|
محمد ﷺ نبينا .. للخير ينادينا سيرة سيد البشر بكل لغات العالم |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
||||
|
||||
![]()
هديه صلى الله عليه وسلم في الجمعة وذكر خصائص يومها
[هدي الله هذه الأمة له ] ثبت في " الصحيحين " عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال
![]() ![]() وفي " صحيح مسلم " عن أبي هريرة وحذيفة رضي الله عنهما قالا : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ![]() ![]() وفي " المسند " والسنن من حديث أوس بن أوس عن النبي صلى الله عليه وسلم ![]() ![]() وفي " جامع الترمذي " من حديث أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ![]() ![]() وفي " المستدرك " أيضا عن أبي هريرة مرفوعا ![]() ![]() وروى مالك في " الموطأ " عن أبي هريرة مرفوعا ![]() ![]() قال كعب : ذلك في كل سنة يوم فقلت بل في كل جمعة فقرأ كعب التوراة فقال صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم . . . قال أبو هريرة ثم لقيت عبد الله بن سلام فحدثته بمجلسي مع كعب قال قد علمت أية ساعة هي قلت فأخبرني بها قال هي آخر ساعة في يوم الجمعة فقلت كيف وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ![]() ![]() وفي " صحيح ابن حبان " مرفوعا ![]() ![]() وفي " مسند الشافعي " من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال ![]() ![]() رواه الشافعي عن إبراهيم بن محمد حدثني موسى بن عبيدة قال حدثني أبو الأزهر معاوية بن إسحاق بن طلحة عن عبد الله بن عبيد عن عمير بن أنس . ثم قال وأخبرنا إبراهيم قال حدثني أبو عمران إبراهيم بن الجعد عن أنس شبيها به . وكان الشافعي حسن الرأي في شيخه إبراهيم هذا لكن قال فيه الإمام أحمد رحمه الله معتزلي جهمي قدري كل بلاء فيه . ورواه أبو اليمان الحكم بن نافع حدثنا صفوان قال قال أنس : قال النبي صلى الله عليه وسلم " أتاني جبريل فذكره " ورواه محمد بن شعيب عن عمر مولى غفرة عن أنس . ورواه أبو ظبية عن عثمان بن عمير عن أنس . وجمع أبو بكر بن أبي داود طرقه . وفي " مسند أحمد " من حديث علي بن أبي طلحة عن أبي هريرة قال قيل للنبي صلى الله عليه وسلم لأي شيء سمي يوم الجمعة ؟ قال ![]() ![]() وقال الحسن بن سفيان النسوي في " مسنده " حدثنا أبو مروان هشام بن خالد الأزرق حدثنا الحسن بن يحيى الخشني حدثنا عمر بن عبد الله مولى غفرة حدثني أنس بن مالك قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ![]() ![]() وقال ابن أبي الدنيا في كتاب " صفة الجنة " : حدثني أزهر بن مروان الرقاشي حدثني عبد الله بن عرادة الشيباني حدثنا القاسم بن مطيب عن الأعمش عن أبي وائل عن حذيفة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ![]() ![]() ![]() ![]() ورواه أبو نعيم في " صفة الجنة " من حديث عصمة بن محمد حدثنا موسى بن عقبة عن أبي صالح عن أنس شبيها به . وذكر أبو نعيم في " صفة الجنة " من حديث المسعودي عن المنهال عن أبي عبيدة عن عبد الله قال ![]() ![]() آخر تعديل بواسطة محمد رافع 52 ، 16-10-2008 الساعة 10:37 PM |
#2
|
||||
|
||||
