|
إبداعات ونقاشات هادفة قسم يختص بما تخطه أيدي الأعضاء من شعر ونثر ورأي الخ... |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
![]() تعمل أم لا تعمل؟!
(1) فكرة ألم بي مرض أزال كل واجب من حياتي ، أذهب لطبيبة طلباً للشفاء عودة لحياتي . تطالع كل منا ساعتها تطلعاً للعودة لمن يلزمنا أمرهم . عملها التطبيب وعملي الإستشفاء و عملي حاجة لا يقضيها سواي و عملها قضاء حاجتي. يزورني طائف من فكر بينما أغادر العيادة : ما الفرق بين القول أن المرأة لا تعمل إلا لحاجة و القول أن المرأة تعمل لأن الحاجة تستدعي عملها؟! الفرق في تدبير الأمور : في الحالة الثانية عملها يصاحبه ضمان الأمان أثناء الخروج و من يرعى أولادها في غيابها و يساندها في تربيتهم ، حالنا أنا و أخواتي ، أمر يصلح أمورًا كثيرة . (2) مع عمل المرأة أم ضده ؟ أقعدني المرض في الفراش . ولجت الشبكة الواسعة صلة بالعالمين ، أتناسى الوجع بمطالعة عالم الأحياء.. أبواب مشرعة على فكر الناس، أقابلهم من وراء حجاب ، ظل يحجب رتابة الواقع. يطالعني موضوع لرجل عن عمل المرأة (كعادتهم .. يسطرون كتاب وجودنا بأموالهم و عقولهم و قوامتهم، أمر لا يقلل منه فسحة من الحرية هامشاً أخط عليه أفكاري الخاصة.) أأكتب ردًا ؟ فعمر عملي بالتدريس زهاء خمسة عشر عامًا مكابدة و عناء ؟ يراودني رد فأهم برأيي . ينسحب طيفه فيوسوس أخ له : شيطان ، دعيه ينصرف هذا الذي يوحي بإبداء رأيك فيما يعنيك . قد كفاك الرجال كل هم . رأيك مهمل أعرض عنه كثيرون ، فيم تثبتينه ؟ طائف من فكر يمر بي و أنا عائدة من عند الطبيبة فأودعه حاسبي المخلص. خاطرة أكتبها فتنقلها مشرفة لصفحة للنقاش ، ما لم أقصده . ما دمت أملك صفحة للنقاش فسوف أسقيكم بعض فكري ، هنيئًا لمن يسيغه و يتمثله مزاج بعض فكره . مبدأيًا ( كلمة غريبة المذاق ، فتقلب المزاج بعض وجودي كل ثواني وجودي !) ، لست مع أو ضد عمل المرأة و لا جدوى من إثارة قضايا تشغلنا جميعًا عن أعمالنا ، الهم برد أخذ من النفس وقتاًً ثمينًا لست أملك منه الكثير . أفردت وقتًا أستقصي فيم و لم تعمل المرأة . النساء لا يخرجن للعمل نصفة للقضايا العظيمة التي أمطرنا بها رجال نابهون (وحدهم مصدر كل أمر جلل!) و لا يعنيهن القضايا المثارة . و لكل منهن سبب بسيط لخروجها للعمل و لبعضهن أثقال كالجبال تنوء أكتاف عمالقة الرجال بحملها ، يحملنها عن طيب خاطر. اهتمي بنفسك و لا شأن لك بالباقي. لماذا تعملين أنت بالذات ؟ الشقاق كان ماء يومي . على أذني أن تستقبل من الشكوى و الخلاف و التوجس ما يجعل الطعام لا يقر في معدتي . أعرض عنهم فيزعمون أنني مصدر الخلاف . أعتذر عما لم أقله و لم أفعله حتى تعلن النفس الإضراب عن الطعام حد السقم قرب الموت . أما حين زادت وقاحتي بتغيير بعض أساليب الطهو فحينها لم يعد وجودي يطاق ، أأنت هنا ؟ اتركي المكان، أأنت هناك ؟ و اتركي ذاك المكان أيضاً ! لم يفزعون لتغيير ما استقر كالجبال الراسيات ؟ حمل أثقل أجسام خلقها ربها كمال شكل و وفعل . بيتي ، احتلته فاتن الحمامة و ميرفت أمين . صوتي صار ينرفز الجميع (حينها أعرضت عن الكلام إلا اللمم ، أيضاً لم يصلح !) خرجت أبحث عن وجودي خارج بيت تحتله شاشة تلفزيون 21 ساعة يومياً . كم رجل يستمع لأهل بيته بطيب خاطر؟ و ليقلن ما تجود به أذهانهن بسيطًا سلسًا عذبًا رقراقًا. أيعيب الماء بساطته ، لا طعم له أو لون أو رائحة؟! تحدي بسيط : ليفتش كل منكم في زوايا كيانه عن إجابة سؤالي : لم الجلوس إلى النت فيما لا يفيد عوضاً عن التواجد بين الأهل ؟! ما أكثر ما يرددون أنهم سيظفرون بذات الدين ، ماذا عن الفعل ؟ _ أجل هي ذات دين لكن طولها لا يفي أما تلك ، آه لو كانت أقصر قليلًا ! أما تلك فذات دين أجل لكنها ممتلئة . صور في عقول شباب غض لا يعرف من الحياة سوى اللحظة الآنية، خيال الحب يرسمها بشكل حلوات الشاشة. أمر لا يحرجهم الإفصاح عنه . أ للعاديّـة موضع في ذاك الخضم ؟ شأنها أن تبحث عن وجودها وحدها ، بعيدًا عن الأنظار . ثم دع أنها لا تشتكي و لا تعترض على من شح ماله و علمه و عقله فقط يكفيه أنه رجل هذا كيانه قبلاً . أترى الأمور تتغير بعد الزواج؟! _ تطالعني أيام العمر جلوسًا أمام شاشة تقرفني حد السقم ، يقارنني كل لحظة بإحدى .. تلك التي لا يصح ذكرها في حضرتي . أبطال من ضوء... زيف و سراب وطأة تأثيره تعطيه ثقل الحق الذي نحن عنه معرضون ! _ يسألني: كيف تقضين وقتك ؟ _القراءة و الشعر و التفكر و التدبر و أحب قراءة كتاب الله ، صوت يخرج رخيماً بألفاظ التنزيل . ماذا عنك ؟ _ الجرائد.. أقرأ حوادثها و أحل كلماتها المتقاطعة ترفيه عن نفس مكدودة . ألا تشاهدين التلفاز؟ أين سماع الأغاني في حياتك؟ ما رأيك في المطرب فلان؟ _لا معرفة سابقة، إن أراد فلان فليسمعني إن شاء. متى حرص رجل على من لها رأي فيما يعنينها من أمرها ؟ _ قليل ممن رحم ربي ، أما الغالب فيريدون دمية تذهب معهم كل مذهب... تحدثني زميلة عن عريس تقدم لها.. أبتسم قائلة: النمط المعتاد. أما لماذا أعمل فلأنني مثله بحاجة لمالي الخاص أنفقه على نفسي و أتصرف فيه كما يحلو لي. لم أرَ رجلاًً ينفق على إمرأة إلا أقل القليل مما هو حاجة تزهق الأرواح بدونها. فله الأولوية إذا احتاج شيئًا و لها ما بقي إن بقي شيء . فالمال ماله كد في كسبه و اجتهد في جمعه، لماذا لا يعوّض الرجل المرأة التي لا تعمل فيكون لها مالها الخاص؟ أمر يجعل لها بعض الاِستقلال الذي يثبت شخصيتها؟ كم مرة أكلوا الطعام على كثرته، و تركوا نساء الدار بلا فتفوته؟! طعام جهزته بالحب فلم تستمتع بمذاقه و لم يشكر لها أحد بيض أياديها .. نمط متكرر. أعفيكم من حكايات تسوء أذهانكم و تعكر صفو أفكاركم. فبعض القارئين رجال ، و تعكير صفو رجل كبيرة لا تقدم عليها إمرأة عاقلة. لماذا يشتري لنفسه أغلى الثياب و ينساها؟ يشتري لها ما يحب أن يراها فيه، ماذا عما تريد و ما تحب أن تظهر به أمام نفسها و أمام الناس؟ سيقال لها استغني عنه! أيعيش المرء حياته مستغنيًا عن كل شيء. (و أنا لا يعنيني في الحديث سوى الطبقة المتوسطة فهؤلاء من تنزل نساءها للعمل.) ، كم مرة سمعتُ من أرباب المال من يشكو الغلاء و يستكثر شراء الضروري، يدبر و يوفر ؟! وحده العمل خلق لي مكانة و كلمة مسموعة ، لفّت أنظار الناس نحوي. لي في كل زمان ساعة، أقرر فيها ترك عملي جاهدة فتشرع الإرادة في الإجهاز عليه ، تهدم بعضي. سأجد في بيتي منصرفًا لإرادتي... تضعف قوتي ، يسلب النوم قوت يومي ساعات النهار. ينصرف عني أحبتي فينصرف عني هناء نفسي . و إذ تهوي السماء عليّ ، أتراجع عن قراري ، أبدله نوايا خير و رعاية ، أسأل مالك الملك التوفيق و السداد ، أجدّد نيتي و أشدّ عزيمتي، تجلدي إن بعد العسر يسرًا ... تنفرج ذوات أمور أعجزني حل عقدها قبلًا ! لماذا لا نستهدي الواقع خطوط أفكارنا نرسم ما يصلنا بالسماء ؟ يثبت به وجودنا على الأرض ؟ و أي شيء ترك الرجال للنساء غير البقايا و الفتافيت ، حتى في أمر العمل . تركوا المكاتب و أعمال الإدارة ، ضيق لم يرتضوه لفضاء رحب ، كافأهم الرزاق سعة حال (هنيئاً لهم ، أنى لإمرأة بمثله إلا قليل). دع لا أحد يظنني أشتكي ، أمر فرغت منه منذ نزلت أعمل . شغل يشغلني ، أبحث في صلاح أمري و من تتقاطع دوائر وجودهم معي . شغل أثمر سلطان لي عليهم لا يعدونه في حضرتي و حضوري. يزعمون أن المجتمع تلفه أم غائبة عن بيتها تعمل . لا أعرف النساء سوى خدمة دؤوبة لكل ما يخص أبناءها ، قبل العمل و بعده و أثناء الإجازة ، ما عدا الوقت الذي يقضونه في المدرسة ، هذا ما لا تحكمه جيداً . الذي رأيته هو فساد من غاب آباؤهم عنهم بكل شكل و لكل زعم ! كم غلام أراني من سوء فعاله ما يصلح لكتابة فيلم من السخف و الرذالة حال غياب والده . يعود الرجل فيتبدل الإبن إلى شاب أتحمل وجوده بل أفخر بتدريسه! اذكر فتيانًا مشاكلهم لون من الجنون . يدرسهم رجال أشداء . أجورهم أعلى من المدرسات. يغدق عليهم الجميع و أنا ضمنهم احترامًا يستحقونه . مكانة لا ألقى مثلها حتى من نفسي، مهما أصلحتُ عملي و بذلت فيه. بعض عناد هؤلاء الصبية ، آباء هجروا البيت لغير رجعة فهم يقيمون مع أم تقر في بيتها راعية لهم . و حالهم يبهت له الفساد. حين تعمل المرأة فإنها تعمل على شاكلتها فهي لن تؤدي عملًا كما يؤديه رجل. أيـُطلب من إنسان ما لم يكلفه به خالقه ؟! و لهذا تعمل المرأة في التدريس بشكل جيد. فالأنا الأنثى أقل تضخم من تلك الذكورية و بوسعها أن تشكّـلهم برفق عوضاً عن الحفر العميق الذي يقوم به الرجال من المدرسين. كنت أتسوق فإذا بصاحب المحل قد وظّف رجلاً ، يضيق تململاً بمكانه و طلباتي . مكان لطالما شغلته أخته برحابة نفس . لم أرَ رجلاً يسره الحبس في مكان ضيق لا يعدوه! طبيعة الأمور و لن تجد لسنة الله تبديلاً. مالك المحل يتركه فيعقد الصفقات ثم يجني ثمار سعيه. (حلال عليه فلم أنازع يوماً أهل الأمر أمرهم) ، أما العاملة فلها مكانها لا تعدوه. و قد وجدت الرجل يعمل ما يزين الرجل أن يعمله و لن تجد إمرأة عاملة إلا حيث يلزم أن تعمل إمرأة. |
العلامات المرجعية |
|
|