#1
|
|||
|
|||
![]() أهل الفجر
فئة موفقة, وجوهم مسفرة, وجباههم مشرقة, وأوقاتهم مباركة, فإن كنت منهم فأحمد الله على فضله, وإن لم تكن من جملتهم فدعواتي لك أن تلحق بركبهم أتدري من هم ؟ إنهم أهل الفجر, قوم يحرصون على أداء الفريضة, ويعتنون بهده الشعيرة, يستقبل بها أحدهم يومه, ويستفتح بها نهاره, والقائمون بها تشهد لهم الملائكة, إنها صلاة الفجر التي سماها الله قرانا فقال جل وعز: ( وقران الفجر إن قران الفجر كان مشهودا ) سورة الإسراء الآية – 78. المحافظة عليها من أسباب دخول الجنة, والوضوء لها كم فيها من درجة, والمشي إليها كم فيه من حسنة, والوقت بعدها تنزل فيه البركة قال النبي " صلى الله عليه وسلم" ( اللهم بارك لأمتي في بكورها ) أخرجه أحمد, وأبو داوود والترمذي وابن ماجه. أهل الفجر : الذين أجابوا داعي الله وهو ينادي : ( حي على الصلاة, حي على الفلاح),فسلام على هؤلاء القوم, حين استلهموا ( الصلاة خير من النوم ), واستشعروا معاني العبودية, فاستقبلتهم سعادة الأيام تبشرهم وتثبتهم, قال الرسول " صلى الله عليه وسلم" ( بشر المشائين في الظلم إلى المساجد بالنور التام يوم القيامة ), أخرجه الترمذي وأبو داوود. يا أهل الفجر: لقد فزتم بعظيم الأجر, فلا تغبطوا أهل الشهوات والحظوظ العاجلة فما عندهم- والله- ما يغبطون عليه, بل بفضله وبرحمته فاغتبطوا, وإياه على إعانتكم فاشكروا, وإليه فتوجهوا, يقول الرسول " صلى الله عليه وسلم" ( من صلى العشاء في جماعة فكأنما قام نصف الليل , ومن صلى الصبح في جماعة فكأنما صلى الليل كله ). أخرجه مسلما. يا أهل الفجر: هنيئا لكم أن تتمتعوا بالنظر إلى وجه الله الكريم في الجنة, قال الرسول " صلى الله عليه وسلم" ( إنكم سترون ربكم كما ترون هدا القمر لا تضامرون في رؤيته, فإن استطعتم ألا تغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها فافعلوا ثم قرأ : ( وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل الغروب ). أخرجه البخاري ومسلم. يا أهل الفجر: ألا ترضون أن يذهب الناس بالأموال والزوجات, وترجعون أنتم بالبركة في الأوقات والنشاط وطيب النفس وأنواع الهدايات, ودخول الجنات ونزول الرحمات , قال " صلى الله عليه وسلم" ( من صلى البردين دخل الجنة ) أخرجه البخاري ومسلم. والبردان : صلاة الفجر والعصر, وقال " صلى الله عليه وسلم" ( لن يلج النار أحد صلى قبل طلوع الشمس وقبل غروبها ) أخرجه مسلم. والمراد بهذا صلاة الفجر وصلاة العصر. يا أهل الفجر: أنتم محفوظون بحفظ الله , أنفسكم طيبة , وأجسادكم نشيطة , يقول " صلى الله عليه وسلم" ( من صلى الصبح فهو في ذمة الله ) أخرجه مسلم , وقال " صلى الله عليه وسلم" ( يعقد الشيطان على قافية رأس أحدكم إذا هو نام ثلاث عقد ويضرب على كل مكان عقدة عليك ليل طويل فارقد , فإن استيقظ فذكر الله انحلت عقدة, فإن توضأ انحلت عقدة فإن صلى انحلت فأصبح نشيطا طيب النفس, وإلا أصبح خبيث النفس كسلان ) متفق عليه . يا أهل الفجر: كفاكم شرفا شهادة ملائكة الرحمن لكم, قال " صلى الله عليه وسلم" ( يتعاقبون عليكم ملائكة بالليل وملائكة بالنهار, في صلاة الفجر وصلاة العصر, ثم يعرج الذين باتوا فيكم فيسألهم ربهم- وهو أعلم-كيف تركتم عبادي؟ فيقولون : تكناهم وهم يصلون, وأتيناهم وهم يصلون ) متفق عليه. يا أهل الفجر: خاصة ويا من تحافظون على صلا الجماعة عامة: أبشروا, فوضوؤكم درجات, وممشاكم إلى المسجد حسنات, وجلوسكم فيه رحمات من ربكم وصلوات : ( من غدا إلى المسجد أو راح أعد الله له في الجنة نزلا كلما غدا أو راح ) أخرجه البخاري ومسلم. وقال " صلى الله عليه وسلم" ( صلاة الجماعة تفضل صلاة الفرد بسبع وعشرين درجة, وذلك أنه إذا توضأ فأحسن الوضوء ثم خرج إلى المسجد لا يخرجه إلا الصلاة لم يخط خطوة إلا رفعت له بها درجة وحطت عنه بها خطيئة , فإذا صلى لم تزل الملائكة تصلى عليه مادام في مصلاه : اللهم صل عليه , اللهم أرحمه, ولا يزال أحدهم في صلاة ما أنتظر الصلاة ) متفق عليه , وفي رواية مسلم : ( اللهم ارحمه , اللهم أغفر له , اللهم تب عليه , مالم يؤذ فيه , مالم يحدث فيه). وقال " صلى الله عليه وسلم" ( ألا أدلكم على ما يمحوا الله به الخطايا, ويرفع بها الدرجات ؟ قالوا: بلى يا رسول الله, قال : إسباغ الوضوء على المكارة, وكثرة الخطا إلى المساجد , وانتظار الصلاة بعد الصلاة, فذلكم الرباط فذلكم الرباط ) أخرجه مسلم . فسلام على المحافظين على صلاة الفجر, حين تركوا السهر , وودعوا السمر, وفازوا بعظيم الأجر, ترى الواحد من هؤلاء مستعد لها من الليل بالساعة المنبه , والوضوء والأوراد المتنوعة, وإذا خشي فوات القيام لها وصى أحدا يوقظه وقبل هذا كله إحساس الإيمان الذي يعمر قلبه , فحتى لو عرض له أمر فتأخر عن النوم مرة وجدته عند الصلاة يهب من نومه فزعا إليها , مبادرا بأدائها , فلله درهم حين صلوا صلاة الفجر لميقاتها , فحفظوا وقتها , وداوموا عليها , وفازوا بأحب عمل إلى الله عز وجل , قال عبدا لله بن مسعود " رضي الله عنه" ( سألت رسول الله " صلى الله عليه وسلم" ( أي الأعمال أحب إلى الله عز وجل ؟ قال : الصلاة على وقتها....) الحديث, متفق عليه . أولئك هم الرجال حقا , والمؤمنون صدقا , قال ربنا – جلا وعلا- ( في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيه أسمه يسبح له فيها بالغدو والآصال * رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله وأقام الصلاة وإيتاء الزكاة يخافون يوما تتقلب فيه القلوب والأبصار * ليجزيهم الله أحسن ما عملوا ويزيدهم من فضله والله يرزق من يشاء بغير حساب ) سورة النور(36-37-38) . أما من ضيعوا الصلاة وتهاونوا بها وأخروها عن وقتها فيها ليت شعري لو يعلمون ما تحملوا من الوزر؟ وماذا فاتهم من الأجر؟ قال تعالى : ( فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة وأتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيا * إلا من تاب وامن وعمل صالحا فأولئك يدخلون الجنة ولا يظلمون شيئا ) سورة مريم (59-60) , وقال "صلى الله عليه وسلم" ( إن أول ما يحاسب بت العبد يوم القيامة من عمله صلاته, فأن صلحت ففد أفلح ونجح , وإن فسدت ففد خاب وخسر .... ) الحديث رواه الترمذي وقال حديث حسن أيها المضيع لصلاة الجماعة ولا سيما صلاة الفجر , أما لك همة ترتفع بها لتكون مع من سبق الثناء بهم ولإشادة بهم , لماذا تجعل للشيطان عليك سبيلا ؟ ولماذا ترضى أن يبول في أذنيك ؟ ففد ذكر رجل عند رسول الله " صلى الله عليه وسلم" نام ليلة حتى أصبح فقال: ( ذلك رجل بال الشيطان في أذنيه ) أخرجه البخاري ومسلم. أيها البعيد تماما عن الصراط المستقيم تذكر وأنت تتنعم بلذيذ المنام, ما يعقب ذلك من حسرة وألم, ويكفيك قوله " صلى الله عليه وسلم"(.... أصبح خبيث النفس كسلان ) متفق عليه . وقوله " صلى الله عليه وسلم " في حديث الرؤيا : ( وأما الرجل الذي يثلغ رأسه بالحجر فإنه يأخذ القران فيرفضه , وينام عن الصلاة المكتوبة ) أخرجه البخاري . فحين تلذذ بالنوم عن الصلاة جوزي لأن يرض رأسه بالحجارة, والجزاء من جنس العمل. ألا فالحق بأهل الفجر , لكي تكون في ذمة الله وتكتب قي ديوان الأبرار , وتحصل لك السعادة والنور , وتمحي من صحيفة النفاق , بقول النيى " صلى الله عليه وسلم" ( ليس أثقل على المنافقين من صلاة الفجر والعشاء , ولو يعلمون ما فيها لأتوهما ولو حبوا ) أخرجه البخاري ومسلم يا أخي : حاسب نفسك , وأصدق مع ربك , واستفتح يومك بتوبة تمحوا ما سلف , وتذكر نعم الله عليك , واسأل الله دائما أن يعينك , واحذر السهر فهو سبب رئيس لفوات فريضة الفجر , وابذل مع هذا من الأسباب ما يكون عونا لك عونا بإذن الله : بأن تنام على طهارة وقد قرأت أذكار النوم , وجعلت الساعة المنبه عندك , فإن خفت مع هذا ألا تقوم فأوص بعض أهلك أو جيرانك بالاتصال عليك وإيقاظك , وإذا استيقظت فأذكر الله مباشرة , وانهض من فراشك بسرعة , ولا تتململ فيه أو يوحى إليك الشيطان بأن تستريح قليلا , فذا مدخل من مداخله , وابتعد عن المعاصي والذنوب ولا سيما النظر المحرم , فإن المعصية سبب لحرمان الطاعة, وكن ذا عزيمة قوية , وتذكر ثواب المسارعين إلا المساجد الذين تعلقت قلوبهم بها , وأكثروا من التردد عليها فهم من السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله , وهم السعداء الموفقون في الدنيا وأهل الجنة في الآخرة ’ قال رسول الله " صلى الله عليه وسلم" ( ثلاثة كلهم ضامن على الله إن عاش رزق وكفى , وإن مات أدخله الله الجنة , ومنهم : من خرج إلى المسجد فهو ضامن على الله ) أخرجه أبو داوود وابن حيان منقول....
__________________
محب الكتاب والسنة وراجى رحمة الرحمن |
العلامات المرجعية |
|
|