اهلا وسهلا بك فى بوابة الثانوية العامة ... سجل الان

العودة   بوابة الثانوية العامة المصرية > القسم الإداري > أرشيف المنتدى

أرشيف المنتدى هنا نقل الموضوعات المكررة والروابط التى لا تعمل

 
 
أدوات الموضوع ابحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 11-09-2009, 08:45 PM
الأستاذة هدى الأستاذة هدى غير متواجد حالياً
كبير مشرفي اقسام التعليم الفنى سابقا
 
تاريخ التسجيل: Jul 2008
المشاركات: 3,498
معدل تقييم المستوى: 20
الأستاذة هدى is on a distinguished road
Mnn هل قتل الرئيس عبد الناصر بالسم ؟؟؟ وما حكاية طبيبه المتهم بالجاسوسية وأخيرا بقتله؟؟؟

هل قتل الرئيس عبد الناصر بالسم أم لا؟؟؟؟ حكاية الجاسوس الذى صرح للشاعر احمد فؤاد نجم بقتله
اليكم تفاصيل الخبر

قاتله اعترف لي في السجن وأطلق سراحه من الاعدام جدل بمصر حول حديث فؤاد نجم عن تسميم عبدالناصر


نجم: هذا ما حصل
أحمد حمروش ينفي
أمين هويدي: كلام نجم غير حقيقي
طارق حبيب: هذا ما أعرفه
رقية السادات: الوفاة طبيعية


أحمد فؤاد نجم أكد أن عبد الناصر مات مسموما
القاهرة - محمد المعتصم
أثار الشاعر أحمد فؤاد نجم ضجة في مصر بعد تصريحاته للاعلامي اللبناني طوني خليفة، التي قال فيها ان الرئيس الراحل جمال عبد الناصر مات مقتولا بالسم وان قاتله اعترف له بالجريمة خلال وجودهما معا في السجن.

ورفضت شخصيات عسكرية وأمنية مصرية أبرزها وزير الحربية ومدير المخابرات العامة الأسبق في فترة الحكم الناصري، أمين هويدي تصريحات نجم، واعتبرتها غير صحيحة.

وكان الشاعر نجم قد ظهر الخميس 10-9-2009، في برنامج "لماذا" الذي تبثه قناة "القاهرة والناس"، اتهم عميد معهد العلاج الطبيعي والمدلك الخاص بالرئيس عبد الناصر الدكتور علي العطيفي بأنه قتل عبد الناصر بالسم وان العطيفي اعترف له بذلك بعد أن تم سجنه في قضية تجسس والتقاه في السجن.

المعروف أن الرئيس عبد الناصر كان يعاني من متاعب في القدمين ونصحه الاطباء الروس بتدليكهما حتى يمكنه الوقوف والمشي.

نجم: هذا ما حصل
وفي تصريح خاص لـ"العربية.نت" قال نجم إنه "ما زال متمسكا بما قاله عن قيام العطيفي بقتل عبد الناصر بالسم من خلال تدليكه، حيث انتشر السم في جسده وبدأ في قتل خلاياه تدريجيا حتى مات".

وأردف نجم أن "العطيفي بنفسه هو من اعترف له بذلك وأنه قال له وقتها لقد دفعوا لي ولن يتركوني أعدم وهو ما حدث بالفعل، حيث خرج قاتل عبد الناصر والمتهم بالتجسس لصالح إسرائيل رغم صدور حكم بالاعدام ضده".

وأكد نجم أنه "منذ خروجه من السجن وهو يقول انه قابل العطيفي واعترف له بما فعله في عبد الناصر، وكان ينتظر أن يستدعيه أي شخص ليقول له أي شيء أو يحقق معه ويتهمه حتى بالكذب، وهو ما لم يحدث، ومستعد لتقديم شهادته لأي جهة أو أي مكان".

وأضاف نجم باللهجة المصرية: "اسألوا ضابط المخابرات الجدع اللي مسك العطيفي و( جرجروا) علي مصر عشان يتعدم ايه اللي حصل".

وحول اقترابه من العطيفي في السجن وهو أمر غير مقبول بحكم أنه كان جاسوسا قال نجم "أردت أن أعرف كيف لرجل جلس بالقرب من عبد الناصر وشاهد كيف يموت في سبيل البلد أن يتحول الى جاسوس وأنا لدي طريقتي في اختراق الناس فاكتشفت أنه هو الذي قتله".

