اهلا وسهلا بك فى بوابة الثانوية العامة ... سجل الان

العودة   بوابة الثانوية العامة المصرية > مسك الكلام فى الاسلام > حي على الفلاح

حي على الفلاح موضوعات وحوارات ومقالات إسلامية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 29-07-2006, 05:20 AM
JuMpO JuMpO غير متواجد حالياً
عضو قدوة
 
تاريخ التسجيل: Jul 2006
العمر: 34
المشاركات: 980
معدل تقييم المستوى: 0
JuMpO is an unknown quantity at this point
Exclamation


عندما تحسست طريق مشاعري ناحية الكتابة إعتبرت اللغة نوعا من العزف على بيانوا نستمتع به لذاته .. فمارست رقابة موسيقية شديدة على تشابك الحروف والكلمات لتحافظ على الوزن والرنين .. لكن .. فيما بعد تخلصت من هذه الأفكار .. وكسرت حواجز الحدود بين ما أكتب وما يقوله الناس .. فالجمال لا يطلب لذاته وإنما يطلب لنفعه وإلا صرنا عبدة أوثان منحوته من الكلمات . أما الكلمة التي توقفت عندها طويلا وشعرت بأنها مثل فرس جامح تصعب السيطرة عليه فهي كلمة "بدعة " إنها الكلمة التي تفتح أبواب الجدل والشجار بين المسلمين وتجعلهم في حالة نفور دائم وكأنهم في حالة مزمنة من حالات الحرب الأهلية .. فكل من أراد أن يحرم علينا شيئا وصفه بالبدعة .. وكل من أراد أن يجعلنا نمشي على الأشواك والمسامير والزجاج المكسور وصف ما نفعل بأنه بدعة .. ولأن الناس يحرصون بشدة علي دينهم ويتفانون فيه فإنهم يخشون على أنفسهم من البدعة .. كل ما لم يكن معروفا في عصر الرسول صلى الله عليه وسلم إعتبرناه بدعة .. وخشينا على أنفسنا منه ..

فالرسول عليه الصلاة والسلام يقول : " إياكم ومحدثات الأمور فكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار " .
وقوله صلى الله عليه وسلم : " من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد" .. أي مردود عليه ..
لقد إستخدم هذا الحديث الشريف في إخراج المسلمين من العصر الذي نعيش فيه .. فبدا بعضنا ونحن في عصر الفضاء والإنترنت والكمبيوتر وكأنه ينتمي إلى عصر الكهف .. وقد راح كل منا يناقش كل مظهر من مظاهر هذا العصر على أنه بدعة .. وتورطنا في تفاصيل كل شيء على حدة .. فتاه الناس وتهنا معهم .. وضاع الناس ولحقنا بهم .. فقد خلت المناقشة من تعريف للبدعة نقيس عليه كل ما يصادفنا من مظاهر .. خلت من القانون .. والقاعدة .. والميزان .. لقد فتح الله علينا بتعريف للبدعة يمكن أن نقيس عليه ونزن به ..
البدعة هي: إطلاق ما قيده الله ورسوله صلى الله عليه وسلم .. أو تقييد ما أطلقه الله ورسوله صلى الله عليه وسلم .. كل ما لا ينطبق على هذا التعريف نعتبره بدعة نتجنبه ونرفضه .. فنريح ونستريح ..
إن العبادات مقيدة .. لا يجوز إطلاقها .. إطلاقها هنا بدعة .. العبادات مقيدة إما بمكان وزمان كالحج ( الزمان 9 من ذي الحجة والمكان جبل عرفات) أو بزمان وجهة وهيئة مثل الصلاة ( الزمان : مواقيتها المعروفة. والجهة: القبلة شطر المسجد الحرام. والهيئة : السجود والركوع والجلوس) .. أو بزمان مثل الصوم ( شهر رمضان) أو بزمان وقيمة مثل الزكاة بمختلف أنواعها ( زكاة الفطر وزكاة المال وزكاة الزروع كل منها له وقته وقيمته ) .. أما شهادة لا إله إلا الله محمد رسول الله ( وهي أهم العبادات ) فليست مقيدة بزمان أو جهة أو قيمة أو هيئة أو مكان. هذا ما قيده الله ورسوله في العبادات فمن أطلقه يكون قد إبتدع .. فالحج لا يمكن أن يكون في شهر رمضان .. والصوم لا يمكن أن يكون في شهر شوال .. والزكاة لا يمكن أن تكون على هوى الإنسان ووقفة عرفات لا يمكن أن تكون فوق جبل المقطم .. وصلاة العشاء لا يمكن أن تكون ثلاث ركعات .. إن تجاوز هذه الحدود الواضحة هو البدعة بعينها والتي تنتهي بصاحبها في النار .. أما ما هو مطلق .. مثل الصدقة فلا يجوز لأحد تقييدها .. أو تحديدها ولو فعل ذلك يكون قد إبتدع . إذن هناك أشياء قيدها الله ورسوله صلى الله عليه وسلم من أطلقها فهو مبتدع لأنه يكون قد أحدث في الدين ما ليس منه .. هذه هي القاعدة .. وقد يكون من المريح القياس عليها .. فننجو من تهمة البدعة التي أضلتنا وأوصلتنا جميعا إلى جهنم ونحن لا نزال على قيد الحياة ..
إن النبي صلى الله عليه وسلم يقول : " من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة دون أن ينقص من أجورهم شيء " هذا الاجتهاد لفهم النص " ومن سن في الإسلام سنة سيئة فعليه وذرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة دون أن ينقص من أوزارهم شيء " هذا الاجتهاد لمخالفة النص .. إطلاق المقيد .. أو تقييد المطلق .. هذا هو القانون .. الميزان .. القياس .. وسيلة الحساب .. وقد صيغت لحماية العبادات .. فتفتح الباب لقبول كل ما هو جديد بعد ذلك في مجالات العادات ..


