|
أرشيف المنتدى هنا نقل الموضوعات المكررة والروابط التى لا تعمل |
|
أدوات الموضوع | ابحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
![]()
الحوار مع "د. نبيل فاروق" يتخذ طعما مختلفا في كل مرة، ففي كل حوار ستجد لديه الجديد، لأنه من هواة الدخول في مناطق مختلفة بين الحين والآخر.. مؤخرا تحقق حلمه الذي تأجل لسنوات طويلة وظهر أول مسلسل درامي كتب له هو المعالجة والحوار، وفي الطريق أربعة أفلام سينمائية يراهن هو عليها بأنها ستكون مختلفة عن السينما السائدة في السوق السينمائية..
مسلسل العميل 1001 لاقى نجاحا معقولا قياسا بكونه عرض في قناتين فضائيتين فقط، ويأمل "د. نبيل فاروق" أن يلقى المسلسل رواجا أكبر عندما يتم عرضه في القنوات الأرضية المصرية. في هذا الحوار الذي يمكن أن نصفه بالساخن جاءت إجابات "د. نبيل فاروق" منمقة جدا وشديدة التهذيب، إلا أنها في ذات الوقت كانت تحمل صراحة شديدة واضحة لكل من سيقرأ السطور القادمة.. اتفضلوا معانا.. العميل 1001 لا علاقة له برأفت الهجان.. وأتحدى! كان لابد أن نستفتح بـ"العميل 1001" الذي أعطاه الكثيرون تقدير جيد لكنهم قالوا في ذات الوقت إنه يحمل روح "رأفت الهجان"، خاصة فيما يتعلق بفكرة رزع العميل ووجود ضابط مخابرات يتبنى ويرعى هذا العميل.. اذن فكل عمليات زرع العميل منذ قيصرية روسيا وحتى أبد الآبدين ستتشابه فأنت كأنك تقول إن هذه القصة مأخوذة من روميو وجوليت لأن بها حالة حب!! وكل عمليات المخابرات في التاريخ تقوم على أن هناك ضابط مخابرات نبتت في مخه فكرة، ثم بدأ في تنفيذها ثم نجح في تنفيذها. خطوات زرع العميل في أي جهاز مخابرات ثابتة، هذا تكنيك وعلم المخابرات ليس عشوائيا إذا كان الشطرنج علما، فبالتالي عملية زرع العميل علم، فلو قرأت عملية زرع "إيلي كوهين" -الجاسوس الإسرائيلي في سوريا- ستجدها نفس الوضع تماما مثل أدوار الشطرنج كل الناس يعرفون كيف تتحرك كل قطعة لكن هل هناك دوران متماثلان؟؟ لا تستطيع أن تقول إن هذا الدور مثل ذلك لأن الملك اتحرك نفس الحركة ولا تستطيع أن تقول إن هذا الدور يحمل روح الدور السابق بسبب وجود الملك!! قد يكون سبب الأزمة عند الناس أننا نأخذ "رأفت الهجان" كمرجعية لكل مسلسلات المخابرات؟؟ أين؟؟ لا يوجد تشابه.. هل لفكرة العميل؟؟ إن هناك ضابط مخابرات؟؟ في المسلسلين يوجد ضباط مخابرات فلو أخرجنا ضابط المخابرات من هذا ومن ذاك وأخرجنا زرع العميل من الاثنين سنجد أنفسنا لسنا أمام مسلسل مخابرات فلو أردناه مسلسلا اجتماعيا لا يوجد مشكلة أما لو مسلسل مخابرات فلابد من وجود ضابط المخابرات وعميل ولو ذهبنا إلى دموع في عيون وقحة سنجد ضابط المخابرات "صلاح قابيل" والعميل "عادل إمام" فلا يوجد أي مسلسل على مدى التاريخ لا يوجد به ضابط مخابرات وعميل. أنا أكتب لربات البيوت.. وليس للمثقفين فقط! الجزء الأول في المسلسل المرتبط بفكرة زرع البطل في داخل المجتمع اليهودي بالإسكندرية كان مميزا، لكن البعض قال إن هناك خطابية زاعقة بعض الشيء، خاصة مع الإلحاح في ذكر كلمة مصر في معظم المشاهد. أنت تقدم مسلسلا تشاهده سيدات بيوت وشباب ومثقفين وغير مثقفين، حين نعمل سينما لا توجد خطابية أما التليفزيون فأنت لا تقدم المسلسل لطبقة مثقفة ولكن أنت أيضا تخاطب ربة بيت جلست لتشاهد المسلسل بعد انتهائها من الطبيخ.. أنا أقدم عملا لأهل البيت وليس للمثقفين فقط. أما بخصوص تكرار كلمة مصر أكثر من مرة فقد كان مقصودا لأن فترة الستينيات التي يدور فيها المسلسل كانت هكذا، وكنا نعيش طول الليل والنهار في ظل كلمة مصر والقومية العربية والوطن الأكبر وأنا أكتب مسلسلا عن هذه الفترة لابد وأن أتقمص روح الستينيات وألا أكون كاتبا فاشلا فلا يمكن أن أكتب للستينيات بروح التسعينيات أو الألفينات. والذي يرفض تكرار كلمة "مصر" هو ذلك الشباب المتمرد فكلمة مصر الآن ابتذل معناها، لكنها في الستينيات كانت كلمة كبيرة ترج، وكونها قد فقدت معناها فهي كارثة ومصيبة، فكأنك عايش في بيت لكنك لا تشعر بقيمة هذا البيت. أنا اتولدت لأجد كلمة مصر لها معناها وأحزن حين أشعر أننا لا نريد من إكثار الكلام عنها فأنا أحبها جدا وكل غضبي منها خوف عليها.. أنت فقدت رونق الكلمة وهذه هي المشكلة. نحن نزرع عميلا في إسرائيل.. وليس حبة قمح! هناك من قال إن الحلقات الأولى كانت تعاني من مط وتطويل؟؟ بالفعل كان إيقاعها بطيئا وهذا يرجع لسببين.. الأول أن المشاهد كان يتم عمل تطويل لها أزيد من اللازم فالمشاهد المكتوبة في السيناريو كانت قصيرة إلا أنه عند تنفيذها كان يتم عمل مقدمة ونهاية لها مما أثر على إيقاع المسلسل في حلقاته الأولى. هذا يبدو أنه نظام إخراجي مرتبط بالدراما التليفزيونية ولهذا أنا بعد هذه التجربة الدرامية أميل للسينما فأنا أميل أكثر للإيقاع السينمائي السريع وتركيزه. أما السبب الثاني فهو أن أعمال المخابرات عادة تحتاج إلى إيقاع هادئ في البداية لأن هناك تفاصيل كثيرة لابد أن تعرفها قبل الدخول في العملية وإذا فاتتك التفاصيل لن تستوعب بناء الأحداث بعد ذلك، ثم إنها عملية زرع عميل في قلب إسرائيل وليس زرع حبة قمح في أرض زراعية! المسألة ليست سهلة فهي أشبه بحالة سلخ شخص من مجتمع الى مجتمع آخر وكل هذا لابد أن يتم تمهيده للمشاهد ولو أسرعت الخطى في المرحلة الأولى سيتساءل المشاهد لماذا ضحى بمستقبله وخطيبته. هل هذا أول سيناريو تكتبه؟؟ أول سيناريو دراما تليفزيونية.. لكني لدي أربعة أعمال أخرى كتبتها للسينما.. أحدهم "العراف" لـ"عمرو دياب" وهو أيضا عن أعمال المخابرات، وعمل آخر أكشن لم يحدد له اسم بعد لـ"أحمد عز" و"خالد صالح" من المحتمل أن يعرض في الصيف القادم إن شاء الله، وثالث هو "أوراق بطل" عن قصة رجل المستحيل لـ"أحمد عز" أيضا، والرابع مع "مصطفى شعبان" بعنوان "الفارس". أما بخصوص الدراما التليفزيونية فهناك مشروع الآن يجري الإعداد له مع المخرج "أحمد صقر" وهو مخابرات أيضا ولكنه مخابرات حديثة تدور أحداثه في عام 2006 عن الجاسوسية التي تحدث في الوقت الحالي والفكرة جديدة تماما. ولكن كيف يمكن أن يتم ذلك أمنيا؟؟ لا بد أن يعرف الناس أن الجاسوسية لا تزال موجودة ومشكلة الناس أنهم يخلطون بين الوسيلة والهدف فالناس يتصورون أن تطور الوسائل تسبب في إلغاء الجاسوسية وهذا طبعا غير صحيح فتطور الوسائل غير وسائل الجاسوسية مثل أي شيء فالمواصلات تطورت لكن لا تزال موجودة. الوسيلة ممكن أن تتغير لكن الجاسوسية مازالت مطلوبة بغض النظر عن وجود أقمار صناعية وما شابه لكن الذي تطور فعلا هو وسائل نقل المعلومات إنما الحصول على المعلومة لا يزال يتم من خلال البشر، فأنا إذا أردت معرفة الذي يدور في أعماقك بشأن أمر ما فلا أستطيع تصويره بالقمر الصناعي وإنما أنا في حاجة إلى جاسوس بشري وهو ما نوضحه في المسلسل.. إن الجاسوسية كانت وستظل. لم أطالب الشباب بمقاطعة إصدارات المؤسسة.. أنا قانوني! بعيدا عن المسلسل بعد أن قامت المؤسسة العربية الحديثة بنشر الإعلان الذي يؤكدون فيه أن مؤلفاتك ملك لهم هم فقط، كتبت أنت مقالا ساخنا في الدستور ذكرنا بمقال "محمد عباس" "من يبايعني على الموت" أثناء أزمة "وليمة لأعشاب البحر"، فيما يبدو أنك كنت منفعلا جدا، خاصة أنك طالبت الشباب بمقاطعة إصدارات المؤسسة؟ لا لم أطالب الشباب بأن يقاطعوا المؤسسة، هناك فارق كبير فأنا قانوني في كتابتي أنا قلت إني أنا شخصيا سأقاطع.. طبيعي أن أنفعل فأنا علاقتي بهم انتهت وتعاقدت مع جهة أخرى وكل ما فعلوه محاولة لمنعي من التعاقد ومحاولة لإرهاب الجهات الأخرى لمنعي من التعاقد وهو ما استفزني بشدة فأنا لا علاقة بيني وبينك فلماذا تحاربني؟؟ المشكلة أن صاحب المال دائما يرى في نفسه القوة متصورا أن طغيان المال يعطيك القوة والحق ولذلك فهو عمل إعلان مدفوع الأجر حتى يدخل معي حرب فلوس فكان طبيعيا أن أكون منفعلا خاصة في لحظتها. لكن ضمنيا أنت طالبت الشباب بمقاطعة إصدارات المؤسسة؟؟ هل كنت تقصد هذا فعلا؟ الضمنيات يفهمها من يريد لكن أنا لم أقل هذا، وسواء كنت أقصده أو لا أقصده في النهاية حين تكتب حتى مع انفعالك لابد أن تراعي أسسا معينة، وأنا صحفي منذ 21 سنة فلن أخطئ الآن. والمؤسسة رفعت عليّ قضية سب وقذف لكن قانونا السب والقذف غير موجودين فيما كتبت، هناك قواعد وهم أحرار والفكرة الآن أني آخذ منهم أشياء بملايين فيريدون الانتقام مني والآن أصبحت حربا شرسة لكي يمنعوني من التعاقد. أخذوا حقوقي وأنا لم أعد أفهم كيف يدور هذا العالم لمجرد أني أطالب بحقي فقط والقاعدة في مصر أن الأكثر ثراء عليه أن يمنحك الحق وليس لك الحق في أن تطلب حقك!! هو يمنحك ما يشاء وهذا هو الفكر المملوكي. المشكلة كلها حين أرادوا عمل موضوع الإنترنت قلت لهم لا أريد أن أعمله مع المؤسسة ولكن خارجها وهذا حقي. هناك حقوق تؤخذ ولا تعطى، الحق القانوني يؤخذ ولا يعطى والحق الأدبي يعطى ولا يؤخذ، لكن أحيانا المال يعطي الناس إحساسا بالطغيان. أنا معي أموال إذن آخذ كل الحقوق وإذا أعطيتك حقوقا فهذا مجاملة مني فكل ما حدث أني رفضت فقط. وما الموقف الآن؟؟ ومادامت الأمور واضحة لماذا لم تحسم القضية بعد؟؟ وصلنا لقضايا ومحاكم، ولكن أنا يحميني قانون حماية المؤلف، والمشكلة أن هذا هو حال القضاء في مصر، بعض الدول فيها مرحلة ما قبل التقاضي، القانون فيها يفصل ما إذا كانت هذه قضية أم لا، لينتهي الموضوع أما عندنا فلا يوجد هذا النظام ولذلك تجد المحاكم لدينا مكدسة بقضايا نصفها غير قانوني وقد تجد أن المحكمة بعد ذلك ترفض الدعوى لعدم الاختصاص، فالمفترض أن عدم الاختصاص يتم حسمه من أول ثانية وأنا أرفع الدعوى توجد لجنة لتقول إن هذا ليس اختصاص هذه المحكمة وإنما اختصاص محكمة القضاء الإداري على سبيل المثال، ولكن المشكلة في عدم وجود خطوط واضحة فلدينا محاكم كثيرة جدا.. محكمة جنح وجنايات وقضاء إداري وإلخ.. لكن على كل الأحوال مؤسسة النشر الأخرى لديها مستشارون قانونيون وتعرف أن موقفي سليم، وبدأنا التعاون بالفعل وستجد في معرض الكتاب القادم إن شاء الله سلاسل "رجل المستحيل" و"ملف المستقبل" و"كوكتيل 2000". أنا.. والدكتور أحمد خالد توفيق.. بعد تخاصمك القانوني مع المؤسسة كتب "د. أحمد خالد توفيق" مقالا فهمه البعض أنه ضد تصرفك مع المؤسسة وقال الخبثاء إن ثمة خلافات بينكما هل هذا صحيح؟ أنا رددت عليه في الدستور بجملتين وقلت له أنا حين دافعت عن حقي دافعت عن حقك فهذا الحق ليس ملكي وحدي فهو حق كل كاتب ومؤلف. أنا كنت أتمنى ألا يضع "د. أحمد خالد" قلمه في هذا الموضوع لأنه في النهاية يدافع عن ظلم.. يدافع عن حق الناشر في أن ينتهك حقوق المؤلف وهذا ليس لصالحه وهناك حديث شريف يقول "من أعان ظالما سلطه الله عليه" وأنا لم أفعل شيئا سوى أني طالبت بحقي وإذا كان يرى أنه يعارض هذا الموقف فهو حر. لكن البعض يرى أن العلاقة كانت متوترة حتى من قبل؟؟ لا مطلقا وهو وجد معركة فاختار أحد الجانبين وطبعا اختار الجانب المربح له، ولذلك أنا لم "أزعل منه" لأني أحسست أنه نوع من الانحياز القهري إلى حد ما وإذا كان هذا رأيه فهو حر. وهو يعلم جيدا طريقة تفكيري من زمان حتى حين كان يكتب قصة ينتقد فيها أعمالي كنت أقرؤها مثل الآخرين مطبوعة وأرفض قراءاتها قبل ذلك، فأنا رجل ليبرالي جدا وطول عمري أرى أن الحرية أمر لا جدال فيه وهي حق كل إنسان وأنا أقف بجوار آخرين في قضايا "مش بتاعتي" لمجرد أنهم أصحاب حق.. باقف وباحارب عشانهم والقضية التي أحارب من أجلها هي قضيتي لأول مرة. وأنا أغضب جدا حين أرى إنسانا له حق ويتركه لأني أحس أنه لو كل شخص اتمسك بحقه، الدنيا هتتعدل رغم أنف الكبار لكن المشكلة أننا نخاف جدا وليس لدينا إيمان بأن الرازق في النهاية هو الله -سبحانه وتعالى- وأنه يمنح صاحب الحق حقه. طلب مني كثيرون أن أرد على ما كتبه "د. أحمد خالد" لكني أشفقت