الرجل المصري أكثر تسامحا

[FRANKENSTEIN]

الرجل المصري أكثر تسامحاً‏ من المرأة!
أ. ولاء الشملول



على عكس الاعتقاد السائد بأن النساء متسامحات أكثر من الرجال تأتي دراسة اجتماعية بكلية الآداب جامعة حلوان أُجريت علي عينة من محافظات القاهرة والمنوفية ممثلة للوجه البحري‏،‏ وأسيوط ممثلة للوجه القبلي‏، لتؤكد أن الذكور أكثر تسامحا من الإناث‏، وأن المتزوجين متسامحون نسبيا عن العزاب‏.‏

وتقول الدراسة – كما جاء في جريدة الأهرام المصرية - أن تسامح الذكور لا يعود إلي تغليب العاطفة، كما قد يعتقد البعض‏، بل إلى ترجيح العقل والاستفادة من خبرات الحياة في تفهم المواقف المختلفة والقدرة الكبيرة على تقدير الظروف واستيعابها‏.

عنف وتشفٍ
ولأن هذه النتيجة لم تكن متوقعة ولا تتفق مع الشائع عن المرأة فقد توجهنا إلى الدكتور احمد المجدوب"أستاذ علم الاجتماع بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية بالقاهرة" ، وطلبنا منه التعليق على نتيجة الدراسة المذكورة فقال :

ليس كل ما يشاع عن المرأة صواباً، فليس صحيحاً أنها أكثر تسامحاً من الرجل، ومقولة أن المرأة أكثر تسامحاً تروج لها النساء ويعجب بها بعض الرجال، والدليل على أن المرأة ليست متسامحة أكثر من الرجل أن جرائم القتل التي ترتكبها النساء أكثر عنفاً وشراسة من التي يرتكبها الرجال لو قارنا بينهما، فعندما تقتل المرأة مثلاً فهي في الغالب تحتفظ بالجثة وتظل تمثل بها وتقطع في جسد القتيل بتشفٍ.

كما أن طبيعة العلاقة بين الرجل والمرأة تعطي دلالة أخرى على عدم تسامح المرأة – كما يقول الدكتور المجدوب- فالرجال يستطيعون تكوين علاقات صداقة قوية وعظيمة في الغالب، أما المرأة نادراً ما ترتبط بعلاقة متميزة مع امرأة أخرى ، فالمرأة لديها نوع من النرجسية وحب الذات ، بسبب ما تعانيه من تفرقة في التنشئة الأولى بينها وبين الرجال ، ومعاملتها أحيانا على أنها تابعاً للرجل مما يجعلها تشعر بالاضطراب والاضطهاد أحياناً، وينعكس هذا على نفسيتها مستقبلاً ، وتعاملاتها .

احتواء الرجل والأسرة
وعلى العكس من هذا ترى الأستاذة هويدا عبد الله "الأخصائية النفسية" حيث تقول:"إن المرأة باعتبارها المسئولة عن استقرار الأسرة فهي التي تلم شمل الجميع، وهذا يجعلها أكثر تسامحاً وتقبلاً للمواقف المختلفة، وهي التي تحتوي الرجل، بل وتحافظ على الكيان الاجتماعي كله، فتسامحها كبير.

وتضيف: ( المرأة لديها القدرة على احتواء الخلاف ببساطة، وتعرف كيف تنهي المشادة أو الاختلاف وتذيب النزاعات، مع قدرتها على إشعار الآخر بخطئه).

وفي النهاية فكل إنسان حالة منفردة بذاته، ولا يمكن التعميم وإطلاق أحكام مطلقة فيما يتعلق بالنفس البشرية، فقد يتدخل أي عامل في التأثير على نتيجة الأبحاث التي تتعلق بالسلوك الإنساني.