطة السياسية و المالية في الولايات المتحدة و أعطت سلطة مطلقة لوزير الدفاع. هاجم John Kiesling الإدارة الأمريكية و قال أنها سممت الجو الفكري، و إن الحرب علي العراق تسببت في نفور ليس فقط الدول المعادية لأمريكا، بل و أيضا بعض الدول الصديقة، ده غير إنه طرح سيناريو كابوسي في حالة إن بغداد رفضت الاستسلام لأمريكا متسائلا عن موقف الولايات المتحدة، في حالة ما إذا قوات التحالف لم تجد أسلحة دمار شامل. ما يهمنا من جديد تكرار إبراز أسلوب عدم الشفافية التام وعدم التشارك على الإطلاق، اللي تم التعامل بيه مع قرار تسليم الجزيرتين، وهو ما أقر به الرئيس شخصيا بأنه تفادي طرح الاتفاق للنقاش المسبق حتي لا يصدم الرأي العام. بالإضافة للأساليب الأمنية اللي استخدمت للضغط على الكثير من موظفي وزارة الخارجية اللي كان رأيهم بعد الدراسة القانونية ان الجزيرتين تابعتين لمصر. "هذا الموضوع لم يتم تداوله قبل كدا، حتى المراسلات والمكاتبات اللي كانت بتعني هذا الموضوع، مكانتش بتتطرح حتى لا تؤذي الرأي العام في البلدين.. حتى لا تؤذي الرأي العام في البلدين." من كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي في الحوار المجتمعي حول الجزيرتين. - كان يجب علي النظام أن يلجأ إلى القانونيين المتخصصين من داخل وخارج وزارة الخارجية، من المستقلين غير المحسوبين على آراء سياسية يرغب بها، والمعروفين بجدارتهم العلمية للبحث في كل الوثائق التي تحدد وضعية الجزيرتين وترك المسألة لكل المسارات القانونية المنطقية المعتادة. - عايزين في الختام هنا نحيي بعض موظفي وزارة الخارجية اللي كان دايماً بيظهر بينهم من يبذل جهده تجاه إرساء قيم مهمة زي الشفافية، والوقوف إلى جانب رأي الناس، ومنهم الدبلوماسيين اللي أمدونا بالمعلومات القيمة اللي هنا، ونتمنى يكون ده سلوك المزيد من الموظفين المحترمين في مختلف المؤسسات. - السطور السابقة هي شهادة تاريخية يتحمل مسؤوليتها رئيس الجمهورية ووزير الخارجية اللي ساهموا في تحجيم وتقييد عمل وزارة الخارجية بإجراءات وسياسات أمنية تعيدنا لأيام ما قبل ثورة يناير واسوأ بمراحل. وشكرا للموظفين المحترمين اللي رغم كل الضغوطات قالوا للوزير كلمة الحق في وشه وحملوه مع رئيس الجمهورية مسؤولية التنازل عن الجزيرتين للسعودية. ![]()
__________________
آخر تعديل بواسطة محمد محمود بدر ، 06-03-2018 الساعة 12:37 PM |
العلامات المرجعية |
الكلمات الدلالية (Tags) |
مصرية, المحكمة, تيران, صنافير, وحكمت |
|
|