أحمد حمروش ينفي
وقد أثارت تلك التصريحات ضجة كبيرة في مصر بدأت من عضو تنظيم الضباط الاحرار أحمد حمروش الذي قال لـ "العربية.نت" إن كلام نجم غير صحيح بالمرة.. فعبد الناصر كان مريضا بالضغط والسكر والقلب ومريض أكثر بمشاكل الدول العربية".

وأضاف حمروش انه "يرفض المتاجرة بمثل هذا الكلام فعبد الناصر لم يمت مسموما بل مات موتا طبيعيا نتيجة معاناته من المرض والضغوط".

وأردف ان "مسألة موت عبد الناصر شغلت الرأي العام وقتها وما زالت، خاصة أنه مات صغير السن بالمقارنة بغيره، وكانوا يرونه في استقبال ضيوف القمة العربية ووداعهم، ثم اعلن عن الوفاة التي جعلت كثيرين يتخيلون أنه مات مقتولا أو وضع له أحد الإخوة العرب شيئا في فنجان قهوة تبدل بينه وبين شخص آخر، وهي كلها أمور غير حقيقية فعبد الناصر مات بسبب معاناته من المرض ومن مشاكل العرب وهموم مصر".

أمين هويدي: كلام نجم غير حقيقي
من جهته، قال وزير الحربية ورئيس جهاز المخابرات العامة الاسبق امين هويدي لـ "العربية.نت" إن "ما يمكن قوله في هذه القضية الآن هو أن كلام نجم غير حقيقي، فالعطيفي لم يقتل عبد الناصر بالسم وعبد الناصر لم يمت مقتولا أو مسموما".

وأردف هويدي "المخابرات المصرية أقوى مما يتخيل أي شخص ومن الصعب أن يترك رئيس الجمهورية هكذا دون أي تأمين".

طارق حبيب: هذا ما أعرفه
وأما الاعلامي طارق حبيب، الذي أعد ملفات عن ثورة يوليو وسجل فيها مع كل من كان له علاقة بالثورة ورجالها خاصة عبد الناصر، فكشف أنه "كان يعرف العطيفي وكان عضوا في نادي الجزيرة يحضر يوميا الى النادي ويجلس في الشمس ويسبح قليلا، حتى بدأت زياراته للنادي تقل وعرفت بعدها أنه أصبح المدلك الخاص للرئيس وأنه يدلكه ثلاث مرات أسبوعيا، بعدها عرفنا أنه كان متهما في قضية تجسس وحكم عليه بالاعدام".

وأردف حبيب لـ "العربية.نت" أن كلام "نجم لا أساس له من الصحة وأنه سأل المرحوم محمود فهيم أحد أهم حراس عبد الناصر وظل فترة يدلك الرئيس عن العطيفي فنفى الموضوع تماما، كما أنه سأل الاطباء الذين حضروا وفاة عبد الناصر ودفنه فأكدوا أن الوفاة طبيعية نتيجة هبوط في القلب والسكر".

وأضاف حبيب "أثناء اعدادي لملفات الثورة سألت كلا من سكرتير الرئيس للمعلومات سامي شرف وأمين عام الرئاسة عبد المجيد فريد، وحسين الشافعي وهدى عبد الناصر وقلت لهم هل هناك علاقة بين وفاته والعطيفي فكانت الاجابة هي النفي، كما أنني سألت السيدة جيهان السادات وكانت هي وزوجها في نفس الليلة على موعد علي العشاء مع عبد الناصر فأكدت أن زوجها لم يشك لحظة في ضلوع العطيفي في قتل عبد الناصر ولم يفاتحها فيه".

رقية السادات: الوفاة طبيعية
وبدورها قالت رقية السادات لـ "العربية.نت" ان المرحوم عبد الناصر مات بسبب السكر والضغط وتصلب الشرايين ولم يمت بالسم.

وأكدت رقية أن "والدها لم يذكر ابدا هذه القصة ولم يتحدث أبدا عن ضلوع العطيفي في مقتل عبد الناصر، ولم يذكر ابدا انه مات مقتولا وكان كلما جاء ذكره يقرأ له الفاتحة لانه كان يحبه ولو كان هناك شك لما ترك العطيفي".


وقال رئيس تحرير "جريدة العربي الناصري" عبد الله السناوي انه يشك في رواية نجم "خاصة ان هذه الرواية لم تثبت مطلقا من أحد المقربين من عبد الناصر وأن الكلام كله مرسل ولا يوجد عليه أي دليل".