على المهنة من وجود اثنين فيها "يتخانقوا" فأنا حين أختلف مع ناشر فهذا شيء طبيعي والأديب العالمي "نجيب محفوظ" نفسه يمر بنفس أزمتي بالضبط وهذا الخلاف وارد ولذا وُجد القانون لحماية حقوق الكتابة لأن الناشر بقوة ماله يعتقد أنه يأخذ الحقوق لكني لن أدخل في مناظرة مع كاتب، أنا قررت أنه أي خلاف شخصي مع أي كاتب لن أدخل فيه لأني أشعر أنه إهانة للمهنة في حد ذاتها وقد يكون غرورا مني لكني أعتبر مهنة الكاتب من أسمى المهن في أي دولة لأنه مفكر يضع آراء كثيرة ويتأثر بها جيل بأكمله فلا يصح أن يختلف اثنان من الكتاب إلا بشكل محترم وحول مبدأ وهذا من سمات الكاتب المحترم، المبدأ ممكن أما الرأي فلا، فنحن لسنا آلهة ووارد أن نكون على خطأ. والمؤسسة لها أفضال علي ولكن أنا حسبتها بدقة فاكتشفت أني أقهر للتنازل عن حقوقي وأنا لا أقبل مبدأ القهر وطالما وصلنا للقهر فكل ما أفعله دفاعا عن النفس، فأنا أدافع عن حقي وهم يصرون أنه ليس حقي ويصرون على الحصول على هذا الحق وهو ما سيحسمه القانون حتما. ذات مرة سألتني إحدى الصحف ماذا لو خسرت هذه القضية، قلت لها لا يهمني المكسب أو الخسارة فيكفيني أن أقاتل فأنا أرى أن هذا حقي لذا لابد أن أقاتل في سبيله وهناك ألف وسيلة للمكسب أو الخسارة ووسائل اللعب غير الشريف كثيرة، لكن إذا خسرت هذا الحق في النهاية أكون قاتلت في سبيله ويكون ربنا سبحانه وتعالى يشاء هذا ويكفي أن كل القوانين في العالم تحميني وإذا خسرت هذه القضية سأعتبر أن كل مصر خسرت ليس لأن أنا "نبيل فاروق" ولكن لأن ذلك يعني أن الحق الواضح المؤيد بقوانين واضحة لم يعد له وجود فما بالك بالحقوق الضمنية؟! وكمحاولة منا لتوضيح كل وجهات النظرسألنا د. أحمد خالد توفيق عن رأيه فقال: "إن كان د. نبيل يهاجمني فربنا يسامحه.. للأسف لا وقت عندي للتعليق على هذه الأمور لأني مشغول بالكتابة في مواضيع أخرى غير نفسي وصراعاتي الشخصية". انتظروا تطويرات في رجل المستحيل وملف المستقبل بعيدا عن الخلاف مع المؤسسة هناك من يرى أن سلسلة رجل المستحيل تعاني في أعدادها الأخيرة من إعادة تدوير الفكرة والمواقف والتفاصيل خاصة في الأعداد الأخيرة.. لا يوجد إعادة تدوير الأفكار.. أنا أعاني من شيء غريب.. أنه إذا عملت روايتين عن السفر عبر الزمن يقولون بأنه تشابه أفكار.. هناك فارق بين التيمة وبين معالجة القصة.. المشكلة أننا نخلط بين الاثنين.. أنا كتبت قصة في ملف المستقبل اسمها الاحتلال سنة 1989 بعدها بخمس سنوات عام 1994 ظهر فيلم يوم الاستقلال وفوجئت بأن أحد الصحفيين كتب بأنني سارق قصة هذا الفيلم! اندهشت جدا.. لماذا لا توجد لدينا ثقة بنفسنا.. هل أي عمل جيد لابد أن يكون مسروقا.. لو كنت تتكلم عن نفسك فهذا أمر طبيعي لأنك كبرت.. هذا لا يعني أن القصص التي أكتبها موجهة لفئة عمرية معينة، لكن منظورك للأمور مختلف.. مع تطور عقليتك لابد أن يتطور تفكيرك واستيعابك للأمور.. وهذا شيء طبيعي ومنطقي.. حتما سيحدث تغيير عندما تكبر خاصة أن إيقاع التغيير في هذا العصر سريع جدا.. فوارد جدا أنه في مرحلة من المراحل أن تمل هذه النوعية من الروايات.. أنا نفسي حين أكتب الآن أكتب بروح مختلفة.. تخطيطي للمرحلة القادمة بأني سأقدم سلسلتي رجل المستحيل وملف المستقبل بشكل مختلف فأنا أحرص أن أحدث تغييرا فيما أكتب كل فترة.. أغير نمط ما أكتب. دخلت الحزب الوطني.. مجاملة! ربما لا يعرف كثيرون أنك كنت عضوا في الحزب الوطني لفترة، ثم الآن أصبحت تكتب في اثنتين من أكثر الصحف المعارضة "الدستور"، و"التجمع" كيف حدث هذا التحول؟! كانت هذه مرحلة غريبة من حياتي، فصديق عمري "حسام عوض" أصبح أمين شباب الحزب، ذات يوم اتصل بي وطلب مني -باعتباري أشهر كاتب للشباب- أن أنضم إلى أمانة الشباب بالحزب لأنه يريد أن يكون حوله ناس يثق بهم، فوجئت بعدها بأسبوعين بأنهم أرسلوا لي "كارنيه" الحزب دون أن أقدم أي أوراق، وأتحدى الحزب الوطني أن يكون لديهم ورقة واحدة عليها إمضائي، بعدها بفترة أصبحت عضوا في الأمانة العامة للحزب الوطني، بالرغم من أني "مش بتاع سياسة خالص"، وكانت الاجتماعات التي أحضرها غاية في الملل وكنت تقريبا لا أمارس نشاطا سوى أني مستشار لـ"حسام عوض" إلى أن توفي هو في حادث سيارة، فذهبت بعد وفاته إلى اجتماعات الأمانة فوجدت الصورة التي أهاجمها طوال عمري.. وهي أنه بوفاة الرمز أو الرئيس يبدأ الكل في التعامل بشكل عدواني مع كل من كان يرتبط بعلاقة مسبقة بهذا الشخص، من أول يوم وجدتهم يتعاملون معي بحذر متحفز باعتباري من رجال الرمز السابق ولأني لا أعرف أن أتكلم بالمصطلحات الضخمة التي يتكلمون بها وليس لي أي طموح سياسي مطلقا وأكره الروتين الذي يفرضه أي ارتباط سياسي فأنا أحب أن أكون حرا طليقا ولا أحب التعامل مع عقول جامدة أو متحجرة، فتوقفت عن حضور هذه الاجتماعات، إلى أن أبلغني أحدهم بأني لم أسدد الاشتراكات منذ فترة فشطب اسمي من الحزب، ورغم هذا فإني أعتبر هذه الفترة ثرية جدا لأني أحب أن أستفيد من أي تجربة أدخل فيها وهي فترة جعلتني أشعر بأن هذا الكيان ليس سوى فقاعة.. وعموما هذا سيكون نواة لرواية سياسية سأكتبها مسلسلة قريبا في "الدستور". المرحلة القادمة في مصر.. مضطربة جدا.. رغم أنك قلت إنه "ليس لك في السياسة" يهمنا برضه أن نعرف رأيك في التطورات السياسية التي تحدث في مصر الآن؟! "إننا نمر بمرحلة مزعجة وفيها الحساسيات أكثر من اللازم، وهناك محاولة لقهر الفكر من منطلق الحرية، فالإخوان المسلمون مثلا يرفعون شعار "الإسلام هو الحل" فيظهر من يطالب بتشريع قانون يجرم استخدام الدين في السياسة، وهذا غريب إذا لم تكن قادرا على مواجهة شعار فلا تشرع له قانونا.. المفروض أن تتصدى له بالفكر، وبالرغم من أني لا أنتمي للتيار الإسلامي، بل إنهم لا يعبرون عن فكري تماما، إلا أني أرى أن شعار "الإسلام هو الحل" ليس شعارا مطاطا، بل إنه شعار شديد الوضوح بدرجة