#11
|
||||
|
||||
![]() إن قصة نيوتن الحقيقية هي أكثر رقة ، ودقة ، وعقلانية ، وتعقيداً ، ووضوحاً في نتائجها وعواقبها. القصة الحقيقية تَحكي الآتي : كان نيوتن جالساً تحت شجرة تفاح ، وكان القمر ظاهراً مرتفعاً في السماء في الوقت نفسه ، وقد سقطت تفاحة أمامه أو على رأسه ، وقد أدرك نيوتن أن حركة سقوط التفاحة وحركة دوران القمر حول الأرض هي نفس الحركة. هذه هي جوهر عبقرية نيوتن. فقد قال : ماذا يفعل القمر ؟ إنه يتحرك حول الأرض. وماذا تفعل التفاحة ؟ إنها تسقط بإتجاه الأرض. ما هو العامل المشترك بين هاتين الحركتين ؟ نيوتن أدرك ما هو العامل المشترك بين هاتين الحركتين. لقد أدرك أنه في كلتا الحالتين ، الجسمان يتسارعان ، الجسمان ينحرفان عن الحركة في خط مستقيم وعن السرعة المنتظمة الثابتة في إتجاه الأرض وذلك بالنسبة للقمر والتفاحة على التوالي. إنه يبدو وكأنه في ، الحالتين ، هناك قوة سحب بإتجاه الأرض تؤثر في كلا الجسمين. في حالة التفاحة ، قوة السحب تسبب في تحرك التفاحة فيزيائياً وحقيقياً بإتجاه الأرض. في حالة القمر ، قوة السحب لا تجعل القمر يقترب من الأرض فيزيائياً وحقيقياً. ولكنها تسحب القمر وتجعله ينحرف عن البقاء في طريقه المستقيم الذي كان سيمشي فيه - كما ينص قانون نيوتن الأول - لو لم يكن هناك تأثير قوة سحب جاذبية الأرض عليه. هذه هي ، بمنتهى البساطة ، الفكرة الأساسية التي أدركها نيوتن. الإجسام تتحرك في خط مستقيم وبسرعة منتظمة ثابتة مالم تؤثر عليها قوةٍ ما. في هذه الحالة القوة هي الجاذبية الأرضية ، وفي هذه الحالة الجاذبية الأرضية عندها القوة المناسبة لكي تُبقي القمر في حركة دائرية حول الأرض. إنه ينحرف عن السير في الخط المستقيم الذي كان يجب أن يمشي عليه. ![]() نيوتن لم يتعرف فقط على هذا من الناحية الكيفية ، لقد تعرف أيضاً على هذا من الناحية الكمية. فقد وضع قانوناً على أساس هذه المراقبات ، هذا القانون معروفاً بإسم : القانون العام للجاذبية الكونية. وينص قانون نيوتن هذا على الأتي : كل جسم في الكون يجذب كل جسم أخر بقوة سحب تعتمد على كتلة الجسمين معاً وكذلك على المسافة التي تفصلهما. كلما بعدت المسافة بين الجسمين أكثر ، ضعفت قوة السحب بينهما ، وتضعف القوة بسرعة كبيرة وتتبع قانون التربيع العكسي نفسه الذي يتبعه الضوء. وينص قانون التربيع العكسي على الأتي : إن قوة الجاذبية تتناسب تناسباً عكسياً مع مربع المسافة ، أي تقل قوة الجاذبية مع إزدياد المسافة عن مصدر الجاذبية. فَلَو إبتعدت عن مصدر الجاذبية مسافة معينة فإن الجاذبية ستقل بمقدار معين. ولو ضاعفت هذه المسافة ، فإن الجاذبية ستقل بمقدار الربع (١/٤). ولو إبتعدت ثلاثة أضعاف المسافة ، فإن الجاذبية ستقل بمقدار التسع (١/٩). ولو إبتعدت أربعة أضعاف المسافة ، فأن الجاذبية ستقل بمقدار (١/١٦) ، وهكذا. لاحظ أنه من الممكن عملياً قياس قوة الجاذبية الكونية بين جسمين كثيفين عاديي الحجم مثل كرتين من الرصاص المصمت ، سيكون مقدار القوة صغير جداً جداً ، وستكون صعبة القياس للغاية. إلا أنه قد تم قياس ذلك لأول مرة في القرن الثامن عشر على يد العالم هنري كافينديش. تــوحــيــد الفــيــزيــاء. يتبع
__________________
|
العلامات المرجعية |
|
|