النتيجة بانت لبتها ( سبب التأخير والعاشرة مساءا مني الشاذلي)

[fatac2]

دائماً وأبداً هو شبح الثانوية العامة؛ لكن يبدو أن هذا الشبح او هذا العفريت أصبح يظهر في اكثر من "خرابة".. لدرجة أن السيطرة عليه باتت امر غير ممكن.

السيناريو هذه المرة له أبعاد مختلفة، وأزمنة وأماكن مغايرة لتلك التي اعتدناها عند الحديث عن تلك الثانوية في مصر. فالمشهد كان في الماضي ابطاله يقتصرون على الطالب شديد الرعب من تلك المرحلة الفارقة في حياته؛ والأسرة شديدة التأذي من الأعباء النفسية والمادية لهذا العام.. لدرجة أن بعض الآباء يصفون أنه من كثرة العبء والأجواء المشحونة بالمنزل، البيت يبدو كالمعتقل؛ والمنظومة التعليمة ممثلة في المعلم والنظام التعليمية والدروس الخصوصية وتعامل المسئولين مع القضية عموماً والعبث بملف التعليم تحت مسمى التصحيح... إلخ.

وفي النهاية، تكون نتيجة التعامل مع ذلك الشبح (الثانوية العامة) مرهونة بسبل احتوائه، وكيفية ترويضه، ومدى القدرة على التكهن مخابئة...

* أما الآن، فالموضوع اصبح له بعد جديد تماماً، بالشكل الذي يمكن ان يجعل اصطلاح شبح أو حتى أشكيف على الثانوية العامة أمر غير كاف.

هذا البعد هو فساد نظام التصحيح، وانعدام ضمير بعض المسئولين وبعض المصححين، والعبث بأقدار أسر ومستقبل شباب وفتيات.. أو قل مستقبل بلد!!!!

** الصورة بكاملها، رسمتها الإعلامية البارعة منى الشاذلي في برنامجها "العاشرة مساءً"، لكنها- بحسب رأينا- لم تستخدم إلا اللون الأسود، وملامح الصورة لم تظهر إلا من خلال المساحات البيضاء التي كانت "تبقى" من اللوحة تعبيراً عن بصيص من الأمل في أن يبدل الله الكارثة، ويرفع عنا الحمق.. ونجد انفسنا نتحول من حال إلى حال.

في المجمل الصورة تعكس فساداً، وانعدام للمسئولية من قبل المسئولين، وقلة ضمير من قبل بعض المصححين، وتفنيداً للحكمة التي ربينا عليها وتقول "من جد وجد.. ومن زرع حصد".

*** وهذه تفاصيل صورة فساد التصحيح بالثانوية العامة:
- المصحح "كفران" ويمنع عنه الماء، وينام باستراحات على أسرة مليئة بالبراغيث- إن وجدت، وعلى الأرض وفي "حوش المدرسة" في معظم الأحوال. ولا توجد حمامات أو استراحات، ويوضع تحت ضغط جسدي من حيث عدد ساعات وكم العمل، وضغط نفسي لتعاظم تلك الظروف السيئة التي لا يكون الحل فيها إلا "قلة الضمير".
- لا رعاية صحية ولا طبيب لحالات الطوارئ.. فداخل لجان التصحيح أو وراء بوابة "السجن" يسقط المصححون مغشياً عليهم.. ولا مجيب أو منصف.
- التوجيه المشرف على التصحيح يحض المصحح على "التخليص".. ولا فرصة لقراءة الورقة.
- المعلمون القائمون على التصحيح منهم من هو غير مؤهل، ومنهم من لا يعرف المناهج أصلاً، ويتعامل مع الإجابة من خلال نموذج الإجابة المطبوع من قبل الوزارة، وفي حال قام الطالب بالإجابة بطريقته الخاصة تشطب الإجابة حتى لوكانت صحيحة.
- المعلم المؤهل لايسمح له بالتعامل الفني والمهني مع الورقة، بل التعامل الكمي من أجل إنجاز أكبر عدد من أوراق الإجابة.. "ومش مهم كل واحد ياخد حقه".
- أولياء الأمور والطلبة يصرخون ويؤكدون أنها "مهذلة".
- الوزارة لا تفتح الباب لإعادة التصحيح، والتعنت هي الصفة المؤكدة حتى لا يفتحوا الباب أمام الجميع للمطالبة بإعادة تصحيح الورق.. فقط يتم إعادة رصد الدرجات.

**** وفي النهاية الصورة شديدة السوء، ومليئة بالفساد.. والتخلف والعته والتأخر والجهل واللاحضارة او المدنية؛ أبطالها طلبة وأسر يدعون الله أن يحنن قلب المصحح على أولادهم، ويدعون على من يخالف ضميره بـ "خراب بيته"، وعندما يقدمون تظلماً لا ينصفون بأي حال من الأحوال؛ وأبطالها أيضاً مصححون مطحونون وملزمون باتباع مبدأ "خلص نفسك.. واقلب.. وبسرعة.. واشطب"؛ وأبطالها كذلك مسئولون ووزارة أقل ما يمكن أن توصف به أنها "ودن من طين وودن من عجين".

وفي الخلفية.. يظهر مواطن مدحور، مذلول، كلما أراد الرقي والتقدم والحضارة جاء المفسدون والجهلاء وضيعوا آماله وطموحه.




هذا ماجاء بحلقة العاشرة مساءا لمني الشاذلي في قناة دريم