![]() قال الله تعالى: (وَاِعبِدوا اللَهَ وَلا تُشرِكوا بِهِ شَيئاً وَبِالوالِدَينِ إِحساناً وَبِذي القُربى وَاليَتامى وَالمَساكين وَالجارُ ذي القُربى وَالجارُ الجَنِب). وقال الأوزاعي وأبان قالا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم جاره(. حديث عائشة: حديث الإحسان إلى الجار عن أبي شريح: إبن عيينة حدثنا عمرو عن نافع بن جبير عن أبي شريح الكعبي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليحسن إلى جاره(. عن أبي هريرة: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليحسن مجاورة من جاوره(. عن أبي عمر عن أبي جحيفة قال جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم يشكو جاره فقال إطرح متاعك بالطريق قال فجعل الناس يمرون فيلعنونه فقال ما لقيت من الناس يلعنوني قال لعنك الله قبل أن يلعنك الناس فقال فإني لا أعود يا رسول الله فجاء الذي شكا إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: (إرفع متاعك فقد أمنت أو كفيت). عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه أن رجلاً جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: إن لي جاراً يؤذني فقال: (إنطلق فأخرج متاعك إلى الطريق). علي بن الجعد قال حدثنا سلام بن مسكين عن شهر بن حوشب عن محمد بن يوسف أن رجلاً أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال إن لي جاراً يؤذيني فقال: (أصبر ثم أتاه فقال ثم أتاه فقال أصبر ثم أتاه فقال: إعمد إلى متاعك ففرِّغه في الطريق فإذا أتى عليك آت فقل إن جاري يؤذيني قال فتحل أو تجب اللعنة). داود بن أيوب القسملي حدثنا عباد بن بشير العبدي قال سمعت أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (من آذى جاره فقد آذاني ومن آذاني فقد حاربني). عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من أشراط الساعة سوء الجوار وقطيعة الأرحام وأن يعطل السيف عن الجهاد). عباد بن بشير سمع أنساً يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن هذه الأمة تفتن بعدي). عن أبي هريرة وزاد في متنه: (فاتقوا الله في جيرانكم وما ملكت إيمانكم). حدثنا عبد الله بن عمرو قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يوصي بالجار حتى خشيت أو رأينا أنه ليورثه). عن عائشة رضي الله تعالى عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه(. ويفهم من الحديث المذكور عنه صلى الله عليه وسلم هو تعظيم حق الجار من الإحسان إليه وإكرامه وعدم الأذى له وإنما جاء الحديث في هذا الأسلوب للمبالغة في حفظ حقوق الجار وعدم الإساءة إليه حيث أنزله الرسول صلى الله عليه وسلم منزلة الوارث تعظيماً لحقه ووجوب الإحسان إليه وعدم الإساءة إليه بأي نوع من أنواع الأذى. عن أنس رضي الله تعالى عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (ما هو بمؤمن من لا يأمن جاره غوايله - وفي لفظ – بوايقه). عن ابن مسعود رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (والذي نفسي بيده لا يؤمن عبد حتى يأمن جاره بوايقه). عن أبي وائل عن عبد الله أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل أي الذنب أعظم قال أن تجعل الله نداً وهو خلقك قلت ثم أي قال أن تقتل ولدك خشية أن يطعم معك قلت ثم أي قال أن تزاني بحليلة جارك فأنزل الله تعالى (وَالَّذينَ لا يَدعونَ مَعَ اللَهِ إِلَهاً آخَر). قال أن تقتل ولدك خشية أن يأكل معك قلت ثم أي قال أن تزاني بحليلة جارك فأنزل الله تعالى تصديق قول رسول الله صلى الله عليه وسلم (وَالَّذينَ لا يَدعونَ مَعَ اللَهِ إِلَهاً آخَر وَلا يَقتُلونَ النَفسُ الَّتي حَرمَ اللَهُ إِلّا بِالحَقِ وَلا يَزنون). عن الليث عن عثمان عن سليمان بن بريدة عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من غش