فيما أكد الكاتب اليساري أحمد بهاء شعبان أن "كلام نجم يذكره بما تردد وقت وفاة عبد الناصر عن تعرضه للقتل بالسم وأن الموساد الاسرائيلي استطاع تجنيد العطيفي وأوكل له مهمة قتله باستخدام مجموعة مراهم مسممة.. ولكني اعتقد شخصيا إنها اشاعة. لانه لو كانت حقيقة فستعتبر ضربة كبرى من اسرائيل في عقر دار عبد الناصر".

وهذا هو الرابط

http://www.alarabiya.net/articles/2009/09/11/84643.html

طبعا الخبر لم ينقل اى خبر عن تفاصيل جاسوسية الدكتور على العطيفى فتبعته بهذا الخبر ليفيدنا اكثر عنه حتى وفاته ....

هكذا اوقعت المخابرات المصرية بالجاسوس الاسرائيلي علي العطفي (2-2)



القاهرة - الصباح - تسرد الحلقة الثانية والاخيرة من الحكاية المثيرة التي كتبها الصحافي صلاح الامام ونشرتها صحيفة "الجريدة" الكويتية اليوم الخميس جهود المخابرات المصرية في الايقاع بالجاسوس علي العطفي الذي زرعته اسرائيل داخل القصر الجمهوري المصري هنا نصه: "بدأت المخابرات المصرية تنشط في عملية البحث عن الجاسوس المجهول الذي كان ملفه خاليا من أية معلومات عن شخصه، فوُضع كل المقربين من رئاسة الجمهورية تحت المراقبة الشديدة في جميع تحركاتهم، وبُحثت جميع علاقاتهم، وكان من الطبيعي أن يكون من بينهم علي العطفي الذي كان وطّد علاقته الخاصة بالرئيس السادات وأسرته.
فلما جاءت المعلومة الخاصة به من أمستردام عن تردده على السفارة الإسرائيلية، وُضع على الفور في دائرة الشك، وسافر إلى هولندا ضابط من المخابرات المصرية يتحدث لغات عدة، لمراجعة كل ما يتعلق بحياة العطفي وعلاقاته بهولندا وأسرة زوجته.

كان العميد محمد نسيم هو المسؤول عن ملف العطفي، ولأيام عدة لم تر عيناه النوم، الى أن اكتمل ذلك الملف وضم أدلة كثيرة على إدانته، فعُرض على الرئيس السادات شخصيًا. في البداية شكك السادات في صحة المعلومات التي قدمها له رئيس المخابرات المصرية، وسأله عن الضابط المسؤول عن ملف العطفي، فلما علم بأنه محمد نسيم صدّق كل كلمة لثقته الشديدة بالأخير. ولشدة خصوصية الموضوع ومدى حساسيته، أمر السادات باطلاعه أولا بأول على كل ما يستجد في موضوع العطفي، وأمر بإعطاء ملفه صفة "شديد السرية"، وهي أعلى درجات التصنيف المخابراتي، ثم صدرت بعد ذلك أوامر عليا بإنهاء الملف والقبض على العطفي.

صدرت الأوامر لضابط المخابرات المصري في هولندا، بإحكام الرقابة على العطفي وضرورة ألا يشعر هو بذلك كي لا يلجأ إلى السفارة الإسرائيلية، أو تتدخل السلطات الهولندية وتمنع تسليمه لمصر. عندما توجه العطفي الى شركة الطيران ليحجز تذكرة رجوع الى مصر، تلقى ضابط المخابرات أمرا بأن يعود معه على الطائرة نفسها ويقبض عليه في المطار بمجرد نزوله من الطائرة، وفي 22 اذار (مارس) 1979 أقلعت الطائرة من مطار أمستردام وعلى متنها ضابط المخابرات الذي تأكد من وجود اسم العطفي على قائمة الركاب في الرحلة ذاتها، وبعد هبوط الطائرة على أرض مطار القاهرة وقف تحت سلّمها ينتظر نزول العطفي، وكانت المفاجأة الصاعقة أن العطفي اختفى، أين ذهب؟ هل تبخر؟ تحرك الضابط والتقى زملاءه في مكتب المطار فأكدوا له أن العطفي لم يخرج من الطائرة، فأبلغوا العميد محمد نسيم الذي تمكن بأساليبه الخاصة من معرفة أن العطفي في منزله، وأنه عاد الى مصر على طائرة أخرى قبل موعد تلك الرحلة بيومين، وكان ذلك من الأساليب المضلّلة التي يتبعها العطفي في تنقلاته، وكان لا بد من وضع خطة أخرى للقبض عليه.