مقلقلة للبعض، فهو يكون شعارا مطاطيا فقط إذا لم أكن أعلم ما هو الإسلام، المشكلة أننا كعادتنا متطرفون؛ هناك ناس متطرفون دينيا فلابد أن نتطرف ضد الدين وكلا التطرفين سيئ جدا، وعندنا أمثلة كثيرة في ديننا على الوسطية فعندما جاء قوم إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وقالوا له "سنصوم الدهر ولا نفطر ونقوم الليل ولا ننام ولا نقرب النساء" فقال لهم "أنا أصوم وأفطر وأقوم وأنام وآتي النساء ومن رغب عن سنتي فليس مني"، الأمر أشبه بأن يكون هناك مضاد حيوي ومن المفترض أن تأخذ الجرعة كل ست ساعات.. خطأ أن تأخذ الجرعة كل ساعتين وخطأ أيضا أن تأخذها كل 10 ساعات. المرحلة القادمة مرحلة مضطربة جدا وهناك محاولة مستميتة من القائمين على الحكم في الاستمرار في الحكم، وما تعلمناه في التاريخ أن هناك دائما محاولات مستميتة للحفاظ على المكتسبات وهناك دائما خسارة للمكتسبات، طال الزمن أو قصر.. لا يوجد حكم في التاريخ استمر إلى الأبد، حتما سيحدث تغيير فهي مسألة وقت.. ودائما هناك حجة أسقطت الاتحاد السوفيتي يوما ما وستسقط أي حكم يتشبث بها.. وهي الأمن.. حماية الناس هي الحجة الشهيرة لكل نظام للسيطرة على الناس وقهرهم، حتى أمريكا فعلت هذا بعد 11 سبتمبر إذ أشاعت الخوف في وسط شعبها حتى تمرر إجراءات أمنية استثنائية. حتى ما حدث في الإسكندرية لا يزيد عن كونه خطأ أمنيا كبيرا.. فالأمن لديه حساسية مفرطة تجاه الدين.. هناك مصطلح ابتكرته أنا ذات يوم وهو "الأمن العقائدي" وهو يعني أن الأمن يريد أن تسير العقيدة كيفما يحلو له ليس مثلما هي أو مثلما يحلو للناس وبالتالي فإنه يتخذ إجراءات عدائية.. ولذا أقول كلمة وأريد أن أسجلها عندكم للتاريخ في "بص وطل" إنه إذا ما حدثت هوجة في مصر أو انقلاب يوما ما ستكون شرارته الأولى من الأمن.. لأن الأمن يتصرف مع كل موقف بمنتهى السخافة واللامنطقية.. في الإسكندرية خافوا من تجمع الناس في الجامع فمنعوهم من الصلاة فيه فاشتعلت الأمور أكثر وأكثر.. التدخل حماقة مستمدة من كونهم الأقوى". اندهشنا كثيرا من كون د. نبيل فاروق يقول بأنه ليس له في السياسة بينما آراؤه السياسية بهذه القوة والجرأة.. فقررنا أن نغلق الكاسيت.. وأن نتكلم معه في حوار آخر امتد لنصف ساعة قال فيها آراء أكثر سخونة.. ماذا قال؟؟.. مش هنقولكم طبعا.. هو العمر بعزقة؟!
__________________
<div align="center">ودود يا ودود ، ياذا العرش المجيد، يا مبدئ يا معيد ، يا فعالا لما يريد ، أسألك بنور وجهك الذي ملأ أركان عرشك ، وأسألك بقدرتك التي قدرت بها على جميع خلقك ، وأسألك برحمتك التي وسعت كل شيء ، لا إله إلا أنت ، يا مغيث أغثنى...</div> |
#2
|
|||
|
|||
![]()
شكرا يا بشمهندس حوار شيق وع فكرة نبيل فاروق جامد قوي في السياسة وليه مقالات جامدة وقصصه كلها بتبين حاجات كتيرة
|
#3
|
|||
|
|||
![]()
الضيف الثانى
مصطفى بكرى رئيس تحرير جريدة الأسبوع... ------------------------------------------------------------------------------------ مهما اتفقت معه أو اختلفت، سواء أعجبك فكره السياسي أو لم يرق لك، فمن الصعب أن تختلف حول كونه موهبة صحفية ذات طعم خاص، موهبة معجونة برجولة أهالي الصعيد وطين مصر الأسود الأصيل. يملك نبرة صوت ممزوجة بيقين وبصدق قادرين على جعلك تستمع إليه مستمتعا قبل أن تفكر فيما يقول، تبدو صورة "جمال عبد الناصر" حاضرة دوما في ذهنه بكل ما تحمله من عزم وإصرار وكاريزما نجح في تحقيق الكثير منها دون شك. في مقر جريدة الأسبوع التي يترأس مجلس إدارتها وتحريرها كان اللقاء "الساخن" معه، ونضع الساخن بين أقواس لأن الحوار لم يكن يسير في خط واحد بل حفل بشد وجذب، اختلاف في الرؤية والأفكار، ضحكات وتكشيريات، علامات دهشة وتصديق وعدم اقتناع، ونزعم بأن هذا كان سر استمتاعنا بهذا الحوار الذي لم يكن ليخرج بهذا الصخب والمذاق المختلف لو لم يكن هو بشخصيته الفريدة والجذابة ضيفا فيه.. "مصطفى بكري". من رفع صورة "عبد الناصر"؟! بعد أن شربنا رشفة "يعني شوية قليلين لزوم الإتيكيت!" من كوب الليمون المثلج اللذيذ، وبعد أن تأكدنا من أن البطاريات تمام التمام في الكاسيت.. ضغطة صغيرة على زر التسجيل.. كليك.. و.. كنت أواظب دائما على الاستماع إلى إذاعة صوت العرب منذ أن كنت صغيرا وبدأت منذ أن كنت في المدرسة الابتدائية بقنا في عمل مجلة حائط ولم أكتفِ بهذا بل شاركت في الإذاعة المدرسية وكنت أقول فيها ما يشبه المقال الصحفي، في المرحلة الإعدادية عملت مجلة مطبوعة "على ما قُسم كده"، ثم تطور الأمر في المرحلة الثانوية عندما بدأت في مراسلة جريدة الطلبة والتي كانت تصدر عن دار التعاون وكنت أراسل أيضا جريدة أخبار اليوم في باب "عزيرتي أخبار اليوم"، وفي الأخيرة بالذات بدأت شهرتي.. وقتها كان "مصطفى بكري" يدرس في الصف الثاني الثانوي وكتب مقالا بعنوان "من الذي رفع صورة "جمال عبد الناصر" من السد العالي؟" يحكي لنا ذكرى هذا اليوم: يومها الناس اتخضت ولكني شعرت بأن هذا هو النهج الطبيعي أن أنتقد وأن أقول رأيي بصراحة، بعد ذلك دخلت كلية التربية جامعة أسيوط فرع قنا ثم حصلت بعد التخرج على دبلوم في الدراسات السياسية والقانونية من جامعة الزقازيق.. فمنذ البداية وأنا عايز أبقى صحفي، عايز أعبر عن رأيي، شايف إن عندنا هموم حتى في محيطي البسيط لابد أن أطرحها من خلال الصحافة." لا تكفي الأمنيات وحدها لتحقيق الأحلام، هذا ما نعرفه ونحفظه ونردده في حصص التعبير والقراءة، لابد من الاجتهاد وأن تجد يدا قوية حانية تساعدك على الوصول لما تريد.. وبعد أن اجتهد "مصطفى بكري" وجد هذه الأيدي.. "الأستاذ "محمد سيد أحمد" رحمه الله هو أول من أخذ بيدي في قسم الشئون الخارجية بجريدة "الأهالي" لكن التجربة العملية بدأت عندما التحقت بمجلة المصور عام 1982 إلى أن قدمت إجازة بدون مرتب وأسست جريدة "مصر اليوم" عام 1989، وقبل هذا يظل الفضل الأول للأستاذ "محمد حسنين هيكل" فقد كان عالمي وحلمي، ومن خلاله أحببت الصحافة وكنت لابد وأن أقرأ مقاله وأنا في الابتدائي سواء فهمت أو لم أفهم.. رغم هذا فلم أقابله إلا عام 1985 ثم أجريت معه في العام التالي حوارا أثار ضجة شديدة لأن المانشيت الرئيسي له كان "لا أعرف من الذي يحكم مصر الآن" ونشر في مجلة "كل العرب" التي كانت تصدر من باريس وأعادت نشره فيما بعد جريدة "الشعب"". لا تحتاج لأن تكون باحثا في الصحافة حتى تتأكد من أن "مصطفى بكري" ظاهرة صحفية نادرة وناجحة بحق، فالرجل -على المستوى المهني- حقق أكثر من إنجاز، ففي عام 1989 صعد لأول مرة إلى منصب رئيس التحرير من خلال جريدة "مصر اليوم" التي كانت تصدر بتصريح من حزب الأمة "أيوه بتاع الحاج أحمد الصباحي!"