مسلماً في أمره وجاره فليس منها). عن أبي ذر رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا صنعت مرقة فأكثر ماءها ثم انظر أهل بيت من جيرانك فأصبهم منها بمعروف). عن جابر رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا طبخ أحدكم قدراً فليكثر مرقها وليغرف لجيرانه). عن علقمة بن عبد الله المزني عن أبيه (إذا اشترى أحدكم لحماً فليكثر مرقه فإن لم يصب لحماً أصاب مرقاً وهو أحد اللحمين). عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم: (خير الجيران عند الله خيرهم لجاره وخير الأصحاب عند الله خيرهم لصاحبه). عن عائشة رضي الله تعالى عنها قالت قلت يا رسول الله إن لي جارين فأيهما أبدأ قال: بأقربهما منك في الهدية. عن عائشة رضي الله عنها قالت قلت يا رسول الله إن لي جارين فبأيهما أبدأ قال: بأدناهما باباً. عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إذا أراد أحدكم أن يبيع عقاراً فلا يبيعه حتى يستأذن جاره) رواه ابن ماجه. وعن جابر رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الجار أحق بشقعته ينتظره إذا كان غائباً إذا كان طريقهما واحد) رواه أهل السنن الأربعة وعن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما مرفوعاً. (من كانت له أرض فأراد أن يبيعها فليعرضها على جاره) أخرجه القزيني. وعن عمرو بن الشريد عن أبي رافع قال الرجل لولا أني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (الجار أحق بصقبه). عن أبي هريرة قول النبي صلى الله عليه وسلم: (إذا استأذن أحدكم جاره أن يغرس خشبة في جداره فلا يمنعه) متفق عليه عن بهز بن حكيم عن أبيه عن جده قال قلت يا رسول الله ما حق جاري عليَّ قال إن مرض عدته وإن مات شيعته وإن استقرضك أقرضته وإن أعوز سترته وإن أصاب خيراً هنأته وإن أصابته مصيبة عزيته ولا ترفع بناءك فوق بنائه فتسد عليه الريح ولا تؤذيه بريح قدرك إلا أن تغرف له منها. عن أبي هريرة: قالوا يا رسول الله ما حق الجوار قال: إن دعاك أجبته وإن استعانك أعنته ولا تؤذه بقتار قدرك إلا أن تغرف له منها. عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ليس المؤمن من بات شبعان وجاره طاوٍ). عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ليس المؤمن الذي يشبع وجاره جائع إلى جنبه). حدثنا أبو يحيى مولى جعدة سمع أبا هريرة يقول قيل يا رسول الله إن فلانة تقوم الليل وتصوم النهار وتؤذي جيرانها بلسانها قال هي من أهل النار قال وفلانة تصلي المكتوبة وتصدق بالأثوار ولا تؤذي أحداً من جيرانها قال: هي من أهل الجنة. عن يزيد ابن عبد الله ابن الشخير عن أخيه مطرف قال لقيت أبا ذر يحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: )إن الله يحب ثلاثة: رجل له جار سوء فهو يؤذيه ويصبر على أذاه فيكفيه الله إياه بحياة أو بموت(. عن المقبري عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (تعوذوا بالله من جار المقيم فإن جار المسافر إذا شاء إن يزايل زايل). عن نافع بن عبد الحارث قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من سعادة المرء الجار الصالح). حدثنا قتادة عن أنس رضي الله تعالى عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم: (والذي نفسي بيده لا يؤمن رجل حتى يحب لجاره ولأخيه ما يحب لنفسه). عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (يا نساء المؤمنات لا تحقرن جارة لجارتها لو فرسن شاة). عن عمرو