#1
|
||||
|
||||
![]() الحمد لله خلق النفوس فألهمها فجورها وتقواها، وأرشدها إلى هداها أحمده سبحانه وأشكره، شكر من عرف نعمه فرعاها.. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له رضيت به رباً وإلهاً، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمداً عبد الله ورسوله، أرفع الخلق قدراً، وأعظمهم جاهاً، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه والتابعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين. أما بعد: لقد بنيت فلسفات هذا العصر ومبادئه وثقافته وسياساته على مادية جافة، فالإيمان مقصورٌ على المحسوسات، لا أثر للغيبيات وما وراء الحس إنما هو التعلق بالدنيا، والإغراق في الاستكثار منها، وقصر العلوم والمعارف والمكتشفات في حدودها. تأملوا هذه اللفتة العظيمة في هذه الآية الكريمة من سورة الروم: يَعْلَمُونَ ظَاهِراً مِنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ [الروم:7]. ليس لأعمال القلوب مكان إنما هو اهتمامٌ باللذائذ، وإغراقٌ واستغراق في الشهوات والمستلذات. ولهذا يتجلى الغلو في العناية بالألعاب الرياضية والرقص والغناء والتمثيل، واللهو، والطرب، والنحت، والرسم وما كان على هذه الشاكلة. ليس للدين أي أثرٍ في الأخلاق والسياسات والفلسفات والمبادئ. أصبح الدين تقليدٌ من التقاليد؛ ليس له أثرٌ في النفوس أو سلطانٌ على القلوب؛ خصامٌ بين العلم والدين والروح والجسد، ليس في تلك الأنظمة الفكرية مكانٌ للعبودية ، بل الإله في تلك الثقافات والتاريخ يُجَسَّد في آلهة متعددة، تنحت لها التماثيل، وتبنى لها المعابد والهياكل، حتى الأعمال القلبية والمعاني المجردة صنعوا لها آلهة في أجسامٍ وأصنام وأشكال وتماثيل، فللحب عندهم إله، وللجمال عندهم إله. والدين طقوسٌ وترانيم جافة؛ فإذا أديت فتقليد ووراثة. من أجل هذا كله، ظهرت القسوة، وساد العنف، واختلطت المبادئ، بل انتكست وانقلبت... إن كثيراً منهم لا يرجون لله وقاراً، وهم عن الآخرة غافلون. وصلى الله على محمد وعلى آل محمد أفضل وأزكى , وأتم وأنمى وأجل وأعلى صلاة صلاها على صفوة أنبيائه وأضعاف أضعاف ذلك , إنه حميد مجيد .. |
العلامات المرجعية |
|
|