، وحققت الجريدة نجاحا ملحوظا فتم إغلاقها، فتولى رئاسة تحرير جريدة "مصر الفتاة" التي كانت تصدر من حزب يحمل نفس الاسم "موقوف ومجمد من العمل السياسي اليوم" وهو الحزب الذي كان يحمل أفكار وتوجهات مضادة لثورة 23 يوليو، فقام "بكري" بتحويل بوصلته 180 درجة وأصبحت" مصر الفتاة" أهم جريدة ناصرية قومية تصدر في هذا الوقت الملتهب الذي حدث فيه الغزو العراقي للكويت وحرب الخليج الثانية، وتميزت "مصر الفتاة" بصوت ثوري عالي الصدى جعلها توزع أكثر من 100 ألف نسخة وذلك قبل أن يدخل "مصطفى بكري" في معركة مع "سمير رجب" رئيس مجلس إدارة جريدة الجمهورية والرجل القوي في النظام آنذاك، فتم إغلاق الجريدة.. هل يئس الصعيدي الصلب بداخل "مصطفى بكري"؟ "كانت الأحرار تصدر أسبوعية عندما توليت رئاسة تحريرها وقررنا تحويلها إلى يومية وكان السؤال الصعب كيف تصدر جريدة يومية في 15 يوما دون أية إمكانيات أو وكالات أنباء؟ إلا أننا نجحنا الحمد لله في تجاوز الاختبار وحققنا توزيعا جيدا جدا، حتى كانت تجربة الأسبوع والتي أعتبرها هي الأكثر نضوجا فهي تضم كل أطياف العمل السياسي، وفيها أداء مهني أكثر من أن تصرخ فقط.. أيضا حققنا فيها توزيعا يجعلني أقول بملء الفم: نحن رقم 2 بعد الأهرام.. وأن أؤكد أن الفارق بين الأسبوع وبين أعلى الصحف المستقلة الأخرى توزيعا حوالي 130 ألف نسخة." أنا مش نجم سينمائي! كنا لا نزال في مرحلة التسخين في الحوار، وقد أرجأنا الأسئلة الشائكة حتى نضمن شرب عصير الليمون على الأقل!.. ورغم رغبتنا الشريرة في البدء في استفزاز الضيف بقيت له تجربة مهمة ينبغي أن نتوقف عندها.. الزميلة "فريدة الشوباشي" هي التي رشحتني لأن أكون مراسل إذاعة مونت كارلو وشجعني د."ممدوح البلتاجي" على هذا وكان هو رئيس الهيئة العامة للاستعلامات والمعني بالموافقة على المراسلين، وقضيت هناك في "مونت كارلو" للتدريب حوالي 10 أيام.. ثم عدت وعملت مراسلا لها أثناء وبعد حرب الخليج الثانية "1991" حتى جاءني مسيو "جاك تيكيه" مسئول الإذاعة وقال لي إن الخليجيين والحكومة المصرية أيضا يعترضون على نهجي في الإذاعة الذي كان يتسبب في خروج مظاهرات وكان الاختيار بين أن أغير أسلوبي أو أرحل.. فاخترت الثانية بالطبع لأن هذا هو نهجي وطريقتي التي لا أستطيع الكلام دونها".. بدون اتفاق مسبق انتهينا معا من شرب آخر رشفة "يعني آخر شوية قليلين!" من عصير الليمون.. وبدأنا في طرح الأسئلة الساخنة.. استعنا ع الشقا بالله.. كثيرون يعيبون عليك بأنك أكثر المعلقين السياسيين انتشارا في الفضائيات والتلفزيون المصري حتى... ألا ترى أن الانتشار وبخاصة للصحفيين فقط –دعنا من الفنانين لأنهم يقدمون في كل طلة الجديد ولو حتى في الشكل واللبس-.. بقدر ما يحقق شهرة قد يسبب أيضا احتراقا وشعورا بالتكرار والملل؟ يتنهد قبل أن يجيب: "أعتقد أنه لما يكون لك موقف سياسي، ولما يكون لديك القدرة على التحليل فتكون مفيدا ولست مضرا، مفيش برنامج شاركت فيه وحصل فيه مداخلات من المشاهدين ووجدت هناك من يقول بأنه أصيب بالملل مني.. رقم 2 أنا شبه محروم حاليا من قناة الجزيرة.. يبدو أن هناك قرارا بمنعي من الظهور فيها وبالفعل منذ 9 أشهر لم أظهر فيها مطلقا.. أعتقد أن صاحب القرار هو "وضاح خنفر" رئيس قناة الجزيرة نفسه.. وهو ما يضع علامات استفهام عن قناة تتحدث عن الحرية وفي نفس الوقت تحرم واحدا من أهم من كانوا يعلقون فيها.. فربما تكون شهرتي الواسعة أنا و"عبد الباري عطوان" رئيس تحرير "القدس العربي" قد اكتسبناها من الجزيرة.. والأصل عندي إني مش نجم سينمائي، أنا أدافع عن قضية أو موقف معين.. مثلا أثرت قضية بيع أسهم بنك الإسكندرية في البنك المصري الأمريكي فكان الطبيعي أن ألبي أي دعوة في التلفيزيون المصري أو في الفضائيات حتى أكمل ما فجرته". تنسيق؟!.. دي حكومة "......."! طلعت أوت دي!.. لكن لا يأس مع الحياة.. قلنا لكم الحوار ساخن يعني لازم يكون ساخن.. البعض يرى بأنك تدخل أحيانا في معارك مع الشخصيات التي احترقت سياسيا، أو بالأحرى تلك التي لم يعد لها سلطة أو عنفوان مثلما فعلت في حملتك الصحفية على د."يوسف والي" وزير الزراعة بعد خروجه من الوزارة مباشرة، وأيضا مثلما فعلت مع "إبراهيم نافع" رئيس مجلس إدارة الأهرام بعد أن خرج من منصبه.. لدرجة أن هناك من يعتقد بأنك تتحرك في هذه القضايا بتوجيه حكومي أو على الأقل بسبب ضوء أخضر من السلطة؟ يضحك "مصطفى بكري" قبل أن يجيب: "دي حكومة "....." ليس لديها إستراتيجية ولا تستطيع أن تنسق مع أحد.. "يوسف والي" واجهته وهو في قمة مجده.. منذ 8 سنين.. وحاول المستحيل من أجل أن يجلس معي عبر مسئولين كبار مثل "صفوت الشريف".. ورفضت.. وبعد ما سقط لابد من المطالبة بمحاكمته.. مافيش عندي عفا الله عما سلف.. "سمير رجب" أواجهه من سنة 1990 وهو في كامل عنفوانه.. "إبراهيم نافع" لم تكن بيني وبينه أي خلافات فيما يتعلق بالمال العام لكن كانت هناك خلافات سياسية بالطبع، مثلما حدث يوم حرب العراق وخرجت على "الجزيرة" وهاجمته وهاجمت أسلوب الأهرام في التعامل مع الغزو.. لكن بعد ما خرج "إبراهيم نافع" جاءني أشخاص وقدموا لي مستندات وقالوا لي بإنهم لم يستطيعوا أن يخرجوها أيام وجوده في منصبه.. هتنشرها ولا هتقول ده صاحبك؟ قلت لهم سأقرؤها وضميري هو الذي سيحكم.. لو صح سأنشرها ولو كانت ضد أخويا.. وقد كان.. وهتشوفوا في الأيام القادمة ماذا سيحدث وهل القضية وراءها هدف معين أم لا.. وبعدين السؤال هنا هل الحكومة عايزة تزق فلان على علان؟.. الحكومة مش محتاجة إنها تزق واحد على التاني.. لو عاوزة تسحق شخص ممكن تعمل هي ده ببساطة". أكره دراويش "عبد الناصر"! يا مسهل يا رب!.. اللي بعده.. نسأل.. أنت محسوب على التيار الناصري.. وهو التيار الذي يتهمه الكثيرون بأن شعاره "انصر "عبد الناصر" ظالما أو مظلوما"، هناك من يرى أن هذا التيار يتاجر بـ"عبد الناصر" ويضع عليه صورة ملائكية فتجعله لا يخطئ ولا يظلم.. أنا ضد أن توصف أي تجربة إنسانية بأنها سليمة مائة بالمائة فالأكيد أن هناك سلبيات.. لكننا لو تكلمنا عن المشروع الناصري بكل تفاصيله فسنجد أنه صب في مصلحة الفقراء والتحرر الوطني والضمان الاجتماعي وقيادة الأمة العربية ورد الاعتبار لمركز مصر الإقليمي، لكن الأكيد أن هناك تجاوزت حدثت.. الاعتقال السياسي تعذيب المواطنين وما إلي ذلك.. وأعتقد بأن مسألة الدروشة في التجربة الناصرية تسيء إليها أكثر مما تفيدها.. وفي تقديري أن هناك الكثير من الرموز الناصرية ليس لها امتدادات شعبية حقيقية وأظن أن البعض منهم -دون ذكر أسماء- غير صادق ما بين الشعار والتطبيق على أرض الواقع.. هناك شخصيات لو تعاملت معهم باكره الناصرية.. لا يوجد توريث للحكم في مصر.. والأيام بيننا! وكمان دخل شمال في الحزب الناصري.. احنا جايين نهدي النفوس بس مش أكتر!!.. يا فتاح يا عليم يا رزاق يا كريم.. السؤال اللي بعده.. رغم أن جريدة الأسبوع واحدة من أكثر الصحف الإسبوعية انتشارا وهو ما يحسب لكم بطبيعة الحال، إلا أنها في معارضتها تقف دائما قبل السقف بأكثر من متر.. فهي لا توجه أي انتقاد للرئيس -رغم أن هذا حق يكفله الدستور- ولا تلقي أي مسئولية على رأس النظام السياسي.. وإنما تقف دوما في انتقادها عند شخص رئيس الوزراء فحسب.. هل الأسبوع و"مصطفى بكري" يلعبان في منطقة "المعارضة في المضمون"؟ يرد بثقة: "احنا بنتكلم عن النظام وعن السياسات والرئيس هو المسئول عنها بصفة أساسية لكن أنا ضد نهج الشتائم فنصف الرئيس بأنه كذا أو كذا، وعندما أتكلم عن تراجع دور مصر الأقليمي، وأنه لا توجد قيادة لمصر الآن في المنطقة، وعندما أتكلم عن الفساد.. فمن المسئول عن كل هذا؟ المسئول هو المؤسسة كلها.. ومافيش حد كتب مقال في هذا الاتجاه في الأسبوع ورفضته على الإطلاق.. أنا مع انتقاد الشخوص والنظام والسياسات، لكني أرفض أن أوجه أسلوبا شتائميا كما نراه أحيانا على الفاضي والمليان" لنشاكس أكثر.. نسأله عن الحوار الذي نشرته الأسبوع منذ فترة مع الأستاذ "محمد حسنين هيكل" والذي أقر فيه بأنه لن يوجد توريث للحكم في مصر فيلقي لنا "مصطفى بكري" بمزيد من البنزين على النار.. ..وأنا متفق مع وجهه نظر "هيكل".. وأؤكد لكم أنه لن يكون هناك توريث للحكم في مصر.. والأيام بيننا.. نشاغبه ونقول: طيب اثبت لنا! يرد متحمسا: الرئيس معترض بالأساس على الفكرة، وليس لـ"جمال مبارك" النية في أن يكون مرشحا لرئاسة الجمهورية. نعاود المشاغبة: لكن "جمال مبارك" يخوض بقوة في الحياة السياسية في مصر. يبدو متمسكا برأيه وهو يقول: حدوده ستصل إلى حدود العمل الحزبي وليس أكثر من ذلك.. ويوم أن يأتي مبدأ التوريث كلنا سنكون ضده.. وأنا أولهم. حلو كده الحوار سخن على الآخر.. محتاجين أكتر؟ احنا كمان لم نسكت: أنت معترض على التوريث كمبدأ ولاّ على شخص "جمال مبارك"؟ يجيب بانفعال شديد ملوحا بكلتا يديه: إذا كانت هناك انتخابات حرة.. حرة بمعنى فيها "مصطفى بكري" و"محمد" و"أميرة" وفيها أي حد تاني، وتوفرت فيها معايير موضوعية ونجح "جمال مبارك".. أهلا وسهلا.. لكن لو فيه خلل و"جمال مبارك" نجح لأنه ابن رئيس الجمهورية.. فهذا الأمر سيكون زيفا وبهتانا.. احنا معترضين على المادة 76 بالأساس ولو جرت الانتخابات في ظل هذه المادة وجاء "جمال مبارك" ستكون هذه المادة مفصلة له.. وبعدين شوفوا أنا لدي تصريحات معلنة.. الرئيس "مبارك" قال "مافيش توريث".."جمال مبارك" قال "لا نية لدي للحكم"..ليس أمامنا الآن إلا أن نصدق هذا التصريح.. إذا حدث غير ذلك ستجدونني أنا وغيري أول من يقف ضد هذا. سخن الحوار بزيادة فقلنا لنلطف الجو قليلا.. هل يمكن أن ترشح نفسك في الانتخابات الرئاسية القادمة؟! يبتسم ثم يقول: لكل حادث حديث.. إذا كانت الانتخابات حرة وهناك إمكانية وشعرت أن هناك قبولا من الشارع فاحتمال وارد أن أرشح نفسي فعلا.. لكني غير مستعد أن أشارك في حاجة وأكون فيها مجرد ديكور. أتمنى أن أقابل "صدام" رمز المقاومة.. حتى أشكره! كان من المستحيل أن نجلس مع "مصطفى بكري" في ظل هذا الحوار المولع نار دون أن نشاكسه عن "صدام حسين".. فسألناه عن سر دفاعه عن الرئيس العراقي المخلوع بكل هذه القوة والإصرار والترويج له على أنه حامي العروبة والبطل الذي لا يسقط رغم أن سجله حافل بالممارسات الدموية ضد شعبه والشعوب الآخرى مثلما حدث في الكويت، إجابة ضيفنا في الصالون جاءت لترفع درجة حرارة الحوار وسخونته فيما بعد الخط الأحمر.. أرجوك أن تسأل أي عراقي الآن عن الفارق بين عراق الأمس واليوم.. إذا أظهر سعادة وقال لك إنه اليوم يتمتع بديمقراطية حقيقية واستقرار حقيقي ووحدة للشعب العراقي.. ساعتها سأهاجم "صدام".. في رد فعل سريع وتلقائي نسأله: "يعني الخيار المتاح أمامنا.. إما ديكتاتور أو احتلال مافيش حل ثالث؟!" يرد في يقين: "ليست هذه هي القضية وإنما القضية أن الشعب العراقي وحده هو صاحب قرار إسقاط النظام مثل أي شعب في الدنيا.. لكن لا يمكن بأي حال من الأحوال إقرار مبدأ استدعاء قوة من الخارج حتى تغير ما