في صباح اليوم التالي تلقى العطفي اتصالا من صحافي في مجلة "آخر ساعة" أخبره فيها بأنه يريد إجراء حوار مطوّل معه عن آخر المستجدات في مجال العلاج الطبيعي، وتحدد له موعد التاسعة مساء، وقبل انتهاء المكالمة توسّله الصحافي أن يحبس الكلب الوولف المخيف الذي يلاصقه في تحركاته كلها، فوعده العطفي بذلك وهو يضحك ولا يعلم أن ما تم كان بترتيب محكم من المخابرات المصرية.

في الثامنة والنصف من مساء 23 اذار (مارس) 1979، كان حي الزمالك بالكامل محاطاً بسياج أمني على أعلى مستوى لكن من دون أن يشعر أحد، فهذا أحد أحياء القاهرة المعروف برقيّه وبأن عددا كبيرا من سفارات الدول الأجنبية موجود فيه، ويسكنه الكثير من رجال السلك الدبلوماسي الأجانب في القاهرة، ونظرا الى خطورة المهمة وحساسيتها كان من الضروري التحسب لأي شيء مهما كان، وأمام العمارة رقم 4 في شارع بهجت علي في الزمالك بدا كل شيء هادئا، وعلى مقربة منها توقفت سيارات سوداء عدة تحمل أرقامًا خاصة، ونزل منها أناس يرتدون الملابس المدنية ولا يبدو عليهم شيء غريب. كان العطفي ينتظر ضيفه الصحافي المتفق على حضوره في هذا الوقت. وصل رجال المخابرات إلى باب شقته التي تشغل دورا كاملا بالعمارة المملوكة له ذاتها ويسكنها عدد من علية القوم، ففتحت الشغالة لهم باب الشقة لتصحبهم إلى الصالون، لكنها فوجئت بالعميد محمد نسيم يقتحم غرفة المكتب ليواجه العطفي الذي كان جالسا على مقعده الوثير ينتظر ضيفه الصحافي، وعلى رغم المفاجاة المشلة إلا أنه حاول أن يبدو متماسكا، فأعطى نسيم أوامره لرجاله بأن ينتشروا داخل المنزل.

أخرج نسيم أوامر النيابة بالقبض عليه وتفتيش منزله وأطلعه عليها، وذلك لاتهامه بالتخابر مع دولة أجنبية، فتصنّع العطفي الذهول والدهشة مما يسمع، وبدا يتحدث بنبرة تهديدية لنسيم يحذره فيها من مغبة ما يقوم به، لكن الرجل الذي يعي عمله جيدا واصل مهمته، وقطع ذلك حضور شريف ابن العطفي الطالب بكلية الهندسة، الذي فوجئ بالمشهد المهين لوالده، ودار حوار بالألمانية بين شريف ووالده، قال فيه الابن لأبيه أنه سيطلب جمال نجل السادات كي يخبر أونكل السادات بما يتم، وكان بين الحضور ضابط يجيد الألمانية فأخبر وكيل النيابة الموجود مع المجموعة، بحقيقة ما يريده الابن، فطلب ألا يتم ذلك منعًا لحدوث أي بلبلة تعوق المهمة.

التوبة

تحدث العميد نسيم قائلا: "دكتور عطفي... أنت متهم بالتخابر مع دولة أجنبية، ونحن جئنا لتنفيذ أمر بالقبض عليك"، فقال العطفي: "أنت عارف بتكلم مين؟"، ثم اتجه إلى الهاتف وأمسك بسماعته، لكن نسيم أخذها منه وقال له: "أولا، إجراءات المخابرات لا يستطيع أحد أن يوقفها ولا حتى رئيس الجمهورية، وثانيا، رئيس الجمهورية على علم تام بكل ما يحدث الآن بل ويتابعه بصفة شخصية، ويجلس الآن ينتظر خبر القبض عليك، ثم أخرج له صورة مع ضباط الموساد التي التقطت له أمام السفارة الإسرائيلية في هولندا، فانهار العطفي وألقى بجسده على أقرب مقعد".


