بمناسبة عيد المعلم

[gomaa ashour]

عيد المعلم إنَّ الحمد لله نحمده و نستعينه و نستهديه و نستغفره و نعوذ بالله من شرور أنفسنا و من سيِّئات أعمالنا , و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له و أنَّ محمداً عبده و رسوله , قد اصطفاه ربُّه على حين غفلة من الرُّسل فبلغ الرِّسالة و أدَّى الأمانة و نصح الأمَّة و كشف الله تعالى به الغمَّة , فاللهُمَّ اجزه عنَّا خير ما جازيت نبيَّاً عن أمَّته و رسولا عن قومه , و صلِّ يا ربَّنا على هذا الرَّسول الكريم و سلم تسليماً كثيراً . أمَّا بعدإنَّ من الشرف اليوم أن نحتفل بيوم و بعيد المعلم لما له من أثر فعَّال في بناء العقول و ما يقدمه من جهد و عطاء للوصول إلى الهدف المنشود في تربيَّة و تعليم أطفال و شباب الأمَّة و إعدادهم ليكونوا كوادر تحمل على الأكتاف مسئوليَّة النهوض بالوطن و الارتقاء به .و ممَّا لا شكَّ فيه أنَّ المعلم يبذل من جهده و طاقته و صحته الكثير من أجل هذه الرِّسالة العظيمة و لقد كانت رسالة الأنبياء من قبل و هذا هو نبيُّنا – صلى الله عليه و سلم – يقول : " إنَّما بعثت معلماً " و المعلم لا ينكر فضله لما يقدمه من أجل بناء شخصيَّات تستطيع حمل رسالة تطوير هذا الوطن فهو صانع الأجيال و بانى العقول و لقد كرَّم الإسلام المعلم أعظم تكريم كما جاء في أحاديث النَّبى – صلى الله عليه وسلم :يقول رسول الله - صلى الله عليه وسلم:من سلك طريقا يبتغي فيه علماً سهل الله له طريقاً إلى الجنة , وإن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضىً بما يصنع , وإن العالم ليستغفر له من في السماوات ومن في الأرض حتى الحيتان في الماء , وفضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر الكواكب , وإنَّ العلماء ورثة الأنبياء , وإنَّ الأنبياء لم يورثوا ديناراً ولا درهماً وإنَّما ورثوا العلم . فمن أخذه أخذ بحظ وافر .ويقول رسول الله - صلى الله عليه وسلم:" إنَّ الله وملائكته وأهل السموات والأرض حتى النمل في جحرها وحتى الحوت في جوف البحر ليصلون على معلم الناس الخير" صدق رسول الله صلى الله عليه وسلميقول الشاعر :أقدِّم أستاذي على نفسي و والــدي وإن نالني من والدي الفضل والشرففذاك مربِّي الروح والروح جوهر وهذا مربِّي الجسم والجسم كالصد فإن وقفة قصيرة مع النفس نتصور من خلالها دور المعلم في المجتمع يجعلنا ندرك ضخامة الدور الذي يقوم به المعلم وعظم المسؤولية التي تقع على كاهله فما هذه الألوف المؤلفة من أولادنا وفلذات أكبادنا إلا غراس تعهدها المعلم بماء علمه فانبعثت وأثمرت وفاضت علماً ومعرفة وفضلا .فممَّا لا شك فيه أن أولى الناس بهذا التبجيل والإجلال هو المعلم لأنَّ اسمه مشتق من العلم ومنتزع منه فالمعلم يفيض ببحر علمه على الأرض القاحلة فتغدو خضراء يانعة ولذلك.... يتحتم على كل طالب وطالبة النظر بعين الاحترام والإجلال والإكرام والتواضع للمعلم فتواضعك له عز ورفعة لك . لذا فإنَّ من حقِّ المعلم عليك التعظيم له وحسن الاستماع إليه والإقبال عليه وألا ترفع عليه صوتك ولا تغتاب عنده أحد كما يجب الإذعان لنصائحه وتحري رضاه .المعلم هذا العملاق الشامخ في عالم العلم والمعرفة وهو النُّور الذي يضيء حياة الناس وهو عدو الجهل والقاضي عليه وهو الذي ينمِّي العقل ويهذب الأخلاق . لذا وجب تكريمه واحترامه وتبجيله لأنَّه يحمل أسمى رسالة وهي رسالة العلم والتعليم التي حملها خاتم الأنبياء والمرسلين محمد صلى الله عليه وسلم .التعليم مهنة من أسمى المهن و ما العلم إلا كالسفينة و المعلم ربَّانها .. إنَّه الشمعة التي تحترق لتنير درب غيرها إنَّه صانع الأجيال يستقبل الأطفال من أحضان آبائهم ليغرس فيهم العلم و المعرفة و التربيَّة الصالحة و يدلهم على طريق النجاح يقف إلى جانبهم بكل حب و حنان يمدهم بالنصائح يرشدهم إلى ما هو نافع ليصنع عزيمتهم لمواجهة الشدائد بسلاح العلم ليصنع منهم طبيباً مداوياً و مهندساً بارعاً و محامياً مدافعاً و قاضياً عادلا و جندياً مقاتلا و إنساناً باراً بوطنه وشعبه.‏ يتقبَّل الطلاب بكل رحابة صدر و يستوعب شقاوتهم و أسئلتهم‏ إنَّها مهنة شاقة يستحق أن يسمو بها إلى المرتبة التي تقارب مرتبة الرسل لأنَّه رسول العلم يؤدِّي رسالته بكل ودِّ و إخلاص .يقول الشاعر أحمد شوقي : ‏ قم للمعلم وفه التبجيــــلا‏ كاد المعلم أن يكون رسولا‏من أجل ذلك فمن حقِّ المعلم أن يكرَّم و أن يقدَّر في مجتمعه و من مجتمعه بقدر ما أضاء الطريق و بقدر ما أعطى ليس كثيراً عليه أن يحتفل به و يعترف بفضله و هذا قليل عليه . فتحية لكم أيُّها المعلمون و لكم كلُّ التقدير و الاحترام‏ أ / مجدي مختار إبراهيم مدرس اللغة العربيَّة