القصيدة تحمل مشورة واستفسار هل لنا أن نحيا في واقعنا المؤلم أم في حلمنا الوردي؟
أولاً .. أنا اشكر اختي صاحبة الموضوع ومع أنها لا تزال طالبة بالثانوية .. ورغم صغر سنها .. ولكن كلماتها تحمل فلسفة وعمق بعيد إلى حد ما .. يعكس وجهة نظر وطريقة تفكير وشعور أكبر من العمر الزمني .. وهذا ليس غريباً على من يملكون القدرة على التعبير بالكلمات مثل الشعراء والأدباء.
ثانياً : داخل كل منا حلمه الذي يحب تحقيقه .. ولكن المؤلم جداً أن نظل نحيا داخل الحلم .. نحيا فقط ونهرب من الواقع المؤلم بكل وسيلة ممكنة .. الهروب ليس حلاً للإنسان الذي يحمل تاريخاً أسوداً أو واقعاً مؤلماً ولكن الحل الوحيد هو مواجهة النفس بالحقيقة ومحاولة الإنسان الجادة لجعل الواقع حلماً قد تحقق .. فاليأس من الواقع يجعل القيم تتساوى لدى الإنسان فسيان عنده الصواب والخطأ الحلال والحرام الموت والحياة فنجد اليائس إما أن تتطرف وإما أن انحرف وإما أن انتحر .. لأنه هرب من واقعه إلى حلول خيالية لا صلة لها بالواقع .. فتبقى المواجهة ومحاسبة النفس في المقام الأول من تلك الحلول التي يجب أن ننهجها في حياتنا..
كلنا مررنا بلحظات رفض للتاريخ وللواقع .. كلنا هربنا داخل الأحلام ولكن أستطيع أن أقول بحكم خبرتي في الحياة وفي تجارب الآخرين .. أن الإنسان الذي رفض الواقع وعاش الحلم .. لم يفلح ولم يفز بشيء فسيجئ اليوم الذي يصطدم فيه بواقعه المؤلم .. ويكتشف أنه خدع نفسه وكذب كذبة كبيرة وصدقها وعاش فيها .. وقتها يحل الندم حيث لا ينفع الندم.
"السبيل الوحيد للسعادة في الحياة أن يعيش فيها الإنسان حراً طليقاً لا يسيطر على جسمه وعقله ووجدانه وأحلامه وواقعه مسيطر إلا أدب النفس" تلك حكمة قالها لنا الكابت مصطفى لطفي المنفلوطي .. ويالها من حكمة بالغة الأهمية .. أن يحكم الإنسان ضميره في أفعاله وسكناته وحركاته .. يشعر بالسعادة الحقة ولن يشعر بالتيه بين الحقيقة والحلم أبداً ..
جزاك الله خيراً على ذلك الموضوع .. وننتظر المزيد
|