قال العطفي: "أنا هقول على كل حاجة، بس قبل ما أتكلم عايز أقولكم على حاجة مهمة، كنت ناوي أتوب تماما الأسبوع الجاي، وسافرت أمستردام الأسبوع اللي فات مخصوص عشان أبلغهم قراري، وكنت ناوي أحج السنة دي، وضابط المخابرات الإسرائيلي أبلغني أني أقدر آخد أسرتي وأسافر بهم إلى تل أبيب، وأنا بقترح عليكم دلوقتي إن الأمور تمشي على طبيعتها، أسافر هناك... ومن هناك أقدر أخدم مصر.. وأكفر عن اللي فات، فقال له العميد نسيم مستدرجا إياه: اقتراح جميل ومقنع تماما، اتعاون معانا بقى عشان نقدر ننفذ الكلام ده".

ابتلع العطفي هذا الطعم، وبدأ يقص حكايته من الألف إلى الياء، لكنه استخدم ذكاءه وأدخل كثيرا من الحكايات الكاذبة في قصته، ولاحظ رجال المخابرات ذلك، فتركوه يحكي ما يريد، ثم سألوه عن طريقة اتصاله بالمخابرات الإسرائيلية فقال بأن ذلك يتم عن طريق خطابات مشفرة على ورق كربون ويقوم بإرسالها من خلال البريد، وكانت تلك هي أول الأدلة المادية على تورّطه في التجسس.

أخرج العطفي من بين أوراقه "بلوك نوت" عليه بادج المعهد العالي للعلاج الطبيعي، كانت صفحاته بيضاء، وبين أوراقه ورقة مكتوب عليها "بسم الله الرحمن الرحيم" فأشار إلى أنها ورقة الكربون التي يستخدمها كحبر سري، ثم مد يده بين صفوف كتب مكتبته وسحب كتابا معينا وقال: هذا كتاب الشفرة، فنادى نسيم على واحد من رجاله وسلمه الكربون وكتاب الشفرة، وبإشارات خاصة ومن دون كلام تناولهما الضابط، وبعد لحظات أعطاهما لنسيم وهو يشير بإشارات خاصة ومن دون كلام أيضاً، لكن نسيم عرف أن العطفي يراوغ، لأن الكتاب الذي أعطاه لهم ليس هو كتاب الشفرة، فما كان منه إلا أن حدّثه بلهجة حادة: أين كتاب الشفرة الحقيقي؟ فقام العطفي لإحضاره من مكان آخر، عندها طلب نسيم تفتيش زوايا المنزل وأركانه كافة، ثم عاد العطفي ومعه كتاب الشفرة الذي فُحص وتأكدوا من صحته.

كانت الزوجة انضمت الى الحضور وكذا الابن الثاني عمر، وأخبرهم رجال المخابرات بحقيقة رجل البيت الذي يتجسس لحساب إسرائيل، فانهارت الزوجة ـ التي ثبت يقينا في ما بعد عدم علمها بالأمر ـ وأقبلت عليه تصرخ وهي توبّخه بألفاظ نارية، وكذا ابنه الكبير، بينما انخرط العطفي في نوبة بكاء شديدة. امتدت الجلسة حتى السابعة من صباح اليوم التالي، وأشار نسيم لاثنين من رجاله بمصاحبة الزوجة وولديه لجمع حاجاتهم ومغادرة المكان، فلقد أصبح منذ تلك اللحظة خاضعا لسيطرة رجال المخابرات، وبدأ فريق الضبط يستعد لمغادرة المكان ومعهم صيدهم الثمين، إنه الدكتور علي العطفي الطبيب الخاص لرئيس الجمهورية، يخرج ذليلا منكسرا بين أيدي رجال المخابرات المصرية متّهمًا بأقبح تهمة.

السادات يتابع العمليّة

كانت الساعة 9 صباحًا حينما خرج نسيم بصحبة عدد من رجاله وبينهم العطفي، في حين بقي بعض رجال المخابرات داخل الشقة وخارجها، في حين كان هناك فريق آخر سبقهم إلى مقر المعهد العالي للعلاج الطبيعي، وصعد إلى حيث مكتبه. بعد لحظات، جاءت السيارة التي تقل العطفي وتوقفت داخل أسوار المعهد، وشاهد الطلاب والأساتذة عميدهم مقبوضا عليه، وفي مكتبه عثر رجال المخابرات على ضالتهم، إنه جهاز اللاسلكي المتطور الذي يستخدمه العطفي في بث رسائله، كان مخبأ في مكان سحري لا يستطيع أحد الوصول إليه سواه، ثم خرج الجميع بعد الأمر بتشميع مكتبه.