بالداخل.. لأن التغيير بهذه الطريقة سيكون لمصلحة الخارج بكل تأكيد وليس لمصلحة الداخل، في عهد "صدام حسين" لم أكتب كلمة واحدة دفاعا عنه ولكن يوم أن قاوم ورفض أن يستسلم للأمريكان واستمر في العراق ولم يخرج أبناءه من العراق رغم أنه كان يعلم أن هناك غزوا شعرت أنه يستحق التقدير والاحترام".. "تقدير واحترام ازاي بس وهو السبب في كل ما نحن فيه الآن؟!" "شوف.. هذا الرجل لم أقابله في حياتي سوى مرة واحدة عام 1989 عندما كنت في وفد مصري سافر للعراق بعد الحرب الإيرانية وسلمت عليه في لقاء عام.. لكني الآن أتمنى وأشرف بأن أصافح "صدام حسين" رمز المقاومة". "مقاومة أي مقاومة؟! اللي بتقتل مدنيين وتفجر المساجد".. هذا نحن نسأل في اندهاش كما هو واضح.. والإجابة كانت ضحكة ثم.. "مدنيين مين ياجماعة.. دي مؤامرة أمريكية بيعملها فيلق بدر.. المقاومة الحقيقية هي التي يشتكي منها "جورج بوش" وهي التي تنفذ عمليات المقاومة النوعية ضد القوات الأمريكية".. نعاود ونشاغب ونسأل في استغراب: "هي المقاومة "صدام"؟" يأخذ نفسا طويلا قبل أن يجيب: "صدام أسس المقاومة في العراق.. المقاومة التي تسقط الطائرات الأمريكية هي الجيش العراقي وقيادات حزب البعث.. هي الميليشيات التي أسسها "صدام حسين" قبل الغزو.. "سكوت ريترز" رئيس لجنة التحقيق في البحث عن أسلحة دمار شامل في العراق كتب مقالا سنة 1998 في "نيويورك تايمز" قال فيه: "كلما ذهبنا لأحد المعسكرات نفاجأ بعدد من الجنود والضباط يجلسون القرفصاء على الأرض يقومون بتصنيع أسلحة ومتفجرات بدائية.. تساءلنا ما السبب الذي يجعل العراقيين يقومون بمثل هذه الأشياء وقد وصل العراق إلى مرحلة متقدمة من التصنيع التكنولوجي".. الآن نحن نعرف السبب.. لقد كان يجري الإعداد لهذا اليوم الذي تراه أنت الآن." نرخم أكثر ونسأل: تبقى الأزمة قائمة كيف ندافع عن "صدام" بكل تاريخه الدموي؟! يجيب: ماذا تريد مني؟ أن أؤيد أن يمسك به الأمريكان وأن يضعوه في قفص وأن يحاكموه؟ هذا ردنا.. والله طالما أخطأ يمسكه أمريكي يمسكه عراقي مش مشكلة! وهذا رد "مصطفى بكري".. "جاءت الحكومات البديلة وهي عميلة خائنة وتبيع العراق في سوق النخاسة.. في زمن "صدام حسين" كان يخرج 6 مليون واحد بالسلاح في الشوارع ولم تخرج منهم طلقة واحدة.. ما هو مفهومك للديكتاتورية والديمقراطية.. هل ما تراه الآن في مصر ديمقراطية؟.. أن تصرخ.. الديمقراطية لا تعني فقط أن الناس تطلق ضوضاء وتتحدث ولكن أن توفر لقمة العيش وأن تسمح للناس بحياة كريمة وأن تضمن الأمن القومي للبلاد وأن تحمي وطنك". نرد بحسم: "لم يحمِ وطنه والدليل أن البلد محتل الآن.." يجيب بحسم مماثل: "هذه هي وجهة نظرك.. لكنه حمى وطنه في مواجهة إيران التي ستعصف الآن بالخليج، المخطط معروف وتفاصيله معروفة.. وما يجري في العراق لعبة إيرانية كما هو لعبة أمريكية.. "صدام" حمى المنطقة كلها من الغزو الإيراني الفارسي الذي كان يتعمد تصدير الثورة للجميع.. هناك بلاد لو أطلق عليها دانة مدفع لسقطت.. أن يصمد العراق 21 يوما أمام هذه الهجمات وبسلاح جوي عراقي لا يستطيع حتى أن يصعد للسماء.. فهذا أمر طبيعي.. عندما دخلت القوات الأمريكية العراق بدأت المقاومة الحقيقية وهذا هو التكتيك الناجح وهذه هي الصفحة الثانية من المعركة". سعد الدين إبراهيم = أحمد الجلبي! تركنا "صدام" بكل ماله وعليه، لننقل الحديث إلى د."سعد الدين إبراهيم" رئيس مركز ابن خلدون للدرسات الإنمائية وأكثر المؤيدين للاستعانة بالضغوط الخارجية من أجل تحقيق إصلاح في مصر وهو ما جعله هدفا لحملة منظمة وقوية من جريدة الأسبوع بعد أن ألقي القبض عليه بتهمة التجسس قبل أن يبرئه القضاء منها فيما بعد.. سألنا ضيفنا في الصالون هذه المرة.. لماذا كانت حملته بغرض تشويه "سعد الدين إبراهيم"، وهل تعتقد بأنه يمكن أن يحدث إصلاح في مصر دون الاستعانة بالضغوط الدولية؟ فرد علينا بحدة ويقين: ""سعد الدين إبراهيم".. ليس في حاجة للتشويه لأنه يشوه نفسه بنفسه.. عندما يطالب بالتدخل الأجنبي في شئوننا فهو يشوه نفسه.. هو يتلقى تمويلا أجنبيا -واعترف هو بذلك- من سيرلانكا إلى المعهد الديمقراطي الأمريكي، وذلك يتم من خلال آلية غير واضحة وشفافة.. بدليل استقالة معظم أعضاء مجلس إدارة مركز ابن خلدون ولو تابعت تصريحاتهم ستجد أنهم جميعا قالوا بأنه لم تعرض عليهم ميزانية ولم يروا مليما واحدا.. وعندما تستعين بقوات أجنبية للتدخل لفرض ما تسميه أنت بالديمقراطية فأنت هنا لا تختلف تماما عن "أحمد الجلبي" أو "إياد علاوي" أو أي من هؤلاء الذين نسميهم خونة العراق". يا نهار أسود.. وصلت للـ"جلبي" و"إياد علاوي".. وصلت للخيانة!.. طيب اللي بعده.. هل يمكن للشعب المصري في ظل حالة ديمقراطية الصراخ -كما وصفتموها أنتم- أن يفرض إصلاحا وتغييرا دون استناد للخارج؟ "سؤال جامد ده".. يجيب بإصرار وإيمان بما يقوله: "طبعا الشعب المصري سيجبر النظام في مصر على تحقيق الديمقراطية.. متى يتم ذلك؟ قد يحدث غدا أو بعد غد لكني أرى أن التيار المطالب بالديمقراطية في صعود ولا يحدث له تراجع، وقوى المجتمع المدني تنمو.. والأحزاب والقوى السياسية اشتد خطابها.. الصحافة تطلق دانات وليست كلمات، كل هذا بالتأكيد سيدفع بالتأكيد إلى إحلال الديمقراطية، هذا هو التطور الطبيعي لنضال الشعب المصري.. النظام مجبر على تحقيق الإصلاح السياسي.. إذا كنت تريد أن تتكلم عن المتغيرات الدولية في العالم ضعها كما تريد.. لكني أرى أن هناك قوى طليعية في الشعب المصري منذ كفاح الطلبة في السبعينيات إلى كفاح العمال والمثقفين ونضال الحركات الفاعلة مثل كفاية وغيرها كل هذه التيارات ستؤدي إلى التغيير والإصلاح رغم أنف الجميع". لا مشاكل للأقباط في مصر! مر ما يقرب من أربعين دقيقة على جلوسنا مع الأستاذ "مصطفى بكري" جاءه فيها دون مبالغة أكثر من 15 مكالمة على الموبايل رفضها كلها بسبب انغماسه في الحوار معنا، ولأن "كده عيب" بقى، والرجل لديه كوم من الاهتمامات والمشاكل غير أن يجلس مع شابين دمهما خفيف مثلنا.. قلنا له.. خلاص والله دول آخر سؤالين.. أي نعم بقوا تلاتة.. بس مايضرش يعني! كانت الأسبوع من الصحف التي اتهمت بتأجيج الفتنة الطائفية أثناء أزمتي "وفاء قسطنطين" والـCD الخاص بالمسرحية.. ويرى البعض أن الأسبوع -باعتبارها جريدة محافظة- تلعب على المشاعر الدينية لدى المسلمين بشكل كبير لتضمن توزيعا جيدا؟ الرد كان جاهزا: "عندما ننشر معلومات فإن هذا لا يعني أننا نثير فتنة.. الـCD كان يوزع في جامعة حلوان على نطاق واسع.. والأصل عندنا أننا ننحاز دائما إلى القيم الأصيلة سواء في الدستور أو في القيم السائدة في المجتمع فقضية مثل "وفاء قسطنطين" لا يمكن أن تتجاهلها ولابد وأن تقول رأيك فيها.. هي قضية حرية اعتقاد والسؤال هنا يصبح هل أنت مع حرية العقيدة أم لا.. قضية الـCD كانت دفاعا عن إهانة الدين في مسرحية اعترف بها من قاموا بتمثيلها.. نحن نطرح القضية ونقول بأن هذه التصرفات تسيء إلى قيم المجتمع وإلى المسلمين.. لكننا نفتح الباب أيضا لكل الأقباط الذين يريدون التحدث في أمور مشابهه والأسبوع يكتب فيها عدد من الكتاب الأقباط.. ونحن ننتقد التصرف لا الديانة وأنا طبعا مسلم وأدافع عن عقيدتي لكن لو هناك من أساء للدين المسيحي فسأقف ضده". آخر مشاغبة: ولو كان الأمر في "وفاء قسطنطين" معكوسا.. هل كنت ستنحاز إلى حرية العقيدة أيضا؟ يشاغبنا هو أيضا: "الدستور يحدد في مادته الثانية أن الشريعة الإسلامية مصدر أساسي للتشريع، وأنا هنا ألتزم بحكم قرآني بالأساس.. أنت دولة دينها الإسلام في الأساس.. هي أصبحت مسلمة واستنجدت بكل الناس فقلنا يا جماعة استمعوا إليها ولا تضغطوا عليها". ومادام فتحنا سيرة الأقباط كان لابد أن نسأله عن رأيه فيما إذا كانوا يتعرضون لمضايقات ما أو أنهم يعانون من مشاكل محددة في مصر.. "أتصور أن كثيرا من مشاكل الأقباط فيما يتعلق بدور العبادة قد تم حلها فعلا.. أي محافظ بيخلص الموضوع ده دلوقت ولاحظ أن الأمر موجود بالنسبة للمساجد أيضا، مافيش حد بيبني لوحده كده.. أما المشاكل بخصوص المناصب في المواقع التنفيذية فيجب أن يتم معالجتها في إطار من العمل الوطني بعيدا عن مؤتمرات الأقباط التي تعقد في الخارج أو الذين يزايدون على البلد". ولم يكن منطقيا أن نتحدث مع كل هذه الخبرات الصحفية المتجسدة في شخص "مصطفى بكري" دون أن نستطلع رأيه في الحياة الصحفية في مصر الآن وذلك على خلفية أحكام الحبس التي طالت عددا من الصحفيين إضافة إلى حرية الصحافة غير المسبوقة التي تشهدها مصر الآن والتي يرى البعض أنها تجاوزت كل الحدود.. على فكرة ده كان آخر سؤال فعلا.. "سقف الحريات هو ميثاق الشرف الصحفي وأي اختراق لميثاق الشرف الصحفي هو خروج لما ارتضته الجماعة الصحفية بالأساس.. لكني أرفض أي تدخل للدولة في هذا الأمر.. نقابة الصحفيين هي المسئولة عن محاسبة أي صحفي مع الأخذ في الاعتبار أنه من الممكن أن يكون هناك شطط في الممارسة الصحفية وإن كنت أفصل هنا بين صحف تستهدف الإثارة والجنس والإساءة للعقيدة، وبين صحف لديها وجهة نظر سياسية من حقها أن تقول ما تريد طالما هذا في إطار النقد المباح وعلى المتضرر أن يلجأ للجهات المعنية، القضية ليست حرية صحافة فحسب، القضية أن يتفاعل النظام مع ما ينشر وأن يرد على الصحفيين... لا أفهم كيف نكتب كل هذا ولا يتخذ أي قرار.. ماذا يعني هذا.. كأنك تنبح في البرية فيرتد إليك الصوت". جميل.. انتهى الحوار ساخنا كما هو متوقع، أغلقنا الكاسيت، وسلمنا على ضيفنا العزيز، وبروح ابن البلد الحقيقي أصر "مصطفى بكري" أن يوصلنا بنفسه إلى باب مكتبه مودعنا بابتسامة مشجعة لطيفة، وقبل أن نخرج من مقر الجريدة لمحنا صورته معلقة على إحدى الجدران وهو يتكلم بحماس وصدق ملحوظين في مجلس الشعب، هو ذات الحماس والصدق اللذان غلفا كل كلامه معنا، قليلون هم من تتطابق صورهم مع شخصياتهم الحقيقية.. وكان هو واحد من هذا القليل.
__________________
<div align="center">ودود يا ودود ، ياذا العرش المجيد، يا مبدئ يا معيد ، يا فعالا لما يريد ، أسألك بنور وجهك الذي ملأ أركان عرشك ، وأسألك بقدرتك التي قدرت بها على جميع خلقك ، وأسألك برحمتك التي وسعت كل شيء ، لا إله إلا أنت ، يا مغيث أغثنى...</div> |
#4
|
|||
|
|||
![]()
فعلا الدكتور فاروق نبيل حواراته رائعة
شكرا ع الموضوع
__________________
![]() لا إله إلا الله ....... محمد رسول الله |
#5
|
|||
|
|||
![]()
شكرا يا بشمهندس وكمان مصطفى بكري
بس مقرتش حواره كله لي تعقيب على حواره مشكور كتير |
#6
|
|||
|
|||
![]()
شكرا ليكم و هحاول أضيف حوارين كل فترة حتى يتسنى قرائتهم و المتابعة الدقيقة
شكرا
__________________
<div align="center">ودود يا ودود ، ياذا العرش المجيد، يا مبدئ يا معيد ، يا فعالا لما يريد ، أسألك بنور وجهك الذي ملأ أركان عرشك ، وأسألك بقدرتك التي قدرت بها على جميع خلقك ، وأسألك برحمتك التي وسعت كل شيء ، لا إله إلا أنت ، يا مغيث أغثنى...</div> |
#7
|
|||
|
|||
![]()
شكر ا يا محمد على مواضيعك الممتازة
__________________
لا إلا إلا الله محمد رسول الله ![]() |
#8
|
||||
|
||||
![]()
طب استنى لما نقرا حوار نبيل فاروق كله
استنى بقى لما اقرا الاتنين مع بعض وارد
__________________
![]() |
#9
|
|||
|
|||
![]()
شكرا على الردود و لن يتم اضافة الحوارات الجديدة إلا كل خميس ان شاء االله و أرجو من المشرفين تثبيت الموضوع و شكرا
__________________
<div align="center">ودود يا ودود ، ياذا العرش المجيد، يا مبدئ يا معيد ، يا فعالا لما يريد ، أسألك بنور وجهك الذي ملأ أركان عرشك ، وأسألك بقدرتك التي قدرت بها على جميع خلقك ، وأسألك برحمتك التي وسعت كل شيء ، لا إله إلا أنت ، يا مغيث أغثنى...</div> |
العلامات المرجعية |
|
|