بن معاذ الأشهلي عن جدته قالت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (يا نساء المؤمنات لا تحقر أحداكن لجارتها ولو كراع شاة محرقا). عن جابر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (الجيران ثلاثة: جار له حق وجار له حقان وجار له ثلاثة حقوق فأما الذي له حق واحد فجار مشرك لا رحم له له حق الجوار وأما الذي له حقان فجار مسلم لا رحم له له حق الإسلام وحق الجوار. فإذا كان الجار صاحب كبيرة فلا يخلو إما إن يكون متستراً بها ويغلق بابه عليه فليعرض عنه ويتغافل عنه وإن أمكن أن ينصحه في السر ويعظه فحسن وإن كان متظاهراً بفسقه مثل مكاس أو مرابي فتهجره هجراً جميلاً وكذا إن كان تاركاً للصلاة في كثير من الأوقات فمره بالمعروف وانهه عن المنكر مرة بعد أخرى وإلا فاهجره في الله لعله أن يرعوي ويحصل له انتفاع بالهجرة من غير أن تقطع عنه كلامك وسلامك وهديتك فإن رأيته متمرداً عاتياً بعيداً من الخير فأعرض عنه واجهد أن تتحول من جواره فقد تقدم أن النبي صلى الله عليه وسلم تعوذ من جار السوء في دار الإقامة. فإن كان الجار ديوثاً أو قليل الغيرة أو حريمه على غير الطريق المستقيم فتحول عنه أو فاجهد أن لا يؤذون زوجتك فإن في ذلك فساداً كثيراً وخف على نفسك المسكينة ولا تدخل منزله واقطع الود بكل ممكن وإن لم تقبل مني ربما حصل لك هوى وطمع وغلبت عن نفسك أو أنبك أو فصل فإن كان جارك رافضياً أو صاحب بدعة كبيرة فإن قدرت على تعليمه وهدايته فاجهد وإن عجزت فانجمع عنه ولا تواده ولا تصافه ولا تكون له مصادقاً ولا معاشراً والتحول أولى بك. قال الله تعالى: (لا تَجِد قَوماً يُؤمِنونَ بِاللَهِ وَاليَومِ الآخِرِ يوادُّونَ مِن حادَ اللَهَ وَرسولَهُ وَلَو كانوا آباءَهُم أَو أَبناءَهُم أو إِخوانَهُم أو عَشيرَتَهُم أُولَئِكَ كُتِبَ في قُلوبُهم الإيمانَ وَأَيدهم بِروحٍ مِنهُ). قال الله تعالى: (فَسَوفَ يَأتي اللَهُ بِقَومٍ يُحِبُهم وَيُحِبونَهُ أَذِلَةً عَلى المُؤمِنينَ أَعِزَةً عَلى الكافِرينَ). فالمؤمن يتواضع للمؤمن ويتذللك لهم ويتعزز على الكافرين ولا يتضال لهم تعظيماً لحرمة الإسلام وإعزازاً للدين من غير أن تؤذيهم ولا تودهم كما تود المسلم. والحمد لله وحده وصلى الله على سيدنا محمد وآله وسلم.
|
#3
|
||||
|
||||
![]() ![]() |
#4
|
||||
|
||||
![]() ![]() |
#5
|
||||
|
||||
![]() ![]() |
#6
|
||||
|
||||
![]() ![]() |
#7
|
||||
|
||||
![]() ![]() |
#8
|
||||
|
||||
![]() ![]() |
#9
|
||||
|
||||
![]() ![]() |
#10
|
||||
|
||||
![]() ![]() |
#11
|
||||
|
||||
![]() ![]() |
#12
|
||||
|
||||
![]() ![]() |
#13
|
||||
|
||||
![]() مبدإ الجمعة قال ابن إسحاق : حدثني محمد بن أبي أمامة بن سهل بن حنيف عن أبيه قال حدثني عبد الرحمن بن كعب بن مالك قال كنت قائد أبي حين كف بصره فإذا خرجت به إلى الجمعة فسمع الأذان بها استغفر لأبي أمامة أسعد بن زرارة فمكث حينا على ذلك فقلت : إن هذا لعجز ألا أسأله عن هذا فخرجت به كما كنت أخرج فلما سمع الأذان للجمعة استغفر له فقلت : يا أبتاه أرأيت استغفارك لأسعد بن زرارة كلما سمعت الأذان يوم الجمعة ؟ قال أي بني كان أسعد أول من جمع بنا بالمدينة قبل مقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم في هزم النبيت من حرة بني بياضة في نقيع يقال له : نقيع الخضمات . قلت فكم كنتم يومئذ ؟ قال أربعون رجلا . قال البيهقي ومحمد بن إسحاق إذا ذكر سماعه من الراوي وكان الراوي ثقة استقام الإسناد وهذا حديث حسن صحيح الإسناد انتهى . قلت : وهذا كان مبدأ الجمعة . ثم قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة فأقام بقباء في بني عمرو بن عوف كما قاله ابن إسحاق يوم الاثنين ويوم الثلاثاء ويوم الأربعاء ويوم الخميس وأسس مسجدهم ثم خرج يوم الجمعة فأدركته الجمعة في بني سالم بن عوف فصلاها في المسجد الذي في بطن الوادي وكانت أول جمعة صلاها بالمدينة وذلك قبل تأسيس مسجده . قال ابن إسحاق : وكانت أول خطبة خطبها رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما بلغني عن أبي سلمة بن عبد الرحمن - ونعوذ بالله أن نقول على رسول الله ما لم يقل - أنه قام فيهم خطيبا فحمد الله وأثنى عليه بما هو أهله ثم قال ![]() ![]() قال ابن إسحاق : ثم خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم مرة أخرى فقال ![]() ![]() |
#14
|
||||
|
||||
![]()
هديه صلى الله عليه وسلم في معاملته
كان أحسنَ النَّاسِ مُعاملةً. وكان إذا استلف سلفاً قضى خيراً منه. وكان إذا اسْتَسْلَفَ من رجل سَلَفاً، قضاه إياه، ودعا له، فقال: (بَارَكَ اللَّهُ لَكَ في أَهلِكَ وَمَالِكَ، إنَّمَا جَزَاءُ السَّلَفِ الحَمْدُ والأداءُ). واستسلف من رجل أربعين صاعاً، فاحتاج الأنصاريُّ، فأتاه، فقال صلى الله عليه وسلم: (مَا جَاءَنَا مِنْ شَيءٍ بَعد) فقال الرجل: وأَرَادَ أن يتكلم، فقال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: (لاَ تَقُلْ إلا خَيراً، فَأَنَا خَيرُ مَن تَسَلَّفَ) فأعطاه أربعين فضلاً، وأربعين سُلفة، فأعطاه ثمانين. ذكره البزار. واقترض بعيراً، فجاء صاحبه يتقاضاه، فأغلظ للنبي صلى الله عليه وسلم، فهمَ به أصحابُه، فقال: (دَعُوهُ فَإنَّ لِصَاحِبِ الحَق مَقَالاً) واشترى مرة شيئاً وليس عنده ثمنُه فأُرْبِحَ فيه، فباعه، وتصدَّق بالربح على أرامل بني عبد المطلب، وقال: (لاَ أَشْتَرِي بَعْدَ هَذَا شيْئاً إلاَّ وَعِنْدِي ثمنُه) ذكره أبو داود، وهذا لا يُناقض الشراء في الذمة إلى أجل، فهذا شيء، وهذا شيء. وتقاضاه غريم له ديناً، فأغلظ عليه، فهمَّ به عمرُ بن الخطاب فقال: (مَهْ يَا عُمَرُ كُنْتُ أَحْوَجَ إَلى أَنْ تَأْمرني بِالْوَفَاءِ. وَكَانَ أَحْوَج إلَى أَنْ تَأْمُرَهُ بِالصَّبْرِ)، وباعه يهودي بيعاً إلى أجل، فجاءه قبل الأجل يتقاضاه ثمنَه، فقال: لم يَحِلَّ الأجلُ، فقال اليهوديُّ: إنكم لَمطْل يَا بنَي عبدِ المطلب، فهمَّ به أصحابُه، فنهاهم، فلم يَزِدْه ذلك إلا حِلماً، فقال اليهودي: كُلُّ شيء منه قد عرفته من علامات النبوة، وبقيت واحدةٌ، وهي أنه لا تزيدُه شدةُ الجهل عليه إلا حلماً، فأردتُ أن أعْرِفَها، فأسلم اليهودي. |
#15
|
||||
|
||||
![]()
هديه صلى الله عليه وسلم في قص الشارب
قال أبو عمر بن عبد البر: روى الحسن بن صالح، عن سِماك، عن عِكرمة، عن ابن عباس رضي اللّه عنهما أن رسول اللّه صلى الله عليه وسلم كان يقصُّ شاربه، ويذكر أن إبراهيمَ كان يَقصّ شارِبَه، ووقفه طائفة على ابن عباس وروى الترمذي من حديث زيد بن أرقم قال: قال رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: (مَنْ لَمْ يَأْخُذْ مِنْ شَارِبِهِ، فَلَيْسَ مِنَّا) وقال: حديث صحيح، وفي (صحيح مسلم) عن أبي هريرة قال: قال رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: (قُصُّوا الشَّوَارِبَ، وَأَرْخُوا اللِّحَى، خَالِفُوا المَجُوسَ) وفي (الصحيحين) عن ابنِ عمر، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم: (خَالِفُوا المُشْرِكِينَ، ووفِّرُوا اللِّحى، وأَحفوا الشواربَ) وفي (صحيح مسلم) عن أنس قال: وَقَّتَ لَنَا النَّبيُ صلى الله عليه وسلم في قص الشوارب وَتَقْلِيمِ الأَظْفَار، أَلاَّ نَتْرُكَ أَكْثَر مِنْ أَرْبعِين يَوْماً وَلَيْلةً. واختلف السلفُ في قصِّ الشارب وحلقِه أيهما أفضل؟ فقال مالك في (موطئه): يُؤخذ من الشارب حتى تجدوَ أطرافُ الشفة وهو الإِطار، ولا يجزُّه فَيُمَثِّلَ بنفسه. وذكر ابن عبد الحكم عن مالك قال: يُحفي الشارب، ويُعفي اللِّحى، وليس إحفاءُ الشارب حلقَه، وأرى أن يُؤدَّبَ من حلق شاربه، وقال ابن القاسم عنه: إحفاءُ الشارب وحلقه عندي مُثلَةٌ، قال مالك: وتفسير حديث النبي صلى الله عليه وسلم في إحفاء الشارب، إنما هو الإِطار، وكان يكره أن يُؤخذ من أعلاه، وقال: أشهد في حلق الشارب أنه بدعة، وأرى أن يُوجَعَ ضرباَ مَنْ فعله، قال مالك: وكان عمر بن الخطاب إذا كَرَبَهُ أمر، نفخ، فجعل رجله بردائه وهو يفتل شاربه. وقال عمر بن عبد العزيز: السنة في الشارب الإِطار. وقال الطحاوي: ولم أجد عن الشافعي شيئاً منصوصاً في هذا، وأصحابهُ الَّذينَ رأينا المزنيُّ والربيعُ كانا يُحفيان شواربهما، ويدل ذلك على أنهما أخذاه عن الشافعي رحمه اللّه، قال: وأمّا أبو حنيفة وزفر وأبو يوسف ومحمد، فكان مذهبُهم في شعر الرأس والشوارب أن الإِحفاءَ أفضلُ من التقصير، وذكر ابن خُويز منداد المالكي عن الشافعي أن مذهبه في حلق الشارب كمذهب أبي حنيفة، وهذا قول أبي عمر. وأمّا الإِمام أحمد، فقال الأثرم: رأيتُ الإِمام أحمد بن حنبل يُحفي شاربه شديداً، وسمعته يُسأل عن السنة في إحفاء الشارب؟ فقال: يُحفي كما قال النبي صلى الله عليه وسلم (أحْفُوا الشَّوَارِبَ) وقال حنبل: قيل لأبي عبد اللّه: ترى الرجُلَ يأخذ شاربه، أو يُحفيه؟ أم كيف يأخذه؟ قال: إن أحفاه، فلا بأس، وإن أخذه قصاً فلا بأس. وقال أبو محمد بن قدامة المقدسي في (المغني): وهو مخير بين أن يُحفيه، وبين أن يقصه من غير إحفاء. قال الطحاوي: وروى المغيرةُ بن شعبة أن رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أخذ من شاربه على سِوَاك وهذا لا يكون معه إحفاء. واحتج من لم يرَ إحفاءه بحديثي عائشة وأبي هريرة المرفوعين (عشر من الفطرة) ... فذكر منها قَصَّ الشَّارِبِ وفي حديث أبي هريرة المتفق عليه: (الفِطْرَة خَمْسٌ) وذكر منها قص الشارب. واحتج المحفون بأحاديث الأمر بالإحفاء، وهي صحيحة، وبحديث ابن عباس أن رسول اللّه صلى الله عليه وسلم كان يَجُزُّ شَارِبَهُ، قال الطحاوي: وهذا الأغلب فيه الإِحفاء، وهو يحتمل الوجهين. وروى العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن أبي هريرة يرفعه (جُزُّوا الشَّوَارِبَ، وَأَرْخُوا اللِّحَى) قال وهذا يحتمل الإِحفاء أيضاً، وذكر بإسناده عن أبي سعيد، وأبي أُسَيْد، ورافع بن خديج، وسهل بن سعد، وعبد اللّه بن عمر، وجابر، وأبي هريرة أنهم كانوا يُحفون شواربهم. وقال إبراهيم بن محمد بن حاطب: رأيت ابن عمر يُحفي شاربه كأنه يَنْتِفُه وقال بعضهم: حتى يُرى بياضُ الجلد. قال الطحاوي: ولما كان التقصير مسنوناً عند الجميع، كان الحلق فيه أفضلَ قياساً على الرأس، وقد دعا النبي صلى الله عليه وسلم للمحلقين ثلاثاً وللمقصرين واحدة، فجعل حلق الرأس أفضلَ مِن تقصيره، فكذلك الشارب.
|
![]() |
العلامات المرجعية |
الكلمات الدلالية (Tags) |
المختار, المصطفى, النبى, ابا القاسم |
|
|