سامحينى يا هديل !!!

[هانى الشرقاوى]

لم أنتبه الا وهى واقعة امام سيارتى أما الناس فقد التفوا فى ثوان وأخذوا يخبطون بعصبية على السيارة وكأننى فى محاولة للهروب رغم أن السيارة بالفعل كانت توقفت أما أنا فقد شل جسدى من الفزع وارتعشت لمجرد مشهد الفتاه الواقعة والتى لم أرها حتى تلك اللحظة ولم لم تكن مشاعرى بالفزع سيطرت على لكنت تاكدت من الوهلة الاولى أنا للفتاه لم تصب بأى أذى لان السيارة كانت بالكاد تتحرك فى شارع قصر العينى وما أدراكم ما قصر العينى نزلت مهرولا من السيارة ودون أى تفكير حملت تلك الفتاه التى لا تتعدى التاسعة عشرة جسمها ضئيل جدا محجبة ترتدى الجينز كانت منبهةلى تتوجع أه يا رجلى مش قادرة اتحرك حملتها أنا وصديقتها الى داخل السيارة متجها الى طورائ قصر العينى متفاديا تدخل الجماهير الواقفين الذين تنيت أن أدهسهم من فرط غضبى من محاولتهم القاء اللوم على واشعال الموقف قائلين ( ما تراعوا الناس اللى ماشية يعنى انتو علشان راكبين عربيات تموتوا فى الناس فى الشارع ؟
فى الدقائق البسيطة قبل وصولنا الطورائ كنا قد تعارفنا وهدأنا بدأت تحرك قدمها وتمكنت من الوقوف عليها بعد وقت بسيط جدا
ألحت عليا بالمغادرة قائلة أنا ويسة لكننى صممت على اجراء الاشعة حتى نطمئن كشف الطبيب حرك الساق والقدم كله تمام ...مافيش كسر ولا حتى جزع . أو صلتها الى كليتها الخدمة الاجتماعية
هديل ...ما زالت فى السنة الاولى ألححت عليها بأن تطلبنى ان احتاجت شئ ...جاءنى صوت هديل رقيقا كعدتها وقبل انهاء المكالمة قالت لى أقولك خبر حلو ( أنا لبست الاسدال ) قلت لها وصوتى بدت عليه علامات دهشة غير مخفية يعنى ايه لبستى البتاع ده ؟
ثم سارعت بسؤالها ...ليه عملتى كده يا هديل ما انتى كنتى محجبة وشكلك حلو ومحترم ليه المبالغة دى ؟ أجابتنى : من وقت الحادثة وأنا حسيت ان ربنا بيدينى إنذار وقلت لازم أتقرب الى ربنا ماحدش ضامن عمره يسذاجة سألتها حداثة ايه يا بنتى دى العربية لمستك مش خبطتك وبعدين انتى فاكرة التقرب الى ربنا باللبس والشكل فين عملك ؟ فين علاقتك بالناس وبدأت فى الاستفاضة فى ذلك الحديث أو ربما تلك المحاضرة الثقيلة على قلب الفتاه الى أن قاطعتنى : ممكن أسئلك سؤال : هو انت مسلم ولا مسيحى ؟ هنا فقط أدركت أنى أغضبتها لدرجة أن تسألنى عن العقيدة وأردفت قائلة يعنى شكلك وشعرك اللى طول من شعرى وصورة جيفارا اللى كانت على التى شيرت بتاعك تقولك انك مش مسلم ولا حتى عربى
فقلت لها لو كنت مسيحى كنت هقدر أقولك الكلام ده وانتى ليه بتحكمى بالظاهر ؟
فقالت لى معلش الكارت هيخلص ح أكلمك تانى ولم تتصل بى منذ ذلك اليوم ولم أحاول الاتصال بها
من يومها وأنا أشعر بالذنب لأننى لم أجد الحوار معها هاجمتها بدلا من أن أستوعبها أحبطت فرحتها بالاسدال لأنانيتى فى التعبير عن موقفى الفكرى تحدثت اليها بدلا من أن أسمعها ارتكبت حماقة الترهيب بدلا من الترغيب لأسف ستخدمت نفس منطق من أنتقدهم
ومن يدرى ! ربما تكون هديل قد ارتدت النقاب هذه المرة ...بسببى أيضا
فلتسامحنى هديل !!!!