يقولون " التورتة " بدعة .. دون أن ينتبهوا إلى أنها في أصل مكوناتها دقيق ولبن وسكر وسمن .. فهل في هذه المكونات ما هو حرام ؟ .. ويقولون عروس المولد وحصان المولد بدعة .. ليس في مكونات هذه الحلوى ما هو حرام .. أما الخوف من أن تكون العروس الحلاوة أو الحصان الحلاوة وثنا فهذا كلام يسهل تفنيده. .. إن التمثال إذا لم يعبد لذاته أو إ بتغاء شيء أو ليقربنا إلى الله فهو مجرد تمثال فلو عبدناه ليقربنا إلى الله فهو صنم فإن عبدناه لذاته فهو وثن .. وهذه التماثيل المصنوعة من الحلوى . والتي كان يسجد لها عظماء الناس قبل الإسلام أصبحت لعب للأطفال بعد الإسلام .. ولم نسمع عن أحد عبدها .. ولو كنا خفنا على إيماننا من تمثال لحصان فما بالنا لو وجدنا أمامنا حصانا حقيقيا .
لقد دخل الصحابة في خلافة سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه إلى مصر وكانوا حكاما ولم يكونوا مستضعفين وتجولوا في عرض البلاد وطولها وشمالها وجنوبها ورأوا معابد الفراعنة وتماثيلهم من مختلف الأشكال والأحجام ولكن ما سمعنا أن صحابيا من الصحابة الأجلاء كسر تمثالا .. لأنهم كانوا يعرفون أنه ترجمة لحضارة لا يجوز تحطيمها .. وتمثال رمسيس شاهد على ذلك من عشرات القرون .. فلم نجد أحدا يلقي إليه بقربان .. أو يتقرب إليه بشيء .. هل نحن أدرى من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم الذين تعلموا منه ؟ . كان الرسول صلى الله عليه وسلم قبل الهجرة إلى المدينة يطوف بالبيت الحرام والأصنام من حول الكعبة .. كانت بالنسبة إلى غيره معبودة لكن لم تكن بالنسبة إليه ذات قيمة .. ولم يمنع من ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم .. وعندما هاجر إلى المدينة وبعد تغيير القبلة كان يصلي في اتجاه البيت الحرام والأصنام لا تزال حول الكعبة .. لماذا لم يكسرها الرسول صلى الله عليه وسلم كما كسرها أبوه إبراهيم عليه السلام .. لقد كسر إبراهيم عليه السلام بعضها وترك بعضها فنتج عن ذلك أن عبدة الأصنام والأوثان قد استدركوا واستوعبوا أنها كانت هشة .. تصنع من طين .. فكان أن جددوها ونحتوها من حجارة صلبة .. يصعب كسرها لقد حسنوها وزينوها وراجت تجارتها .. لقد جاء الرسول عليه الصلاة والسلام لينزع العلاقة الداخلية بين قلب المؤمن وهذه التماثيل فعلم المسلمين أنه لا اله إلا الله فأدركوا أنها ليست آلهة فانتزعت هيبتها من قلوب المسلمين فماتت واقفة دون أن يمد الرسول يده الكريمة ليكسرها .. وعندما فتح الله عليه مكة دخل البيت الحرام وليس في يده فأس أو بلطة .. بل قضيب صغير ..
دخل البيت الحرام ليتلوا قول الحق سبحانه وتعالى : "وقل جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقاً " وكان كلما أشار إلى تمثال إ نكفأ على وجهه أو إنقلب على قفاه فلا يجد مسعفا ولا منقذا من أولئك الذين كانوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم .. فكانوا يدحرجونه بأرجلهم حتى يخرجوه .. كل هذا لأن الإسلام نزع العلاقة القلبية بين الإنسان والحجر.
__________________
عشنا و شوفنا
ماليش تصريح
ههههههه وعجبي

رد مع اقتباس
 

العلامات المرجعية


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 11:31 PM.