منذ خروج فريق الضبط الى منزل العطفي ورئيس جهاز المخابرات المصرية لم يغادر مكتبه، وكان يتابع لحظة بلحظة عملية الضبط والتفتيش، حتى دخل عليه نسيم قلب الأسد مؤديًا التحية العسكرية ويبشره بانتهائها على خير ما يرام، وفورًا أمسك رئيس المخابرات بالتلفون وطلب الرئيس السادات الذي كان متلهفا هو الآخر الى سماع الخبر، لكن السادات طلب أن يسمعه من نسيم شخصيًا، وحضور الإثنين إلى استراحة الرئاسة في منطقة الهرم، وأمام السادات روى نسيم كل تفاصيل عملية الخيانة التي تورط فيها طبيبه الخاص، وعملية القبض وما وجدوه لديه من أدلة دامغة تثبت تجسسه، فأصدر السادات تعليماته بأن تتم العملية في طي الكتمان، وألا تنشر أجهزة الإعلام عنها أي شيء.

على مدار 20 يوماً توالت اعترافات العطفي لأجهزة التحقيق، و سُوّدت أكثر من 1000 ورقة باعترافاته. لكن خلال أيام التحقيق الأولى كان العطفي مصممًا على أنه لم يعمل بالتخابر إلا منذ عام 1976، لكن تقرير المخابرات جاء ليؤكد أن العطفي كان على علاقة بـ"الموساد" منذ عام 1972، وأنه كان يرسل برسائله اللاسلكية المشفرة منذ ذاك التاريخ، وتم التأكيد من ذلك بفحص جهاز الإرسال الذي ضُبط عند العطفي، ومطابقة تردده مع الترددات المجهولة التي رصدتها أجهزة المخابرات منذ عام 1972 وعجزت وقتها عن تحديد مصدرها، وكان من بين أحراز القضية جهاز دقيق يستخدم في عرض الميكروفيلم، وكارت بوستال ذو تصميم خاص فيه جيب سري للغاية يوضع به الميكروفيلم.

أثناء التحقيق معه، أصدر المدعي العام الاشتراكي في مصر قرارا في 3 نيسان (أبريل) 1979 بمنع العطفي وزوجته وأولاده من التصرف في ممتلكاتهم، فحُصرت وفُرضت الحراسة عليها، وبناء على هذا القرار أصدرت محكمة القيم حكما في 1 اذار (مارس) 1981 بمصادرة أموال وممتلكات العطفي وأسرته لصالح الشعب، وكانت ثروته أثناء القبض عليه تقدر بمليونين ومائتي ألف جنيه.

أما العطفي فأحيل الى محكمة أمن الدولة العليا في القضية رقم 4 لسنة 1979، حيث أصدرت حكمها عليه بالإعدام شنقًا، لكن الرئيس السادات خفف الحكم إلى الأشغال الشاقة لمدة 15 سنة فحسب، ورفض الإفراج عنه أو مبادلته على رغم الضغوط السياسية التي تعرض لها وقتها من رئيس الوزراء الإسرائيلي مناحم بيغن الذي تعددت لقاءاته بالسادات خلال تلك الفترة، وهما يعدّان لاتفاقيات السلام بين مصر وإسرائيل.

بعد صدور الحكم على العطفي، قام الابن الأكبر له بنشر إعلان مدفوع الأجر على مساحة كبيرة من صحف عدة يعلن فيه لشعب مصر أنه يتبرأ من والده ويستنكر خيانته لمصر.

بعد وفاة السادات وتولي الرئيس مبارك الحكم، تقدم العطفي بالتماسات عدة له بطلب الإفراج عنه لظروف صحية، لكن مبارك رفض الموافقة على تلك الطلبات التي كان آخرها عام 1987، وقيل إنه أصيب بالعمى وهو في سجنه الذي بقي فيه ذليلا مهانا حتى وفاته في 1 نيسان (ابريل) عام 1990، ورفضت أسرته استلام جثته، فدُفنت في مقابر الصدقة.

وهذا هو الرابط
http://www.alsbah.net/mynews/modules...rint&sid=15638



فى انتظار تعليقاتكم او مزيد من المعلومات
__________________
وأفوض أمري إلى الله إن الله بصيٌر بالعباد
 

العلامات المرجعية


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 03:46 PM.